الرسول يدعو قومه للتفكير في نعم الله
«أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (20)»
لعل مواعظ ونصائح الحكيم لقمان تؤثر في أهل مكة، فتيسر هدايتهم لدعوة الرسول الكريم خاتم المرسلين، فبادر بمخاطبتهم ليفكروا في الله، حيث كان أغلبهم من عبدة الأصنام فلا يعتقدون في الله، بينما كان اليهود والنصارى يعتقدون في الله خالق السموات والأرض، وعلى كل فليستمع هؤلاء وهؤلاء للقول الحكيم والفكر الرشيد، الذي يرشدهم إلى العبادة المثلى للخالق العظيم، وكانت بداية القول تحث على ضرورة الرؤية المتعمقة والمفكرة بالله الذي خلق السموات والأرض، بينما الأصنام التي تُعبد لم تخلق السموات والأرض، وهو وحده سبحانه الذي سخر ما في السموات وما في الأرض، وجعل فيهما نعما دائمة لا تُحصى ولا تُعد، ولتكون هذه النعم ثوابا من عند الله للبشر وغير البشر من الخلائق الكثيرة، وقدمت الآية النعم الظاهرة التي تُرى بالعين المجردة، كما وجهت العقل لرؤية النعم الباطنة التي تُدرك بالاستنباط، وكذلك النعم الروحية القائمة على الإيمان بالغيب، حيث يُظهره الله على من يشاء من عباده المتقين والمخلصين، ورغم أن الخطاب القرآني كان واضحا وميسرا، إلا أن من خاطبهم القرآن كان أكثرهم يجادلون في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، ذلك أن من آثر الجهل يحتجب عنه العلم، ومن أغمض عينه أو فكره ضل الطريق وابتعد عن الهدى، ومن ساوره الكبر وابتعد عن مجالس التفسير والحكمة فارق الكتاب المنير، الذي جعله الله ليجمع بين صفوة الخلق وأصفياء القوم، أمثال الرسول وأصحابه، والمسيح وتلامذته، وموسى ومن تبعه، وأولياء الله ومن والاهم بالمحبة والتقدير، كما جاء في قوله تعالى في سورة يونس»أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ(63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(64)». وبالرغم مما أوردته الآية السابقة من دعوة لأهل مكة للتفكير في نعم الله الظاهرة والباطنة إلا أنهم كانوا يصرون على الرفض، ولذلك جاءت الآية الكريمة « وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (لقمان:21) لتنقلنا إلى عمق المجتمع الرافض لدعوة الرسول الكريم، الذى كان ينصحهم بأن يتبعوا ما أنزل الله من الصدق والحق والنور الذي يسكن القلوب، ومع ذلك تراهم يرفضون المنطق السليم والقول الحكيم، ليستمروا في عبادتهم للأصنام كما كان آباؤهم، حيث كانوا يبحثون عن الأمن والأمان، بنظرة ضيقة تقل عن ثقب في إبرة، قالت عنها كلمات القرآن «سمّ الخياط»، وترى الرافضين يلتقون مع دعوة الشيطان ويسيرون وراءه مستمرين، حتى ولو ألقى بنفسه في عذاب السعير، وذلك كناية عمن كان شيطانا من الإنس من أشداء العرب وزعمائهم، يتمتع بنفوذه الطاغي عليهم ليتبعوه ويسيروا وراءه، ليلقى بهم في النهاية إلى العذاب بشتى أنواعه، كعذاب النفس وعذاب الهزيمة، ليعيشوا في نارها، وكأنهم قد أُلقوا في نار مستعرة تأكل الأخضر واليابس، والفارق كبير بين النار وبين النور.
www.zeinelsammak.com
لعل مواعظ ونصائح الحكيم لقمان تؤثر في أهل مكة، فتيسر هدايتهم لدعوة الرسول الكريم خاتم المرسلين، فبادر بمخاطبتهم ليفكروا في الله، حيث كان أغلبهم من عبدة الأصنام فلا يعتقدون في الله، بينما كان اليهود والنصارى يعتقدون في الله خالق السموات والأرض، وعلى كل فليستمع هؤلاء وهؤلاء للقول الحكيم والفكر الرشيد، الذي يرشدهم إلى العبادة المثلى للخالق العظيم، وكانت بداية القول تحث على ضرورة الرؤية المتعمقة والمفكرة بالله الذي خلق السموات والأرض، بينما الأصنام التي تُعبد لم تخلق السموات والأرض، وهو وحده سبحانه الذي سخر ما في السموات وما في الأرض، وجعل فيهما نعما دائمة لا تُحصى ولا تُعد، ولتكون هذه النعم ثوابا من عند الله للبشر وغير البشر من الخلائق الكثيرة، وقدمت الآية النعم الظاهرة التي تُرى بالعين المجردة، كما وجهت العقل لرؤية النعم الباطنة التي تُدرك بالاستنباط، وكذلك النعم الروحية القائمة على الإيمان بالغيب، حيث يُظهره الله على من يشاء من عباده المتقين والمخلصين، ورغم أن الخطاب القرآني كان واضحا وميسرا، إلا أن من خاطبهم القرآن كان أكثرهم يجادلون في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، ذلك أن من آثر الجهل يحتجب عنه العلم، ومن أغمض عينه أو فكره ضل الطريق وابتعد عن الهدى، ومن ساوره الكبر وابتعد عن مجالس التفسير والحكمة فارق الكتاب المنير، الذي جعله الله ليجمع بين صفوة الخلق وأصفياء القوم، أمثال الرسول وأصحابه، والمسيح وتلامذته، وموسى ومن تبعه، وأولياء الله ومن والاهم بالمحبة والتقدير، كما جاء في قوله تعالى في سورة يونس»أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ(63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(64)». وبالرغم مما أوردته الآية السابقة من دعوة لأهل مكة للتفكير في نعم الله الظاهرة والباطنة إلا أنهم كانوا يصرون على الرفض، ولذلك جاءت الآية الكريمة « وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (لقمان:21) لتنقلنا إلى عمق المجتمع الرافض لدعوة الرسول الكريم، الذى كان ينصحهم بأن يتبعوا ما أنزل الله من الصدق والحق والنور الذي يسكن القلوب، ومع ذلك تراهم يرفضون المنطق السليم والقول الحكيم، ليستمروا في عبادتهم للأصنام كما كان آباؤهم، حيث كانوا يبحثون عن الأمن والأمان، بنظرة ضيقة تقل عن ثقب في إبرة، قالت عنها كلمات القرآن «سمّ الخياط»، وترى الرافضين يلتقون مع دعوة الشيطان ويسيرون وراءه مستمرين، حتى ولو ألقى بنفسه في عذاب السعير، وذلك كناية عمن كان شيطانا من الإنس من أشداء العرب وزعمائهم، يتمتع بنفوذه الطاغي عليهم ليتبعوه ويسيروا وراءه، ليلقى بهم في النهاية إلى العذاب بشتى أنواعه، كعذاب النفس وعذاب الهزيمة، ليعيشوا في نارها، وكأنهم قد أُلقوا في نار مستعرة تأكل الأخضر واليابس، والفارق كبير بين النار وبين النور.
www.zeinelsammak.com