«أسبوع استثنائي».. كيف أعاد «اتفاق غزة» رسم صورة ترامب بين مؤيديه وخصومه؟
رجح قيادي في حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، أن الأسبوع الحالي (أسبوع غزة) قد يكون الأفضل للحركة وللرئيس دونالد ترامب، منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي”، موضحاً أن “نجاح ترامب في التوصل لاتفاق غزة خلّف انطباعات إيجابية غير مسبوقة بين مؤيديه ومعارضيه على حد سواء، ما شكّل حالة استثنائية في المشهد السياسي الأمريكي منذ فترة طويلة.
وأضاف القيادي الأمريكي، لـ”إرم نيوز”، أن “هذا الاتفاق أعاد تجميع الفرقاء داخل الحركة حول الرئيس مجددًا، حيث استطاع الجميع تجاوز تلك الخلافات في الرؤى حول الموقف الأنسب الذي كان على الرئيس ترامب اتخاذه من الأزمة الإنسانية في القطاع».
وشدد المتحدث على أن “أحد أكبر أسباب تراجع التأييد الشعبي لسياسات الحركة، ومن وراء ذلك للرئيس ترامب، كان الاستياء الشعبي الواسع من الحالة المأساوية التي انتهى إليها الوضع الإنساني في قطاع غزة، مع شعور الكثيرين بأن البيت الأبيض لا يعمل بما فيه الكفاية لحلها أو على الأقل للتخفيف منها».
وذكّر العضو القيادي بـ”الانقسام الذي شهده مجلس النواب عندما أعلنت النائبة عن ولاية جورجيا والعضو القيادية في الحركة المؤيدة للرئيس ترامب، مارجوري تايلور، بقوة أن القصف الإسرائيلي في غزة بات يستهدف الأبرياء، وأن أغلب الضحايا من النساء والأطفال، وحديثها المتكرر عن معاناة الأطفال هناك جراء النقص الحاد في الغذاء والدواء».
ولم تكن تايلور وحدها، إذ ذهب الأمر إلى إثارة التساؤل حول مدى قدرة الولايات المتحدة على تحمل التكلفة السياسية للعملية العسكرية الإسرائيلية، كما يقول الإعلامي اليميني تاكر كارلسون، الذي يرى أن على الولايات المتحدة أن تضع حدًّا فاصلًا بين السياسات التي يمكن أن تقبلها من حكومة نتنياهو وتلك التي تتعارض مع قيمها ومصالحها.
هذه الأصوات هي جزء من المحيط الضيق والمقرّب من الرئيس ترامب، بل إنها عادة ما توصف بأنها الأصوات الأكثر تأييدًا له في مساره السياسي، لكنها – ومع بلوغ الأزمة الإنسانية ذلك الحد الخطير – غيّرت من موقفها وباتت هي نفسها من الأدوات السياسية الضاغطة على إدارة الرئيس ترامب لاتخاذ خطوات أكثر جدية في معالجة أزمة الحرب في القطاع وتداعياتها.
وقال العضو القيادي اليميني: “إن لحظة اتفاق غزة تُظهر مجددًا قدرة التحالف المؤيد للرئيس ترامب على إظهار وحدته في توقيت بالغ الحساسية بالنسبة للمرحلة الحالية، إذ ستدخل الحملة الانتخابية لأعضاء الكونغرس بغرفتيه مرحلة الحسم، سواء من حيث إطلاق حملة جمع التبرعات خلال الشهر الحالي أو إطلاق الحملات الانتخابية في الفترة المتبقية من العام وقبل بداية موسم الأعياد».
وأضاف المتحدث لـ”إرم نيوز” أن “هذا الاتفاق جاء ليمنح النواب الجمهوريين دعمًا قويًّا لتقديم منجز الرئيس ترامب لقواعدهم الناخبة، بالتأكيد أن هذه الإدارة ومؤيديها في الكونغرس يفعلون الأشياء الصحيحة في العاصمة واشنطن».
إشادات ديمقراطية غير مسبوقة بترامب وبالاتفاق في غزة
قد يكون آخر ما يمكن توقعه في العاصمة واشنطن هو سماع الثناء من وزيرة الخارجية السابقة ومنافِسة الرئيس ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2016، هيلاري كلينتون، التي أعربت عن تأييدها لجهود ترامب وإدارته في وضع خطته للسلام في غزة.
وقالت هيلاري في تصريحات صحفية: “إنها خطوة مهمّة حقًّا، وأنا أشيد بالرئيس ترامب والقادة العرب الذين نجحوا في وضع خطة العشرين نقطة لليوم التالي في غزة ورسم الطريق لتحقيقها، لكن الأمر الأهم هو النجاح في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ومن هناك البدء بالعمل على الخطوات اللاحقة».
هيلاري، التي لم تُخفِ يومًا شكوكها في قدرة الرئيس ترامب على تحقيق السلام الذي كان وعد به في أوكرانيا والشرق الأوسط، رأت أن خطة ترامب للسلام هذه المرة جاءت بالصورة المطلوبة، كما أنها قادرة على تحقيق إجماع إقليمي ودولي من حولها، وهو ما سيساعد كثيرًا على تنفيذها على الأرض.
السيدة الأولى السابقة لم تكن وحدها من بين الديمقراطيين الذين أشادوا “في حالة استثنائية تمامًا “ بخطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
السيناتور بيرني ساندرز، أحد رموز اليسار الأمريكي، قال إنه ليس الوقت المناسب الآن لإظهار التقدير، “ولكننا كأمة علينا أن نعترف بأننا سواء في عهد الرئيس السابق جو بايدن أو في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب، قدّمنا مليارات الدولارات التي أسهمت في مأساة انتهت بتجويع الأطفال في غزة».
من جانبه، قال السيناتور الديمقراطي البارز في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ مارك وورنر في بيان له، إنه يثمّن جدًّا الخطوات المتخذة لتحقيق السلام، وإن هذه الخطة تشكّل مخرجًا جيدًا من حالة الحرب القائمة في الشرق الأوسط.
كذلك قال العضو الديمقراطي الذي يتزعم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفري، إن الديمقراطيين يرحبون بجهود الإدارة لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق السلام في الشرق الأوسط، واصفًا مقترح ترامب بأنه “تطور مهم».
جيفري، الذي لا يُخفي مشاعر الجفاء الشخصية بينه وبين الرئيس ترامب، والتي ازدادت في المرحلة الحالية على خلفية الخلاف القائم بين الديمقراطيين والجمهوريين في مبنى الكونغرس حول أزمة الإغلاق الحكومي، والتي يتهم الجمهوريون فيها جيفري وزعيم الأقلية الديمقراطية الآخر تشاك شومر في مجلس الشيوخ بالمسؤولية الكاملة عنها.
من جانبه، يقول عضو قيادي في حملة الحزب الديمقراطي لانتخابات التجديد النصفي، إن الديمقراطيين اختاروا الترحيب العلني بخطة الرئيس للسلام في الشرق الأوسط رغم الخلافات الحالية والدائمة بين الحزبين، حتى لو كان من الصعب الثناء على سياسات ترامب بالنسبة للكثيرين منهم؛ لأن نجاح خطة السلام مسألة يتفق عليها الأمريكيون باختلاف مواقعهم ومواقفهم من إدارة ترامب.
العمدة السابق لمدينة شيكاغو وأحد الأسماء المرشحة لخوض السباق الرئاسي المقبل، رام إيمانويل، يقول إنه سيكون خيارًا جيدًا للديمقراطيين إظهار التقدير للخطوة الجيدة التي حققتها إدارة ترامب لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، “لكن هذا لا يعني التخلي عن انتقاداته لسياسات ترامب الداخلية والخارجية وضعف أدائه خلال الأشهر الثمانية الماضية».
كونداليزا رايس تعود إلى الواجهة من جديد
في ظهور نادر من المستشارة السابقة ووزيرة الخارجية في عهد الرئيس جورج بوش الابن، قالت كونداليزا رايس إن هناك عوامل اجتمعت هذه المرة تجعلنا نؤمن بوجود فرصة للنجاح، حتى وإن كان من الصعب الحديث بثقة عمّا يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في الشرق الأوسط بالنظر إلى تاريخ المنطقة الطويل.
رايس، التي عادة ما تفضّل تجنّب التعليق على خطوات الإدارات المتعاقبة في البيت الأبيض، فضّلت هذه المرة أن تُظهر تفاؤلها الإيجابي بمسعى إدارة ترامب لإنهاء الحرب في المنطقة والسعي إلى خلق وضع مستقر ودائم فيها.