نظم جناح المرأة في إكسبو 2020 دبي، ندوة بمناسبة اليوم العالمي للفتاة، ضمت ناشطات شابات من مصر ولبنان وإفريقيا، سلطن خلالها الضوء على تأثير العنف القائم على النوع الاجتماعي بما في ذلك زواج القاصرات، وعدم حصول الفتيات على التعليم.
تناولت الندوة قضية زواج القصّر كقضية محورية يجب القضاء عليها في المجتمع، عبر تثقيف الأسرة أولاً، ووضع الأطر القانونية التي تجرم كل أشكال الإساءة والعنف، وزواج الأطفال كونه يحرم الفتاة من أبسط حقوقها

استهلت سيدة أرمينيا الأولى، نونة سركسيان الندوة بالتأكيد على أهمية تواجد المرأة في أماكن السلطة والبرلمانات شريكاً أساسياً في بناء المجتمع. وأشارت إلى ضرورة الاهتمام بتنشئة الأطفال وإيجاد البيئة المواتية لتكوين شخصيتهم من خلال منحهم الثقة وإشراكهم في صنع القرار كونهم صناع المستقبل.
وأكدت الإعلامية منى الشاذلي، ضيفة الندوة، على التعليم حقاً أساسياً للحصول على بلدان أفضل وكوكب أفضل. وشجعت على توسيع فكرة الفصول المجتمعية التي بدأتها منظمة اليونسيف في المناطق النائية التي لا يوجد فيها مدارس، وقد أثبتت نجاعتها عبر تصميم منهج لكل مجتمع على حدة، بما يتناسب مع حياة الأهالي في تلك القرى.

وشددت الشاذلي على ضرورة وجود مؤسسات مجتمع مدني تحتضن الأطفال وأفكار الأهالي، وتصبح بمثابة الملجأ لهم. كما أشارت إلى خطورة "التسرب إلى التعليم"، أي حرمان الأهل الأطفال من التعليم، ما يضطرهم إلى الذهاب للمدرسة أو الصفوف المجتمعية دون علم أهلهم، واعتبرته جريمة لا بد من المحاسبة عليها. وقال: "إيصال الصوت ربما يتطلب شخصاً واحداً لكن التغيير الحقيقي يكون من خلال إشراك كل الأطراف بما في ذلك تغيير المناهج"

وحسب رائدة الأعمال والناشطة الاجتماعية، سارة المدني "لا تحتاج المرأة إلى تمكين، فهي تمتلك القوة الكافية. وعوضاً عن الانجراف خلف ثقافات وعادات وتقاليد بالية، يجب علينا البدء بشكل جدي بتغييرها، فإرضاء المجتمع ليس مهمتنا، بل تغييره"
وأضافت: "هنا تقع المسؤولية علينا كلنا بنشر التوعية ودحض أية ممارسات لا أخلاقية عند مشاهدتها، وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي عند مشاهدة أي من تلك الأفعال، بالإضافة إلى تثقيف أطفالنا وتوعيتهم حول الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها، فإصلاح المجتمع يبدأ من داخل الأسرة، ويجب أن نركز جهودنا على تثقيف الجيل الجديد كونه يرسم ملامح المستقبل"

وأجمع المشاركون على ضرورة المساعدة في تفادي الزواج المبكر، لا سيما في الدول التي تعاني اقتصادياً، والكفاح لتسهيل وصول الفتيات إلى التعليم، وتهيئة مجتمع آمن لهن، بالإضافة إلى تقديم الدعم والتوعية من خلال استخدام المنصات الشعبية، مثل الجوامع والكنائس والمدارس.
وشهدت الندوة عرضاً للدمى تناول قضية زواج القاصرات، وما يشكله من تهديد على صحتها ومستقبلها، بالإضافة إلى حالة عدم المساواة السائدة بين الجنسين في نظر المجتمع وصناع القرار.
ويتناول جناح المرأة في إكسبو 2020 دبي قضايا محورية تهم المرأة، باعتبارها شريكاً في بناء مستقبل واعد، كما يسلط الضوء على المساهمات التي قدمتها النساء للنهوض بالمجتمعات .