مارك روته: ترامب لم يضعف التزام الناتو بالدفاع الجماعي

مارك روته: ترامب لم يضعف التزام الناتو بالدفاع الجماعي


أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في مقابلة مع وكالة فرانس برس الجمعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «لم يضعف» الالتزام بالدفاع الجماعي بموجب المادة الخامسة من ميثاق الحلف. وقال روته إن ترامب «لم يضعف المادة الخامسة. إنه ملتزم بحلف شمال الأطلسي، وملتزم بالمادة الخامسة»، نافيا الشكوك المحيطة بالتزام الرئيس الأميركي الدفاع عن القارة الأوروبية. أثار الرئيس الأميركي قلق حلفاء الولايات المتحدة عندما هدد بأنه لن يدافع إلا عن الدول التي يعتقد أنها تنفق ما يكفي على الدفاع، مع ممارسته ضغوطا على الدول الأعضاء لزيادة ميزانياتها العسكرية. كما أثارت إدارته احتمال تقليل عديد القوات الأميركية المنتشرة في أوروبا للتركيز على التهديدات في أماكن أخرى مثل الصين. وأضاف الأمين العام للناتو «ليس من أهداف الولايات المتحدة الخروج من حلف شمال الأطلسي أو أوروبا، فالولايات المتحدة موجودة هنا. ستتجه أكثر نحو آسيا، وهذا قد يعني، مع مرور الوقت، أنها ستضطر إلى إعادة التوازن».
وتدارك «لكن هناك اليوم، وسوف يظل هناك دائما، وجود نووي وتقليدي للولايات المتحدة في أوروبا».
شددت الدول الأوروبية على أنه إذا كان ترامب يعتزم سحب قوات من القارة، فإنه يحتاج إلى التنسيق معها حتى لا يترك ثغرا في مواجهة روسيا.
وقال روته في هذا الصدد «أفترض وأتوقع أن يتم ذلك بلا مفاجآت». ودافع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي عن رفضه انتقاد الرئيس الأميركي المتقلب، مؤكدا أنه يتفق معه بشأن الجهود الرامية إلى تعزيز الإنفاق وإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأوضح «عندما يتعلق الأمر بالقضايا التي أركز عليها، وهي أوكرانيا، وأراضي حلف شمال الأطلسي، فنحن في الواقع متفقان».
أجرت وكالة فرانس برس المقابلة مع مارك روته بعد اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف طالب خلاله وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالاتفاق على «مسار واقعي» يقود إلى زيادة الإنفاق العسكري ليبلغ خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لكل من الدول الأعضاء.
وتبدو هذه النسبة بعيدة المنال بالنسبة لمعظم الحلفاء، بل إنها أعلى بكثير مما تنفقه الولايات المتحدة حاليا. وقال روته إنه سيبدأ بتقييم المتطلبات العسكرية بينما يتطلع الحلف إلى التوصل إلى هدف إنفاق جديد خلال قمته في لاهاي في حزيران/يونيو.
وأضاف «أعتقد أننا الآن بحاجة إلى الوصول إلى رقم، سواء بالمليارات أو نسبة مئوية».
أثارت واشنطن مخاوف في أوروبا من أنها قد تكون تسعى إلى التقرب من روسيا، الغريم الأول لحلف شمال الأطلسي، عبر التواصل مع موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأكد مارك روته أن موسكو تظل التهديد الرئيسي لحلف شمال الأطلسي برمته، وليس لأوروبا فحسب.
وقال في هذا الصدد «نعم، للتحالف برمته، كما اتفقنا».
وأضاف أنه ينظر إلى الصين باعتبارها «تهديدا»، وهي وجهة نظر مثيرة للجدل داخل الحلف الذي لا يزال يرفض وصف بكين بأنها تهديد مباشر.
وتابع الأمين العام للناتو «إذا سألتني شخصيا، فسأقول إن هناك تهديدا أيضا. أعلم أن لغة الناتو أكثر حذرا بعض الشيء».
وتابع «الصين، مع الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها في الجيش، وعدد السفن الحربية التي تمتلكها ويفوق ما تمتلكه الولايات المتحدة، وألف رأس نووي... نعم، إنها (تهديد) يتزايد بالفعل».