تقنية جديدة تحد من آلام ما بعد الجراحة
مبادلة للرعاية الصحية- دبي تجري عملية جراحية جديدة باستخدام تقنية المجهر الروبوتي لتحسين صحة الرجال
نجحت مبادلة للرعاية الصحية- دبي، إحدى شركات M42، بتسخير قدرات تقنية المجهر الروبوتي المتطورة لإحداث نقلة نوعية في طريقة إجراء جراحة دوالي الخصية، بما جسد إنجازاً لافتاً في جراحات المسالك البولية. ويقدم هذا الابتكار الثوري آفاقاً واعدة لتحسين دقة مثل هذه العمليات وتقليل مخاطرها وتقليص الوقت اللازم لتعافي المريض. وجاء ذلك قبيل احتفال العالم بشهر التوعية بصحة الرجال (موفمبر) والذي يصادف هذا الشهر.
ويعتبر مرض دوالي الخصية حالة تتسم بتضخم الأوردة ضمن الجهاز التناسلي للرجال، ويؤثر على ما يتراوح بين 15% و20% من سكان العالم. ويسبب هذا المرض أعراضاً مثل الألم ومشاكل الخصوبة. ويحتاج المصابون بهذا المرض عادة لتدخل جراحي لتخفيف الأعراض وتحسين صحتهم الإنجابية.
وقاد الدكتور روز جليل، استشاري جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة في مبادلة للرعاية الصحية دبي، الفريق الجراحي الذي استخدم التقنية المتقدمة لإجراء هذه العملية المبتكرة على مريض يعاني من آلام الخصية المستمرة، بما كبل قدرته على عيش حياته اليومية بشكل طبيعي. وقال الدكتور جليل: “كان المريض في خضم معاناة من آلام شديدة لفترة من الزمن. وكانت أعراضه تمنعه من ممارسة بعض التمارين والأنشطة، حيث عانى من آلام متقطعة».
وبعض خضوعه للفحص، اكتشف المريض إصابته بدوالي الخصية والفتق. وأُجريت كلتا الجراحتان في آن واحد، باستخدام عملية رائدة بالمجهر الروبوتي المتقدم، الأمر الذي منح المريض فوائد كبيرة. وتعاون الدكتور جليل وفريقه الجراحي مع مصنّع الجهاز لضبط المجهر لهذا الإجراء. وأتاح المجهر الروبوتي رؤية أكثر دقة وقلل من خطر إلحاق الضرر بالأنسجة المحيطة خلال العملية الجراحية.
وأضاف الدكتور جليل: “باستخدام المجهر، تمكنا من تقليل الضرر على الأنسجة المحيطة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدي إصابات الأوعية اللمفاوية أو الأعصاب، التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، إلى الشعور بخدر بعد العملية الجراحية إضافة لتراكم السوائل. ويساعد هذا المجهر في منع مثل هذا الضرر والمضاعفات اللاحقة بعد العملية». ويستفيد المرضى الذين يخضعون لهذه الجراحة من سلاسة فترة التعافي مقارنة بالوسائل التقليدية. كما تحسن تقنية المجهر الروبوتي من المخرجات الجراحية، وتقلص من وقت العملية، وتعزز من راحة المريض. وبالنسبة لهذا المريض الذي خضع لعملية إصلاح دوالي الخصية وجراحة الفتق، استفاد من انخفاض مستويات الألم إلى حد كبير، فضلاً عن سرعة التعافي.
وشدد الدكتور جليل على أن المجهر الروبوتي أثر إيجاباً على رعاية المريض وراحة الجراح خلال العملية. وأردف: “ساهم هذا الخيار العلاجي بتحسين تجربة المريض بشكل كبير مقارنة بالوسائل التقليدية، إذ منحنا رؤية أكثر وضوحاً مع قدرته على التكبير، مما ألغى الحاجة للنظر إلى المجهر باستمرار لمراقبة سير العملية، وما يسببه ذلك من إجهاد لرقبة الجراح. ومنحني ذلك حرية تحريك رأسي بشكل مريح، في حين كانت العملية أسرع من المعتاد، والأداء العام أفضل بمراحل. فعلى سبيل المثال، توجب علينا في السابق توخي أقصى درجات الحيطة والحذر لتجنب إلحاق الضرر بشريان رئيسي خلال العملية، إذ أن الإصابات من هذا النوع تكون عواقبها كارثية. لذلك كان معيارنا الرئيسي على الدوام إجراء العملية بأقصى سرعة ممكن لتحقيق أفضل فائدة للمريض، مع استخدام أدنى حدود التخدير وضمان خروج المريض بأقصى سرعة ممكنة من غرفة العمليات».
ويؤمن الدكتور جليل بقابلية استخدام المجهر الروبوتي في إجراءات أخرى. ويعمل حالياً على استكشاف قابلية استخدامه في استخراج الحيوانات المنوية جراحياً لعلاجات الخصوبة، وعكس عملية قطع القناة الدافقة، والتي تتطلب تكبيراً عالي الدقة.
جاء النجاح في استخدام هذه التقنية كثمرة للتعاون بين الدكتور جليل، وفريق العمل في مبادلة للرعاية الصحية دبي، ومصنّع الجهاز. فقد حرصت الشركة المصنعة على تقديم التدريب الضروري والدعم اللازم، بما أتاح تركيب المجهر الروبوتي ضمن المعدات الجراحية بسهولة وسلاسة. تتبنى مبادلة للرعاية الصحية دبي منهجية استباقية في مجال الصحة، وتركز أيضاً على التصدي لخيارات أنماط الحياة السيئة التي قد تسبب تحديات صحية في المستقبل. وحرصت أيضاً على الاستفادة من الروبوتات وأحدث التقنيات الطبية لتنفيذ سلسلة من العمليات الجراحية المبتكرة بنجاح.
ويحتفل العالم بشهر التوعية بصحة الرجال خلال شهر نوفمبر تحت مسمى (موفمبر)، حيث يشهد الشهر حملة تشجع الرجال على الانخراط في نشاطات لنشر الوعي حول صحة الرجال. وتهدف هذه الحملة لإزالة الوصمة المرتبطة بالمشاكل الصحية التي تواجه الرجال، وإثراء الحوارات حولها، والتشجيع على الكشف المبكر وتلقي العلاج في الوقت المناسب. كما تركز الحملة الممتدة طيلة الشهر على تعزيز الرفاه البدني والعاطفي للرجال، ومعالجة مشاكل صحية مثل سرطان البروستاتا وسرطان الخصية وتحديات الصحة العقلية والوقاية من الانتحار. ويوفر (موفمبر) منصة للرجال لمناقشة مشاكلهم الصحية دون حرج وطلب الدعم واتخاذ خطوات استباقية نحو حياة أكثر صحة وسعادة.