لضمان حصول الجميع على الرعاية الصحية المناسبة

الربط بين الحدود في مجال الطب... دور جامعة سانت جورج في مبادرات الصحة العالمية

الربط بين الحدود في مجال الطب... دور جامعة سانت جورج في مبادرات الصحة العالمية

في عالمنا المترابط في الوقت الحالي، تعد مبادرات الصحة العالمية أساسيةً لمواجهة التحديات الطبية وضمان حصول الجميع على الرعاية الصحية المناسبة. وبينما نحتفل بيوم الصحة العالمي، علينا إدراك أن تحسين النتائج الصحية يتطلب جهداً جماعياً يتجاوز الحدود
يعد التعليم ركناً أساسياً من أركان هذه المهمة، إذ يعمل على تهيئة الراغبين بالتخصص في مجال الرعاية الصحية لتلبية الاحتياجات الطبية المتغيرة للمجتمعات المتنوعة. وتساهم كلية الطب بجامعة سانت جورج بدور بالغ الأهمية في هذا الجهد من خلال تزويد طلاب الطب بالمهارات والخبرات اللازمة لإحداث تأثيرٍ فعال في مجال الرعاية الصحية العالمية
مع أكثر من 23 ألف خريج حول العالم، يسهم خريجو كلية الطب بجامعة سانت جورج بإحداث تأثير إيجابي في الصحة العالمية من خلال عملهم في الطب والصحة العامة والبحث العلمي. * يشكل هؤلاء الخريجون، الذين يعملون في مجالات متنوعة، شبكةً واسعةً تكرّس نفسها لتحسين حياة المرضى. وتشمل بعض هذه المجالات طب الطوارئ، والرعاية الصحية الأولية، والصحة العامة
ومن بين هؤلاء الخريجين، يبرز الطبيب دارين كوثبرت، الحاصل على شهادة في الطب وماجستير في الصحة العامة من جامعة سانت جورج، والذي يوظّف خبرته الطبية في الجهود الإنسانية باعتباره مؤسس "مشروع الطوارئ"، والتي تعد منظمة غير حكومية تقدّم الرعاية التي تنقذ الأرواح، وتدعم مقدمي الرعاية الصحية المحليين وتعزز الخدمات الطبية في المناطق التي تعاني من أكبر الفجوات الصحية، وذلك من خلال شراكاتها الاستراتيجية والاستفادة من أحدث أدوات طب الطوارئ
وقد قاد عمل الدكتور كوثبرت إلى المشاركة في جهود الإغاثة من الفيضانات في باكستان، والعمل في مخيمات اللاجئين في الأردن، وعمليات إجلاء المدنيين في أوكرانيا، والبعثات الإنسانية في زيمبابوي، إضافة إلى تقديم المساعدة لرعاية مُصابي الصدمات في كلٍّ من جمهورية الدومينيكان وهايتي
ويقول الدكتور كوثبرت: "لقد منحتني شهادة الماجستير في الصحة العامة من جامعة سانت جورج العديد من الفرص. ومن أكثر ما أحبه في الطب اليوم هو التركيز المتزايد على الطب المبني على الأدلة، فالصحة العامة هي الركيزة الأساسية لهذا النهج. إن الحصول على هذه الشهادة لا يميزك فقط كقائد بين زملائك، بل يوسّع أفقك حول العالم والطب، الأمر الذي يسهم في نهاية المطاف في جعلك طبيباً وعالماً أفضل"
وإلى جانب الممارسة العملية، يساهم العديد من خريجي جامعة سانت جورج في تعزيز أنظمة الرعاية الصحية، وتدريب مقدمي الخدمات الصحية، والتأثير على السياسات الداعمة لتحقيق العدالة الصحية. وتتماشى جهودهم مع المبادرات العالمية الرامية إلى توسيع نطاق الوصول إلى رعاية صحية عالية الجودة في مختلف المجتمعات من حول العالم
يعد التأسيس المتين في مجال الصحة العامة أمراً أساسياً لمواجهة التحديات المعقدة في الرعاية الصحية على الصعيدين المحلي والعالمي. تلتزم جامعة سانت جورج بهذه المهمة من خلال برنامجها المزدوج لنيل شهادة الطب وماجستير الصحة العامة، والذي يمكن أطباء المستقبل من اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لدمج الرعاية السريرية مع استراتيجيات الصحة السكانية
يتيح هذا البرنامج للطلاب منظوراً فريداً حول دمج الرعاية الطبية على المستوى الفردي والعالمي، إذ يزودهم بالخبرة والمعرفة في مجالات مثل علم الأوبئة، والإحصاء الحيوي، والسياسات الصحية، والصحة البيئية، الأمر الذي يؤهلهم لما يلي
وفي هذا الخصوص، توضح الدكتورة أليشيا بيرسود، الحاصلة على شهادة في الطب وماجستير الصحة العامة من جامعة سانت جورج (دفعة 2020)، والتي تعمل كطبيبة طب أسرة في أونتاريو، كندا: "أعتقد أن إكمال برنامج شهادتي الطب والصحة العامة منحني أفضلية عند التقديم على برامج التدريب العملي بمجرد حصولي على درجة إضافية، حيث عكس ذلك التزامي بالطب والرعاية الصحية بشكل عام. كما أن إتمامي لماجستير الصحة العامة في غرينادا منحني رؤية فريدة لقطاع الصحة العامة العالمي، بالإضافة إلى خبرة بحثية بالغة الأهمية. وتمكّنت من تطبيق كلتا الشهادتين في مشاريعي البحثية خلال فترة الإقامة الطبية"
يساعد هذا النهج متعدد التخصصات في إعداد أطباء المستقبل لمعالجة قضايا الصحة العالمية الملحة، بدءاً من الأمراض المعدية وصولاً إلى إدارة الأمراض المزمنة في المجتمعات ذات الموارد المحدودة. ويتيح هذا البرنامج للطلاب تطبيق معارفهم الأكاديمية على التحديات الواقعية للصحة العامة، وهذا ما يسمح لهم بتطوير وتنفيذ تدخلات صحية فعالة في بيئات متنوعة
احتفل قسم الصحة العامة والطب الوقائي في جامعة سانت جورج مؤخراً بمرور 25 عاماً على تقديم برنامج ماجستير الصحة العامة، والمساهمة في تطوير كوادر عالمية ماهرة في مجال الصحة العامة.
ومن جانبها، تقول الدكتورة كيري ميتشل، مساعد عميد شؤون الطلاب ورئيس قسم الصحة العامة والطب الوقائي في جامعة سانت جورج: "على مدار الـ25 عاماً الماضية، كان قسم الصحة العامة والطب الوقائي في جامعة سانت جورج رائداً في تعزيز الصحة العامة من خلال التعليم والممارسة العملية. في غرينادا والمنطقة المحيطة، وحتى خارجها، عمل طلابنا وأعضاء هيئة التدريس بلا كلل لرفع مستوى الوعي ومعالجة المحددات الاجتماعية والبيئية التي تؤثر على صحة مجتمعاتنا"
يعزز طلاب جامعة سانت جورج وأعضاء هيئة التدريس متعددو الثقافات منظوراً عالمياً في التعليم الطبي، وهذا ما يصنع بيئة تعليمية تعكس تنوع مشهد الرعاية الصحية. يعزز هذا التنوع التعلم التعاوني، مما يمكن الطلاب من تطوير مهارات التعامل مع الثقافات المختلفة والتي تعد ضرورية لمواجهة تحديات الصحة العالمية
وتقول الدكتورة أرليت هيري، العميد المساعد للشؤون متعددة الثقافات في جامعة سانت جورج: "يساعد التنوع الأكاديمي الطلاب على فهم الترابط بين أنظمة الرعاية الصحية، ويجعلهم متأهبين لمواجهة تحديات الرعاية الصحية العالمية، مثل الأوبئة وتغير المناخ. ويمكن للطلاب بناء شبكة من الزملاء، مما قد يؤدي إلى تعاون مستقبلي في الأبحاث والعمل السريري ومبادرات الصحة العامة على نطاق عالمي"
وبعيداً عن الفصول الدراسية، ترتبط جامعة سانت جورج بأكثر من 75 مستشفى ونظاماً رعاية صحية في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، ما يوفر للطلاب فرصاً للتدريب العملي الدولي. وتضمن هذه التجارب تكيف الطلاب مع مختلف بيئات الرعاية الصحية، وتزودهم بالمعرفة والوعي الثقافي اللازمين للنجاح في قطاع الرعاية الصحية العالمي المتطور باستمرار
في ظل مواجهة العالم لتحديات معقدة في مجال الرعاية الصحية، أضحت الحاجة إلى متخصصين في الرعاية الصحية ممن يمتلكون تدريباً جيداً ويؤكدون على التزامهم، أمراً أكثر إلحاحاً مقارنة بأي وقت مضى. وتظل جامعة سانت جورج ملتزمة بإعداد طلابها للمساهمة في مبادرات الصحة العالمية.