خطط الصين للسيطرة على كابلات البيانات البحرية تُقلق إسرائيل
أفاد معهد “سيغنال” المتخصص في العلاقات الصينية -الإسرائيلية، أن بكين تريد السيطرة على كابلات البيانات تحت الماء، الأمر الذي يمسّ إسرائيل، لأن إيران والصين شريكان استراتيجيان.
وفقاً لدراسة نشرها موقع “يسرائيل ديفينس” العسكري الإسرائيلي، فإن الصين تسيطر على 30% من البنية التحتية للمعلومات والكابلات البحرية في الشرق الأوسط، وتهدف إلى الوصول إلى 60% بحلول عام 2025.
وتحت عنوان “الصين تريد السيطرة على كابلات البيانات تحت الماء في العالم.. وحتى في منطقة إسرائيل”، تقول إن المعركة على البنى التحتية للمعلومات والتكنولوجيا في الشرق الأوسط تزداد، وفي السنوات الأخيرة، نجحت الصين في إرساء وجود استراتيجي في المنطقة، من خلال استثمارات تصل إلى مئات المليارات من الدولارات في البنى التحتية التقليدية، والبنى التحتية للمعلومات والتكنولوجيا.
وبحسب الدراسة، يبدو أنه حتى في عالم الكابلات البحرية، تكتسب الصين زخماً، وتسيطر الآن بالفعل على حوالي ثلث الكابلات البحرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتهدف إلى السيطرة على 60٪ من البنية التحتية العالمية بحلول عام 2025.
وأضافت، أن الكابلات البحرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تملكها أو تبنيها أو تعمل على ترقيتها الشركات الصينية، قد تكون نقطة التحول التالية في المنافسة بين أمريكا والصين، مشيرة إلى أن بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أصبحت تعتمد بشكل متزايد على شبكات الكابلات البحرية المملوكة إما للصين أو التي أنشأتها أو طورتها الشركات الصينية، مستطردة: “تعد الكابلات البحرية من بين البنى التحتية الرقمية الأكثر أهمية، وهي بمثابة قنوات لجميع تدفقات البيانات والاتصالات الدولية، بما يشمل 10 تريليون دولار في التحويلات المالية كل يوم».
ومنذ دخول الصين السوق في أواخر التسعينيات، قامت الشركات الصينية ببناء أو تطوير أو الحصول على حصص ملكية في 10 من حوالي 35 كابلاً يعبر المتوسط وشمال إفريقيا، وبحلول عام 2024، سيتم تشغيل الكابل البحري (2Africa). وتقول الدراسة إن الكابلات ذات أهمية استراتيجية لدول المنطقة، وخصوصاً تلك التي تسعى جاهدة لرقمنة اقتصاداتها، والعديد من بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا رحبت بهذه الشبكات كوسيلة لتنويع شبكاتها، مما يقلل الاعتماد على الكابلات الأمريكية الغربية.
ولفتت الدراسة إلى أهمية هذه الكابلات لبكين، حيث إنها تربط الأصول الصينية (المدنية والعسكرية) بالمناطق التي تعبرها، وهذا أمر بالغ الأهمية لمشغلي الموانئ لتحسين وصيانة سلامة سلاسل التوريد والأنشطة الأخرى التي تضمن الازدهار الاقتصادي للبلاد.
وعلى غرار الدول الأخرى، تعتمد الصين على الكابلات البحرية لتنسيق العمليات العسكرية، حيث أدت مصالحها الاقتصادية الواسعة وانخراطها المتزايد في الشرق الأوسط إلى زيادة أهمية الحصول على معلومات استخبارية إقليمية موثوقة، كما استثمرت بكين موارد كبيرة في تحسين جمع المعلومات. وقد يكون من المفيد في هذا الصدد زيادة عدد الكابلات التي يتم إنشاؤها أو ترقيتها أو تشغيلها من قبل الشركات الصينية.
وقالت الدارسة إن الصين سعت أيضاً إلى بناء “جدار حماية كبير تحت سطح البحر”، عن طريق تركيب أجهزة استشعار للكابلات بهدف إنشاء أنظمة مراقبة تحت الماء مصممة لاكتشاف نشاط الغواصات، الأمر الذي يمكن أن يعقد الأنشطة البحرية للولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة.
أما بشأن إسرائيل، فقالت الدراسة إن الصين قد تشارك المعلومات التي يتم جمعها مع شريكها الاستراتيجي إيران، كجزء من اتفاقية تعاون تتضمن التزامات لتبادل المعلومات الاستخباراتية.