نشرة لـ«تريندز» تحلل وتقرأ تصورات أفريقيا حول القوى الكبرى ونماذج التنمية

نشرة لـ«تريندز» تحلل وتقرأ تصورات أفريقيا حول القوى الكبرى ونماذج التنمية

أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات العدد الرابع من نشرة الرأي العام العالمي بعنوان (تصورات أفريقيا حول القوى الكبرى ونماذج التنمية)، والذي بيَّن أن التصورات الإفريقية عن القوى الكبرى كنماذج للتنمية متنوعة ومتعددة الأوجه، موضحًا أن لدى مختلف الأفراد والمجتمعات داخل أفريقيا وجهات نظر متناقضة، وتتأثر بتجاربهم الخاصة والتفاعلات المحددة التي أجروها مع هذه البلدان. 
 
جاء ذلك في النشرة التي أعدتها إدارة الباروميتر في “تريندز”، وتضمنت استطلاعًا ومسوحًا ميدانية حول تصورات أفريقيا حول القوى الكبرى ونماذج التنمية اعتمدت في تحليلها على استخدام بيانات الجولة الثامنة 2022، التي طُبّقت في 34 دولة بأفريقيا، من خلال الباروميتر الأفريقي.
وأظهرت النتائج تباينًا في تصورات الأفارقة تجاه نماذج التنمية للقوى الكبرى، خاصة فيما يتعلق بالولايات المتحدة والصين، موضحة أن هذا التباين يمكن تفسيره في سياق عوامل مختلفة، بعضها تاريخي وبعضها آنيّ مقترن بالمصالح الاقتصادية والانتماء السياسي. ولكلتا القوتين تصورات تدفع الأفارقة إلى تبنّيها، ويمكن تناول بعضها فيما يلي:
 
ففي إطار تصورات الولايات المتحدة تبين أن العديد من الدول الأفريقية ترتبط بعلاقات تاريخية بالولايات المتحدة، لعوامل عدة ترتبط بالحركات الحقوقية والتبادلات التعليمية، ما ساهم في تشكيل تلك التصورات، وخلق روابط سياسية وثقافية بين الطرفين. بالإضافة إلى ذلك لعبت المعونات والمساعدات الإنمائية دورًا في تشكيل هذا التصور، مشيرة إلى أنه وإن كان هناك في بعض الأوقات انتقادات أفريقية للتدخل الأمريكي في بعض الحالات، فإن ذلك لا ينقص من التقدير الأفريقي للتأثير السياسي الأمريكي.
 
أما تصورات الصين، فأوضح التحليل أن العامل الرئيسي، الذي ساهم في تعزيز التصور الأفريقي للصين كنموذج للتنمية، مرتبط بالمشاركة الاقتصادية، حيث عززت الصين وجودها في أفريقيا بشكل كبير من خلال التجارة والاستثمار ومشاريع البنية التحتية، الأمر الذي خلق تقديرًا لدى بعض الأفارقة للمشاركة الاقتصادية الصينية، والنظر إليها باعتبارها مفيدة لتوفيرها الاستثمار، الذي بدوره خلق فرص عمل، وساهم في تطوير البنية التحتية، فضلًا عن تبنّي الصين سياسة عدم التدخل، التي تتوافق مع التصورات الأفريقية المقدِّرة للسيادة والاستقلال، ويقدّر الأفارقة أن مشاركة الصين تأتي غالبًا من دون شروط سياسية، بالإضافة إلى تصوير الصين نفسها كشريك متعاون مع بلدان الجنوب.
 
وحول تصورات روسيا، ذكر التحليل أن لروسيا أيضًا تفاعلات تاريخية مع بعض البلدان الأفريقية، خاصة خلال حقبة إنهاء الاستعمار، حيث يقدر بعض الأفارقة دعم روسيا خلال نضالهم من أجل الاستقلال، وينظرون إليه بشكل إيجابي على أساس العلاقات التاريخية. كما أن التعليم أيضًا عامل مهم في تشكيل التصورات لدى الأفارقة حول روسيا، حيث مثلت روسيا واجهة تعليمية للطلاب الأفارقة الذين يسعون للحصول على تعليم عالٍ.
 
وخلص التحليل إلى أن 33 % من الأفارقة يرون في الولايات المتحدة النموذج الأفضل للتنمية المستقبلية لبلدانهم، في حين يرى 22 % أن الصين تعد النموذج الأفضل للتنمية في بلدانهم. ويعتقد 12 % بأن جمهورية جنوب أفريقيا تعد النموذج الأفضل للتنمية في بلدانهم. أما بخصوص البلدان المستعمِرة للدول الأفريقية فيرى 11 % و13 % من الأفارقة بأنها تعد النموذج الأفضل للتنمية في بلدانهم.
 
وبين أن 60 % من الأفارقة يرون أن للولايات المتحدة تأثيرًا اقتصاديًا وسياسيًا عليهم، مقابل 13 % منهم يعتقدون أن هذا التأثير سلبي، كما يعتقد 45 % من الأفارقة بأن للدول المستعمرة تأثيرًا إيجابيًا على أفريقيا اقتصاديًا وسياسيًا، في المقابل يعتقد ربعهم، 25 %، بأن لها تأثيرًا سلبيًا. 
 
وأوضح التحليل الذي أعدته إدارة الباروميتر في “تريندز” عند الاطلاع، حسب الخلفية الاستعمارية، 
بينت النتائج أن هناك انقسامًا بين مواطني الدول الأفريقية التي خضعت للاستعمار الفرنسي بإيجابية وسلبية تأثيره على دولهم اقتصاديًا وسياسيًا، فيما حسم مواطنو الدول الأفريقية التي خضعت للاستعمار البريطاني أمرهم بإيجابية تأثيرها على دولهم اقتصاديًا وسياسيًا. 
أما تأثير روسيا اقتصاديًا وسياسيًا، فأفاد الاستطلاع بأن 28 % من الأفارقة يرون أن لروسيا تأثيرًا اقتصاديًا وسياسيًا إيجابيًا على أفريقيا، مقارنة بـ 13 % يعتقدون بأن لها تأثيرًا سلبيًا.
 
وحول أي لغة يفضل الأفارقة تعلُّمَها؟ ترى الغالبية، 69 % من مواطني أفريقيا، أن اللغة الإنجليزية هي اللغة التي من المهم أن يتعلمها الشباب، تليها اللغة الفرنسية 14 % واللغة العربية 5 %.