غادر البلاد في صندوق خشبي للفاكهة كمهد

فيليب، الأمير الذي نفض الغبار عن قصر باكنغهام...!

فيليب، الأمير الذي نفض الغبار عن قصر باكنغهام...!

-- أكثر من 22 ألف التزام، و600 رحلة إلى الخارج، و750 رئاسة جمعية، و5 آلاف خطاب
-- جنازته فرصة للعائلة المالكة لعرض صورة عشيرة موحدة
-- دوق أدنبره: «وظيفتي الأولى والثانية والأخيرة هي عدم التخلي عن الملكة»
-- كان الأمير فيليب في عصره أكثر طليعية مما قد يتخيله البعض
-- لا ينفصل فيليب عن ظل ملكة إنجلترا، سواء كان شاهدًا أو فاعلا في اضطرابات القرن الماضي


   التقى ونستون تشرشل، وهاري ترومان، والبيتلز، وجون كنيدي، ومانديلا، ومادونا، والعديد من الباباوات، وتوم كروز وجوينيث بالترو، على سبيل المثال لا الحصر. إن طول العمر الاستثنائي للأمير فيليب، دوق إدنبرة، يجعله رابطًا رمزيًا بين حقبتين، عصرنا وعصر الإمبراطوريات الاستعمارية والحروب العالمية الكبرى. وُلِد في ذلك العالم النخبوي القديم حيث تبدو الطبقة الأرستقراطية الأوروبية دائمًا أبناء عمومة بشكل مبهم. وكان فيليب وزوجته إليزابيث من الأقارب البعيدين، وكلاهما من نسل الملكة فيكتوريا الشهيرة.    نحن نستعد لندفن معه شخصية رمزية لفكرة معينة عن أوروبا والنظام الملكي والقرن العشرين. لقد ساهم بطريقته الخاصة في كتابة هذه الصفحة من التاريخ، لأنه خلف المظاهر المحافظة، البائسة أحيانًا، وحتى الرجعية، كان فيليب أيضًا فعالًا في إعادة اختراع    المؤسسة الملكية البريطانية في فترة ما بعد الحرب. فعندما كان البلاط منخرطا في الحفاظ على تقاليد الماضي كشيء ثمين، كان هو، على العكس من ذلك، لا يتوقف عن التفكير في المستقبل. متأثّرا بنفيه قسرا في طفولته، أدرك أنّ النظام الملكي يجب أن يتكيّف حتى يدوم، وفهم بشكل أفضل من أي شخص آخر، أنّ متانة التاج تعتمد على التصاق الناس بصورته، وخاصة، أنّ المجتمع يتطور بشكل أسرع من الملوك.
 
إن الضجة الإعلامية التي أثارها الأمير فيليب برحيله، تعود إلى سجلّه الشخصي: تسعة وتسعون عامًا من العمر، منها ثلاثة وسبعون عامًا زواجا، وتسعة وستون قضاها في خدمة جلالة الملكة. الأرقام الرسمية مذهلة: أكثر من 22 ألف التزام، و600 رحلة إلى الخارج، و750 رئاسة جمعية، و5 الاف خطاب، وما يعادلها على الأقل تدشين لوحات تذكارية. حتى أنه تباهى بكونه أكثر الرجال خبرة في العالم في هذا المجال.

ضحية البروتوكول
   قبل أن يصبح رجلًا عجوزًا عصبيا إلى حد ما، ومغطى بميداليات مثبتة على زيه العسكري، كان لفيليب مونتباتن تاريخ جدير بالملاحم العظيمة في الماضي. اكتشفته أوروبا عام 1947، عندما أعلن خطوبته على إليزابيث، ولية العهد الأميرة على عرش إنجلترا. إنه طويل، أشقر، رياضي، مرح، ناري، وملازم في البحرية الملكية. يساعد وجهه الجذاب في هزم قلوب النساء الإنجليزيات. ومع ذلك، في نظر البلاط، لا يبدو أنه محظوظ بما فيه الكفاية، ولا يحمل عديد الالقاب، بل إنه، بالتأكيد، جميل جدا بحيث لا يمكن أن يكون صادقًا. لكن إليزابيث مصرة، سيكون هو او لا أحد.    تم الاحتفال بزواجهما في 20 نوفمبر 1947، كانت تبلغ من العمر 21 عامًا، وكان عمره 26 عامًا. وسرعان ما رزقا بطفلين، صبي (تشارلز) وفتاة (آن)، وقضيا معظم وقتهما في مالطا بين 1949 و1951، حيث تم تعيين فيليب في قاعدة بحرية. لعبت إليزابيث دور الزوجات النموذجية، ففي سنوات الشباب تلك، كانت حياتهما جميلة وسعيدة وخفيفة كما لن تعود أبدًا.

جعلت وفاة الملك جورج السادس في فبراير 1952 من الأميرة ملكة، وفي تلك اللحظة تغيرت حياة الزوجين، لتصبح محكومة تمامًا، ومقيدة ببروتوكول ملكي في غاية الصرامة.    اضطر فيليب إلى التخلي عن حياته المهنية في البحرية، وهي تضحية لم يكن يعتقد أنه سيتعين عليه تقديمها باكرا، خاصةً أنه لا يوجد شيء مخطط له فيما يتعلق بواجباته الجديدة. ليس لزوج الملكة دور محدد في النصوص الرسمية. “دستوريًا، أنا غير موجود”، باح متأسفا. كان عليه أن يقتنع بأن يكون رفيقًا، وحضورًا، ودعمًا معنويًا، محكوم عليه بالسير دائمًا خطوتين خلف زوجته، في احترام لأسبقية الملكة.    وحتى ينشغل أثناء تعلّمها الحكم، فوّضت إليزابيث زوجها تعليم الابناء، ولكن أيضًا المهمة الدقيقة لإصلاح عمل قصر باكنغهام. منذ بداية الخمسينات من القرن الماضي، بدأ فيليب في مواجهة هذا التحدي المسموم المتمثّل في إزالة الغبار عن تروس الاستبلشمنت، العالق في مبادئ قديمة تعود أحيانًا إلى عهد فيكتوريا، هي مرة أخرى.

   يكتشف الدوق، على سبيل المثال، أن وجبات أفراد العائلة المالكة وتلك الخاصة بالموظفين يتم إعدادها في مطابخ منفصلة، وأنه لا يُسمح بتداول الطعام بينهم. وكبراغماتي، وضع حدًا لهذا الانحراف الذي يضاعف التكاليف والجهود والهدر، واغلق أحد المطابخ. كما أنه سمح للعمال بالتوقف عن استخدام البودرة في شعرهم، وهو تقليد مثير للسخرية في عينيه. هبط فيليب في باكنغهام مثل إعصار ودفع الحاشية القديمة جانبًا، هي التي كانت تقليديًا أكثر ملكية من الملك. وبين أتباع الشركة، لا أحد يحب هذا الشخص الثانوي المتهور وطموحاته في الحداثة، وعملوا كل شيء لتهدئة حماسه... واستغرقت الأمور وقتًا.

   مشروع آخر واجهه فيليب، هو علاقة القصر بوسائل الإعلام. “يجب أن يُرى حتى يُصدَّق”، قبلت الملكة بسهولة، وزوجها يضغط على ورقة اللعب بأداة جديدة هي التلفاز. ورغم كرهه للصحفيين، الا ان فيليب كان يرى أنها طريقة لإضفاء الطابع الديمقراطي على التاج، فقط ما هو مطلوب لجعله محبوبًا، ويستمر في اثارة الحلم. عارض البلاط والكنيسة والحكومة فكرة التتويج المتلفز، لكن فيليب وحده تمكن من إقناع زوجته، والبقية سجلها التاريخ. في 2 يونيو 1953، سيتابع 277 مليون شخص حول العالم تتويج زوجته على شاشة سوداء وبيضاء.   

دائمًا مع فكرة جعلها أكثر شعبية، وبالإمكان التواصل معها تقريبًا، شجّع دوق إدنبرة الملكة على ممارسة المشي. كما ناشدها أن تسجل خطبها بمناسبة عيد الميلاد على شاشة التلفزيون، حتى يتم بثها في قلب البيوت. إلى صوت الراديو تضاف الصورة، وفي يوم العيد هذا تكون ملكتك تقريبًا على طاولتك ...    عام 1961، كان أول فرد من العائلة يجري مقابلة في برنامج بانوراما بي بي سي (نفس البرنامج الذي جمع اعترافات السيدة ديانا بعد أربعة وثلاثين عامًا). عام 1968، شعر بسعادة غامرة بفكرة فيلم وثائقي عن العائلة المالكة: تابعهم طاقم تلفزيوني طيلة عام، ليدونوا في ساعتين من الصور فكرة معينة عن حياتهم اليومية، بين الالتزامات والواجبات والتسلية الخاصة.

ندم آل وندسور في الأخير على هذا التمرين الخطير، ومنعوا إعادة عرض هذا الشريط الوثائقي، الذي حمل عنوان العائلة المالكة، الذين حتى وهم يتناولون الإفطار، أو يشوون النقانق بجانب البحيرة، فشلوا في الظهور كأشخاص عاديين. بكل بساطة لأنهم ليسوا كذلك. لم تقنع رؤية الملكة وهي تخرج حافظات الطعام للتحضير لنزهة مرتدية عقدا من اللؤلؤ وأحذية براقة، الشعب... ومع ذلك، فقد كانت تجربة جيدة.

  ولأنه شغوف بالعلوم والتقنيات الجديدة، فقد كان فيليب، مرة أخرى، وراء تركيب أجهزة اتصال داخلية في باكنغهام لوضع حد للتذاكر المكتوبة بخط اليد التي ينقلها خدم لأميال عبر ممرات القصر. كما أنه حوّل غرفة ملابسه الشخصية إلى جوهرة من إبداع جيمس بوند، وكل ما يتطلّبه الأمر هو الضغط على زر لإحضار زيّ ما. ورغم أن التكنولوجيا قد تطورت كثيرًا منذئذ، وكان الأمير هاري يسخر من جده الذي يكتفي بإغلاق جهاز الكمبيوتر المحمول لإنهاء مؤتمر عبر الفيديو، إلا أن فيليب كان مهووسًا بزمنه، وأول شخص في العائلة يمتلك جهاز كمبيوتر في مكتبه. 

   الأمير أيضًا، رائد في نشاطه من أجل قضايا الحداثة. منذ عام 1947، انخرط مع الشباب من خلال رعاية جمعية لندن أولاً، ثم عام 1956، أنشأ جائزة دوق إدنبرة، وهي برنامج دولي يهدف إلى مكافأة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عامًا من الذين يستثمرون في مشاريع ذات أهمية جماعية أو إنجاز شخصي. كما شارك في وقت مبكر جدًا، في الدفاع عن البيئة وحمايتها. وترأس طيلة خمسة وثلاثين عامًا الصندوق العالمي للطبيعة، ودافع لعقود ضد إزالة الغابات والتلوث والاكتظاظ السكاني للأرض. عام 1988، قال: “إذا كنت سأُجسد جديدًا، أود أن يكون فيروسًا قاتلًا، للمساعدة في حل مشكلة الزيادة السكانية”... في الأخير، كان الكوفيد-19 قد سبق وفاته.

يترك اليونان في
صندوق خشبي للفاكهة
   بصرف النظر عن صعوبة مهمة الأمير-القرين، كان فيليب أيضًا رجلاً ذا شخصية معقدة ومعذبة. تبدأ قصته بطفولة فوضوية: ولد أميرا لليونان والدنمارك في يونيو 1921، في جزيرة كورفو، الطفل الخامس، والابن الأول، لأمير اليونان أندريه وأليس دي باتنبرغ، سليل الملكة فيكتوريا (دائمًا هي نفسها) وابنة أخ آخر إمبراطورة لروسيا.

   كان فيليب يبلغ من العمر 18 شهرًا فقط عندما أجبرت الثورة اليونانية والديه على المنفى. تقول الأسطورة أنه غادر البلاد في صندوق خشبي للفاكهة كمهد. عائلته، التي لم يعد لها اسم أو بلد أو مال، وجدت ملاذًا في فرنسا ولكن بسرعة كبيرة، غادر الأب إلى موناكو وانقطعت اخباره تماما. توفي هناك عام 1944. وتزوجت شقيقاته من شخصيات ألمانية رفيعة، ووالدته، صماء ومريضة ومصابة بالفصام، أُجبرت على الالتحاق بمؤسسة في سويسرا عندما كان عمره 9 سنوات فقط. وجد فيليب نفسه وحيدًا، يتقاذفه أفراد الأسرة المختلفين، ويتم إرساله إلى العديد من المدارس الداخلية في جميع أنحاء أوروبا، ويخضع للتعليم بطريقة قاسية. لن يعرف الحياة في منزل الأسرة مرة أخرى حتى زواجه من إليزابيث.

   أثّرت هذه الصدمات بعمق على شخصية فيليب. أخيرًا كان عمه لويس مونتباتن، الذي تم انجلزة اسمه باتنبرغ حتى ينسى الناس صداه الجرماني بعد الحرب الأولى، هو الذي احتضنه وساعده على الالتحاق بالبحرية الملكية البريطانية. وهو ايضا الذي اقترح في يوليو 1939، خلال زيارة قام بها الملك جورج السادس إلى المدرسة العسكرية البحرية في دارتموث، حيث كان فيليب يدرس، أن يعمل ابن أخيه كمرافق للأميرتين الصغيرتين، إليزابيث ومارجريت.

وقعت البكر في الحب من النظرة الأولى، وسقطت في حبال وسامته ولم تتزحزح أبدًا: إنه رجل حياتها. لن تتوقف إليزابيث وفيليب عن الكتابة لبعضهما البعض    على الرغم من الحرب، التي خدم خلالها في أساطيل البحر المتوسط والمحيط الهادئ، وسوف ينتظران أيامًا أفضل ليتمكنا من الزواج.
   يعرف فيليب ذلك: الزواج من إليزابيث يشبه قبول قائمة طويلة من التنازلات. تخلى عن جنسيته ودينه وعمله العسكري وحتى إعطاء اسمه للابناء. ورغم صعوبة الأمر بالنسبة لرجل ذكوري، مستبد، زعيم بطبعه في داخله مثل فيليب، إلا أنه قبل بمصيره، مجردا من السلطة، محاطًا بثلاثي مكون من زوجته الملكة، وشقيقة زوجته الأميرة مارجريت، وحماته غير القابلة للغرق الملكة الأم. إنه بالتأكيد كاره للنساء، لكنه خصوصا مخلص. يقول: “وظيفتي الأولى والثانية والأخيرة هي عدم التخلي عن الملكة”. ومن منطلق إحساسه بالواجب، ضحى فيليب بنفسه من أجل تاج إنجلترا، وفي وقت لاحق، كان غاضبًا جدًا من أولئك الذين لم يكونوا مستعدين لفعل الشيء نفسه، مثل ديانا أو فيرجي أو ميغان.

   واجهة، مزعج، ومثير للإعجاب، ومزاح مدمر، كان كزوج هو الوحيد القادر على أن يكون بدون قفازات مع الملكة، ويعتبرها إنسانة. يسميها “ملفوفتي وسجقتي”، ولا يستخدم لغة خشبية معها، فهي تقدر تلك العفوية والصراحة. وخصوصا، كان يضحكها... في يوم التتويج، عندما رآها بتاجها، قال لها “أين وجدت مثل هذه القبعة؟”... إليزابيث مستعدة لأن تسامحه كثيرًا، أخطاءه الفادحة، وكذلك خروجه عن السكة والنص. في كل الاحوال، الطلاق لا يمكن تصوره، بالنسبة للتي ترأس كنيسة إنجلترا أيضًا. لقد كانت تدرك صعوبة موقع زوجها، وتفضل أن تتغاضى عن عيوبه محتفظة بمحاسنه فقط. ليس سراً أن فيليب، الساحر بطبيعته، يحب النساء ويحب إغواءهن. ومع ذلك، لم تتمكن الصحافة من الحصول على أدنى دليل على خيانة زوجية من جانبه.    بينما كانت زوجته تضع التاج، يرتدي الدوق في الحياة الخاصة قبّعة ربّ الأسرة. وبصفته أبًا، فهو قاسٍ، خاصةً مع البكر تشارلز، الذي يجده رخوا للغاية، وهشًا للغاية، وغير قتالي بما يكفي، وبعبارة أخرى، لا يستحق أن يكون ملكًا في المستقبل.

  وسيحتفظ تشارلز بذكرى الأب القاسي الذي يفتقر للباقة في سنوات شبابه، ويلومه علانية على هذا النقص في المودة. مع أشقائه الصغار، كان فيليب ألطف، خاصة مع آن، المفضلة لديه.
   في وقت لاحق، سيكون منتبهًا لأحفاده. نتذكر على وجه الخصوص أنه هو الذي رافق ويليام وهاري في اليوم الذي كان عليهما السير خلف نعش والدتهما الأميرة ديانا. وكان قد قال لهما قبل أيام قليلة، “إذا كنتما تريداني أن أكون هناك، فسأكون».

   كان فيليب رفيقًا مخلصا، ودعمًا ثابتًا للملكة، مقتصرًا على دور بعيد عن شخصيته، وعرف كيف يتقمّصه ببراعة. بعد إعلان نبأ وفاته، كتب باراك أوباما: “بجانب الملكة أو خطوتين خلفها، أظهر للعالم ما يعنيه أن تكون زوجًا يدعم ويشجع امرأة قوية”. موقع حديث بشكل رهيب.    شغل الدوق دوره لأطول فترة ممكنة، ولم يتقاعد حتى عام 2017، عن عمر يناهز 96 عامًا. في آخر ظهور رسمي له، بصفته النقيب العام لمشاة البحرية الملكية، حضر عرضًا عسكريًا تحت مطر غزير. وبعد تقاعده، لن يظهر إلا في مناسبات عائلية نادرة، مثل ولادة آرتشي الصغير، أو حفل زفاف الأميرة بياتريس.

   الملكة إليزابيث الآن أرملة... ولمرة واحدة، سبقها زوجها، “قوتها”، “صخرتها”، كما تسميه، ومضى قبلها. يوم السبت، ستكون الجنازة الخاصة ولكن المتلفزة لدوق إدنبرة، فرصة للعائلة المالكة لعرض صورة عشيرة موحدة، بعد الاضطرابات التي سببتها على وجه الخصوص الفضائح الجنسية للأمير أندرو ورحلة ساسكس إلى الولايات المتحدة الأمريكية. سيلعب فيليب بهذا المعنى، وللمرّة الأخيرة، دور زعيم القبيلة، الشخص الذي في الحياة الخاصة للأسرة يصنع الوفاق بين الجميع. كلهم يعلمون أن الملكية تقوم على مبدأ الاستمرارية... ويجب أن يستمر العرض والله ينقذ الملكة.