بدأت الأعراض عند الشاب الإماراتي "زايد" البالغ من العمر 17 عاماً مع مطلع شهر رمضان المبارك الماضي، بصداع شديد مصحوب بألم حاد حول العين اليمنى، ثم سرعان ما بدأ المريض يلاحظ هبوطاً في جفن العين وازدواج في النظر، وتطورت الحالة حتى لم يعد يقدر على فتح جفن العين تماماً.

وفي ضوء هذه الأعراض توجه المريض لعدة مراكز متخصصة لعلاج حالته، والتي تم تشخيصها بوجود نزيف حاد ومتكرر بسبب وحمة دموية في منطقة الدماغ الأوسط في جذع الدماغ، مما أدى إلى شلل تام في عضلات حركة العين، وتم إبلاغ المريض بصعوبة علاج هذه المشكلة، بسبب تعقيد العملية والصعوبة البالغة في الوصول لمنطقة الورم في مركز الدماغ، وبالذات كون الورم ملاصق لأعصاب حركة الشق الأيسر للجسم وأعصاب العين.

لكن المريض وأهله لم يفقدوا الأمل بالله، ومن ثم بالمستشفيات المتطورة في دولة الإمارات، وبدأوا بالسؤال والاستفسار حول أفضل المستشفيات التي يمكنها معالجة حالة الشاب زايد، فأرشدوهم إلى مستشفى توام، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"؛ فسارعوا إلى المسشتفى ولقاء الدكتور محمد العشّا، استشاري جراحة الأعصاب، والمتخصص في جراحة أورام الدماغ، وجراحة قاعدة الجمجمة، والذي بدأ على الفور بإجراء الفحوص اللازمة، والتصوير الطبقي المقطعي، وعلى إثرها وبعد التشاور مع الفريق الطبي قرر إجراء عملية جراحية في أقرب فرصة لوقف النزيف، ووضع حد لتفاقم الحالة وتطورها إلى شلل نصفي لا سمح الله بسبب زيادة الضغط على جذع الدماغ.

وقد نجح الفريق الطبي في مستشفى توام بقيادة الدكتور العشّا، وبالتعاون مع استشاري التخدير الدكتور رياض خشزاي، في الوصول الى مركز جذع الدماغ واستئصال الورم الدموي كاملا في عملية استغرقت 8 ساعات، بالاستعانة بأحدث أجهزة الملاحة والمراقبة الفيزيولوجية العصبية.

وقد تكللت العملية بالنجاح التام إذ لم يتم تسجيل أي مضاعفات، وأكدت الصور بعد العملية الاستئصال التام للورم الدموي، وأظهر المريض علامات مبشرة بتعافي عصب العين مباشرة بعد العملية، ويحتاج الأمر لعدة أسابيع لاكتمال التعافي التام وعودته الشاب لممارسة حياته الطبيعية دون أي مشاكل.

وأكد الدكتور العشّا أن هذه الحالة هي من الحالات النادرة جداً، والتي غالباً لا يتوافر لها علاج إلا في عدد محدود في مراكز جراحة الأعصاب في العالم.
وقال إن خطورة العملية تكمّن في الموقع الشديد التعقيد للنزيف، والقرب من الشرايين والأعصاب التي تحيط بجذع الدماغ مما يدفع الغالبية العظمى من الجراحين ذو الاختصاص للابتعاد عن مثل هذه العمليات.