من واشنطن إلى بروكسل.. من يحمل عبء الدفاع عن أوكرانيا؟

من واشنطن إلى بروكسل.. من يحمل عبء الدفاع عن أوكرانيا؟


رأى الكاتب السياسي مارك تشامبيون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يفشل في إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لأنه ببساطة لم يحاول، فمنذ بداية ولايته، ركّز على إعادة ضبط العلاقات مع موسكو بما يحقق مصالح اقتصادية للولايات المتحدة.
ينبغي النظر إلى دفاع أوكرانيا على أنه حافز لتسريع وتيرة الأمن الأوروبي
وفقاً للكاتب، فإن انسحاب ترامب من ساحة الوساطة يُعد مكسباً صافياً للكرملين، إذ قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرضاً جديداً لبدء محادثات مباشرة مع كييف، مع تلميح إلى مطالبه التي سبق أن كررها مراراً وهي: تسليم أوكرانيا الأراضي التي ضمتها روسيا، والتخلي عن طموحاتها الأطلسية، وتسريح معظم قواتها.
لهذا، لم يعد أمام أوكرانيا سوى مواصلة القتال، لأن فقدان القدرة على الدفاع عن النفس يعني عملياً فقدان السيادة.

أوروبا في الواجهة
الآن، تعتمد أوكرانيا بشكل شبه كامل على أوروبا للحفاظ على قدرتها الدفاعية. ومع أن الدول الأوروبية تمتلك القدرات المالية، إلا أنها تفتقر إلى الطاقة الإنتاجية العسكرية اللازمة لتعويض الفراغ الأمريكي، فضلاً عن غياب الإجماع حول القضية.
وشدد تشامبيون على أن أوروبا لا تحتاج إلى تحمل العبء كاملاً. فصناعة الدفاع الأوكرانية تنمو بسرعة. 
وقبل الغزو الروسي في 2022، بلغ إنتاج أوكرانيا العسكري نحو 750 مليون دولار، أما اليوم، فتقدر قدرتها الإنتاجية بنحو 35 مليار دولار، مع تصاعد دورها في تصنيع طائرات مسيّرة تُعد بين الأفضل عالمياً.
وأعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن 40% من الأسلحة المستخدمة على الجبهة تُنتج حالياً داخل أوكرانيا.
وتوجد بالفعل مبادرات مثل البرنامج الدنماركي لتمويل الطاقة الإنتاجية غير المستغلة في أوكرانيا، ويمكن توسيعه.
كما بدأت شركات دفاع أوروبية كبرى بفتح مكاتب ومرافق إنتاجية في أوكرانيا، مدركة أهمية الكلفة المنخفضة وفرص التطوير التقني. ويرى تشامبيون أن الدفاع عن أوكرانيا يجب أن يُنظر إليه كفرصة لتعزيز الأمن الأوروبي، لا كعبء.
واختتم الكاتب بالقول إن السماح لموسكو بإخضاع أوكرانيا ليس قدراً محتوماً، فترامب امتلك الوسائل للضغط على بوتين، لكنه اختار عدم استخدامها. والآن، جاء دور أوروبا لاتخاذ القرار.