القرية التراثية تحاكي المطبخ الإماراتي والبنّاء قديماً في إكسبو 2020

القرية التراثية تحاكي المطبخ الإماراتي والبنّاء قديماً في إكسبو 2020


تعتبر منطقة "صميم" في إكسبو 2020 النقطة الفاصلة بين الحداثة والتراث، بين التقدم والاستعانة بالتكنولوجيا وبين الأصالة والتاريخ والمعاناة التي عاشها الأولون في عصور ما قبل الحداثة والتطور، ومع ذلك تعد نقطة الانطلاقة والبحث عن التنمية والتطور والاستفادة من التجارب والثقافات الممتزجة مع الإمارات والمنصهرة فيها، فتحت عنوان رؤية تراثنا صممت منطقة التراث لجذب الزوار وتوضيح ما كانت الدولة عليه في السابق.

جناح القرية التراثية صميم يقع بمنطقة الاستدامة في إكسبو، بهدف بناء جسر متين بين الزائر الذي يحرص على رؤية التراث الإماراتي وثقافته وأسلوب الحياة اليومية وما وصلت إليه الدولة في عقود قليلة مضت، تمكنت من خلالها من شق الطرق وتطوير البنية التحتية والانفتاح على العالم وبناء الإنسان الذي تمكن من تجاوز الصعاب وتشييد أعلى المنشأت الصناعية والتجارية والمعمارية في المنطقة، فضلا عن جذب رؤوس الأموال لخارجية لضخها في السوق التجاري ومجالات الاقتصاد المختلف، وذلك في مجالات السياحة والنفط والتصدير والصناعة والتجارة، وكل هذه الإنجازات تحققت في سنوات قليلة، وذلك من خلال سن القوانين الداعمة للاستثمار وتعزيزاً لبناء جسر مع دول العالم.

تضم القرية التراثية في منطقة صميم العديد من أنماط الحياة الأولى التى كان يعيشها الأولين، من بين هذه الأنماط تلك التى وضعت في الجهة اليمنى من المدخل وهى عبارة عن مكان خصص للمطبخ الإماراتي القديم، تستقبل الزوار السيدة مهلة في مكان عد ليكون نموذجا تعرض فيه خطوات إعداد الخبز من مرحلة وصول الحبوب وطحنها بوسيلة الرحاية المصنوعة من مواد البناء وهى عبارة عن أسطوانتين ثقيلتين بهما ثقب في المنتصف ووضعا في عمود خشبي والدائرة العلوية بها يد خشبية وطريقة العمل هو الامساك باليد ولفها في اتجاه واحد بعد أن يتم وضع الحبوب بين الدائرتين، ومن ثم يتم صحن الحبوب وتحويلها إلى دقيق صالح للعجين ثم تتم بعد ذلك مرحلة العجين بواسطة الماء وتركه فترة زمنية ثم يتم خبزه وتناوله، كل هذه المراحل تقوم بشرحها للزوار مما ينال استحسان الجمهور.

وعلى مسافة قريبة يجلس محمد أحمد سعيد الشحي ليشرح للزوار كيفية استخدام الجريد سعف النخيل لتسقيف سطوح البيوت قديماً وحمايتها من البرد والمطر وحرارة الشمس، يقول في البداية يتم وضع الأخشاب بمسافات معلومة ثم يتم وضع الجريد وجدله بالحبال ليكون يمثابة حسيرة محكمة لا يدخل من خلالها ضوء، ثم يتم بعد ذلك وضع الرماد والطين والبلاستيك إن وجد والحجارة لتثبيت السقف ومنع المياه من التسلل للداخل، وهذا العمل لا يتأثر مع مرور الوقت حتى بعد 50 عاماً. وسبق وأن زرنا القرية التراثية وتجولنا فيها ونقلنا عن الحرف اليدوية والمشغولات المبتكرة والمنتشرة في ذاك الوقت، وعرضنا في حوارات مع المسؤولين عن كل موقع مثل البيت القديم والخطاط وصناعة السفن والجراجير وغيرها من النماذج الكثيرة التى كان الإماراتي في السابق يمارسها وتشكل جزء كبير من حياته اليومية.

وأشادت السيدة مهلة بإكسبو 2020 مشيرة إلى أن الدولة تحرص على إحياء التراث والحفاظ عليه من خلال استدعاء كل المهتمين بهذا التراث ومنحهم الفرصة لعرض تاريخ الصنعة وعرضها كما لو كانت في السابق، فمن يشاهد المطبخ الإمارات القديم يشعر وكأنه بالفعل يحاكي نفس الفترة الزمنية التى كنا نسخدمه فيها باستمرار وبشكل يومي، فالمطبخ الإماراتي لم تنطفأ له نار يومياً، فالخبز يصنع كل يوم ولا يخزن طويلاً، وقد أبدعت الأمهات والجدات في ذلك وكن يجتهدن ويتعبن من أجل الأسرة، وثمنت دور القائمين على القرية التراثية على أنهم منحوها الفرصة لأن تكون جزء من كيان كبير يحافظ على التراث والعادات والتقاليد وتصبح واحدة ممن يشاركون في رؤية تراثنا.