نافذة مشرعة
البنتاغون اختبر بكتيريا على الأمريكيين...!
بعد وقت قصير من نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت الولايات المتحدة في تصنيع الأسلحة البيولوجية سرا من خلال توظيف الحشرات كناقلات، وربما حتى استخدامها في كوريا.
في كتابه “الجنود ذو الأرجل الستة” يعرض الأستاذ جيفري لوكوود، من جامعة وايومنغ، البحوث التي أجراه المختبر الطبي العام 406 التابع للجيش الأمريكي بالقرب من يوكوهاما في اليابان عام 1946. وقد قام باحثوه البالغ عددهم 309 “بالتركيز في البداية على الأمراض التي تنتقل عن طريق البعوض، لكنهم وسعوا أبحاثهم بسرعة لتشمل القراد والعث والقمل والبراغيث والذباب، مع إيلاء اهتمام خاص لممارسات التكاثر والعض لدى الذباب الأسود والبراغيش التي يعثر عليها في اليابان وكوريا «.
وكتب لوكوود أن هذا البحث عن الأسلحة الحشرية أدى إلى اكتشافات مخيفة. واحتوى مشروع بحثي على ملخص يشير إلى أن سلالات الحشرات القادرة على مقاومة المبيدات الحشرية كانت قيد التطوير، وأن هذه تمثل ناقلات أكثر فعالية لنشر مسببات الأمراض من الحشرات العادية.
ونعلم من كتاب ستيفن كينزر Poisoner In Chief أن وكالة المخابرات المركزية والجيش الأمريكي كانا يجربان جميع أنواع الطرق “لعسكرة” مسببات الأمراض لنشرها سرا على التجمعات البشرية. حتى أنهم استخدموا الأمريكيين كحيوانات تجارب دون علمهم. عام 1950، وفقًا لكتاب كينز، استخدم العلماء العسكريون سفينة تابعة للبحرية الأمريكية قبالة سان فرانسيسكو لرش بكتيريات يمكن تتبعها (كانت حمراء اللون)، ولكن يفترض أنها غير ضارة، في الهواء فوق المدينة.
وأظهر التحليل الإحصائي والوبائي أنه بعد ستة أيام، كان حوالي 800 ألف من سكان المدينة والمنطقة ملوثين بالبكتيريا. في الأسابيع التي تلت، تم علاج 11 شخصًا في المستشفيات من التهابات المسالك البولية، وكان لديهم أصباغ حمراء في بولهم، وتوفي أحدهم. ولم تأذن السلطات المحلية بالتجربة، بل لم تكن على علم بوجودها.
ووصف مركز أبحاث فورت ديتريك للحرب البيولوجية “عملية رذاذ البحر” تلك بأنها “ناجحة».
ما علاقة هذا بفيروس كورونا؟
عرف الأمريكيون الكوفيد-19 لأول مرة باسم “الفيروس الصيني” الذي استخدمه ترامب. وتحدث وزير الخارجية مايك بومبيو من جهته، عن “فيروس ووهان”. ولتحويل التوبيخ ردّ الصينيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي يسيطرون عليها، بأن الأمريكيين هم الذين جلبوا الفيروس إلى الصين وكانوا سبب الوباء.
إنها ليست المرة الأولى التي يتهمون فيها واشنطن بشن حرب باستخدام مسببات الأمراض. ففي ذروة الحرب الكورية في فبراير 1952، ادعت الصين وكوريا الشمالية أن الولايات المتحدة أسقطت قنابل تحتوي على ملايين الحشرات التي تحمل أمراضا معدية. وزعم البلدان أن 448 طائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي بددت 68 مرة على الأقل بمساعدة قنابل “حشرات تحمل بكتيريا الطاعون والكوليرا وجراثيم أمراض معدية أخرى”. وأطلقت الصين وكوريا الشمالية حملة قوية للتطهير: تم إعطاء ثلاثة ملايين جرعة من لقاح الطاعون، ونفى الأمريكيون هذه الاتهامات بشكل قاطع.
إلى اليوم، لم يتم حل المسألة. ورغم البحث المكثف، لم يتم إثبات أدلة يمكن التحقق منها من قبل هيئات مستقلة. وما لا اختلاف فيه، هو أنه كان قانونيا حينئذٍ للأمريكيين تنفيذ مثل تلك العملية العسكرية المروعة. لم تكن واشنطن من الدول الموقعة على بروتوكول جنيف لعام 1925 الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، ولم توقّع الولايات المتحدة عليه إلا عام 1975.
وبعد ما يقارب السبعة عقود، كل ما يمكن أن يقال هو أن للولايات المتحدة القدرة على تنفيذ مثل هذه الهجمات، ولكن لا يعني ذلك أنها حدثت فعلا ... باستثناء الهجوم ضد سان فرانسيسكو!