رئيس الدولة ونائباه يعزون سلطان عمان بوفاة والدة السيدة الجليلة
كل ما عليه فعله هو اللعب من أجل كسب الوقت
بوتين حقق مكسباً أساسياً من قمة الناتو.. أوروبا مجرد فكرة
حذر الزميل البارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية الدكتور ستيفن بلانك، من تأكيد أوروبا نظرة رجل الدولة الألماني أوتو فون بسمارك، الذي قال في مذكراته قبل نحو 125 عاماً إنه لا يوجد شيء اسمه أوروبا، وإنما هي مجرد فكرة جغرافية.
وينطلق بلانك في مقاله بصحيفة “ذا هيل” الأمريكية من انقسام البيت الأطلسي، الذي أكده بيان قمة الناتو حيث اختلف الأعضاء حول مسألة عضوية أوكرانيا في الحلف، مع بروز واشنطن وبرلين كأبرز المعارضين، إذ لم يتمكن أعضاء الناتو حتى من الاتفاق على تعيين أمين عام جديد ناهيكم عن إعطاء ضمانات أمنية موثوقة وملزمة لأوكرانيا.
خلافات أخرى
حتى يوم الثلاثاء، تم حظر عضوية السويد بسبب العناد التركي، ودعم المجر السري لوجهة نظر موسكو طوال الحرب كما مطامعها المصطنعة بغرب أوكرانيا التي كانت ذات يوم جزءاً من امبراطورية هابسبورغ ثم الإمبراطورية النمسوية - المجرية، كما أن واشنطن غير قادرة أو مستعدة لمنح أوكرانيا أنظمة الدفاع الجوي والمدفعية البعيدة المدى مثل أتاكمس، التي من الواضح أنها بحاجة إليها لهزيمة الهجوم الروسي عاجلاً وليس آجلاً. كما أن العديد من الدول الأوروبية ليست مستعدة، بالرغم من الحرب الروسية - الأوكرانية التي دامت 18 شهراً، حتى لبدء عملية إعادة بناء الدفاع، وبالتالي، إن كل الكلام عن الاستقلالية الاستراتيجية أو عن عنصر دفاعي أوروبي حقيقي يبقى مجرد كلام، نتيجة لذلك، لن تلزم الإدارة نفسها بجدول زمني لعضوية أوكرانيا في الناتو أو حتى لعضوية مستقبلية.
أنباء إيجابية لبوتين
هكذا، بالرغم من أزماته الكبيرة، يبدو أن الرئيس الوحيد الذي حصل على شيء إيجابي من هذا الاجتماع هو فلاديمير بوتين، ويرجع ذلك إلى أن فشل الناتو في توفير جبهة متماسكة بشأن الهجوم الروسي في أوكرانيا، سوف يمنحه فرصة للعثور على العزاء في هواية إثبات قناعته بالضعف الداخلي للغرب، وافتقاره إلى العزيمة.. سوف يبرر هذا الفشل اعتقاده بأن كل ما عليه فعله هو اللعب من أجل كسب الوقت والاعتماد على الخلاف الغربي المتزايد، ونقص الطاقة وعلى الأجهزة الروسية المتطورة لتخريب الحكومات الأجنبية، والأمل في أن يصل دونالد ترامب أو أحد المتفهمين لبوتين إلى السلطة سنة 2024.
ولا يزال رجال الدولة في أوروبا الغربية يجدون صعوبة في فهم مطالب أوروبا الشرقية بالأمن في مواجهة روسيا، وفي فهم أن الدعم الغربي الموثوق به لتلك الدول ضروري لتحقيق السلام في أوروبا.. وتبقى الحقيقة أن الدول الغربية في كثير من الأحيان لديها الاعتقاد بأن الدفاع عن مصالحها الخاصة في وسط وشرق أوروبا، يمثل استفزازاً لروسيا لأنه، حسب وصف نيفيل شامبرلين الشهير، “شجار في بلد بعيد بين أناس لا نعلم شيئاً عنهم».
لماذا سيتنازل؟
في الواقع، إن الكشف الأسبوع الماضي عن قيام مسؤولين أمريكيين سابقين بإطلاق مبادرة دبلوماسية خاصة غير مدعومة من واشنطن، لإيجاد أساس لتسوية تفاوضية في أوكرانيا ليس مفاجئاً أيضاً.
كما أن فشل هذه المناورات ليس مستغرباً لأن روسيا لن تجري مفاوضات حول أوكرانيا بوجود أوكرانيا في القاعة.. بالتالي، نقطة انطلاق موسكو هي أنها ستتفاوض فقط إذا اعترف الغرب بالوقائع الجديدة، أي عمليات الضم الروسي في أوكرانيا.
وفي نهاية المطاف، وبالنظر إلى مؤشرات الافتقار الغربي إلى التماسك، لماذا يجب على بوتين تقديم أي تنازلات خصوصاً إذا كانت هذه التنازلات تعرض وضعه المحلي للخطر؟
ملاحظته قد
تصبح أكثر صدقاً
بعبارة أخرى، لا تلوح المفاوضات في الأفق والإجابة الوحيدة هي تزويد أوكرانيا بالأسلحة والضمانات الموثوقة التي تحتاجها.. مع ذلك، تابع بلانك، ما لم يواجه المسؤولون والحكومات الغربية المخاطر التي يتعرضون لها، وإذا واصلوا رفض مواجهة حقيقة الإمبريالية والعدوان الروسيين الحازمين، فإن أوروبا ستعود إلى كونها مسرحاً دائماً للحرب.
في هذه الحالة، ستكون ملاحظة بسمارك أكثر صدقاً من أي وقت مضى، وبالرغم من سنوات من الحديث الفضفاض عن حرب باردة جديدة، فهذا بالضبط ما ستواجهه.
أساس رأب الصدع
أضاف الكاتب أنه عندما انهار الاتحاد السوفيتي، انتهت معه الحرب الباردة لأن هذا النظام لا يمكنه البقاء إلا في بيئة الحرب الباردة.. وبالمثل، نظام بوتين، إن لم يكن بقاؤه، يعتمد على جعل التفكك الأوروبي والحالة المصاحبة للحرب الباردة دائمين.
كانت أوروبا التي نشأت في أعقاب الحرب الباردة قريبة من مملكة مسالمة.. وبالتالي، كانت الأساس لرأب الصدع بين الشرق والغرب، من خلال الاختيار الحر للدول الجديدة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، على أساس عدم تجزئة الأمن الحقيقي في أوروبا. لقد سعت روسيا باستمرار إلى تمزيق هذا النسيج إلى حد “أن المسألة ليست مقدار الدعم المقدم، بل ما إذا كان الغرب مصمماً على فعل ما هو ضروري لتمكين أوكرانيا من الانتصار، “كما كتب أحد المراقبين إن الفشل في منح أوكرانيا الأسلحة والضمانات التي تحتاج إليها، لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب وطموحات بوتين والانقسام المستمر لـ أوروبا.