«طشاري» في ندوة الثقافة والعلوم وصالون المنتدى
عقدت ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع صالون المنتدى جلسة نقاشية لرواية “طشاري” للكاتبة العراقية أنعام كجه جي، حضرها علي عبيد الهاملي رئيس مجلس الإدارة، د. بروين حبيب، الناشرة رشا الأمير، والكاتبة فتحية النمر ود. مريم الهاشمي د. جمال مقابلة وزينة الشامي وجمع من المهتمين.
أدارت الندوة عائشة سلطان ذاكرة أن الرواية وصلت إلى القائمة القصيرة في جائزة البوكر وهي من الروايات التي تركت أثر كبير حتى أن كاتبة الرواية أنعام كجه جي تضع اسم بطلة الرواية في موقعها على الفيس بوك، والرواية تحكي عن دكتورة ذاكرتها لازالت عالقة في مدينتها الديوانية بالعراق رغم الهجرة والشتات، ذاكرتها هناك في صباها وشبابها ومراحلها الدراسية المختلفة ومحاولاتها البقاء والاستمرار رغم الأجواء الاجتماعية والحياتية في العراق، ومع زوجها الذي التقته أثناء عملها في أحد المستشفيات. وبعدها اضطرتها قسوة الظروف للهجرة والشتات هي وأسرتها.
وأكدت عائشة أن أنعام كجه جي تعتز بكونها صحفية وأن الصحافة هي وجهتها الأولى للكتابة الروائية، وأن لغتها في الرواية تعتبر بطلاً ثانياً لانها عالية وقوية. وتساءلت كيف يمكن أن يكون الشتات مخرج ومسار حياة جديدة للإنسان.
وعن سيرة الكاتبة ذكرت زينة الشامي أنها شخصية معروفة تكتب في الصحافة والرواية من مواليد العراق عام 1952 عاشت في العراق ثم انتقلت إلى باريس مع عائلتها بعيداً عن العراق، ولكنها حملت العراق في ذاتها ولم تغادره أبداً، كتبت الرواية في سن الخمسين، وكانت مغامرة ولكنها مغامرة ممتعة. وحاولت الدخول في مجال السينما ولكنها لم تستطع. وقد وصلت روايتها في أكثر من مرة ضمن القائمة القصيرة في البوكر وروايتها طشاري لازالت تناقش ويكتب حولها الكثير وترجمت إلى عدة لغات وهي مراسلة صحفية لعدة صحف ومجلات.
وأضافت فتحية النمر عن الرواية أن الرواية مرثية حزينة ومطولة لأوجاع شعب كان مثال للتجانس بمختلف أطيافه، وقد جاء على هذا الشعب زمن صعب جعل جميع الأطياف تتناحر، وجعلوا الدين معول هدم، عمل على تشتيت وتفريق الشعب العراقي في مختلف بقاع العالم. والرواية اعتمدت على استرجاع الماضي من خلال البطلة كعنصر رئيسي في أسرة مسيحية. وهناك الكثير من الأحداث التي تؤكد تجانس الأطياف العراقية سابقاً.
وذكرت النمر أن توقفت عند فكرة المقبرة الإلكترونية، وخاصة في رواية النبيذة التي تشترك مع رواية طشاري في كثير من الأحداث، وتجد أن المؤلفة تعاملت مع شخصياتها كما يتعامل مؤلفي الحكايات الشعبية الذين يبرئون أبطالهم من الأخطاء والعيوب.
وأكدت الناشرة رشا الأمير أن رواية طشاري يحكي تجربة حياة لعائلة عراقية وكيف تجمعهم مقبرة إلكترونية في الشتات، وأن وحش الطائفية في وطننا العربي يتم تغذيته حتى يستمر التناحر على حساب الشعوب.
وأكد علي عبيد الهاملي أن الرواية تندرج تحت أدب المنافي، وانطلاقة الرواية من استغلال الدول الغربية لمعاناة العراقيين بدءًا بتكريم بطلة الرواية في فرنسا من قبل رئيس الجمهورية ما يمثل استغلال معاناة العراقيين وخاصة المسيحيين منهم والتي تركز عليهم الرواية ويتم استغلالهم بشكل سيء من كثير من الدول الغربية ويتم المتاجرة بهم في المحافل الدولية.
وأضاف الهاملي أن الرواية تحمل عتباً على الكثير من الشخصيات الرمزية المسيحية لإحساسها بأنهم تخلوا عن مسيحيي العراق، وعبرت عن رفضها وعدم رضاها عن المنافي التي يقيم في أفراد أسرتها، وطشاري تحمل عدة روايات في رواية واحدة لأنها تضم الكثير من القصص والشخصيات التي لها مساراتها المتنوعة والمختلفة.
وأضافت د. بروين حبيب أن الرواية تحمل كثير من الوجع والألم والشتات كحال كثير من الروايات العراقية، والبطلة في هذه الرواية تحاول بسخرية ولغة سلسلة أن تستعرض وضع العراقيين في الشتات، وحولت فكرة الوطن إلى محايد فيه تحاول أن تعيش وتتأقلم وتصل صوتك إلى الآخر، وأصبح الشتات معادل موضوعي للوطن.
ورأت بروين أن لغة الرواية رغم جمالها وجاذبيتها إلا أن أحداثها عادية وقد عملت عليها بشكل صحفي عالٍ وليس أدبياً تقنياً.
وتداخل الكثير من الحضور حول أدب المنافي والشتات وألم الهجرة، وتساءلوا لماذا نقتل أوطاننا؟ كما تناقش الحضور حدود القارئ في النقد فهل على القارئ أن يملي على الكاتب ما يكتبه؟ وما المطلوب من الكاتب العربي أن يكتب؟