فكرة إنشاء حديقة الحيوانات بالعين كانت بمبادرة من الشيخ زايد باختيار منطقة جبل حفيت لإقامة محمية لتربية المها العربي والحبارى عام 1968

نظم مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء بحديقة الحيوان بالعين محاضرة بعنوان "مقتطفات من حياة زايد" قدمها الدكتور  محمد سعيد القدسي المرافق الإعلامي للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله؛ تحدث فيها عن مواقف نادرة في رحلته مع مؤسس وباني دولة الإمارات وتفاصيل قيام الاتحاد.
ويعمل القدسي حالياً مستشاراً إعلامياً ومحاضراً، وهو من الإعلاميين القلائل الذين شهدوا قيام الاتحاد ورفع علم الدولة، وأول مذيع أعلن قيام الاتحاد بالصوت والصورة في الثاني من ديسمبر عام 1971 عبر تلفزيون أبوظبي الذي كان المحطة الرسمية الوحيدة في الدولة آنذاك، ورافق الشيخ زايد في رحلات وجولات واجتماعات ومؤتمرات داخل الدولة وخارجها، كما ألفَ مجموعة من الكتب والتقارير  من أبرزها فيلم "الشروق" وكتاب "زايد ثالث العٌمَرين".
وعن ذكرياته مع قصة إنشاء حديقة الحيوانات بالعين قال القدسي " إن الشيخ زايد رحمه الله اختار منطقة جبل حفيت لإقامة محمية كان أساسها المها العربي والحبارى وذلك في عام 1968، وحرص على معرفة الحدائق الموجودة في الدول العربية ومقوماتها، فكانت حديقة حيوانات مصر هي الوحيدة آنذاك، حيث أعجب بخضرتها فأمر بإنشاء حديقة تتميز بالمساحات الخضراء والتشجير، ويضيف القدسي أن الحيوانات في ذلك الوقت تم استيرادها من باكستان وإيران وبعضها كانت هدايا لسموه رحمه الله، متمثلة في الحبارى والطيور والمها العربي بشكل أساسي."
ومن الطرائف التي ذكرها القدسي قصة الطير (فرحان) الذي أهداه الشيخ زايد رحمه الله لحديقة حيوانات هامبورغ الألمانية، والتي قامت بإكثاره وأبدت امتنانها بوجود صقور عربية ضمن مجموعاتها. بالإضافة لقصة إهداء ثلاثة من سلالة (فرحان) للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، بعد زيارته للحديقة الاماراتية في هامبورج بألمانيا. وعن مواقف بيئية حدثت في حياة المؤسس زايد رحمه الله قال القدسي "لقد كان معارضاً للصيد بالبندقية منذ كان في 14 من عمره وتدرب على رياضة الصيد بالصقور (البيزرة) كما أمر باستخدام الري بالتنقيط الذي وفر حينها 60% من استهلاك المياه التي كانت تستخدم فيها طريقة الري المباشر في مشاريع التشجير. أما على الجانب الإنساني؛ فيروي القدسي إحدى مواقف المغفور له في مدينة رحيميارخان الباكستانية حين وزع الهدايا على مجموعة من السكان، وعندما لاحظ بأن أحدهم لم يحصل على هدية، عاد مرة أخرى بنفسه مع مرافقيه إلى الشخص بعد أن قطع مسافة طويلة من الطريق، ليطمئن بأن الجميع استلموا هداياهم.  هذا وتأتي المحاضرة ضمن مبادرة "سلسلة محاضرات ثقافية" الذي يطلقها مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء وضمن أهدافه في دعم المثقفين وإنتاجاتهم الأدبية والثقافية وتعزيز دوره المعرفي على المستوى المجتمعي والمؤسسي، والتي تقام بشكل ربع سنوي يستضيف فيها المركز نخبة من ذوي الخبرة والاختصاص في مجالات متنوعة. واختتمت الزيارة بتكريم الضيف من قبل المهندس أحمد عيسى الحراصي مدير عام المؤسسة العامة لحديقة الحيوان والأحياء المائية بالعين بالإنابة ، ثم رحلة تعريفية في مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء في جولة "على نهج زايد" التي تتناول خمسة معارض هي قاعة تكريم الشيخ زايد، و صحراء أبوظبي عبر الزمن، و عالم أبوظبي الحي، و أهل الصحراء، و نظرة نحو المستقبل.