إنشاء مراكز بحثية متعددة التخصصات لتعزيز الاستدامة من خلال التعليم والبحث المتكامل

تقرير الاستدامة السنوي للجامعة الأميركية في الشارقة يبرز التقدم المستدام برؤية واستراتيجية مدروسة

تقرير الاستدامة السنوي للجامعة الأميركية في الشارقة يبرز التقدم المستدام برؤية واستراتيجية مدروسة

خطة العمل المناخي في الجامعة الأميركية في الشارقة تتوافق مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة واستراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050


أصدرت الجامعة الأميركية في الشارقة تقريرها السنوي للاستدامة للعام الأكاديمي 2023-2024، والذي أظهر التزامها بمعالجة تحديات الاستدامة المحلية والعالمية بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة واستراتيجية دولة الإمارات للحياد الكربوني 2050، حيث ركزت جهودها على إزالة الكربون والتعليم المتميز والمشاركة المجتمعية.
وكانت الجامعة قد حققت تقدمًا كبيرًا خلال العام الأكاديمي المنصرم، حيث تم تصنيفها ضمن أفضل ثلاث جامعات في دولة الإمارات في مجال الاستدامة بناءً على تصنيفات "كيو إس" الجامعية العالمية للاستدامة لعام 2024، كما صنفت واحدة من أفضل سبع مؤسسات عالمية في المشاركة المجتمعية في مجال الاستدامة، بناءً على تصنيفات جمعية النهوض بالاستدامة في التعليم العالي لعام 2024، والتي منحت الجامعة تصنيف "ستارز" الذهبي.
وفي تعليقه على مخرجات التقرير، قال الدكتور تود لورسن، مدير الجامعة الأميركية في الشارقة: "إن الجامعة جزء متأصل من نسيج دولة الإمارات العربية المتحدة وهي على اتصال وثيق بالشبكات الأكاديمية العالمية. نحن ندرك أهمية مواجهة تحديات الاستدامة على المستويين المحلي والدولي، لذلك حرصنا أن تعكس خطة عملنا المناخية، والتي تم إطلاقها في عام 2022، التزامنا بمواءمة عملياتنا في الجامعة مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق الحياد المناخي فضلاً عن المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية. نحن لا نسعى إلى تحويل حرمنا الجامعي فحسب، بل إلى تمكين طلبتنا وأعضاء هيئتنا التدريسية لبناء مستقبل مستدام".
وركزت الجامعة في جهودها خلال العام الماضي على دمج الاستدامة في الأبحاث والتعليم وعملياتها التشغيلية في الحرم الجامعي، حيث تناولت أربع قضايا أساسية هي العمل المناخي، والتعليم المتميز، والصحة وجودة الحياة، والشراكات لتحقيق الأهداف. كما تخطط بناءً على تقريرها السنوي على التركيز على تعزيز الاستدامة خلال العام المقبل عبر العمل المناخي، وتقليل النفايات، والحفاظ على المياه، والصحة وجودة الحياة. وهو ما أشار إليه عمر النعيمي، رئيس مكتب الاستدامة في الجامعة الأميركية في الشارقة، قائلًا: "على الرغم من أن استراتيجيتنا الجديدة قيد التطوير، إلا أننا لم نتباطأ، بل كان نهجنا عملياً وشاملاً. تتضمن خطتنا المستقبلية التعاون بشكل أوثق مع المجتمعات وأصحاب المصلحة الذين نخدمهم لتطوير الحلول داخل قطاع التعليم وخارجه. نحن ندرك التحديات التي تنتظرنا، إلا أننا على ثقة من قدرتنا الجماعية على التكاتف وإحراز تقدم لجعل الجامعة أكثر استدامة".
وقدم تقرير الجامعة السنوي للاستدامة تحليلاً شاملاً لانبعاثات غازات الدفيئة فيها، سواء المباشرة وغير المباشرة، حيث أظهر أن النسبة الأكبر من الانبعاثات جاءت من استهلاك الكهرباء ثم من الانبعاثات غير المباشرة الناتجة عن إنتاج الوقود ونقله وتسليمه وشرائه. وأشار التقرير إلى أن الجامعة تبنت العديد من المبادرات لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، بما في ذلك تحسين كفاءة استخدام الطاقة في المباني، كما ركزت على تحسين الكفاءة الحرارية، وتحديث أنظمة التبريد والمياه، ومواءمة التجديدات مع معايير "استدامة" للبناء الأخضر. كما ركزت الجامعة على انبعاثات وسائل النقل، فدخلت في شراكة مع شركة "تاير" عام 2023 لتوفير "السكوتر" الكهربائية والدراجات الإلكترونية، وتوسيع البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية في الحرم الجامعي. 
كما امتدت جهود الاستدامة التي بذلتها الجامعة الأميركية في الشارقة خلال الفترة المشمولة بالتقرير إلى ما هو أبعد من التحسينات التشغيلية، حيث عمل برنامج "سفير البيئة" المعروف في الجامعة على تمكين الطلبة من خلال تثقيف الأقران والفعاليات والمبادرات التي تعزز العادات المستدامة مدى الحياة. كما قامت البرامج التعاونية مثل برنامج "الطهي من أجل التغيير" على تعليم الطلبة إعداد وجبات صديقة للبيئة ومناسبة للميزانية، في حين ربط سوق المزارعين "منبت" بين مجتمع الجامعة والمنتجات الطازجة المزروعة محليًا تعزيزًا للصحة والاستدامة. كما أظهرت الجامعة التزامها بالاستدامة على المستوى العالمي عبر لعبها دوراً مهمًا خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28)، حيث استضافت حلقات نقاشية وجلسات حول دمج الاستدامة في التعليم وقياس الانبعاثات في التعليم العالي. كما شارك طلبتها في ورشات عمل وحوارات تناولت موضوعات مثل القلق البيئي والمدن الذكية والعمل المناخي الذي يقوده الشباب. كما أكدت مؤتمرات مثل مؤتمر الحوارات المناخية في التعليم العالي ومؤتمر الشباب (كوي 18) على تفاني الجامعة في تعزيز مشاركة الشباب في الدعوة للمناخ. 
وسلط التقرير الضوء على قوة تأثير التعاونات مع المنظمات الرئيسية، مثل شبكة المناخ الجامعية وتحالف الإمارات العربية المتحدة للعمل المناخي، وهو ما أكدت عليه جوليا كارلو، رئيس مشارك لمكتب الاستدامة في الجامعة، قائلة: "لقد عززت هذه الشراكات قدرة الجامعة على العمل على قضايا مهمة مثل تغير المناخ وتعزيز جودة حياة المجتمع مع التأكيد على الحلول القائمة على الأبحاث. إن الشراكات مع المنظمات الرائدة وتعزيز البحوث متعددة التخصصات لن يساعدنا على التعامل مع تحديات الاستدامة المباشرة فحسب، بل يزود طلبتنا وأعضاء هيئتنا التدريسية بالأدوات اللازمة لإحداث تغيير هادف طويل المدى". وكانت الجامعة خلال الفترة المشمولة بالتقرير قد أطلقت مراكز بحثية متعددة التخصصات تركز على الاستدامة شملت مركز أبحاث المواد، الذي يركز على تطوير المواد والتقنيات المستدامة، ومركز أبحاث الطاقة والمياه والبيئة المستدامة، الذي يتناول الأولويات البيئية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومركز ريادة الأعمال والابتكار والتنمية المستدامة، الذي يعزز الحلول لاقتصاد متنوع قائم على المعرفة.
وأشار التقرير أيضًا إلى مواءمة البرامج الأكاديمية بالجامعة مع مبادئ الاستدامة، حيث تتناول اليوم 22 بالمائة من جميع مساقات الجامعة موضوع الاستدامة، مما يوفر للطلبة المهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة التحديات البيئية.