رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس بنين ورئيسة الاتحاد السويسري بذكرى اليوم الوطني لبلديهما
شخصيات في حياتنا
أخطأت في حق عدد من أصدقائي، عندما نشرت قصة قصيرة بصفحتي الرسمية على الفيس بوك من يومين تقريباً، كانت القصة تحكي رحلة كاتب عاش في الغربة ربع قرن, ودعه أصدقاؤه في المطار وحملوه على الأعناق وأنهوا له إجراءات السفر ولما جلس في الطابق الثاني بالمطار يراقب حركة نقل الأمتعة، نكتشف أنه يرى نفسه في تابوت يدخل جوف الطائرة وذكر أنه لأول مرة يسافر بدون اختيار الكرسي وأن يردد دعاء السفر ولم تطلب المضيفة منه أي الطعام يريد، ولم يسمع النداء عن إقلاع الطائرة المتجهة إلى القاهرة
بمجرد نشر النص، توافدت رسائل تدعو لي بطول العمر والصحة، ومنهم من دعم بالأمل والخوف من استخدام كلمات وعبارات حزينة وفكرة الموت والرحيل، وقع الرسائل كان له فعل السحر في إعادة ترتيب الأوراق والتأكيد على أن الحياة بسيطة وفيها أمل وأشخاص يتابعون آلام الناس ينشغلون بمأساتهم حتى ولو بالكلمة، اعتقدت أن النص سيكون بعيداً عن الواقع وأنه شعور كاتب أو مؤلف وأنه سينال إعجاب البعض، لكن على ما يبدو أن القلم عبر عن الشعور الداخلي للكاتب فظهر ما بداخله من وجع وأنين ورغبة في الرحيل بصمت
تواصل معي الكاتب الصحفي المتميز محسن راشد، يعاتبني على ما سببته له من خوف ، وأنه قرأ النص أكثر من مرة ليتأكد أنه مجرد نص وليس رثاء، وتوالت الرسائل تقريبا بنفس المضمون، وأصدقاء أكن لهم كل الاحترام والتقدير ممن التقيت بهم ومن لم نلتق، وفي وسط الدعاء والقلق، جاءت رسالة من متابع يلوم فيها راوي القصة على كآبة الأسلوب، مطالب المتوفي أن يحمد ربنا على ما كان فيه، والغريب أن ما لفت نظره أن الراوي كان يرى المضيفات الحسناوات، لم يلفت نظره التابوت ولا نهاية مشوار طويل من الغربة ولا حرمان المتوفي من دفء العائلة، فقط ما لفت نظره، أن هناك من يعيش ويموت ولم ير "رجل" ساق مضيفة ليحمد الله، نظرة سطحية لحدث جلل تأثر به كل من قرأ النص، كانت رسالة غريبة وسط رسائل من القلق والتوتر.
بعد منتصف الليل اتصل بي الدكتور عادل عبد الله حميد، ليطمئن مني على هذا النص الغريب ما دفعني أن أدرك الخطأ الذي ارتكبته في حق هؤلاء، بادرني بكلمات طيبة توحي عن الاحترام والتقدير المتبادل، بالإضافة لتناوله قضية الكتابة وإحساس الكاتب وما يدفعه لاختيار أسلوب مغاير عن التفاؤل والبهجة كما كان يرى في كتاباتي، وعدته أن أحذف النص تماما من الصفحة وأنهى المكالمة التى استمرت أكثر من نصف ساعة يذكر فيها معاني القيم التى نعيش من أجلها في ظل عدم القدرة على تحمل الكلمات، فالإماءة أصبحت تألم وتكسر القلوب.