رئيس الدولة يؤكد إخلاص أبناء الوطن وتفانيهم جيلاً بعد جيل في خدمته
نجحت مع غزة.. هل يستخدم ترامب «الدبلوماسية القسرية» لحل عقدة أوكرانيا؟
حقق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نجاحاً لافتاً عبر “الدبلوماسية القسرية”، حيث يُستخدم التهديد العسكري كأداة لإجبار الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، كما حدث بين حماس وإسرائيل في غزة، وإلى حد ما مع إيران بعد عملية “مطرقة منتصف الليل».
إلا أن هذه الاستراتيجية، وفق تقرير لموقع “ناشيونال سكيورتي جورنال”، لا تعمل بكفاءة مع الحرب الروسية الأوكرانية، رغم 10 أشهر أمضاها ترامب خلال ولايته الثانية على إنهاء الصراع المستعصي، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي يلوّح بخطوة جريئة، بتزويد كييف بصواريخ توماهوك. 
وفي 29 سبتمبر- أيلول الماضي، أعلن ترامب، بالشراكة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن اتفاق وقف إطلاق نار ينهي، مؤقتاً على الأقل، الصراع المرير في غزة الذي امتد لعامين كاملين.
 وكان هذا الإعلان بمثابة انتصار دبلوماسي يعكس فلسفة ترامب الجريئة في “الدبلوماسية القسرية”، ومع عودة آخر الرهائن إلى إسرائيل من قبل حماس، أكد الرئيس الأمريكي أن الضربة المفاجئة في يونيو- حزيران ضد البرنامج النووي الإيراني كانت الشرارة الحقيقية وراء الاتفاق. 
وكانت الضربة بحسب ترامب رسالة واضحة إلى الخصوم، وهي أن الولايات المتحدة مستعدة للتصعيد إذا لزم الأمر، ليكون النجاح نموذجاً لكيفية دمج الرئيس الأمريكي بين القوة العسكرية والضغط النفسي لتحقيق أهداف دبلوماسية. 
وبعد الضربة على إيران، اتبع ترامب خطاباً حاداً تجاه حماس، المدعومة من طهران، مما أثار شعوراً بالإلحاح لدى الجماعة المسلحة، ففي في 3 أكتوبر، أمهلها 48 ساعة لقبول الاتفاق، محذّراً من حق إسرائيل في الرد العسكري إذا رفضت.
 وفي اليوم التالي، تصاعد التهديد إلى مستويات درامية، حيث وصف ترامب رفض حماس بأنه سيؤدي إلى “الإبادة الكاملة”. لتجمع هذه التكتيكات، بين الإيذاء المباشر وإثارة الخوف من تصعيد غير مقبول، وتساهم في خلق قوة تفاوضية كامنة، ما دفع المفاوضات إلى النجاح، وفق التقرير.
وكما جادل خبراء سابقون، فإن هذه الضربات كانت الدفعة الأولى نحو حوار ثلاثي بين واشنطن وتل أبيب وطهران، مدعوماً بالتزام بالدبلوماسية القسرية كأساس للسلام، لكن ما يثير الاهتمام حقاً هو كيف يمتد هذا النموذج إلى ساحات أخرى، خاصة الصراع الروسي الأوكراني، الذي يُعد أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
أوكرانيا العقدة
فشلت جميع محاولات التفاوض السابقة في إنهاء النزاع، ما يضع ترامب أمام خيارين، إما الاستمرار في الدعم التدريجي لكييف، أو اللجوء إلى الدبلوماسية القسرية لكسر الجمود.
ولسنوات، زادت أمريكا من شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، ما أثار تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتكررة من “عواقب وخيمة».
والآن، يدرس ترامب خطوة جريئة، بإرسال صواريخ توماهوك كروز، وهي أسلحة دون سرعة صوتية بمدى 2500 كيلومتر ورأس حربي يزن ألف رطل، قادرة على استهداف مواقع روسية حساسة مثل المطارات والصناعات الدفاعية. 
ويُمكن لهذه الصواريخ أن ترجح كفة المعركة لصالح أوكرانيا، لكن بوتين يهدد بأنها ستدمر العلاقات بين موسكو وواشنطن. وفي تصريح قاسٍ، وصف ترامب روسيا بأنها “نمر من ورق” يقاتل “بلا هدف منذ ثلاث سنوات ونصف، في حرب كان يُفترض أن تفوز بها في أقل من أسبوع». هذا التقييم، وفق التقرير، ليس تغييراً في السياسة، بل تكتيكاً قسرياً لتعزيز النفوذ التفاوضي، كما يلخصه مسؤول إداري: “لماذا يتخلى عن هذا النفوذ؟ لن يُزيل التهديد إلا بعد زواله”. وأدى التهديد إلى الاعلان عن اجتماع محتمل مع بوتين في بودابست، لكنه أُلغي بعد مفاوضات، ما يبرز الحاجة إلى الاستمرار في الضغط. 
وبعد نجاح “الاستراتيجية” في غزة، يُتوقع من ترامب دعم هجمات أوكرانيا على البنية التحتية الروسية للطاقة، أو تبني نهج أكثر تحفظاً، إذ أفادت تقارير بأنه رفض طلب زيلينسكي لتوماهوك مؤقتاً، قائلاً إن “خطرها جيد، لكن خطرها قائم دائماً».