ضغوط تحاصر ستارمر لإلغاء «البريكست»
يواجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ضغوطًا لإلغاء خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، في أعقاب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووفق صحيفة «إندبندنت» البريطانية، بينما يتأمل ستارمر في الاضطرابات المستمرة بسبب رسوم ترامب الجمركية، تحاول النقابات العمالية ومجموعات الأعمال والناشطون المؤيدون للاتحاد الأوروبي ونواب حزب العمال دفعه للتفاوض على علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي.
ويُعدّ أكبر الداعمين الماليين لحزب العمال من بين أعلى الأصوات التي تضغط على ستارمر لاتباع نهج أكثر طموحًا لإعادة ضبط ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في أعقاب إشعال ترامب حربًا تجارية دولية بفرضه تعريفات جمركية شاملة. النقابات العمالية، التي كانت منقسمة سابقًا بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولا تزال تُوفّر أكثر من نصف تمويل حملة حزب العمال الانتخابية، تتصدر الآن حملة جديدة لتوثيق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وانضمّ مؤتمر النقابات العمالية (TUC)، مُتسلّحًا باستطلاع رأي أجراه خبير استطلاعات الرأي بيتر ماكليود، إلى مجموعات الأعمال وغيرها لحثّ ستارمر على إعادة النظر في خطوطه الحمراء بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي حين أصرّ رئيس الوزراء على أنه سيقاوم ما يسميه «خيارًا زائفًا» بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فإنّ مطالب مؤتمر النقابات العمالية العلنية تنعكس سرًا لدى كثيرين في حزب العمال أيضًا. يأتي ذلك في أعقاب فرض الرئيس ترامب تعريفة جمركية متبادلة بنسبة 10% على المملكة المتحدة، أي نصف نسبة الـ 20% المفروضة على الاتحاد الأوروبي.
لكن بعض التعريفات الجمركية المحددة، بما في ذلك 25% على منتجات السيارات والصلب والألمنيوم، قد أثرت على المملكة المتحدة أيضًا؛ ما عرض ما لا يقل عن 25 ألف وظيفة للخطر في قطاع صناعة السيارات وحده.
وقال الأمين العام لاتحاد نقابات العمال بول نوفاك للصحيفة، إن الرأي العام البريطاني متفق، إذ يؤيد بأغلبية ساحقة إعادة ضبط الأمور بعقلانية، مشيرًا إلى أن فشل اتفاق بريكست الذي تبنّاه المحافظون أدّى إلى تراجع العمال والشركات في الداخل والخارج. واضاف أن الوقت قد حان لاتباع نهج جديد يحترم نتيجة الاستفتاء، ويمنحنا في الوقت نفسه علاقة تجارية أوثق مع الاتحاد الأوروبي، وهي علاقة في أمسّ الحاجة إليها. وكشف استطلاع رأي أجراه ماكليود على 5000 ناخب لاتحاد نقابات العمال أن 66% منهم يرغبون الآن في علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي، حتى أن بعض مؤيدي الأحزاب المؤيدة لبريكست يرغبون في علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي.
وكان الرأي السائد هو أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يكن ناجحًا، وأنه من المنطقي السعي للحصول على صفقة أفضل.