الإمارات تتضامن مع الهند وتعزي في حادث تحطم طائرة أثناء عرض جوي في دبي
بعد الدعوة إلى الاستعداد لـ «صدمة محتملة».. هل تستطيع فرنسا ردع روسيا؟
تتصاعد في فرنسا التحذيرات من احتمال دخول أوروبا في صدام مباشر مع روسيا خلال السنوات المقبلة، وسط جدل واسع أثارته تصريحات رئيس هيئة الأركان الفرنسية الجنرال فابيان ماندون.
وتعليقا على دعوة ماندون الجيش والمجتمع الفرنسي إلى الاستعداد لـ”صدمة عسكرية” محتملة في غضون 3 أو 4 سنوات، اعتبر الخبير العسكري الدولي والمحلل في المعهد الأوكراني للمستقبل، غلين غرانت، أن باريس لم تعد قادرة على تحقيق أي توازن بين الدبلوماسية والقوة في مواجهة موسكو.
فقدت الردع
وقال غرانت في تصريح لـ”إرم نيوز”، إن فرنسا “لا تفعل ولا تستطيع فعل” ما تدّعيه بشأن موازنة الردع والدبلوماسية مع روسيا.
واعتبر أن الرئيس إيمانويل ماكرون قدم “الكثير من الوعود غير المنجزة”، وأن موسكو لم تعد تُكن أي احترام لفرنسا، مضيفًا أن المواجهة المباشرة “أداة روسية وليست فرنسية”، وأن وقوعها يعتمد على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحده.
وتمثل هذه الرؤية انتقادًا مباشرًا للنهج الفرنسي، وتكشف – بحسب المتابعين – عن فجوة واسعة بين الخطاب السياسي والقدرات الفعلية لباريس.
تحذير من “صدمة عسكرية»
وبينما يقدّم غرانت تشخيصًا متشائمًا للدور الفرنسي، فقد أكد فابيان ماندون، أمام لجنة الدفاع في البرلمان أن الجيش يجب أن يكون مستعدًا لصدمة محتملة خلال سنوات قليلة، مرجّحًا أن روسيا قد تتجه لمواصلة الحرب على الأراضي الأوروبية.
وربط ماندون رؤيته بزيادة ميزانية الدفاع، معتبرًا أن رفع الإنفاق العسكري إلى أكثر من 57 مليار يورو عام 2026 “أساسي” لإقناع الخصوم بأن أوروبا جادة في الدفاع عن نفسها، ومشدّدًا على أن روسيا تمتلك “تصورًا لأوروبا ضعيفة”، وهو ما يشجعها على توسيع نطاق القوة.
«خسارة الأبناء»
وأمام رؤساء البلديات في باريس، ذهب ماندون إلى مدى أبعد حين قال إن على الفرنسيين “الاستعداد لخسارة أبنائهم” وتحمل أعباء اقتصادية بسبب توجيه الأولوية للإنتاج الدفاعي.
كما حذر من أن الحرب قد تعود إلى القارة بحلول عام 2030، وأن الجناح الشرقي لحلف الناتو “قد يتعرض لهجوم” يستوجب التدخل الفوري من جانب فرنسا وحلفائها.
ودعا المسؤولين المحليين إلى “تهيئة المواطنين” لما قد تحمله السنوات المقبلة.
انقسام سياسي واسع
لكن كلمات الجنرال أثارت عاصفة سياسية ضخمة، إذ وصف زعيم اليسار جان لوك ميلونشون تصريحاته بأنها “غير مقبولة”، مؤكدًا أن رئيس الأركان “ليس مخولًا” بدعوة المجتمع للاستعداد لحرب “لم يقررها أحد».
أما الوزيرة السابقة سيغولين رويال فانتقدت ما وصفته بـ”اختراع الأعداء للحفاظ على الانضباط الداخلي».وهاجمت رويال اليمين المتطرف أيضًا، معتبرة أن تصريحاته “لا تمثل الخط الرسمي للدولة” وأنها تبث الخوف في الشارع الفرنسي بلا مبرر.
وزادت حدة السجال مع دخول المرشحة اليسارية السابقة ناتالي أرتو على الخط، حيث استشهدت بمقطع ثوري يقول إن “رصاص العمال سيكون موجهًا إلى جنرالاتهم”، في رد أثار صدمة سياسية واسعة.
حقيقة المواجهة
تصريحات ماندون، مجتمعة، تكشف عن قلق متزايد داخل المؤسسة العسكرية الفرنسية من تغير البيئة الأمنية في أوروبا، بينما تؤكد ردود الفعل السياسية حجم الانقسام العميق حول كيفية التعامل مع روسيا. ومع موقف غلين غرانت الذي يرى أن قدرة فرنسا على الردع “مستنزفة”، يصبح السؤال الرئيسي المطروح في باريس اليوم: هل تتجه أوروبا فعلاً نحو مواجهة مع موسكو، أم أن ما يحدث مجرد محاولة لإعادة تعبئة المجتمع الفرنسي في لحظة اضطراب دولي؟