رئيس الدولة ونائباه يهنئون ملك مملكة كمبوديا بذكرى يوم الاستقلال
«دبلوماسية البوارج».. حاملات الطائرات تؤجج الصدام بين واشنطن وبكين
تتسابق الولايات المتحدة والصين لبناء حاملات طائرات هائلة الحجم والتكلفة، كرمز للقوة العسكرية وأداة للدبلوماسية القسرية، حيث تفتخر بكين بحاملة “فوجيان” الضخمة، بينما تُعاظم واشنطن قوتها “جيرالد فورد”، أكبر وأغلى سفينة حربية في التاريخ.
ووفق تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية، فإن “فوجيان”، التي يبلغ وزنها 80 ألف طن وطولها أكثر من 300 متر، تعد دليلاً حياً على طموحات بكين العسكرية.
وتبلغ تكلفتها 5.4 مليار جنيه إسترليني، وهي قادرة على حمل نحو 60 طائرة مقاتلة، مما يرفع الصين إلى المركز الثاني عالمياً بثلاث حاملات طائرات نشطة. وكان الرئيس شي جين بينغ حضر إطلاقها الرسمي مؤخراً، مؤكداً التزام الصين بتوسيع نفوذها البحري العالمي.
في المقابل، تحافظ الولايات المتحدة على تفوقها الساحق بـ11 حاملة طائرات، أبرزها “جيرالد فورد”، أكبر وأغلى سفينة حربية في التاريخ بتكلفة 12.8 مليار دولار.
و”جيرالد فورد”، قادرة على حمل 70 طائرة وتنفيذ 125 طلعة جوية يومياً، ومؤخراً أمر الرئيس دونالد ترامب بإرسالها إلى سواحل فنزويلا لترهيب نظام نيكولاس مادورو، مدعومة بأربع مدمرات. وتكشف هذه المناورة كيف تستخدم واشنطن حاملاتها كأداة لاستعراض القوة، وفرض الإرادة في مناطق النزاع.
ويأتي هذا السباق وسط تنافس إستراتيجي حادٍ، خاصة حول تايوان، فرغم استثمار الصين الضخم في الصواريخ المضادة للسفن لحماية سواحلها من التدخل الأمريكي، إلا أن بكين ترى في حاملات الطائرات “عنصراً لا غنى عنه” لإبراز النفوذ العالمي، كما يؤكد خبير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية نيك تشايلدز.
وتوفر حاملات الطائرات مرونة هائلة في سيناريوهات الصراع، من الدبلوماسية المدفعية إلى العمليات الهجومية،
إذ بدأت رحلة الصين بحاملة “لياونينغ” العام 2012، المبنية من هيكل سوفييتي قديم اشترته من أوكرانيا، لتتبعها سفن أكثر تطوراً مثل “فوجيان».
أما أمريكا، فتستثمر مليارات في تحديث أسطولها لمواجهة التهديد الصيني المتنامي، وهذه الحاملات ليست مجرد سفن حربية، بل رموز للهيمنة،
قادرة على نقل القوة عبر المحيطات بسرعة وفاعلية.
ورغم نجاحات أوكرانيا في إضعاف الأسطول الروسي بطائرات مسيّرة رخيصة في البحر الأسود، أو هجمات الحوثيين على حاملات أمريكية في البحر الأحمر، إلا أن الخبراء يؤكدون صعوبة إغراق هذه العمالقة.
وصممت الحاملات لتحمل عشرات الصواريخ، كما أثبتت تجارب أمريكية استغرقت أسابيع لإغراق حاملة قديمة. في المقابل، تعاني روسيا من غياب حاملات عاملة منذ 2017، مما يبرز ضعفها أمام الثنائي الأمريكي-الصيني.