«ثأر 2020».. لماذا يبدو ترامب«مهووساً» ببورتلاند؟

«ثأر 2020».. لماذا يبدو ترامب«مهووساً» ببورتلاند؟


يرى تقرير لصحيفة “بوليتيكو” أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يركّز حملته الآن على مدينة بورتلاند في ولاية أوريغون أحد أبرز الولايات، ليصورّها “رمزاً للفوضى”، مستغلاً ذكريات 2020 والاحتجاجات الحالية لمهاجمة اليسار “العنيف».كما تذهب الصحيفة إلى أن”هوس” ترامب ببورتلاند “يعكس استراتيجية سياسية تهدف إلى تعزيز صورته كحامٍ للقانون”، معتبرة أن هذا التركيز “يثير مخاوف من تصعيد العنف وتقييد الحريات، في مدينة تُصر على سلميتها وسط التوترات السياسية المتزايدة». وأعلن ترامب مؤخراً إرسال قوات عسكرية إلى المدينة لحماية مرافق دائرة الهجرة والجمارك من هجمات ما يصفه بـ”أنتيفا” و”الإرهابيين المحليين” في بورتلاند التي يُعدّها أيضاً “مثالاً لفشل الديمقراطيين في الحفاظ على القانون والنظام».وتحيل “بوليتيكو” ما أسمته “هوس ترامب ببورتلاند”، إلى مزيج من الذكريات التاريخية، والاحتجاجات الجارية، والاستراتيجية السياسية، ففي صيف عام 2020، شهدت المدينة احتجاجات واسعة النطاق ضد عنف الشرطة عقب مقتل جورج فلويد. واستمرت المظاهرات أكثر من 170 يوماً، معظمها كان سلمياً، لكن بعضها شهد نهب متاجر، وهدم تماثيل، واشتباكات مع الشرطة. وفي ذلك الوقت، أرسل ترامب أكثر من 750 مسؤولاً من وزارة الأمن الداخلي إلى المدينة دون موافقة السلطات المحلية، ما أثار جدلاً كبيراً. ورأى اليمين أن تلك الأحداث كانت تجسد حالة انعدام القانون، ولم ينسَ ترامب ذلك، كما تنقل “بوليتيكو” عن مصدر مقرب من إدارته الثانية: “كانت مجرد مدينة نموذجية للمشكلة في عام 2020».ويضيف المصدر المطلع أن ترامب يعتبر بورتلاند “نقطة تحليلية مفيدة لإيصال رسائل الإدارة حول الهجرة، الجريمة، وعنف اليسار المتطرف”، ففي السياق الحالي، تركّز الاحتجاجات في بورتلاند على مكتب الجمارك الفيدرالي، حيث بلغت ذروتها في يونيو الماضي، وتطورت إلى أعمال شغب. وشملت الاحتجاجات مزيجاً من التجمعات السلمية النهارية الكبيرة، ومجموعات أصغر ليلية قد تكون معادية، وغالباً ما تحدث اشتباكات عند محاولة عناصر مكتب الهجرة نقل المركبات، ما يؤدي إلى إصابات في الجانبين.ومع ذلك، انخفض عدد المتظاهرين الليليين إلى بضع عشرات مؤخراً، مقارنة بمئات في 2020، إذ يشير مسؤولو البيت الأبيض إلى اعتقال ثلاثة أشخاص في يوليو بتهم الاعتداء على ضباط، واتهام 26 شخصاً فيدرالياً بجرائم مثل الحرق العمد والاعتداء.كما اتهمت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، المتظاهرين بالارتباط بـ”أنتيفا”، ووصفت مكتب الهجرة والجمارك بأنه محاصر من قبل “خلية إرهابية محلية».ويحرص ترامب على المزج بين وقائع 2020 والأحداث الحالية في تصريحاته، مدعياً أن المتظاهرين يحاولون إحراق المباني الفيدرالية وأن هناك وفيات، رغم عدم تسجيل أي وفيات هذا العام، كما لم تقع سوى محاولة إشعال حريق واحدة تم إخمادها دون أضرار جسيمة.
كما يرى البيت الأبيض أن بورتلاند مثال يُحتذى به لحملة “القانون والنظام”، خاصة أن معدل جرائم القتل فيها أقل بكثير من مدن مثل ممفيس وشيكاغو، حيث نشر ترامب قوات بالفعل. يقول مسؤول في الإدارة إن الديمقراطيين في أوريغون، مثل الحاكمة تينا كوتيك، يرفضون التصرف، ووصفت كوتيك تهديدات ترامب بأنها “سخيفة وغير قانونية».
من الناحية الاستراتيجية، يأتي هذا الهوس في إطار حملة أوسع ضد اليسار، خاصة بعد اغتيال تشارلي كيرك، إذ صنّف ترامب “أنتيفا” منظمة إرهابية وأمر بملاحقة “العنف السياسي المنظم». 
ومع ذلك، يحذر مسؤولو الشرطة المحلية من أن إرسال قوات إضافية سيؤدي إلى التصعيد، قائلين: “سيزيد ذلك من عدد المتظاهرين”.
 كما اتهم السيناتور جيف ميركلي ترامب برغبته في إثارة الفوضى لتبرير توسع السيطرة الاستبدادية.
وفي المقابل، تكشف ردود الفعل المحلية عن توتر عميق، فخلال مؤتمر صحفي للعمدة كيث ويلسون، قاطع أفراد المجتمع المسؤولين، 
مؤكدين أنهم مسالمون وأن العنف يأتي من الجانب الفيدرالي. 
وواجهت شرطة بورتلاند صعوبات في التعامل مع الاحتجاجات، إذ أشارت مراجعة مستقلة في 2020 إلى أن ضعف التدريب أدى إلى تصعيد، لتغير الشرطة تكتيكاتها نحو التهدئة، لكن الوضع يُوصف بـ”كابوس سياسي” بسبب الملاحقات والتهديدات المتبادلة.