منصور بن زايد: المتحف يعكس رؤية الإمارات نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش
Tokyo Revengers عصابة طوكيو مانجي في دوامة لا تنتهي من العنف
عاد أنمي Tokyo Revengers بموسمٍ ثانٍ بعد انتظار لم يكن طويلاً، ليجيبنا عن أسئلتنا حول النهاية المريعة التي شهدناها في الموسم الأول، إذ عاد البطل تاكيميتشي إلى المستقبل ليجد نفسه واحداً من كبار عصابة طوكيو مانجي أو تومان، التي أصبحت منظمة إجرامية كبيرة، ثم يشهد بعدها فوراً مقتل نائبه، ومسدساً يطلق رصاصة نحوه من قبل كيساكي تيتا.
بسبب احتجاز نفسه المستقبلية، لا يمكن لتاكيمتشي المخاطرة في العودة إلى المستقبل من دون أن يتأكد من أنه سيغير شيئاً. لذا، هذه المرة، سيعلّق وقتاً أطول من دون الذهاب للحصول على معلومات. يسمح لنا هذا بالعيش أكثر مع الشخصيات التي تساءلنا أين عائلاتهم؟ كيف ينضم المراهقون إلى عصابات شوارع بهذه الخطورة؟ الأمر الذي كان مفقوداً بشكل كبير في الموسم الأول. مع أننا لا نتعرف إلى حياة الجميع، وعلى وجه الخصوص حياة البطل الذي لا نعرف عن عائلته شيئاً، إلا أن المرور على الحياة العائلية لشخصيات أخرى، ترينا كيف أن غياب الأهل أو انشغالهم الدائم يودي باتخاذ أبنائهم طريق العصابات، حتى إن بعضهم يجد في العصابات ملجأً وحماية. في هذا الموسم، نعرف أن عصابة طوكيو مانجي تشكلت فقط لحماية صديق، ثم نمت المجموعة لتصبح عصابة كبيرة.
أيضاً، اكتسبت الشخصيات بعداً نفسياً أكبر، وبتنا نرى جوانبها المختلفة كشخصية متكاملة وليست مجرد دور. مثل أن يسبب إحراج ما خوفاً أبدياً وعقدة لا يمكن أن يتجاوزها رجل قوي. كذلك، نعرف بعض التلميحات بخصوص مقتل حبيبة البطل التي تموت كل مرة، سواء انفصل عنها أو لا، فالقاتل يستهدفها والبطل لعقدة نقص تسيطر عليه منذ الطفولة، إلا أن الوقت الذي تجري فيه عملية القتل غير منطقي، إلا إن كان جزءاً من تطور الشر عند الشخصية، وهذا لم يوضح جيداً بعد، وقد نفهمه أكثر في المواسم القادمة.
في كل مرة يعود فيها تاكيميتشي إلى المستقبل، يجد أن العصابة قد فسدت، ويفسد هو معها أحياناً. القتل والمخدرات كلها أمور انخرطت فيها عصابة طوكيو مانجي، وكل مرة يعود للماضي ليغير السبب، نجدها فسدت بطريقة أخرى أو انتهت بنهاية مأساوية لسبب غير معلوم، إذ يقتل القائد جميع أعضاء العصابة الكبار. ما يثير التساؤل، إصرار قائد العصابة مايكي على تأسيس حقبة جديدة من العصابات، أي عصابات لا تقوم بأعمال إجرامية. ولأن مايكي فقد بوصلته التي يعرف منها الخير والشر المتمثلة بشقيقه الأكبر، صار يعتمد على تاكيمتشي ليكون هذه البوصلة. هذا الأخير بسبب كل ما رآه أصبح كأي بطل شونين تقليدي، لا يستسلم ويُلهم الآخرين.
تكمن المشكلة في مفهوم حقبة العصابات الجديدة. عصابة طوكيو ماني لا تقوم بأي فعل في الحقيقة سوى التسكع، وكل الصراعات التي تدخل فيها هي ردة فعل على اعتداء ما. وجود العصابة بحد ذاتها يخلق العنف تلقائياً بسبب الصراع مع بقية العصابات الذي لا بدّ أن يحدث للسيطرة على المناطق.
تقول إحدى الشخصيات الرئيسية من أفراد العصابة لشخص ما سيتأثر بها لاحقاً: "استخدم قوتك لحماية الآخرين". لا يوجد ما تفعله العصابة في الأصل، وتبدو جملة "حقبة جديدة" التي ترمز إلى عصابات لا تقتل ولا تنخرط بأعمال غير مشروعة وغير منطقية، فالهدف مفقود في الأصل، ولا يعدو كونه مجرد أحلام أطفال. وهذا ما يجعل كل النهايات المأساوية منطقية، بل وحتمية. قامت العصابة بحماية شقيقة أحد أفرادها، لكن هذا جاء كخدمة صديق، وليس كعمل معتاد للعصابة.
أكثر ما نراه في أنمي Tokyo Revengers بموسميه هو العنف، الضرب الشديد، والضرب حتى الموت أحياناً، وهذا ما يتناقض تماماً مع سردية "حقبة جديدة من العصابات". مشكلة العنف هنا أنه ليس قتالاً مع الشر كما في غالبية أنميات الشونين، بل هو فعل يومي طبيعي وبديهي. أن تنخرط في عصابة يعني أن تواجه العنف كل يوم، لكن من دون هدف نبيل. وبهذه الطريقة، سيكون من البديهي أن تتطور العصابة لتصل إلى مستويات من الجريمة المنظمة الخطرة، وإلا فلن تستطيع الاستمرار أو حماية أفرادها.
ما يجعل الموسم الثاني من Tokyo Revengers مميزاً، أنّ العمل خرج من استعراض الجانحين والدراجات النارية فحسب، وانتقل إلى مرحلة يمكننا فيها أن نناقش الأفكار الواردة فيه. بهذه الطريقة، يمكن احتماله كأنمي طويل عن الزمن. تعتمد أنميات العودة في الزمن على شعور الحسرة المترافق مع الفشل ورؤية الأحباء يموتون كل مرة، الأمر الذي يجعل احتمال مواسم طويلة صعباً. Tokyo Revengers يعتمد شعور الحسرة مثل غيره، لكن هذه المرة لن يكون هذا الشعور هو الطاغي فحسب، فيترافق معه تعلم حقيقي من التجارب، ببطء شديد كما يجب أن تكون في الواقع. يبقى السؤال: هل يمكن أن تكون هناك عصابة جيدة تستطيع أن تنأى بنفسها من السقوط في هاوية الجريمة؟ في محاولات تاكيميتشي في الموسم المقبل، قد نحصل على إجابة، وربما علينا أن ننتظر إلى ما بعد الموسم الثالث.