انتخابات ميشيغان تكشف سراً عن سباق بايدن وترامب؟

انتخابات ميشيغان تكشف سراً عن سباق بايدن وترامب؟


كشف مدير معهد السياسات في جامعة شيكاغو ديفيد أكسلرود عن «سر صغير قذر»، كشفته الانتخابات التمهيدية في ولاية ميشيغان، يوم الثلاثاء.
السر، وفق ما كتب أكسلرود في شبكة «سي إن إن» الأمريكية، أن الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب يحتاجان بشكل يائس إلى بعضهما البعض في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
لقد فازا بسهولة في الانتخابات التمهيدية، الثلاثاء، على الطريق إلى الجولة الرئاسية الثانية المتوقعة بينهما. مع ذلك، تكمن القصة في الأصوات التي لم يحصلا عليها، وهذا يشير إلى الدرجة التي سيعتمد بها كل منهما على الخوف من الآخر لجذب الناخبين المتمردين في الخريف.
فاز بايدن بأكثر من 80% من الأصوات، وحصل على 115 من مندوبي ميشيغان البالغ عددهم 117 مندوباً. لكن ما يزيد بقليل عن 100 ألف من سكان ميشيغان – أي 13% ممن صوتوا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي – أدلوا بأصواتهم لصالح خيار «غير ملتزم»، بدلاً من التصويت لبايدن، وذلك تعبيراً عن معارضتهم لتعامل الرئيس مع حرب إسرائيل المستمرة ضد حماس، وللمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
لقد تجذرت الحركة بشكل خاص في ضواحي ديترويت، حيث يوجد عدد كبير من السكان العرب الأمريكيين. وأرسل أكثر من نصف الناخبين في مدينتي ديربورن وهامترامك رسالة احتجاج قاطعة من خلال اختيار كلمة «غير ملتزم»، بدلاً من اسم الرئيس الحالي، الذي دعموه بأغلبية ساحقة قبل 4 سنوات. كما أن ضعف بايدن في فئة الناخبين الأصغر سناً والتقدميين لعب دوراً في المجتمعات الجامعية بالولاية. في آن أربور، مقر جامعة ميشيغان، اختار واحد من كل 5 ناخبين تقريباً خيار «غير ملتزم».
من غير المرجح أن يصوت هؤلاء الناخبون لترامب في الخريف، ولكن حتى لو صوتوا لمرشح ثالث، أو ببساطة لازموا منازلهم، فسيبقى لسخطهم تأثير. أشار الكاتب إلى أن بايدن تفوق على ترامب بنحو 150 ألف صوت في ميشيغان قبل 4 سنوات، وتفوق ترامب على هيلاري كلينتون بما يزيد قليلاً عن 10 آلاف صوت، عندما فاز بالولاية عام 2016. وهذه السنة، فيما من المتوقع أن يكون سباقاً محتدماً للغاية على أصوات المجمع الانتخابي الخمسة عشر المخصصة لميشيغان، قد يكون حجب 100 ألف ديمقراطي لأصواتهم حاسماً.
8 أشهر هي فترة طويلة جداً في السياسة. لقد اقترح بايدن، عشية الانتخابات التمهيدية، أن وقفاً ثانـياً للقتال في غزة قد يكون قريبــــــاً، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيكون عليه وضع النزاع في نوفمبر (تشرين الثاني).
لكن ضعف الرئيس في فئة الناخبين الأصغر سناً يتجاوز هذه القضية. قبل الحرب في الشرق الأوسط، كان بايدن يكافح، من أجل التواصل مع الناخبين الشباب، وهم مجموعة تفوق فيها بأكثر من 20 نقطة مئوية قبل 4 سنوات.يعتمد بايدن على طيف ترامب لجذب الشباب التقدميين مجدداً إلى صفه. من المتوقع أن تتناقض حملته بشكل حاد مع حملة ترامب بشأن مجموعة من القضايا، بما فيها حقوق الإجهاض وتغير المناخ، والإعفاء من القروض الطلابية لإعادة بناء هذا العنصر من ائتلافه.
وفق الكاتب، تطرح الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري تحدياً موازياً لترامب. بالرغم من حصوله على 68% من الأصوات، حصلت نيكي هايلي على نحو 27%، أو ما يقرب من 300 ألف صوت.
بالنظر إلى أن الولاية كانت أرضاً محايدة، على عكس ولاية ساوث كارولاينا مسقط رأس هايلي، وحيث لم تتح الفرصة لأي من المرشحين للقيام بحملة أو إعلان على نطاق واسع، كان ذلك ربما الاختبار الأنقى لما أصبح بديهياً بشكل متزايد: لدى ترامب مشكلة مع حملة الشهادات الجامعية والناخبين المستقلين.
حذرت هايلي الثلاثاء من أن ترشيح ترامب للمرة الثالثة سيكون بمثابة «انتحار لبلادنا». وقالت في مقابلة مع شبكة سي إن إن يوم الثلاثاء: «نحن سفينة مثقوبة». توضح هايلي أنها لا تزال في السباق لتزويد الجمهوريين «بقارب نجاة».
لكن الكاتب يذكر أن ليس هناك على الإطلاق ما يشير إلى أن عدداً كافياً من الجمهوريين سيصعد على متن زورق هايلي ليأخذها إلى حيث تريد أن تذهب هذه السنة. ويبدو أن ترامب يستعد للفوز بترشيح الحزب بحلول منتصف مارس (آذار).
نقاط ضعف كثيرة
مع ذلك، لا يزال وجود هايلي في السباق يسلط الضوء على نقاط الضعف الكبيرة التي يعاني منها ترامب. 
من خلال تصوير الرئيس السابق كآلة فوضى انتقامية مثقلة بالأعباء القانونية، تعبر هايلي عن مخاوف منتشرة بين الناخبين، وبخاصة في الضواحي التي سيحتاج ترامب إلى أصواتها في نوفمبر.
ويتقاسم ترامب معضلة مع بايدن وفق الكاتب. هو لا يستطيع أن يتحمل خسارة الأصوات التي لم يحصل عليها في الانتخابات التمهيدية لمصلحة مرشح طرف ثالث أو حتى خسارة أصوات من سيلازمون منازلهم في الخريف.
سيكون الحل بالنسبة إليه تدمير بايدن الذي يعاني من معدلات تأييد منخفضة باستمرار في ما يتعلق بالهجرة والتضخم والجريمة والشعور السائد بأنه ببساطة كبير في السن وغير نشط بالنسبة إلى هذا المنصب.
بينما وضعت ولاية ميشيغان بايدن وترامب على بعد خطوة من انتخابات مكررة يخشاها العديد من الأمريكيين، أبرزت الأصوات الأولية التي فشلا في الحصول عليها مدى اعتمادهما على بعضهما البعض، كل رجل، مثقل بالشكوك، يعتمد على الآخر للمساعدة على إبقاء ناخبيه المترددين في منازلهم.