نجاح فريق طبي فى استئصال أورام ليفية رحمية تزن 3 كلغ لسيدة خمسينية
قام فريق من الخبراء في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال في دبي باستئصال أورام ليفية كبيرة بوزن 3 كيلوغرام من رحم وكبد سيدة وافدة من خلال استخدام مزيج غير اعتيادي من الإجراءات الجراحية، مما منحها فرصة جديدة لاستعادة حياتها الطبيعية. حيث عانت السيدة "جايانثي "، البالغة من العمر 50 عاماً، من أورام ليفية رحمية مستفحلة سببت لها آلاماً لا تُحتمل، وكادت تشكل تهديداً لحياتها إذا تُركت دون علاج.
وقبيل زيارتها للدكتورة "شيفا هاريكريشنان"، استشارية التوليد وأمراض النساء في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال ، واجهت المريضة مجموعة من الأعراض الخطيرة كالشعور بالألم والإرهاق الإغماء الناجمة عن فقر الدم الثانوي بسبب النزيف الحاد.
وتعقيباً على التشخيص، قالت "د. هاريكريشنان": "في البداية، دخلت المريضة المستشفى لمعاناتها من أمراض نسائية. وكان حجم بطنها مساوياً تقريباً لحجم بطن سيدة في شهرها الثامن من الحمل. وعندما أجرينا فحص الأشعة، اتضح لنا في النهاية مدى ضخامة الأورام الليفية وأدركنا الحاجة لإستئصالها. ورغم أن هذه الأورام شائعة للغاية، خاصة بين السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 و50 عاماً، إلا أنه في الغالب لا يتم تسليط الضوء على تلك الأورام نظراً لقلة الاهتمام والمعلومات بشأنها. وبرغم كونها غير سرطانية، يمكن أن يكون لهذه الأورام آثار شديدة على النساء، حيث إنها تعتبر أحد الأسباب الرئيسية لعمليات إستئصال الرحم".
جدير بالذكر أن الأورام الليفية الرحمية هي أورام حميدة تنمو في الرحم وتعتبر شائعة بين النساء في سن الإنجاب. وعقب إجراء العديد من فحوص الأشعة، تبين للدكتورة "هاريكريشنان" وجود أورام ليفية كبيرة عديدة في رحم المريضة، مما إستدعى إجراء مزيج نادر من الأساليب الجراحية – بما في ذلك جراحة تنظير البطن والشق البطني المصغر.
وأضافت الدكتورة: "على الرغم من أن الإستئصال الجراحي للورم الليفي الضخم قد يشكل إجراءً صعباً، إلا أن حالة هذه المريضة كانت فريدة من نوعها للغاية. فقد قررنا تبني إجراء الجراحة بتنظير البطن كخيار أول، ولكن بسبب ضيق المساحة والحجم الكبير للأورام الليفية اضطررنا للمضي قدماً في إجراء ثقب صغير في البطن "شق بطني مصغر" يتراوح ما بين 4 إلى 5 سم لاستئصال الأورام الليفية".
وبدأت الدكتورة "هاريكريشنان" وجرّاح عام ضمن الفريق بإستئصال الأورام الليفية في جسم المريضة بإستخدام تقنية الشق البطني المصغر. حيث قاما بإجراء ثقب صغير في البطن لإستئصال أورام ليفية ضخمة متعددة بلغ حجم أكبرها 20x 20 سم. ولكن قبل إستكمال الجراحة، تم اكتشاف ورم ليفي ضخم آخر قرب كبد المريضة.
وقالت "د. هاريكريشنان": "إن اكتشاف ورم ليفي قرب الكبد دفعني لإيقاف عملية الشق البطني المصغر وإغلاق البطن ومن ثم نفخه مجدداً بالغاز لعمل تنظير بطني مرة أخرى. تطلب الخيار الآخر لإستئصال الورم الليفي قرب الكبد إجراء شق عمودي كبير يتراوح ما بين 15 إلى 20 سم في البطن، الذي كان سيؤدي إلى إطالة فترة التعافي للمريضة. ولذا، اخترنا إعتماد نهجين جراحيين يتمثلان بالجراحة بالتنظير البطني والشق البطني المصغر، من أجل إزالة الأورام الليفية".
إستُكملت الجراحة بنجاح وتمت إزالة أكثر من 3 كيلوغرامات من الأورام الليفية من جسم المريضة، وهو ما يعتبر كمية كبيرة غير عادية. فيما إتسمت الفترة التي تلت العملية الجراحية بالهدوء إلى حد كبير حيث لم تشهد المريضة أية مضاعفات وهي في طريقها للشفاء الكامل.
وحول تجربتها، قالت "جايانثي": "أنا ممتنة لخبرة وتعاطف الدكتورة هاريكريشنان، التي ساعدتني في نهاية المطاف على التغلّب على هذا المرض. وبعد شعوري بالألم لفترة طويلة، يسعدني القول إنه يمكنني الآن العيش بشكل طبيعي مجدداً من دون أي شعور بعدم الراحة".
وأشارت "د. شيفا " إلى أن مثل هذه الحالات المرضية تُسلط الضوء على أهمية الرعاية الصحية للنساء، اللواتي لديهن إحتياجات صحية فريدة تتطلب عناية متخصصة، حيث يمكن أن يؤدي إهمال تلك الإحتياجات إلى مضاعفات صحية طويلة الأمد، تشتمل على الوفاة والإعاقة وتدني جودة الحياة. وتلعب الفحوص الدورية والرعاية الوقائية والكشف المبكر عن المشكلات الصحية دوراً حاسماً في ضمان توفير الرعاية التي تستحقها السيدات ويحتجن إليها".
ويشار إلى أن السيدة "جايانثي" قد تعافت بالكامل منذ إجراء عمليتها الجراحية وعادت حالياً إلى حالتها الطبيعية.