محمد بن راشد: نسعى لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر
الخناق يضيق حول دونالد ترامب...!
كل يوم، يزداد ملف الرئيس السابق ثقلا، لكنه يبدو محصنًا من العواقب، وستستمر عبادة الشخصية المحيطة به.
العديد من الأفعال التي تُعاب على الملياردير شبه المتقاعد في مار الاغو، هي أعمال إجرامية، لكن البطء الشديد للمحاكم الأمريكية، واحتمال تشكيل كونغرس جمهوري في مطلع عام 2023، يمنحاه الأمل في الإفلات من العقاب. علاوة على ذلك، فإن قبضته على الحزب الجمهوري كبيرة، الى درجة أن ترشّحه وانتخابه عام 2024 غير مستبعدين.
تحويل وجهة الديمقراطية
ظلت لجنة مجلس النواب بشأن تمرد 6 يناير هادئة ومتكتّمة، لكن جولاتها الأخيرة تشير إلى أنها تعد لائحة اتهام كبيرة ضد الشخص الذي شجع أنصاره علانية على غزو مبنى الكابيتول، والذي لم يفعل شيئًا لوقفهم.
التحريض على التمرد جريمة، ويمكن بسهولة الربط بين خطاب ترامب وما تلاه. وكشفت اللجنة أيضًا عن بعض جوانب خطة ترامب المنسقة لعكس نتائج انتخابات نوفمبر من أجل إعلان فوزه...
إنها حرفياً محاولة انقلاب تتشكل مع كل معطى جديد يتوفّر.
جرائم بالجملة
في غضون ذلك، تستعد محاكم نيويورك لقضية جنائية ضد ترامب، حيث تشير البيانات المتاحة للجمهور إلى أنه ارتكب أعمال تهرب ضريبي صارخة. كما إن تحرك ترامب الأخير لتمويل مشروعه الإعلامي في سوق الأوراق المالية، يخضع للتحقيق أيضًا بسبب تجاوزات ومخالفات ماليّة أخرى. هناك الكثير إلى درجة نكاد ننسى الادعاءات الخمسة عشر الخطيرة تتعلق بسوء السلوك الجنسي التي لا تزال تطارد ترامب، أو المبالغ المدفوعة لعشيقاته السابقات اللواتي قدن شريكه إلى السجن.
موضوع عبادة
ولئن من الواضح أن ولاية رئاسية جديدة ستكون فرصة لترامب لحماية نفسه من الملاحقة القضائية، والعفو عن شركائه، والانتقام من خصومه، فإن قبضته على الحزب الجمهوري لا تزال كاملة.
الجمهوريون في الكونجرس مصممون على طمس أفعاله في 6 يناير، رغم أنه لم يستجب لنداءات الاستغاثة عندما كانت حياتهم مهددة. اليوم، ما يقرب من نصف الناخبين الجمهوريين على قناعة راسخة بكذبة ترامب الكبرى، الذي لا يزال يدعي فوزه في انتخابات 2020، والمسؤولون المنتخبون مرتبكون من فكرة تلقي صواعقه إذا خالفوه.
خلال الأشهر القليلة المقبلة، سيزداد الخناق على دونالد ترامب، لكن من المحتمل ألا يهز ذلك الولاء الذي يكنّه حزبه له الى حدود عبادة الشخصية. ويشكل البقاء السياسي لدونالد ترامب، رغم اخطائه الجسيمة، تحديًا للتفسير. ومع ذلك، فمن السهل جدًا أن نعزو ذلك إلى غباء الناخبين الأمريكيين. إن تدهور المعايير الديمقراطية وانزلاق الحزب الجمهوري إلى التطرف جعلا الترامبية ممكنةً، وحتى لو سقط ترامب في النهاية تحت وطأة التهم الموجهة إليه، فإن العلّة التي ابتليت بها الديمقراطية الأمريكية لن تخفّ إلا جزئيا.