ندبة الشحوح

ندبة الشحوح

انفردت قبيلة الشحوح وبعض القبائل الجبلية الأخرى بممارسة طقوس محددة مثل (فن الندبة)، الذي يعد من التقاليد النادرة، ويكون في اجتماع عدد كبير من الرجال حول شخص «الهتاف»، والترديد خلفه بنداء عالي الصوت، ويكثر استخدام الندبة في المناسبات وحفلات الأعراس، أو عند الانتهاء من تناول الولائم الكبيرة، لاسيما بعد كسر رأس الذبيحة، ويمكن أن تقام الندبة في جماعات قريبة من بعضها، بحيث تقف كل قبيلة مع أفرادها بانتظام. 
في الماضي، كثر استخدام الندبة عند الحروب دفاعاً عن النفس أو عند طلب المساعدة، وبها يتهافت الجميع للمشاركة في الحرب، وعند تحقيق النصر يعلو صوت الندبة مجدداً من أعالي الجبال الشاهقة، وعليه  فإن  (النادب أو الهتاف) خلال أداء الندبة يرفع يده اليمنى عالياً في الهواء ويهزها بين الفينة والأخرى،ويده اليسرى على جبينه ويطلق صيحات مدوية تحتاج إلى نفس عميق وخبرة سنين ، ويردد الجميع من خلفه صيحات قصيرة ومقطوعة مشابهة لما يهتف به النديب من صيحات حماسية مطولة تشبه العواء الذي يهز المكان  .
وأصبحت في الوقت الراهن تستخدم الندبة عند حضور الضيف فتبدأ الندبة كترحيب للضيف وهذا ما حصل عند إستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قصر الوطن بأبوظبي ، لوحة فنية منفردة _الندبة_مع تحريك السيوف وصوت المرددين يوازي إيقاع موسيقي يطرب الآذان وبديلا لقرع الطبول فالندية من الفنون الاماراتية النادرة التي لا يستخدم فيها الإيقاع ولكن الموسيقى حاضرة بقوة من خلال الصوت البشري انبهر الرئيس الأمريكي عند مشاهدة هذه اللوحة الفنية المعبرة والتي تعتبر من الفنون السهلة الممتنعة بأداء أصوات الرجال بلباسهم الجبلي الأصيل، وصيحاتهم الحماسيّة المعبرة عن حسن الاستقبال وكرم الضيافة والشجاعة والانتماء والولاء للقيادة الرشيدة . 
 وفي فن الندبة لا تسمع فيها سوى كلمة مفهومة واحدة وهي كلمة شحوح نسبة إلى القبيلة العريقة وتعبيرا عن الهوية الوطنية. والاعتزاز والفخر بتراث القبيلة الأصيل.
ودمتم بخير …