التنفيذ على 5 مراحل خلال فترة وقف لإطلاق النار

«نيويورك تايمز» تكشف تفاصيل «صفقة غزة» المرتقبة

«نيويورك تايمز» تكشف تفاصيل «صفقة غزة» المرتقبة


في خطة قد تشكل نقطة تحول في الحرب التي أودت بحياة آلاف المدنيين في قطاع غزة، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، في تقرير لها، عن تفاصيل الصفقة المرتقبة التي يجري التفاوض عليها بين إسرائيل وحركة حماس. ونقلت الصحيفة، عن مصادر أمنية إسرائيلية وأخرى فلسطينية مقربة من حماس، أن الصفقة المرتقبة تشمل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء، ونقل 18 جريحاً، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، على أن يتم التنفيذ على 5 مراحل خلال فترة وقف لإطلاق النار تمتد لـ60 يوماً.
وفي كل مرحلة، سيتم إطلاق دفعة من الأسرى، بالإضافة إلى تسليم جثث أسرى قضوا خلال المعارك.

مراسم  وضمانات
وبحسب ما نقلته «نيويورك تايمز» عن المصدر الإسرائيلي، فإنه بموجب الصفقة، سيُطلب من حماس الامتناع عن إقامة «مراسم إطلاق سراح» مصوّرة، كما فعلت عند الإفراج عن رهائن خلال وقف لإطلاق النار تمّ التوصل إليه في وقت سابق من هذا العام.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن 3 مسؤولين إسرائيليين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، أن «الجهود الأخيرة تهدف إلى تقديم ضمانات أقوى لحماس بأن الهدنة المؤقتة يمكن أن تمهد الطريق نحو وقف دائم للحرب».

هل يتخلى نتانياهو عن حزبه؟
وفي حين أشار بعض المسؤولين إلى أن إسرائيل خففت من موقفها السابق بشأن أهدافها في الحرب، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مرة أخرى في خطاب ألقاه أمس الأول «بالقضاء بشكل أساسي» على حماس. ونقلت «نيويورك تايمز»، عن بعض المحللين قولهم إن «نتانياهو قد يكون الآن على استعداد للموافقة على إنهاء الحرب في غزة، حتى لو كان في ذلك مجازفة بتفكك ائتلافه الحاكم مع خروج محتمل لحلفائه السياسيين من اليمين المتطرف».
ويرى محللون أن «نتانياهو ربما يكون الأن على استعداد للمخاطرة بانهيار ائتلافه الحاكم ــ وخاصة إذا استطاع الاستفادة من انتهاء الحرب في غزة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية المجاورة».
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن هناك «بعض المؤشرات الإيجابية» على إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن في غزة ووقف إطلاق النار، مؤكداً أن إسرائيل مستعدة لبدء «محادثات غير مباشرة « مع حماس في أقرب وقت ممكن.
ورغم أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا متفائلين بحذر بشأن المحادثات الأخيرة حول الصفقة، أفادت الصحيفة بأنه ليس من الواضح إلى الآن ما إذا كانت الصيغة الأخيرة للصفقة سوف تتغلب على نقاط الخلاف التي ظلت تلاحق المفاوضات لإنهاء الحرب.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد عبر منصة «تروث سوشيال»، الثلاثاء الماضي، أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لهدنة في غزة لمدة شهرين، وأشار إلى اجتماعات بناءة جرت بين ممثلين عنه والمسؤولين الإسرائيليين، ممهداً لإعلان رسمي مرتقب.
ورغم عدم الإفصاح عن أسماء الوفد الأمريكي، أفادت تقارير أن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ونائب الرئيس جيه دي فانس، التقوا وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ضمن جهود الوساطة.
وأشار ترامب إلى أن كلاً من قطر ومصر، اللتين لعبتا دوراً أساسياً في الوساطات السابقة، ستقدمان هذا المقترح النهائي إلى حركة حماس، معبراً عن أمله في أن توافق الحركة عليه.
كما أشاد الرئيس الأمريكي بجهود البلدين، قائلاً: «القطريون والمصريون عملوا بجد لإحلال السلام».
في السياق ذاته، أصرت حركة حماس على وجوب إدخال تعديلات في اقتراح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بشأن انسحاب الجيش الإسرائيلي وتوزيع المساعدات الإنسانية من خلال مؤسسات الأمم المتحدة وضمانات أمريكية أقوى بشأن إنهاء الحرب حال تطبيق الاتفاق.
وتقدر تل أبيب وجود 50 إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
يذكر أن حركة حماس، أعلنت مراراً استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، لكن نتانياهو يطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية.
ولا تزال الغارات الجوية الإسرائيلية مستمرة على قطاع غزة، بالرغم من التصريحات والتقارير بشأن الهدنة، حيث أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، الأربعاء أن 47 فلسطينياً قتلوا جراء الغارات التي استهدفت مواقع متعددة في القطاع المحاصر.