جنوح السفينة يكشف خطورة قناة السويس وباب المندب ومضيق هرمز

جنوح السفينة يكشف خطورة قناة السويس وباب المندب ومضيق هرمز


تتواصل الجهود في مصر لتعويم السفينة الجائحة في مياه قناة السويس منذ الثلاثاء الماضي، والتي تهدد بتعطيل حركة الملاحة البحرية العالمية لأسابيع، في أكثر الممرات المائية أهمية، مع ما يعنيه ذلك من كلفة مرهقة، واضطراب واسع النطاق.
ووفق صحف عربية يكشف جنوح السفينة، أهمية قناة السويس والمضائق والممرات البحرية عموماً للاقتصاد العالمي خاصةً في مثل هذا الظرف، بعد تعرضه لصدمة كورونا القاسية، التي تسببت في انهيار الطلب العالمي، وتعطيل سلاسل الإمداد، خاصةً للمواد الحيوية مثل الطاقة، من نفط وغاز.

أزمة عالمية
وفي السياق ذاته قال موقع ميدل إيست أونلاين، إن “حركة الملاحة تتوقف في قناة السويس بينما تستمر منذ ثلاثة أيام جهود تعويم سفينة حاويات عملاقة جانحة طولها 400 متراً تعطل مرور سفن الشحن، ما سيسبب تفاقم أزمة التجارة العالمية المتأثرة أصلا بتداعيات انتشار كورونا منذ عام».
وأوضح الموقع أن السفينة أصبحت تهدد “بتعطيل حركة الملاحة البحرية لأسابيع في أحد أكثر الممرات المائية اكتظاظاً في العالم وأهمها”، رغم تواصل الجهود الحثيثة على قدم وساق لتحريرها، لتفادي أزمة ستؤثر على حركة التجارة العالمية. في حين بدأت بعض الجهات تطرح مشاريعها لاستغلال الأزمة بالترويج لبدائلها، مثل روسيا.

وقال الموقع إن روسيا دخلت على خط أزمة السويس الخميس “بأسلوب صلف بطرح الممر البحري الشمالي بديلاً عن قناة السويس في مصر. ويروج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ وقت طويل لهذا الطريق الملاحي على طول الساحل القطبي الروسي باعتباره منافسا لقناة السويس، واستغلت روسيا الازدحام في القناة لتلعب مجددا على هذا الوتر.

من السويس إلى أمريكا
من جهته أشار موقع إندبندنت، إلى أزمة السويس تهدد بالتوسع والتحول إلى أزمة عالمية حقيقية إذا لم تفتح القناة سريعاً.
وينقل الموقع أن الأزمة في القناة المصرية، ستؤثر بشكل كبير على الموانئ الأمريكية خاصةً ونقل الموقع أن موانئ الساحل الشرقي الأمريكي أكثر انكشافاً على أي اضطرابات في قناة السويس من موانئ الساحل الغربي.
وأورد الموقع أن أي تأخيرات عالمية أخرى، ستسبب مزيداً من الضغوط على الموانئ الأمريكية التي تعاني بالفعل تأخراً في مناولة أكثر من 90 سفينة، وفق مصادر في قطاع الشحن.

وفي الأسابيع الماضية، أفادت بيانات من “ستاندرد أند بورز غلوبال بلاتس كونتينرز” حسب الموقع،  بأن كلفة شحن البضائع من آسيا إلى الساحل الشرقي الأمريكي ارتفعت إلى أكثر من 5 آلاف دولار لكل وحدة مكافئة طول 40 قدماً، مقارنة مع 2775 دولاراً في مارس (أذار) من العام الماضي.
وخلص تحليل أجرته منصة الخدمات اللوجستية “بروجكت-44” إلى أن سفن الحاويات تواجه أوقات انتظار وتفريغ أطول في موانئ الساحل الغربي، مقارنة مع أي مكان في الولايات المتحدة أو في أنحاء العالم.

باب المندب ومضيق هرمز
وفي السياق، أشار مشاري الذايدي في صحيفة الشرق الأوسط، إلى الأهمية الحيوية للمضائق والممرات البحرية، خاصةً في المنطقة العربية، مشيراً إلى جنوح السفينة في قناة السويس، تسبب في نتائج وتأثيرات واسعة، ومرشحة للتفاعل.
وأضاف “تأثرت أسعار النفط بهذا الانسداد المائي، وتعمل سلطات هيئة قناة السويس على فتح المسار، وتحريك هذا العملاق التجاري البحري، وسينجحون في النهاية، هذا الحادث العرضي، يلقي الضوء على حكاية أكبر، ماذا لو كانت عصابات إرهابية وعميلة لدول أجنبية، تبتزّ العالم، بالسيطرة على القناة أو مجرد التهويش عليها؟!».

وأوضح “لا يمكن تصوّر هذا الأمر في قناة السويس، بسبب قوة وصلابة وتجذر الدولة المصرية القادرة، لكن ماذا عن شقيق القناة على المقلب الجنوبي من البحر الأحمر؟!».
وأشار الكاتب إلى أن باب المندب توأم قناة السويس البحري، وأن خلل أو حادث يصيب قناة السويس يصيب مدخل البحر الأحمر الجنوبي، باب المندب، وثالثهما الذي يكمل مثلث المضائق الحيوية في جزيرة العرب وبحريها، هو مضيق هرمز على مدخل الخليج العربي.

البديل الإسرائيلي
وفي إطار الحيوية الاستراتيجية والدور الخطير الذي تلعبه المضائق والممرات المائية منذ عقود، أشار  موقع “الحرة”، إلى مشروع أمريكي مجهول في الستينات، لشق قناة بديلة عن السويس عبر إسرائيل باستخدام 520 قنبلة نووية وفق وثيقة سرية كشفت في 1996.
ونقل الموقع عن “بزنس إنسايدر، إلى أن الخطة الأمريكية كانت تهدف إلى شق القناة في البحر الميت عبر صحراء النقب، للالتفاف على قناة السويس، وتجنب المرور عبرها، بعد أقل من عقد من أزمة العدوان الثلاثي على السويس في 1956، الذي كشف صراعاً للسيطرة على الممر المائي الاستراتيجي الذي كان عاملاً مهماً في الحرب الباردة.

ووفق الموقع، فإن المذكرة قدمها مختبر لورانس ليفرمور الوطني الذي تدعمه وزارة الطاقة الأمريكية، وتقترح الحفر النووي على سطح البحر بطول 160 ميلاً على طول إسرائيل.
واقترحت الخطة الحفر عبر صحراء النقب في إسرائيل، لربط البحر الأبيض المتوسط بخليج العقبة، وفتح منفذ إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي.