جمعية الصحفيين الإماراتية تطلق اسم نوال الصباح على جائزة أفضل صانع محتوى
أوربان، سالفيني، مورافيكي:
الاتحاد الأوروبي: الشعبويون في تحالف صوري جديد...؟
-- لن يكون التحالف بالضرورة من خلال مجموعة برلمانية جديدة، يمكن أن يمر أيضًا من خلال تشاور منتظم
-- العوائق أمام تأسيس مجموعة يمينية راديكاليـة جديـدة، لا تـزال عديدة
-- قد يُظهر فيدس والرابطة وحزب القانون والعدالة رغبتهم في إعادة رسم الأفق السياسي الأوروبي، لكن تظل مصالحهم متباينة
-- المشـروع يقـوده فيكتور المجـري، لكن زعامتـه تصطـدم بجـدار بولندي
بالنسبة للعديد من منتقديهم، إنهم يشكلون “عصابة البشعين”: مناهضون بشراسة لحقوق الأقليات من مثليين ومهاجرين، ولمبادئ الديمقراطية، وللمفوضية الأوروبية. وضع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ورئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي، ورئيس الرابطة الإيطالي ماتيو سالفيني، الأسس لتحالف قاري يميني راديكالي جديد خلال اجتماع شهد احتفالية كبرى يوم الخميس 1 أبريل، في بودابست.
ووعدوا أمام الكاميرات بالاجتماع مرة أخرى الشهر المقبل في وارسو لتعميق تحالفهم. “إنها الخطوة الأولى في طريق طويل معًا”، رحب الزعيم المجري.
إلى أي مدى سيأخذهم هذا المشروع؟ بعد انسحابه المدوي الشهر الماضي من حزب الشعب الأوروبي القوي، دعا فيكتور أوربان إلى ان تجتمع الحركات اليمينية الراديكالية تحت راية جديدة في بروكسل.
لقد فقد هو حاضنته، بينما ينتمي حزب القانون والعدالة إلى كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين (المتشككين في أوروبا)، وتنخرط الرابطة في مجموعة الهوية والديمقراطية (القوميون)، الا ان الزعيم المجري أخرج آلته الحاسبة: يمكن أن يشكل 12 عضوًا من حزبه فيدس وأولئك المسجلين في كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين (62) والهوية والديمقراطية (75) القوة الثانية في برلمان ستراسبورغ، خلف حزب الشعب الأوروبي (175 منتخبًا) وأمام الاشتراكيين الديمقراطيين (146 منتخبا).
لكن في الوقت الحالي، لم يتم الإعلان عن أي شيء ملموس خلال اجتماع العاصمة المجرية. ولا تزال هناك عقبات كثيرة أمام تشكيل مجموعة جديدة. أولها؟ أوربان نفسه، ونرجسيته المعلنة. “إذا ولدت هذه المجموعة، فسيمكنه حينها القول إنها قامت بفضل مبادرته وسيكون زعيمها الطبيعي، حتى وان كان يملك العدد الأقل من النواب الأوروبيين مقارنة بالاثنين الآخرين”، يعتبر بيوتر بوراس، مدير مكتب وارسو للمجلس الأوروبي للعلاقات الدولية. موقـــــــف يصعب ابتلاعـه بالنسبة إلى حــــــزب القانون والعدالة، الذي قد يفقد المركز المهيمن الــذي يتمتع به في كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين.
روسيا نقطة توتر
مأزق آخر: إعجاب ماتيو سالفيني بفلاديمير بوتين. من الصعب الدفاع عن المشاعر الروسية في بولندا، حيث لا تزال ذكرى الاستعمار القيصري وفرض الشيوعية مؤلمة في وجدان الرأي العام. ناهيك عن الكارثة الجوية في الأراضي الروسية، التي أودت بحياة الشقيق التوأم لزعيم حزب القانون والعدالة ياروسلاف كاتشينسكي عام 2010.
وفي هذا السياق، يشير بيوتر بوراس، إلى أن “تحالفًا رسميًا بين حزب القانون والعدالة مع الرابطة يهدد بإعطاء ذخيرة للمعارضة”.
علاوة على ذلك، انتقد الرئيس البولندي لحزب الشعب الأوروبي، دونالد تاسك، على تويتر، تشكيل “كتلة سياسية موالية لبوتين” في بودابست، في نفس اللحظة التي “تستنفر فيها روسيا قواتها حول أوكرانيا».
من جانبه، فإن ماتيو سالفيني، المصمم على أن يصبح رئيس الوزراء الإيطالي القادم، لديه مصلحة في إبقاء العديد من الخيارات مفتوحة.
فلئن بدا مرنا في بودابست، فيمكنه مع ذلك اختيار الانضمام إلى حزب الشعب الأوروبي، الذي أقيمت اتصالات معه عام 2020.
انه “يجد نفسه في موقف متناقض، لأن الرابطة تشارك في حكومة ماريو دراغي وتحتاج إلى شرعية أوروبية معينة للفوز في الانتخابات المقبلة، يشير أستاذ العلوم السياسية جيوفاني أورسينا، من جامعة لويس في روما.
وفي نفس الوقت، لا يريد سالفيني أن يترك جزءً من الناخبين المناهضين لبروكسل ينزلق نحو منافسه في أقصى اليمين، جيورجيا ميلوني وحزب فراتلي دي إيطاليا «.
أخيرًا، للأمل في تأسيس الكتلة الثانية في البرلمان الأوروبي، من الضروري التوصل إلى اتفاق مع التجمع الوطني، للفرنسية مارين لوبان (21 عضوًا في البرلمان الأوروبي). لم تتم دعوتها إلى بودابست، وحتى الآن لم يعجب هواها الروسي حزب القانون والعدالة البولندي.
ويجب أن يضاف إلى ذلك، أن بعض الأحزاب المنتمية الى مجموعة الهوية والديمقراطية، هي، على المستوى الوطني، في منافسة مع الحركات التي تحمل بطاقة كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، مثل فراتلي دي إيطاليا والرابطة. فرغم نفورهما من المفوضية، فإن العائلتين تتعارضان في العديد من الموضوعات المتعلقة بالميزانية الأوروبية، وحرية الحركة أو التجارة. وفي محاولة لتوحيدهم في ربيع عام 2019، كسر ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أسنانه.
«قد يُظهر فيدس والرابطة وحزب القانون والعدالة رغبتهم في إعادة رسم الأفق السياسي الأوروبي، ومع ذلك يحتفظون بمصالح متباينة، كما يلخص دانيال هيجيدوس، الباحث المشارك في صندوق مارشال الألماني، لن يكون التحالف بالضرورة من خلال مجموعة برلمانية جديدة، يمكن أن يمر أيضًا من خلال تنسيق منتظم للاجتماعات “. ومع ذلك، ليس متأكدًا من أن هذا يرضي تمامًا فيكتور أوربان، الذي ينصبّ اهتمامه على إيجاد بيت جديد لنوابه الأوروبيين.
-- العوائق أمام تأسيس مجموعة يمينية راديكاليـة جديـدة، لا تـزال عديدة
-- قد يُظهر فيدس والرابطة وحزب القانون والعدالة رغبتهم في إعادة رسم الأفق السياسي الأوروبي، لكن تظل مصالحهم متباينة
-- المشـروع يقـوده فيكتور المجـري، لكن زعامتـه تصطـدم بجـدار بولندي
بالنسبة للعديد من منتقديهم، إنهم يشكلون “عصابة البشعين”: مناهضون بشراسة لحقوق الأقليات من مثليين ومهاجرين، ولمبادئ الديمقراطية، وللمفوضية الأوروبية. وضع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ورئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي، ورئيس الرابطة الإيطالي ماتيو سالفيني، الأسس لتحالف قاري يميني راديكالي جديد خلال اجتماع شهد احتفالية كبرى يوم الخميس 1 أبريل، في بودابست.
ووعدوا أمام الكاميرات بالاجتماع مرة أخرى الشهر المقبل في وارسو لتعميق تحالفهم. “إنها الخطوة الأولى في طريق طويل معًا”، رحب الزعيم المجري.
إلى أي مدى سيأخذهم هذا المشروع؟ بعد انسحابه المدوي الشهر الماضي من حزب الشعب الأوروبي القوي، دعا فيكتور أوربان إلى ان تجتمع الحركات اليمينية الراديكالية تحت راية جديدة في بروكسل.
لقد فقد هو حاضنته، بينما ينتمي حزب القانون والعدالة إلى كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين (المتشككين في أوروبا)، وتنخرط الرابطة في مجموعة الهوية والديمقراطية (القوميون)، الا ان الزعيم المجري أخرج آلته الحاسبة: يمكن أن يشكل 12 عضوًا من حزبه فيدس وأولئك المسجلين في كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين (62) والهوية والديمقراطية (75) القوة الثانية في برلمان ستراسبورغ، خلف حزب الشعب الأوروبي (175 منتخبًا) وأمام الاشتراكيين الديمقراطيين (146 منتخبا).
لكن في الوقت الحالي، لم يتم الإعلان عن أي شيء ملموس خلال اجتماع العاصمة المجرية. ولا تزال هناك عقبات كثيرة أمام تشكيل مجموعة جديدة. أولها؟ أوربان نفسه، ونرجسيته المعلنة. “إذا ولدت هذه المجموعة، فسيمكنه حينها القول إنها قامت بفضل مبادرته وسيكون زعيمها الطبيعي، حتى وان كان يملك العدد الأقل من النواب الأوروبيين مقارنة بالاثنين الآخرين”، يعتبر بيوتر بوراس، مدير مكتب وارسو للمجلس الأوروبي للعلاقات الدولية. موقـــــــف يصعب ابتلاعـه بالنسبة إلى حــــــزب القانون والعدالة، الذي قد يفقد المركز المهيمن الــذي يتمتع به في كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين.
روسيا نقطة توتر
مأزق آخر: إعجاب ماتيو سالفيني بفلاديمير بوتين. من الصعب الدفاع عن المشاعر الروسية في بولندا، حيث لا تزال ذكرى الاستعمار القيصري وفرض الشيوعية مؤلمة في وجدان الرأي العام. ناهيك عن الكارثة الجوية في الأراضي الروسية، التي أودت بحياة الشقيق التوأم لزعيم حزب القانون والعدالة ياروسلاف كاتشينسكي عام 2010.
وفي هذا السياق، يشير بيوتر بوراس، إلى أن “تحالفًا رسميًا بين حزب القانون والعدالة مع الرابطة يهدد بإعطاء ذخيرة للمعارضة”.
علاوة على ذلك، انتقد الرئيس البولندي لحزب الشعب الأوروبي، دونالد تاسك، على تويتر، تشكيل “كتلة سياسية موالية لبوتين” في بودابست، في نفس اللحظة التي “تستنفر فيها روسيا قواتها حول أوكرانيا».
من جانبه، فإن ماتيو سالفيني، المصمم على أن يصبح رئيس الوزراء الإيطالي القادم، لديه مصلحة في إبقاء العديد من الخيارات مفتوحة.
فلئن بدا مرنا في بودابست، فيمكنه مع ذلك اختيار الانضمام إلى حزب الشعب الأوروبي، الذي أقيمت اتصالات معه عام 2020.
انه “يجد نفسه في موقف متناقض، لأن الرابطة تشارك في حكومة ماريو دراغي وتحتاج إلى شرعية أوروبية معينة للفوز في الانتخابات المقبلة، يشير أستاذ العلوم السياسية جيوفاني أورسينا، من جامعة لويس في روما.
وفي نفس الوقت، لا يريد سالفيني أن يترك جزءً من الناخبين المناهضين لبروكسل ينزلق نحو منافسه في أقصى اليمين، جيورجيا ميلوني وحزب فراتلي دي إيطاليا «.
أخيرًا، للأمل في تأسيس الكتلة الثانية في البرلمان الأوروبي، من الضروري التوصل إلى اتفاق مع التجمع الوطني، للفرنسية مارين لوبان (21 عضوًا في البرلمان الأوروبي). لم تتم دعوتها إلى بودابست، وحتى الآن لم يعجب هواها الروسي حزب القانون والعدالة البولندي.
ويجب أن يضاف إلى ذلك، أن بعض الأحزاب المنتمية الى مجموعة الهوية والديمقراطية، هي، على المستوى الوطني، في منافسة مع الحركات التي تحمل بطاقة كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، مثل فراتلي دي إيطاليا والرابطة. فرغم نفورهما من المفوضية، فإن العائلتين تتعارضان في العديد من الموضوعات المتعلقة بالميزانية الأوروبية، وحرية الحركة أو التجارة. وفي محاولة لتوحيدهم في ربيع عام 2019، كسر ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أسنانه.
«قد يُظهر فيدس والرابطة وحزب القانون والعدالة رغبتهم في إعادة رسم الأفق السياسي الأوروبي، ومع ذلك يحتفظون بمصالح متباينة، كما يلخص دانيال هيجيدوس، الباحث المشارك في صندوق مارشال الألماني، لن يكون التحالف بالضرورة من خلال مجموعة برلمانية جديدة، يمكن أن يمر أيضًا من خلال تنسيق منتظم للاجتماعات “. ومع ذلك، ليس متأكدًا من أن هذا يرضي تمامًا فيكتور أوربان، الذي ينصبّ اهتمامه على إيجاد بيت جديد لنوابه الأوروبيين.