براءة طفل
بعد أن وارى جثمانها التراب، رجعنا من المقبرة متجهين إلى المنزل، العمال يقومون بنصب خيمة العزاء، يركض الطفل باتجاه أمه.
الطفل: أمي لمَ وضعوا خيمة أمام منزلنا
الأم: (الدمع منحبس في عينيها): سنستقبل ضيوفاً اليوم.
(ركض الطفل يلعب مع مجموعة من أطفال المعزيين) ورجع لأمه.
الطفل: لقد سمعت بعض الأطفال يقولون جدتك توفيت، ماذا يعني جدتي توفيت يا أمي؟
الأم (متفاجئة): يعني أنها في المستشفى، وستخرج خلال أيام معدودة
بدأ الشك يتسلل في قلب الطفل، ذهب لغرفة جدته يطرق الباب لعلها تفتح، وينادي: جدتي، جدتي (أمام المعزيات)، عم الصمت المكان، لا جواب من المعزيات ومن الأم، يحاول فتح الباب، دخل الغرفة اتجه إلى السرير، وجد السرير فارغاً. ركض وذهب عند أمه وقال:
الطفل: أمي، أُريد لقيمات الذي تصنعه جدتي.
الأم: حسناً، سنصنع لك اللقيمات.
الطفل: الآن
الأم: لدينا ضيوف سنطبخ لك اللقيمات غداً
الطفل: وأُريد بلاليط جدتي أيضاً يا أمي
الأم: حسناً.
بعد مرور ثلاثة أيام من العزاء، رجع الطفل لأمه وقال لها:
الطفل: أريد زيارة جدتي في المستشفى
الأم: (بعد محاولات من الإخفاء وإصرار الطفل): جدتك ذهبت
الطفل: أين ذهبت
الأم: ذهبت إلى الجنة.
الطفل(يبكي): ومتى ترجع من الجنة، أريد جدتي، أريد جدتي، متى تعود جدتي؟