رئيس الدولة ورئيس تشاد يؤكدان العمل على تعزيز السلام والاستقرار والتنمية لدول المنطقة
هل آن الأوان لتسليم السلاح؟
في ظل استمرار الحرب الاسرائيلية الدامية في قطاع غزة، وسقوط آلاف الضحايا المدنيين، يزداد الضغط الدولي والإقليمي لإيجاد مخرج حقيقي للأزمة، ينقذ ما تبقى من الأرواح، ويضع حداً لمعاناة شعب يتوق للعيش بكرامة وسلام. وفي هذا السياق، تبرز دعوات متزايدة تطالب حركة حماس بقبول تسليم سلاحها وخروج قادتها من القطاع، كخطوة جريئة ومفصلية نحو التنازل عن حكم غزة و إنهاء الحرب وفتح باب التسوية السياسية.
سلاح المقاومة.. إلى أين؟
منذ سنوات، تتبنى حماس خيار «المقاومة المسلحة» كنهج لمواجهة الاحتلال، معتبرة أن هذا السلاح هو أداة ردع وحماية للشعب الفلسطيني. غير أن ما شهدته غزة من دمار واسع النطاق، وفقدان للأرواح، ونكبات إنسانية متكررة، يدفع الكثيرين للتساؤل: هل بات هذا السلاح عبئاً أكثر منه وسيلة تحرر؟
العدوان الاسرائيلي المتواصل كشف أن موازين القوى غير متكافئة، وأن فاتورة الدم تُدفع دائماً من حساب المدنيين، لا من قادة الفصائل. في ظل هذا الواقع، يبدو من الضروري إعادة النظر في الأولويات الوطنية.
المصلحة الوطنية أولاً
إن قبول حماس بتسليم سلاحها، وتفكيك بنيتها العسكرية، وخروج قادتها من غزة، قد يُنظر إليه من قبل البعض كتنازل، لكنه في الحقيقة قد يكون قراراً تاريخياً شجاعاً ينقذ الشعب من حرب لا نهاية لها، ويفتح الباب أمام إعادة إعمار القطاع، وعودة الحياة إلى شوارع غزة المنكوبة ويعرقل خطط التهجير للخارج !
الواقع يفرض اليوم معادلة جديدة: لا مقاومة دون شعب، ولا نصر فوق أنقاض المدن والمستشفيات والمدارس. والقيادة التي تضع مصلحة أهلها قبل مصلحتها، هي التي تصنع التاريخ الحقيقي.
فرصة لإعادة بناء المشروع الوطني
إن إنهاء الطابع العسكري للحكم في غزة، قد يمهّد الطريق نحو وحدة فلسطينية حقيقية، تستعيد من خلالها السلطة الوطنية دورها في إدارة القطاع، وتُعاد اللحمة بين الضفة الغربية وغزة، تمهيداً لبناء موقف فلسطيني موحد قادر على التفاوض باسم الجميع، وتحقيق الحقوق الوطنية من خلال أدوات سياسية ودبلوماسية فعّالة.
الخروج المشرف.. لا الهزيمة
خروج قادة حماس من غزة لا يعني الاستسلام، بل يمكن أن يُصاغ في إطار مخرج سياسي مشرف، بضمانات عربية ودولية، تضمن سلامة المدنيين، وتحقيق هدنة طويلة الأمد، مع البدء الفوري في إعادة الإعمار ورفع الحصار، مقابل التزام فلسطيني واضح بعدم عسكرة الحياة المدنية مجدداً.
في اللحظات المفصلية من التاريخ، تُقاس القيادة بقدرتها على اتخاذ قرارات مؤلمة، لكنها ضرورية. فهل تمتلك حماس الشجاعة لتغليب صوت الحكمة على صوت البندقية؟ وهل تُدرك أن أكبر انتصار اليوم، قد يكون في إنقاذ ما تبقى، لا في مواصلة حرب خاسرة وقودها أهلنا في قطاع غزة !