نجح الأطباء في مستشفى توام، وهو أحد المنشآت الطبية التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"، أكبر شبكة للرعاية الصحية في دولة الإمارات، في تشخيص وعلاج مريض مصاب بحالة صعبة الاكتشاف من سرطان البروستاتا بعدما عجزت عدة مستشفيات عن معرفة سبب المستويات المرتفعة لمستضد البروستاتا النوعي في الدم.
وأجرى المريض البالغ من العمر 56 عاماً خمس خزعات في عدة مستشفيات عاد جميعها بنتائج سلبية. ورغم ارتفاع مستويات مستضد البروستاتا النوعي، تم استبعاد جميع المخاوف المتعلقة بالسرطان بسبب نتائج الخزعات المتعددة.
واستقبل مستشفى توام المريض وسعى الأطباء إلى فهم سبب المستويات المرتفعة لمستضد البروستاتا النوعي وضمان عدم استبعاد احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا. وعلى الرغم من إجراء فحوصات الموجات فوق الصوتية، لم يتمكن الأطباء من رؤية السرطان، مما دفع الفريق إلى استخدام تقنية تشخيصية جديدة تدعى "التصوير بالرنين المغناطيسي متعدد العوامل" (mpMRI).

ومن خلال هذا الفحص المتخصص الذي تم إجراؤه على البروستاتا في هذه الحالة، تمكن الأطباء من تحديد الأنسجة السرطانية ورؤيتها وبالتالي باشروا بأخذ عينة من البروستاتا بالدمج بين الرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية. وسهّلت هذه التقنية أخذ الخزعة باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية مع الاعتماد على التوجيه من جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، مما أتاح الاستهداف الدقيق للسرطان. وتجمع الخزعة بين فحص الرنين المغناطيسي وصورة الموجات فوق الصوتية لمساعدة أطباء المسالك البولية على استهداف منطقة البروستاتا التي تتطلب خزعة بدقة عالية.

وبفضل هذه التقنية المتقدمة، تمكن الأطباء من تأكيد وجود السرطان ونجحوا في علاج المريض منذ ذلك الحين.
وقال الدكتور أفتاب أحمد بهاتي، استشاري متخصص في جراحة المسالك البولية في مستشفى توام التابع لمجموعة "صحة": "عانى المريض كثيراً. إن إجراء ست خزعات ليس بالأمر السهل على أي شخص، لكننا سعداء باكتشافنا اخيراً لسبب ومصدر مرضه وتحديد موقع السرطان وعلاجه بنجاح. والآن بعد علاج السرطان، يجب التركيز على الرعاية والمتابعة لمرحلة ما بعد العمليات الجراحية. فالمريض لديه فرصة ممتازة للشفاء، ونتمنى له كل التوفيق بينما سنواصل علاجه ومراقبته."

متحدثاً عن تجربته، قال المريض: "لقد عشتُ فترة صعبة للغاية قبل التشخيص. وكان الأمر محبطاً، ولم يكن لدي أي إجابات وكنت في حالة من الضياع والتردد أثّرت على صحتي النفسية والبدنية. وكنت على وشك الاستسلام بعد إجراء الخزعة الخامسة، لكن أحمد الله أنني توجهت إلى مستشفى توام حيث أجرى الدكتور أفتاب والفريق نوعاً مختلفاً من التصوير للوصول إلى تشخيص دقيق. وبعد التشخيص وخضوعي للعلاج، أشعر كما لو أنني تخلصت من عبء ثقيل. جميع عبارات الشكر لا تكفي للتعبير عن تقديري للفريق، وأنا بدوري سأحرص على الحضور بانتظام لإجراء الفحوصات الضرورية. وأحث جميع الرجال لزيارة أطبائهم، رجاءً لا تنتظروا وبادروا فوراً إلى الفحص."