اختتمت مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين برنامج العلوم والتكنولوجيا الذي تم تنظيمه تحت عنوان "من المستقبل إلى الشارقة" ويهدف لتعريف المشاركين ضمن الفئات العمرية من 9 إلى 18 عاماً فما فوق بالتغيرات المستمرة المواكبة لأحدث تقنيات سوق العمل وأبرز التطورات في عالم متسارع نحو التحول الرقمي، حيث بلغ عدد المشاركين أكثر من 210 مشاركين في كل من الحزم الأربعة وهم: حزمة Web 3.0 وScientech والتصميم التكنولوجي والطائرات بدون طيار والروبوتات. شهد البرنامج الذي استمر لمدة 18 يوماً مجموعة من الورش العملية والتي تناولت 12 موضوعاً تكنولوجياً
منها: الميتافيرس والذكاء الاصطناعي والروبوتات والتحليل الجنائي وغيرها من المجالات التي ستلعب دوراً مهماً في السنوات القادمة.

الزراعة المائية والأمن الإلكتروني
تعمق المشاركون في مفهوم الاستدامة ضمن حزمة Scientech من خلال ورشة الزراعة المائية، حيث إن هذه العملية تتم من خلال زراعة نبتة في وسط مائي دون الحاجة إلى التربة، كما تخللت الورشة مجموعة من الأنشطة العملية والترفيهية لتعريف المشاركين على هذه التقنيات المعاصرة. بينما خاض المشاركون تجربة جديدة للتعرف على عمليات حماية أنظمتهم وبياناتهم ضد الهجمات الرقمية في ورشة الأمن الإلكتروني ضمن حزمة Web 3.0 وكيفية اكتشاف عمليات الاحتيال الإلكترونية وطريقة التصدي لها.

الذكاء الاصطناعي وتطوير الألعاب
تلقت حزمة التصميم التكنولوجي إقبالاً كبيراً من قبل الفئات العمرية المختلفة كما حصدت على أكبر عدد من المشاركين حيث إنها تناولت موضوع الذكاء الاصطناعي وتطوير الألعاب اللذان تلقيا رواجاً كبيراً في العقدين السابقين. ومع التطورات المستمرة والسريعة في مجال تطوير الألعاب صار لها في وقتنا الحالي صلة قوية بالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة حيث إنها تمكّن المطورين من التعلم من اختيارات اللاعب وتحليل تحركاته في مساحة اللعبة الافتراضية. قالت سلامة سليمان، مشاركة في حزمة التصميم التكنولوجي: " اكتشفت بأنه من الممكن ربط التصميم بالتكنولوجيا وبالتحديد في تطوير الألعاب الإلكترونية ".

الطائرات بدون طيار والروبوتات
ركزت ورشة الروبوتات على تقديم تجربة جديدة وممتعة للمشاركين من خلال عمل محاكاة لمهمة فضائية للمريخ حيث تمكن المشاركون من تعلم طرق برمجة روبوت VEX ومستشعراته المختلفة ليحمل ويضع المكعبات في الأماكن المخصصة لها وقدم ناصر حجت إله، المشارك في حزمة الطائرات بدون طيار والروبوتات تجربته في البرنامج بقوله: " تمكنا من برمجة الروبوتات وتوجيهها لحمل المكعبات ووضعها في أماكن يتم تحديدها مسبقاً عبر البرمجة المسبقة للروبوت ". كما ساهمت ورشة الطائرات بدون طيار على جذب اهتمام المشاركين لهذه التكنولوجيا الجوية حيث قاموا بالتعرف على أجزائها وكيفية قيادتها وبرمجتها لتطير باستقلالية لتنفذ مهام مختلفة. أضاف راشد خالد السويدي، مشارك في حزمة الطائرات بدون طيار والروبوتات: " تعرفت على آلية عمل الطائرات المدنية والطائرات بدون طيار واكتشفت بأنه يمكن استخدامها في مجالات عدة مثل: التصوير الفوتوغرافي أو في أعمال الإنقاذ أو في حراسة المباني ".

الطباعة ثلاثية الأبعاد وعدة الصانع
الطباعة ثلاثية الأبعاد هي تقنية قادرة على صنع المجسمات المختلفة باستخدام جهاز مخصص لذلك، حيث طرح البرنامج هذا المجال للمشاركين ليتسنى لهم إبراز مهاراتهم التصميمية، حيث قالت ريم عبد الله المشاركة في حزمة التصميم التكنولوجي: " قمت بتصميم مجسم لصاروخ يحتوي على مجموعة من القواعد بالإضافة إلى اسمي المطبوع على طرف المجسم، وأود أن أصنع مجسم خاص بمنزلي المستقبلي ".
ركزت ورشة عدة الصانع في تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليل لدى المشاركين عبر طرح بعض التحديات الواقعية التي سيتوجب على المشاركين إيجاد الحلول لها عن طريق موارد مختلفة. قال بدر الحمادي مشارك في الحزمة: " تمكنا من صنع لوح شمسي حيث بإمكاننا أن نستمد الطاقة الشمسية عبره وتحويله إلى طاقة تشغيلية، وبذلك تصبح الطاقة المستخدمة صديقة للبيئة ".

أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية
لا شك بأن التكنولوجيا تشهد تطورات هائلة في الآونة الأخيرة وستستمر في ذلك، وبإمكان كل فرد اختيار إما أن يواكب هذه التغيرات ويتعرف عليها أو الاكتفاء بمشاهدتها. شاركت ريم الدويلة، مشاركة في حزمة التصميم التكنولوجي رأيها في التطورات السريعة في العصر الحالي وتقول: " التطور هو شيء مفروض ولابد منه والأمي اليوم ليس الشخص الذي يفتقر لمهارات الكتابة والقراءة وإنما الذي يفتقر لمهارات وأساليب تواكب التطورات التكنولوجية واللغات البرمجية ".