الانفجار الوبائي لم يحدث بعد:

فيروس كورونا: هل نجت إفريقيا من كارثة معلنة...؟

فيروس كورونا: هل نجت إفريقيا من كارثة معلنة...؟

-- إذا لم تختبر، فلن تجد...وإذا لم تختبر، فأنت أعمى
-- القارة السمراء تعاني من قدرة اختبار «محدودة للغاية»
-- تم إجراء أقل من 005 ألف اختبــار منــذ بدايــة الوبــاء
--  كارثة منتظرة إذا انفجر عدد الحالات، بالنظر إلى ضعف النظام الصحي في عديد البلدان
-- يرى خبراء، أن البلدان الأفريقية تعلمت من الأوبئـة الأخيـرة التي ضربت القــارة
-- في السودان عدد نواب الرئيس «خمسة» أكبــر مقارنــة بأجهــزة التنفس «أربعـة»


   هل سيجتاح كوفيد 19 إفريقيا على غرار أوروبا والولايات المتحدة؟ على مدى أسابيع، كان متخصصو منظمة الصحة العالمية يحذرون من الخطر الذي يهدد القارة والمليار من سكانها. ووفقًا لأحدث بيانات المنظمة، أبلغت جميع الدول الأفريقية تقريبًا عن حالات الإصابة بـ كوفيد-19 على أراضيها، لكن الانفجار الوبائي الذي يخشاه الجميع كثيرًا لم يحدث بعد. وفي بعض الدول، يوجد تسطيح تدريجي لمنحنى الحالات الجديدة. فكيف تفسر هذه الظاهرة؟
  طرح المتخصصون العديد من الفرضيات منذ أيام. وهي تؤكد بشكل خاص على استباق معظم البلدان الأفريقية، حيث اتخذت تدابير حجر صحي في وقت مبكر جدا عندما كان الفيروس ينتشر بندرة على أراضيها.
   وبحسب منظمة الصحة العالمية، يبلغ عدد الحالات 4996 حالة، وتعتبر جنوب إفريقيا أكثر الدول تضرراً في القارة، لكنها سجلت في الوقت الراهن 103 قتلى فقط، وبعد خمسة أسابيع من الحجر. و”إذا قارنا جنوب إفريقيا بالمملكة المتحدة، فستكون أرقامنا هي نفسها تقريبًا خلال الأسبوعين الأولين من الوباء”، يشرح لوكالة فرانس برس، عالم الأوبئة سليم عبد الكريم، الذي يرأس لجنة الخبراء التي تقدم المشورة لحكومة جنوب أفريقيا.
   ويواصل المتخصص، “بعد أسبوعين، انفصلت منحنياتنا وذهبنا في اتجاه مختلف تمامًا، لذلك أعتقد أن هذا هو الدليل على أننا قرّبنا المنحنى، وتم تقليص عدد الإصابات المحتمل حدوثه بشكل كبير”. وبداية من الجمعة، شرعت الدولة في عملية رفع الحجر الصحي تدريجيا.
تجربة مواتية وهرم العمر
   ويرى خبراء آخرون، بأن البلدان الأفريقية تعلمت من الأوبئة الأخيرة التي ضربت القارة. ويعتقد فريد إيبوكو، الأستاذ في معهد باريس للدراسات السياسية والمتخصص في   سياسات الصحة العامة في أفريقيا، في مقابلة مع لوبوان، أن دول جنوب الصحراء تستفيد بشكل خاص من “ذاكرة إدارية وصحية وسياسية ووبائية قوية إلى حد ما” منذ تفشي وباء ايبولا عام 2014.     وأضاف “بصورة أعم، على مستوى القارة الأفريقية، أقول إنه كانت هناك نقطة تحول في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وعلى وجه الخصوص، زيادة قوة الصندوق العالمي الذي تم إنشاؤه عام 2002 خصيصا لإدارة ثلاثة أمراض: الإيدز والسل والملاريا. لقد رأينا كوكبة من الجهات الفاعلة كما لم نشهدها في القارة الأفريقية، إنها ديناميكية حول ما يسمى اليوم الصحة العالمية».    ولتوضيح أن الموجة المعلنة لم تغمر إفريقيا بعد، أشار آخرون أخيرًا إلى هرم العمر، وهو يشكل ميزة إلى حد ما في مواجهة كوفيد-19.
حوالي 60 بالمائة من السكان تحت سن 25 سنة، في حين أن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا يمثلون 3 فاصل 5 بالمائة فقط من إجمالي سكان القارة.    وبالتالي، فإن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر حسب أعمارهم قليلون جدًا.
 ووفقًا للاتحاد الأفريقي، يوجد في القارة حاليًا 36847 حالة لـ 1.589 حالة وفاة، بينما تجاوز العالم 3 ملايين حالة، ويقترب من 230 ألف حالة وفاة. ومع ذلك، لا ينبغي أن تشير هذه المؤشرات إلى أن أفريقيا تجنبت أصعبها.
المزيد من المؤشرات المقلقة
   قالت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأسبوعي، الذي نشر الخميس، إلى أن عدد الحالات زاد بنسبة 52 بالمائة في أسبوع واحد داخل الدول الأعضاء. وفي الأسبوع السابق، كان عدد الحالات قد قفز بنسبة 43 بالمائة.    وتشير المنظمة أيضًا إلى وجود تفاوت في القارة. سبع دول فقط تسجل 71 بالمائة من الحالات: جنوب أفريقيا والجزائر والكاميرون وغانا ونيجيريا وغينيا وكوت ديفوار.   وكتبت منظمة الصحة العالمية، أن “تعزيز التدابير المانعة في هذه البلدان أمر ضروري للحد من المرض والوفيات والحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية وتقليل تعطيل الخدمات العامة والأنشطة الاقتصادية».    هناك عوامل عديدة تدعو إلى توخي الحذر الشديد. هل عدد الحالات المبلغ عنها موثوق؟ ككل مكان في العالم، إن عدم وجود اختبارات يجعل التمرين عشوائيا وقائما على الصدفة. وأشار جون نكينغاسونغ، مدير المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الأسبوع الماضي إلى قدرة اختبار “محدودة للغاية” في القارة. وحسب قوله، تم إجراء أقل من 500 ألف اختبار منذ بداية الوباء، أي تم اختبار 325 شخصًا لكل مليون نسمة. مؤكدا انه “إذا لم تختبر، فلن تجد... وإذا لم تختبر، فأنت أعمى».

نظم صحية هشة
   ان انفجارا في عدد الحالات ستكون له عواقب مروعة، خاصة بالنظر إلى ضعف النظام الصحي في العديد من البلدان، وخصوصا في أفريقيا جنوب الصحراء. إنها “من بين الدول الأكثر هشاشة في العالم، أيا كانت المؤشرات المستخدمة: عدد الأطباء والعاملين الصحيين الآخرين، وعدد أسرة المستشفيات، ومعدل المعدات”، يقول آلان أنتيل، مدير مركز أفريقيا جنوب الصحراء للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، في منشور بتاريخ 16 أبريل.   لا تقتصر هذه المشكلة على هذا الجزء من القارة، وقالت صحيفة نيويورك تايمز، انه في السودان “عدد نواب الرئيس (خمسة) أكبر مقارنة بأجهزة التنفس (أربعة)”. وبحسب تعداد الصحيفة الأمريكية، لا شيء في الصومال، ومالي ثلاثة، وليبيريا سبعة.    في العديد من البلدان، لن تكون تدابير الحجر الصحي مستدامة لفترة طويلة. “الدول التي ستطبق هذا الحجر بشكل صارم لن تؤدي إلا إلى تعميق هشاشة هذه الطبقات الاجتماعية، خاصة أنه في عدد كبير من البلدان، لن يكون هناك تعويض مالي و / أو غذائي (رمزي) يوازن هذه التدابير”،     إن النهاية التدريجية للحجر الصحي في جنوب إفريقيا، رغم أنها واحدة من أكبر القوى الاقتصادية في القارة، تفي جزئياً بهذا الأمر. و”المسألة ليست وبائية فحسب، بل تدخل عوامل أخرى كثيرة، مثل الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي، اعترف مدير لجنة الخبراء في جنوب أفريقيا. واضاف “نعلم جميعًا أن هذا مجرد تأجيل، لأن انتقال الفيروس سيبدأ في الارتفاع مرة أخرى بمجرد رفع الحجر الصحي”....”ويمكننا أن نتوقع بلوغ ذروة (الوباء) حوالي يوليو».
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot