أجلت صفقات أسلحة أمريكية

فيتنام «تتلاعب» بالميزان العسكري بين موسكو وواشنطن

فيتنام «تتلاعب» بالميزان العسكري بين موسكو وواشنطن


فشلت زيارة وزير الدفاع الأمريكي بيت  هيغسيث الأخيرة إلى هانوي، في تأمين أي صفقات أسلحة أمريكية كبرى؛ ما كشف عن مخاوف فيتنامية عميقة من عواقب سياسية وجيواستراتيجية في ظل اعتمادها الكامل على ترسانة من الأسلحة الروسية.وفي حين تضمنت  الزيارات الرسمية لهيغسيث، لقاءات ركزت على تعزيز الشراكة الاستراتيجية، مع وزير الدفاع الفيتنامي فام فان جيانغ وزعيم الحزب الشيوعي تو لام، فإن ملف التعاون العسكري بين البلدين ظلّ معلّقاً، كما أن الحديث عن صفقات الأسلحة الأمريكية الكبيرة مثل مقاتلات “إف-16” أو طائرات الشحن “سي-130”، بقي مجرد احتمالات؛ إذ يبدو أن هانوي ما تزال مترددةً في الاستغناء عن أسلحتها الروسية التقليدية، مستفيدة من أرباح مشروع مشترك مع شركة “زاروبجنيفت” النفطية الروسية لشراء أسلحة روسية خارج شبكة “سويفت».من جانبه، وبحسب “ديفينس نيوز”، كشف المدير التنفيذي لمنظمة “سيلايت” غير الربحية المعنية بالشفافية البحرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والملحق الجوي الأمريكي السابق في فيتنام راي باول، أن “مبيعات مقاتلات “إف-16” غير مرجحة بسبب الضغوط الصينية».
ويرى محللون أن هذا القلق الفيتنامي كشف حرص هانوي على الحفاظ على توازنٍ دقيق بين شريكتيها التاريخيتين، موسكو وواشنطن، خصوصاً في ظل تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي.بدورهم، أكد المسؤولون الفيتناميون أن تعاونهم الدفاعي مع الولايات المتحدة يشكل أحد أهم أعمدة العلاقة الثنائية، لكنهم يصرون على احترام سيادة بلادهم واستقلاليتها في قرارات التسليح، وفي الوقت نفسه، تعكس التأخيرات في صفقات الأسلحة الأمريكية معضلات بيروقراطية محتملة، إضافة إلى مخاوف من الضغط الصيني على هانوي إذا قررت شراء أسلحة أمريكية متقدمة.
ويعتقد مراقبون أن استمرار هانوي في عمليات شراء مقاتلات “سوخوي” الروسية يعكس مواصلة اعتماد فيتنام على المعدات الروسية رغم تحسن علاقاتها مع واشنطن.
ومن جهة أخرى أشار الخبراء إلى أن التباطؤ في عقد صفقات الأسلحة الأمريكية يعكس انخفاض الثقة الاستراتيجية لدى فيتنام من التحركات الأمريكية؛ إذ تتزايد حالة عدم اليقين بشأن سياسات واشنطن المستقبلية في المنطقة، بدءًا من الرسوم الجمركية إلى التمويل والمساعدات.ورجحت مصادر أن فيتنام تواصل موازنة علاقاتها الدولية بعناية؛ فبينما تحافظ على تحالفاتها التقليدية مع روسيا، فإنها في الوقت نفسه تتفاوض بحذر مع الولايات المتحدة، في محاولة لتحقيق أقصى استفادة من الشراكة العسكرية دون إثارة غضب بكين أو المخاطرة بسيادة البلاد.