منذ ساعات الصباح الباكر، تجده يقف بالقرب من "حراس العلم"، مُرشحو أكاديمية شرطة دبي الذين يتولون مهام رفع العلم في المراسم الرسمية بإكسبو 2020 دبي، يتفقد زيهم العسكري، ويُقدم التعليمات والتوجيهات المباشرة لهم، ويقف عند كل تفصيلة دقيقة منذ لحظة الوصول إلى ساحة الوصل لرفع العلم إلى لحظة المغادرة. كل حركة وانتقال من وإلى سارية العلم يجب أن تكون بدقة متناهية ولا مجال للأخطاء، والانضباط والمشي العسكري يجب أن يكونا على أعلى مستوى من التناسق، فحراس العلم في مهمة خاصة لتمثيل وطنهم وتمثيل القيادة العامة لشرطة دبي.

هذه المهام الدقيقة يتولاها العقيد عبد العزيز محمد أمين العبد الله، مدير إدارة شؤون الطلبة المرشحين في أكاديمية شرطة دبي، الذي يُمكن وصفه بالـ"مايسترو" المُشرف على مراسم رفع العلم في الأيام الوطنية في إكسبو 2020 دبي. يحرص العقيد عبد العزيز العبد الله على أن يكون دقيقاً في لبسه وهندامه الشخصي قبل الحضور إلى فعاليات رفع العلم، فيجب أن يكون مثالاً يحتذى لفريق عمله، يقول:"  قبل أن أدقق على باقي أعضاء فريقي أحرص شخصياً على أن أكون مثالاً يحتذى لهم في الانضباط العسكري". يشير العقيد عبد العزيز أمين العبد الله، إلى أن القيادة العامة لشرطة دبي أخذت على عاتقها منذ إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2014 عن تحديد يوم للاحتفاء بالعلم، أن تقوم بهذه المراسم، لذلك أصبحت مُتمرسة وتحافظ على الدقة في كافة التفاصيل، وفي إكسبو تضع أمام عينها أن تكون على قدر المسؤولية خلال الاحتفاء بأكثر من 190 يوما وطنيا للدول المشاركة.

تحضير حرس العلم
وعن كيفية تحضير "حراس العلم"، يؤكد العقيد العبد الله أنه قبل المراسم يُجري تفتيش دقيق لكافة المرشحين للتحقيق من تكامل الهندام، كالتحقق من وجود الصفارة، وغطاء الرأس، والنظافة وغيرها، لأن كل مُرشح ومُرشحة تقع على عاتقه مسؤولية عالية في المظهر الخارجي الأنيق والمنتظم. وأضاف :" الخطوة الثانية تتمثل في التأكد من العلم عبر التحقق من أنه هو العلم الصحيح للدولة التي يتم الاحتفاء بيومها الوطني، وطريقة طيّه لحمله من المرشحين بشكل صحيح، ويتم ذلك من خلال أداء البروفة اليومية قبل ساعة من مراسم رفع العلم، إلى جانب التأكد من أن الحبل المُستخدم في سارية رفع العلم سليم جداً حتى لا ينقطع أثناء المراسم".

خطوات رفع العلم
وعن خطوات رفع العلم، يقول العقيد العبد الله:" يجب في البداية التحقق من طريق تثبيته على السارية ثم "نشره" مع شد الحبل، بحيث يبدأ بالرفرفة فور ارتفاعه دون أن يلتف على الحبل، وهناك تقنية مُعتمدة في ذلك من خلال طريقة الإمساك بالعلم ثم إفلاته بعد شد الحبل".
وأضاف :" عندما يبدأ العلم في الارتفاع، يتوجب على الحراس أن يبدؤوا في النظر إليه للتأكد من وصوله إلى القمة، ثم لف الحبل على السارية بطريقة صحيحة، تلي هذه الخطوة أداء التحية في حركة واحدة متزامنة بين الجميع مع عزف " الصدّاح" أي عازف البوق، ثم عزف السلام الوطني، ومغادرة المنصة بشكل مُوحد وانضباط شديد.

رُتَب الألوان
يؤكد العقيد العبد الله أن لكل لون في أعلام الدول رُتبة وترتيب، ولذلك عند طي العلم يجب أن يعلوا هذا اللون على الأولون الأخرى، فعلى سبيل المثال في العلم الإماراتي فإن اللون الأحمر هو الأعلى رتبة بين الألوان، لذلك عند طي العلم يجب أن يكون هو اللون البارز للحضور دون باقي الألوان. وأضاف: عند رفع العلم على الصواري الخارجية " خارج المباني" يجب أن تكون هناك دقة وسرعة في عملية الرفع توازي سرعة المشي العسكرية، لكن عند تنزيل العلم فإن العملية تتم بطريقة أبطأ تواكب طريقة المشي العسكري البطيء.

في حال الخطأ
وحول ما يحدث في حال وقوع خطأ في المراسم، يؤكد العقيد العبد الله أنه خلال مراسم رفع العلم لم يتم وقوع أي حادث خطأ في ظل الاستعداد والبروفات، لكن إذا وقع خطأ ففي هذه الحالة هناك إجراءات يوضحها البرتوكول الخاص بمراسم رفع العلم تتمثل في وقف مراسم رفع العلم، واستكمال إجراءات عزف السلام الوطني فقط.
الجدير ذكره أن العقيد عبد العزيز أمين العبد الله، حصل على عدة دورات تخصصية في مجال رفع الأعلام منها دورة في الأكاديمية الملكية في المملكة الأردنية الهاشمية عامي 1999 و2000، إلى جانب دورات مُتخصصة في داخل الدولة في مراسم رفع العلم.