برعاية وحضور شما بنت محمد بن خالد آل نهيان

مركز الشيخ محمد بن خالد ينظم مؤتمر التعليم من أجل المستقبل

مركز الشيخ محمد بن خالد ينظم مؤتمر التعليم من أجل المستقبل


برعاية وحضور الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية وحضور معالي جميلة المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، نظم مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي مؤتمر "التعليم من أجل المستقبل" افتراضيا بمناسبة يوم المعلم العالمي، حيث أدارت المؤتمر موزة الشومي عضو مجلس إدارة جمعية الشيخ محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل وبحضور ومشاركة كل من: د. سليمان الكعبي الرئيس التنفيذي لمؤسسة استشراف المستقبل بتقديم ورقة عمل حول استشراف المستقبل ، ود. رابعة السميطي المدير العام لمؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي والتي قدمت ورقة عمل حول مهارات وكفايات معلمي المستقبل ، كما قدمت حصة العوضي مدير إدارة الموهبة والابتكار في وزارة التربية والتعليم ورقة عمل بعنوان اكتشاف المواهب والاستثمار فيها من أجل الخمسين القادمة ، فيما عرضت الأستاذة مريم السعدي ، تنفيذي إرشاد مهني  بوزارة التربية والتعليم ورقة عمل حول أهمية الإرشاد الأكاديمي للطلاب.

 وافتتح المؤتمر بكلمة الشيخة د. شما والتي  أعربت عن سعادتها بانعقاد هذا المؤتمر المواكب للكثير من الأحداث الهامة في تاريخ وطننا الغالي دولة الإمارات العربية المتحدة،وقالت نحن ما زلنا نعيش فرحة وفخر افتتاح إكسبو دبي 2020 والذي أظهر ما وصلت له الإمارات من تحضر وتطور وإبداع، كما يواكب الاحتفال بيوم المعلم ركيزة العملية التعليمية والذي تتأسس الأجيال على قدراته ومعارفه وثقافته الإنسانية.

 وأضافت تؤمن قيادتنا الرشيدة بقيمة العلم والمعرفة في صناعة المستقبل، وبدور المعلم الهام في نجاح المنظومة التعليمية في تحقيق الهدف منها .
وأشارت إلى دخول العالم منعطفا جديدا من منعطفاته الفارقة في تاريخ البشرية بظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي بدأت في تغيير وجه العالم والعلم والمعرفة ولابد للمنظومة التعليمية أن تتسارع مع هذا التطور وتندمج مع الآليات الجديدة

 كما أكدت على أن جائحة كوفيد 19 كانت ذات أثر إيجابي فقد حققت تسارعا في دمج التعليم عن بعد في العملية التعليمية، ويبدو لنا استشرافاً للمستقبل بأن الغلبة ستكون للتعليم الهجين والأساليب المعرفية المعتمدة اعتمادا كليا على التقنيات والذكاء الاصطناعي  وأضافت بأهمية مراعاة البعد النفسي والإنساني لطلاب العلم في مختلف المراحل مؤكدةعلى ضرورة اكتشاف المواهب التي يتمتع بها الطفل وربطها بالعملية التعليمية لجعل العملية التعليمية ليست مجرد آلية تراكم معرفي بل آلية خلق للمعرفة وتدعيم للموهبة في اتجاه التنمية لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة للخمسين القادمة من أجل حضارة إماراتية حديثة ذات أثر راسخ في تاريخ الحضارة الإنسانية.

واختتمت الشيخة شما كلمتها بتقديم الشكر والتقدير لمعالي جميلة المهيري على وجودها وجهودها من أجل تطوير منظومة التعليم والشكر والتقدير لجميع المتحدثين والحضور .
كما وجهت الشكر والامتنان لكل معلم ساهم في بناء عقل الإنسان والشكر الخاص لكل من علمها يوما وأضاف لرصيدها معرفة مشيرة إلى أن ما أنا فيه الآن من ثقافة ومعرفة هو نتاج جهود معلمين أرشدوني للمعرفة لهم مني كل التقدير والشكر.

من جانبها أكدت معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، أن المعلم هو ركيزة المنظومة التعليمية في الدولة، وعلى عاتقه تقع مسؤولية بناء الأجيال المقبلة وتسليحهم بالمعارف، والمهارات، والقيم، والأخلاق.

ووجهت معاليها خلال مشاركتها في مؤتمر "التعليم من أجل المستقبل " برعاية الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان ، التحية لكافة المعلمين والمعلمات ممن اجتهدوا في توصيل رسالة العلم لأجيال المستقبل، معتبرة إياهم نماذجا ملهمة للعطاء، وجسورا تعبر بأجيال الإمارات إلى مستقبل مشرق ومزدهر بفضل جهودهم وتفانيهم في عملهم."

وبينت معاليها أنه تم قطع أشواطا كبيرة للارتقاء بمهنة التعليم في الدولة، بناء على توجيهات القيادة الرشيدة، حيث تم اعتماد رخصة مهنية للمعلمين وللقيادات المدرسية من قبل الجهات المعنية بالشأن التعليمي الحكومي كشرط لمزاولة مهنة التعليم، وذلك بهدف إحداث حراك تربوي قوامه التنافسية والاجتهاد وتطوير الذات ورفد كوادر الميدان بأفضل التجارب والأساليب التربوية ليواصلوا تأدية رسالتهم بكل اقتدار.

وقالت معاليها" سقف الطموح في دولتنا مرتفع خاصة فيما يتعلق بقطاع التعليم، فهو الوسيلة للعبور إلى الخمسين القادمة وتحقيق تطلعات قيادتنا، وسبيلنا نحن لتحقيق ذلك، وترجمته على أرض الواقع يرتبط بالمعلم أولا وأخيرا، فهو عصب العملية التعليمية ودوره الأكاديمي والأخلاقي والإنساني يتخطى كونه ناقلا للمعرفة وحسب، بل أيضا هو ملهم لطلبته، يقدم لهم المعرفة والقيم والأخلاق، فهو صانع حقيقي لتلك العقول التي تتلمس طريقها نحو المستقبل."

وقد شاركت د. رابعة السميطي المدير العام لمؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي بقولها: “مع جائحة كورونا عايشنا جميعنا التعلم عن بعد وكيف أصبح المعلم يلتقي مع طلبته من وراء الشاشات، تعلمنا الكثير من الجائحة، وفي نفس الوقت يواكب طلبتنا بشكل مستمر تطور رقمي هائل يعيشونه في حياتهم اليومية، لم يعد دور المعلم يقتصر فقط على تقديم دروسه، بل دوره أساسي في خلق جيل مفكر يستطيع أن يواجه ويتلقى هذا الكم الهائل من التطور الرقمي والمعلوماتي وأن يعرف كيف يتخذ القرارات الصحيحة، وقبل أيام قليلة انطلق في الدولة الحدث الأهم وهو إكسبو دبي 2020، الذي يؤكد علينا نحن أبناء الدولة أننا نحتاج إلى أجيال منفتحة على العالم، تتقبل الآخر، وتعزز من مكانة دولة الإمارات، كما نحتاج إلى معلمين يتسمون بصفات متميزة و متمكنين من المادة العلمية، قادرين على تحليل بيانات عمليات التعليم والتعلم، والتعرف على مستويات طلبتهم المختلفة، وبالتالي هم يعرفون طلبتهم بشكل جيد، قادرين على التواصل معهم بأفضل الطرق وإيصال المعلومة بكل انسيابية، ولديهم الشغف الكبير."

وتحدث د. سليمان الكعبي حول استشراف المستقبل والتعليم قائلا: ما الذي نعرفه عن المستقبل فعلا؟ وهل نحن فعلا نستطيع معرفة أحداثه؟ ثم قال: لابد للمعلمين من معرفة ماهية المستقبل ومنهجياته وأدواته، وكيفية صناعته، من المهم معرفة التوجهات المستقبلية التي تؤثر على مستقبل التعليم مثل: التكاملية بين البشر والآلات داخل المؤسسات التعليمية، تنوع الوقت والمكان، التغير في طبيعة العلاقة بين المعلم والطالب، الروبوتات والذكاء الاصطناعي، والطباعة ثلاثية الأبعاد وهناك الكثير من الكتب الأجنبية والعربية لنشر المعرفة في استشراف المستقبل، ولابد من الاطلاع عليها وبناء ثقافة عامة في هذا المجال، ويجب تعليم الطالب التفكير المستقبلي، وأن هناك أكثر عن مستقبل وليس مستقبلاً واحداً، ومن الضرورة إلمام جميع المعلمين بأساسيات استشراف المستقبل واستحداث منهاج "المستقبل"، ومعلم المستقبل. أما حصة العوضي فقد سلطت الضوء على أبرز السياسات والاستراتيجيات الوطنية التي أصبحت أساس العمل الحكومي وخاصة في مجال بناء القدرات وتنمية المهارات والمواهب في الدولة، للطلبة والمعلمين من مختلف الفئات العمرية مثل (الاستراتيجية الوطنية للابتكار، استراتيجية المهارات المتقدمة، استراتيـجيـة الإمارات للذكاء الاصطناعي، السياسة الوطنية لرعاية الموهوبين ومشاريع الخمسين التي تعتبر ممكنات لاكتشاف ورعاية الموهوبين والمتميزين).

وقدمت الورقة الأخيرة مريم السعدي حيث تحدثت عن أهمية الإرشاد الأكاديمي والمهني للطلبة وتسليط الضوء على جهود وزارة التربية والتعليم في دعم الطلبة وإرشادهم لاختيار المسار الأكاديمي ومهنة المستقبل المناسبة لميولهم واهتماماتهم ونقاط القوة لديهم بما يتماشى مع توجهات الدولة واحتياجات سوق العمل.