«شغلت السينما والدراما».. هل تنجح جهود الوصول لقبر الملكة كليوباترا السابعة؟

«شغلت السينما والدراما».. هل تنجح جهود الوصول لقبر الملكة كليوباترا السابعة؟

يجزم بعض المؤرخين أن شهر أغسطس ، هو الشهر الذي شهد نهاية الملكه كليوباترا آخر الملوك البطالمة، والتى لاحقتها الأكاذيب والخرافات على امتداد التاريخ.
استمرت الحقبة البطلمية ما يقرب من قرنين من الزمان ، وتوضح الدكتورة ريهام حسن شمس ، كلية الآثار بجامعة عين شمس ، إنه بعد وفاة الإسكندر الأكبر تم تقسيم إمبراطوريته المترامية الأطراف على قواده ، وكان أبرزهم بطليموس ابن لاجوس الذي آلت إليه ولاية مصر،  وأصبح يلقب فيما بعد (بطليموس سوتير) أى المنقذ،  وهو أول الملوك البطالمة والتي كانت سياستهم ترمي إلى تكوين مملكة غنيه دعامتها أبناء مقدونيا وأبناء مصر على حد سواء.

تضيف الدكتورة ريهام حسن فى تصريحات خاصة لـ «بوابة الأهرام»، إن البطالمة لجأوا إلى  وسائل شتى كان في مقدمتها استغلال المعتقدات الدينيه السائدة بين رعاياهم. فتم ابتكار الديانة الجديدة المكونة من الثالوث المقدس (سيرابيس وإيزيس وحربوقراطيس) ، وكانت هذه الخطوه بمثابه الركيزه الأولى لتأسيس دولتهم الجديدة .

تولي الملوك البطالمة على العرش منذ (بطليموس الأول) عام 305 ق.م. وحتى (بطليموس الثاني عشر) ، حتى جاءت نهاية عام 69 ق.م. وهو ميلاد كيلوباترا السابعة فوالدها هو بطليموس الثاني عشر الذي عرف بلقب (الزمار) ووالدتها هي كليوباترا السادسة.، وقد اتقنت كليوباترا السابعة عدة لغات حيث تتحدث اليونانية بإتقان والمصرية بطلاقه وتعرف اللغه الحبشية واليهودية والعربية  والفارسية،  
وينسب لها بعض الكتابات عن التجميل وأدوات الزينة و المقاييس والأوزان والعملات،  وأمراض النساء والكيمياء ، حيث يمكن القول أنها من أشهر الحكام الذين اهتموا بالعلم والعلماء ، كان ذلك بجانب خفة ظلها وسحر كلامها وملامح شخصيتها الجميلة التي تجذب كل من يتعامل معها.

 وتضيف ريهام حسن ، أنه فى  الجانب السياسي فاقت كليوباترا السابعة  أسلافها ذكاءاً ودهاءاً وكذلك طموحاً، فلم يشهد التاريخ امرأة تستخدم أنوثتها بهذه القوة و هذه المهارة.،  فحين اعتلت العرش بعد والدها كانت مصر دولة ضعيفة  فقدت جميع ممتلكاتها لصالح روما ، فكانت كليوباترا السابعة تطمح أن تمد نفوذها الملكي إلى آفاق أبعد كثيرا من آفاق مصر فأرادت ان تكون ملكة العالم القديم بأسره متمثله في الإمبراطورية الرومانية ذاتها،

 ولقد أوصي (بطليموس) الزمار أن يوؤل العرش لها ولأكبر أخويها وهو (بطليموس الثالث عشر) ، على أن تشرف روما على تنفيذ وصيته على هذا النحو، وبالفعل تم تنفيذ الوصية ولكن لم يأت عام 48 ق.م حتى تأزمت الأضاع في مصر ولجأت كليوباترا لروما للتدخل وحل النزاع بينها وبين أخيها،  وبالفعل توطدت علاقتها بيوليوس قيصر الذي  فرض سيطرتها على الحكم ضد أخيها، الأمر الذي لم يرضى (بطليموس الثالث عشر) فدارت عده معارك أدت في النهاية إلى موت (بطليموس الثالث عشر) ،

 ودخول يوليوس قيصر الإسكندرية وإعلان كليوباترا السابعة ملكة،  ويقال أنه تزوجها زواجا غير شرعيا ، وأنجب  منها بطليموس قيصر أو (قيصرون) الأمر الذي أغضب الرومان وبخاصه حينما ذهبت كليوباترا إلى روما كزوجة له مما آثار امتعاض الرومان،   فكان القانون الروماني لا يتيح تعدد الزوجات بخاصة ان زوجته كانت لا تزال على قيد الحياة،  وكان الرومان لا يعتبروها سوى عشيقه لقيصر فقط .وتطورت الأحداث تطورا سريعا مع إزدياد كراهية  الرومان لقيصر وكليوباترا ، حتى جاء عام 44 ق.م. وتم التآمر لقتل قيصر في الخامس عشر من مارس عام 44 ق.م. وفي أثناء جلسة مجلس الشيوخ (السناتوس) أحاط الأعضاء بقيصر ، وأنطروه بوابل من الطعنات من خناجرهم.، و عادت كليوباترا إلى  مصر هاربه وبعد عودتها أطاحت باخيها الأصغر (بطليموس الرابع عشر)،  واشرك معها في الحكم طفلها الصغير (قيصرون)  ، أبنها من يوليوس قيصر ، وبدأت في النهوض بالإقتصاد الذي كان قد تأثر في فتره تواجدها في روما وهي الفتره ما بين 43-44 ق.م. ، واهتمت خاصة بالزراعة مما أدي إلى تدفق الثروات على خزائن مصر مرة أخرى ، واهتمت بجميع المشكلات الداخلية التي تسبب فيها غيابها،  وقد استغرق هذا الإصلاح فيما يقرب من عشر سنوات.

كانت كليوباترا السابعة تراقب الأحداث والصراعات الأهلية في روما والتى انتتهت بتقسيم الإمبراطورية ما بين كل من أوكتافيوس للقسم الغربي من الإمبراطورية،  وكان الجزء الشرقي من نصيب ماركوس أنطونيوس.،
 وبالطبع كانت مصر ضمن تلك الممتلكات الشرقية فعادت كليوباترا مرة  اخرى لحيلتها للسيطرة على أنطونيوس حين إتهمها بعدم معاونة أنصار يوليوس قيصر اثناء الحرب الأهلية بروما ، وبالفعل نجحت كالمعتاد في استخدام ذكائها للسيطره علي عقل وقلب أنطونيوس الأمر الذي أدى في النهاية إلى  نجاحها في جعل أنطونيوس يقوم بتقسيم الأجزاء الشرقية من الإمبراطورية الرومانية عليها،

 وأبنائها من قيصر ومنه، وهو  الأمر الذي جعل أوكتافيوس يستغل ذلك ضد أنطونيوس ويثير عليه الرأي العام الروماني مصورا الموقف على أن أنطونيوس سوف يحول الولايات الشرقية إلى مملكه يجلس على عرشها هو وكليوباترا وهو ما يعنى خيانة الشعب الروماني. الأمر  الذى جعل أعضاء مجلس الشيوخ الروماني يستصدر قرارا بإلغاء سلطه أنطونيوس العليا. وتقول الدكتورة ريهام حسن ، بإنه تم إعلان الحرب على كليوباترا،  بإعتبارها عدوة  الشعب الروماني وذلك حتى يضفى عليها صفه الحرب القومية ضد خطر أجنبي قادم من الشرق،  وناصرت بالطبع كليوباترا السابعة زوجها أنطونيوس لخوض الحرب ضد أوكتافيوس،  تلك الحرب التي انتهت بانتصار أكتافيوس في موقعه أكتيوم البحرية عام 30 ق.م.  وهزيمة أنطونيوس وكليوباترا السابعة وانتحارهما واحدا تلو الآخر، وبموت كليوباترا السابعة انتهت الدولة البطلمية وتحولت مصر من دولة مستقلة إلى ولاية رومانية، وإلى الآن يبحث الأثريون عن قبرها، وتم تجسيد كليوباترا فى العديد من  الرسومات، والأشعار، وتم تجسيد قصتها فى السينما العالمية والعربية.