الحرب تعتمد الآن أكثر فأكثر على مجندين قد يكونون أقل رغبة في القتال

روسيا تسابق الزمن لحسم معركة باخموت قبل الهجوم المعاكس

روسيا تسابق الزمن لحسم معركة باخموت قبل الهجوم المعاكس

يرى معهد دراسات الحرب الأمريكي أن القوات الروسية تبذل قصارى جهودها من أجل السيطرة على مدينة باخموت، قبل أن تشن أوكرانيا هجومها المعاكس المنتظر. وكتب بريندان كول وأليكس فيليبس في مجلة “نيوزويك” الأمريكية، أن المعهد الأمريكي الذي يتخذ واشنطن مقراً له، أكد استمرار تكبد مجموعة فاغنر الروسية خسائر فادحة. ومع ذلك “لا يزال في إمكانها استكمال الحصار” على المدينة الواقعة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا. وأضاف أن قائد فاغنر يفغيني يريغوجين سلم الأطراف الشمالية والجنوبية الغربية من المدينة لوزارة الدفاع الروسية. وفي الوقت نفسه “يدعم سلاح الجو الروسي جهود فاغنر” في المدينة، التي يجري القتال عليها منذ أشهر. ومن الممكن أن يتيح هذا الدعم لفاغنر تحقيق مزيد من المكاسب، وأن يدفع القوات الأوكرانية إلى الانسحاب من باخموت.
 
فاغنز وسلاح الجو
والتعاون بين فاغنر وسلاح الجو الروسي يظهر رغبة موسكو في “تسريع” الاستيلاء على باخموت. وبحسب معهد الحرب الأمريكي، فإن نمط الجهود حول المدينة يوحي أيضاً بأن القيادة العسكرية الروسية “تمنح أولوية متزايدة لاستكمال الحصار على المدينة” قبل أن يبدأ الهجوم الأوكراني المعاكس. تعزز التكهنات حول الهجوم المعاكس أنباء عن تمكن القوات الأوكرانية من إقامة مواقع لها على الضفة الشرقية لنهر دنيبر قرب مدينة أوليشكي، مع خطوط إمداد ثابتة.
ويقول المحللون إن هدف الهجوم المعاكس المتوقع في الربيع هو محاولة كييف اختراق الممر البري بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014. ولم تؤكد الناطقة باسم قيادة العمليات الجنوبية في الجيش الأوكراني ناتاليا هومينيك ولا تنفي، بدء الهجوم. وصرحت للتلفزيون الأوكراني بأنه كان “عملاً صعباً جداً” عندما تحاول “تجاوز عقبة مثل دنيبر، لأن خطوط الجبهة تمر عبر نهر واسع وقوي».
 
العقبة الكبرى
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور، إن العقبة الكبرى التي تعيق الهجوم الأوكراني المعاكس ليست نقص المعدات وإنما الطقس الماطر. ولفت إلى أن الأمر “قد يستغرق شهراً” قبل شن الهجوم، و”إذا تغير الطقس، قد ينطلق الهجوم في وقت مبكر. وفي حال لم يحصل ذلك، فإن الأمر يحتاج إلى شهر، وربما شهرين».
في هذه الأثناء، ترددت أنباء عن مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضغوطاً من بعض حلفائه من أجل تحويل عملية غزو أوكرانيا إلى عملية دفاعية. ويرى معهد دراسات الحرب الأمريكي وفق تقرير نشره السبت، أن المساعي لتجنيد 400 ألف روسي في القوات المسلحة، سيكون من شأنه فقط تجميد خطوط القتال حيث هي الآن. وعلى الأرجح تحاول القيادة العسكرية الروسية “إقناع” بوتين بحقيقة الحرب وأن تحمله على “الانتقال إلى العمليات الدفاعية”. وتعكس هذه التكهنات شعوراً متزايداً لدى الخبراء بأن النزاع من الممكن أن يكون متجهاً إلى نقطة حاسمة.
وعلى مدى الأشهر الـ14 الأخيرة، واجه الغزو الروسي انتكاسات بسبب أخطاء استراتيجية، وافتقر إلى التجهيزات والتدريب، ودفاعات قوية غير متوقعة من القوات الأوكرانية.
وبحسب تقديرات للقوات المسلحة الأوكرانية- لم تكن “نيوزويك” قادرة على التحقق منها- فإن أكثر من 186 ألف جندي روسي قد تمت “تصفيتهم” منذ بدء الغزو وحتى الأحد الماضي. وبينما نشرت روسيا في المراحل الأولى من الغزو قوات محترفة، فإن الحرب تعتمد الآن أكثر فأكثر على مجندين قد يكونون أقل رغبة في القتال.