جيروزاليم بوست: لا مفرّ من حرب إذا هاجم «حزب الله» كاريش

جيروزاليم بوست: لا مفرّ من حرب إذا هاجم «حزب الله» كاريش


نفذ “حزب الله” في الأسبوعين الأخيرين محاولات عدة لمهاجمة حقل كاريش للغاز، الذي يقع في مياه المنطقة الاقتصادية لإسرائيل. وأسقط سلاح الجو الإسرائيلي مسيرات عدة انطلقت من لبنان، مما حال دون تحقيق الحزب انجازاً كبيراً.

وعن السياسة التي يتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد اعتمادها حيال “حزب الله”، كتبت بنينا شوكر في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إن محاولات الحزب مهاجمة “كاريش” وكذلك تهديدات زعيمه حسن نصرالله، تظهر كيف أن هذه الأحداث تشكل تصعيداً في العدائية حيال الدولة اليهودية. وهذا ما يطرح مجدداً تساؤلات عما إذا كان يتعين على إسرائيل انتهاز هذه الفرصة لشن ضربة استباقية ضد مشروع الصواريخ الدقيقة وتعزيز قوة الردع الإسرائيلية، التي وفق الحوادث الأخيرة، آخذة بالضعف.

في الوقت الحاضر، تقترح الكاتبتان تجنب ضربة استباقية، على رغم أن هناك مؤشراً واضحاً على تزايد الاستفزازات من قبل “حزب الله” ضد إسرائيل، لافتتين إلى أن الواقع السياسي الإسرائيلي الهش والرأي العام، ليسا داعمين لشن هجوم استباقي ضد “حزب الله».
وأوضحتا أن حملة “المعركة بين الحروب”، تؤشر إلى عدد من النشاطات (معظمها سري) التي قامت بها إسرائيل ضد خصومها في الأعوام الأخيرة. ويعود الفضل خصوصاً إلى الاستخبارات الإسرائيلية في عدد من العمليات ضد سوريا وإيران، وكذلك ضد “حزب الله” و”حماس”، والتي لم ينجم عنها رد فعل مهم أو تدهور الوضع نحو حرب شاملة.

وشملت هذه النشاطات السرية عمليات اغتيال أو هجمات سيبرانية أو هجمات على قوافل أسلحة أو مستودعات، على غرار الهجوم على مفاعل نووي في سوريا عام 2007، ومهاجمة منشآت الأسلحة الكيميائية في سوريا عام 2020، والإستيلاء على الأرشيف النووي الإيراني عام 2018.

ولفتت إلى أن المنطق من وراء حملة “المعركة بين الحروب” هو تفادي التصعيد إلى الحد الأقصى الممكن، من طريق ضربات جراحية، مع الإقرار بالأهمية التي تكتسبها -محلياً ودولياً- عملية شن حرب. لكن من أجل تبرير شن حرب، يجب أن تكون قد وقعت سلسلة من الأحداث أو حدثاً معيناً.وعلى سبيل المثال، انتظر آرييل شارون لشن حرب عام 2002، حصول هجوم كبير على بارك أوتيل، مما جعل الرأي العام الإسرائيلي يدعم عملية “السور الواقي».وعلاوة على ذلك، سبق شن حرب لبنان الثانية عام 2006، استفزاز إسرائيلي كبير على شكل خطف الجنديين الإسرائيليين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف. وأدى هذا الإستفزاز من قبل “حزب الله” إلى دعم واسع لشن حرب ضد الحزب. وعلى نحوٍ مشابهٍ، كانت جولات القتال ضد غزة في الأعوام الأخيرة، مع بعض الاختلافات في نسبة دعم الرأي العام لكل من هذه الجولات.

وعلى رغم محاولة “حزب الله” شن هجوم على كاريش وتهديدات نصرالله، لا يبدو أن الرأي العام الإسرائيلي سيدعم شن حرب ضد الحزب في الوقت الحاضر. وكذلك، فإن الأسرة الدولية ستكافح من أجل منع حرب في لبنان، أخذاً في الاعتبار الوضع الإقتصادي المزري في هذا البلد. كذلك، من الأهمية الإشارة إلى أن شن حربٍ ضد “حزب الله” سيكون بمثابة عمل غير مسؤول من لابيد، رئيس الوزراء الإنتقالي، في هذا الظرف الحساس والمناخ السياسي الهش.
ورغم ذلك، فإنه إذا نجح “حزب الله” في مهاجمة حقل كاريش وتدميره، فعندها لا مفر من رد إسرائيلي قاسٍ، حتى على حساب اندلاع مواجهة مع الحزب وداعميه.