رئيس الدولة ورئيس أوزبكستان يبحثان علاقات البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية
المسرح وتشكيل الشخصية القيادية
عندما أرجع للخلف وأنظر إلى بداياتي المسرحية أجد تفاوتاً كبيراً من حيث تشكيل الشخصية فالمسرح مدرسة متكاملة من الانضباط والقيادة والإبداع وإدارة الوقت والابتكار ولكن كيفية تطبيقها في تشكيل الشخصية الحياتية، فعلى سبيل المثال عندما يكون لديك عمل مسرحي ضخم به أعداد كبيرة من الحشود كيف تديرهم وتٌعطي لهم المعلومة وكيف يتم إيصالها باختلاف لغة الاستيعاب، كيف تقف أمامهم أو أمام الجمهور لتٌلقي حواراً مرتجلاً.
كيف تنمي مهارات التواصل والاتصال وكيف تُلقي الحوار وتنتظر الممثل الآخر أن ينهي حواره لتبدأ من جديد أو لتسكت لبرهه وتتعلم لغة الصمت، كيف تنظر لعين من أمامك بجرأة أو بحسرة أو بحزن أو باحترام، كيف تٌحرك الإيقاع الداخلي.
كيف تُخطط لموعد البروفة وتُنهيها في ظرف ساعة أو ساعتين، فتجد المخرج يصل قبل موعد البروفة بنصف ساعة فيُحرج الممثلين فيصلون في البروفة المقبلة قبل المخرج، فتجد نفسك مع الاستمرار تعلمت إدارة واحترام الوقت.
كيف تتعلم الإبداع وتٌحول النص المكتوب الجامد إلى صورة حية جميلة بشخوص وكركترات تتجلى على خشبة المسرح، كيف ترسم الإضاءة والديكور والأزياء والموسيقى بتناسق مرتبط مع وحدة موضوع النص.
كيف تُولد الثقة بالنفس وتتحدث أمام جمهور بعدده الضخم فتٌحاول أن تٌقنع الموظف والطفل والطالب والعجوز والمثقف، أتذكر في مادة العروض في السنة الثالثة من معهد الفنون المسرحية كنا نقدم عرض على خشبة المسرح العائم في المنيل ، وكان من الجميل أننا كنا نقدم العروض المقررة علينا دراسياً على خشبات مسارح الدولة.
كــما يؤسفني سماع خبر هدم هذا المسرح(المسرح العائم) فعندي معه العديد من الذكريات، نرجع لقصة العرض، كان لدينا زميل في العرض عازم جدته وهي تجلس مع الجمهور، انتهى العرض فوجدت جدته أتت عندي وسلمت عليَ وقالت كنــــت أفضل واحد في العرض، هي لا تعرفني ولن تُجاملني ولم أكن الأفضل ولكنهـــــا من ناحية التذوق الفني رأتني الأفضل فالنــــــــاس أذواق وكان الكركتر كـــــــوميدي وهي ســــيدة دمها عسل .
كيف تعمل مع الممثلين والمخرج ومنفذ الإضاءة والديكور والموسيقى كيف تُوحد رؤاهم لخدمة عملك المسرحي، هذا العمل المتكامل يٌولد لديك كيفية العمل بروح الفريق.
وأخيراً شكراً وزارة التربية والتعليم على إدراج مادة المسرح والدراما في مدارسنا حتى يتعلم أبنائنا المهارات المذكورة أعلاه وتتولد لديهم شخصية قيادية منذ الصغر، شكرا مهرجان المسرح المدرسي لوعيكم لما يٌقدم المسرح لأبنائنا من مهارات، شكراً معلمين الدراما والمسرح في مدارسنا، ورسالة أخيرة للآباء شجعوا أبنائكم للاهتمام بهذه المادة وعدم إهمالها أو اعتبارها مادة نشاط فستُعطيهم الكثير مستقبلاً ... ودمتم بخير ...