هل تتخلى روسيا عن «دونيتسك» و»كورسك» في أي مفاوضات مرتقبة؟

هل تتخلى روسيا عن «دونيتسك» و»كورسك» في أي مفاوضات مرتقبة؟


أكد مراقبون أن روسيا دفعت ثمنا باهظا من أجل السيطرة على «دونيتسك» و»كورسك»، وبالتالي فهي لن تتخلى عنهما في المحادثات المرتقبة بين الرئيسين الروسي والأمريكي لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ومع إعلان الزعيمين الأمريكي والروسي رغبتهما في عقد لقاء ثنائي بينهما لمناقشة خطط تسوية النزاع الروسي الأوكراني، تشهد خارطة الصراع تطورات غير مسبوقة، في خضم تقدم للقوات الروسية داخل شرق كييف ومدينة «كورسك». ومنذ مطلع العام الجاري، ما زالت القوات الروسية تُكثف الهجمات الجوية على مقاطعة «دونيتسك»، وعلى إثرها قررت السلطات الأوكرانية، لأول مرة أمس، بدء عمليات إجلاء قسري للعائلات التي تضم أطفالًا.
ويأتي هذا القرار غداة قرار مماثل اتخذته السلطات الأوكرانية في منطقة «خاركيف» شمال شرق، مما يعكس تدهور وضع الجيش الأوكراني الذي يخسر الأراضي يوميًا، بعد 3 سنوات من استمرار الحرب مع روسيا.
وعن مسار خريطة التطورات العسكرية الروسية الأوكرانية، قال ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن أوكرانيا تحاول تأجيج الوضع واستفزاز روسيا عبر ضرب مناطق اقتصادية واستراتيجية هامة مثل «بريانسك» وغيرها.
وأكد بريجع في تصريح لـ»إرم نيوز»، أن روسيا تسيطر على أربع مقاطعات في شرق أوكرانيا، في حين لا تزال تحتفظ أوكرانيا بنحو 30% من مقاطعة كورسك الروسية، لافتا إلى أن روسيا تتقدم ببطء على جبهات القتال، لكن لا تزال الغلبة لها في تلك المعركة.
وأضاف، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبدو جادا في وقف إطلاق النار وإنهاء الأزمة في أوكرانيا، وفي نفس الوقت أبدى الرئيس بوتين رغبته في وقف الحرب، لكن الكل ينتظر الخطوات القادمة، وقد نشهد اجتماعا مرتقبا بين ترامب وبوتين، ثم بعد ذلك لقاء ثلاثيا قد يجمع ترامب وبوتين وزيلينسكي. وتوقّع مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، أن تحمل الفترة المقبلة لسيناريوهين، إما التهدئة والجلوس إلى مائدة المفاوضات أو التصعيد، مرجحا إجراء مفاوضات؛ لأن الجميع قد تأثر من الحرب التي أوشكت أن تودع عامها الثالث.
 من ناحيته، قال د. سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن التصعيد الميداني هو سيد الموقف الآن خاصة من قبل روسيا، كما كان متوقعا مع قدوم الرئيس دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية. 
وأضاف أيوب في تصريح لـ»إرم نيوز» أن هذا التصعيد الروسي يستهدف امتلاكه أوراق ضغط قوية في حال الجلوس إلى طاولة المفاوضات كما وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الحرب.
وأوضح، أن الجيش الروسي لا يزال يكثف هجماته على العديد من محاور القتال في مناطق الشمال والوسط والجنوب، وفي منطقة «دونيتسك» هناك إنجازات ميدانية تزداد يوما بعد يوم، وهناك العديد من القرى والمدن الصغيرة حول منطقة «باكروفس» تمت السيطرة عليها، وفي هذا إشارة إلى أن الجيش الروسي يواصل القتال بحماس.
وأكد أيوب أن الجيش الأوكراني أصبح ضعيفا جدا، وهناك انهيار كبير على جبهات القتال في صفوفه حتى في منطقة خاركيف التي تدور فيها معارك، لافتا إلى أن الجيش الروسي أصبح يستخدم راجمات بعيدة المدى وصواريخ ثقيلة على هذا المحور، مشيرا إلى أن روسيا يبدو أنها تريد ضم المزيد من الأراضي إليها.