«إغلاق مزدوج».. كورونا يزيد معاناة غزة
على ساحل مهجور في قطاع غزة الذي خضع أخيراً لإجراءات عزل عام، وقف الصيادون ينظرون بلا حيلة إلى مياه البحر المتوسط التي لم يعد بمقدورهم نزولها بفعل حظرين منفصلين، الأول فرضته إسرائيل والثاني فرضه جهاز شرطة حركة حماس ضمن إجراءات مكافحة وباء كورونا. وفي القطاع الساحلي الضيق الذي يقطنه مليونا نسمة، يعد الساحل البالغ طوله 40 كيلومترا مصدراً مهماً للغذاء في الأوقات العادية ويوفر عملاً لـ4 آلاف صياد.
ولكن الأوضاع السياسية القديمة اجتمعت مع الجائحة الجديدة، فنتج عنها ذلك خلو أسواق الأسماك فعلياً اليوم الجمعة بعدما كانت عادة تعج بالفلسطينيين في أكثر أيام الأسبوع زحاماً لشراء الأسماك الطازجة.
وبدأ المنع الإجباري من الصيد في 16 أغسطس (آب) الجاري، عندما شددت إسرائيل حصارها القائم منذ فترة طويلة على غزة، لتمنع قوارب من الإبحار بعد زيادة في عدد البالونات التي تحمل مواد حارقة ويطلقها أنصار الجماعات المسلحة من غزة نحو إسرائيل، التي تصفه بـ “انتهاك مستمر للاستقرار الأمني».
وقال صياد يدعى صخر مقداد إن قطاع الصيد يواجه الآن “إغلاقاً مزدوجاً». وأضاف أثناء وقوفه أمام منزله في مخيم الشاطئ للاجئين: “قعدنا من البحر بسبب الاحتلال، بعد أسبوع بسبب كورونا».
وتخشى المنظمات الإنسانية أن يكون الوباء مدمراً في القطاع المكتظ بالسكان، والذي ساهمت عزلته حتى الآن في تجنيبه الأسوأ في هذه الجائحة. ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي فإنه حتى قبل تفشي الفيروس كان ما يربو على ثلثي سكان غزة “غير آمنين غذائيا”، وذكر الحصار ضمن العوامل الرئيسية وراء ذلك.
ولكن إسرائيل تقول، إن سبب “القيود على غزة التي فرضتها هي ومصر، التهديد الأمني الذي تشكله حركة حماس”، التي تعتبرها منظمة إرهابية.
وتخشى السلطات الصحية في غزة الآن أن يكون الفيروس دخل القطاع قبل أول حالة مسجلة بين السكان يوم الاثنين الماضي. وقال الدكتور أياديل سباربيكوف رئيس فريق الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية: “الوضع في غزة مقلق للغاية، خاصةً أن 70% من السكان لاجئون، ويعيشون في مخيمات مكدسة، في ظل أحوال معيشية غير ملائمة غالبا».
وأضاف أن السلطات الصحية في غزة تعتقد أن الفيروس دخل القطاع “ربما في مطلع أغسطس”، لكنه قال إن هذا لا يزال افتراضاً حتى الآن “لا أريد تأكيده أو نفيه».