رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس مالاوي والقمر المتحدة بذكرى استقلال بلديهما
آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
الرحمة والمودة
الضغوط النفسية والحالة الاقتصادية التي تمر بهما المجتمعات حالياً يؤثران في العلاقات الاجتماعية، خاصة بين الزوجين وأفراد الأسرة بما تشملها من أبناء، فمن بعد كورونا والأوضاع تغيرت وأخذت منحنى أخرى تماماً، والسبب معروف وكلنا لامسناه وتعايشنا معه، بعض الوظائف اندثرت والكثير من العاملين تقلصت رواتبهم وزاد معدل البطالة، بالإضافة لفقد ناس عزيزة علينا بسبب الإصابة، وتركوا خلفهم جروحاً لم تندمل من الحزن لفراقهم.
تتسبب هذه الضغوط باختلاف في وجهات النظر بين أفراد الأسرة حول تسيير أمورهم، فالتقصير المادي من راعي الأسرة خارج إرادته لكن هناك متطلبات واحتياجات يومية مطلوبة على المستوى الداخلي والخارجي، ما يدفع للجميع بالخروج عن المألوف والتغير السلوكي في العلاقة الطيبة التي بنيت على الود والمحبة، وفي غضون وجود مشكلات واتساع الفجوة وعدم قدرة رب الأسرة من تحقيق التوازن المادي والنفسي كما يفعل في الماضي، تتسع الهوية ويشعر بالخزي والانكسار عندما ينعت بكلمات تتنافى مع شخصيته القوية، فالرجل ينكسر عندما يشعر بأنه غير مرغوب فيه داخل أسرته ونظرة أهله له بنظرة شفقة أو ضعف أو قلة حيلة.
الشعور بالضغوط النفسية الناتجة من عدم تلبية متطلبات الأبناء يسهم في فتنة الأبوين بعدم الرضا، وإذا فقدا إيمانهما بالقدر وأنها مرحلة وسوف تنقشع أجلا أم عاجلا، ستكون الحياة صعبة ومتوترة طوال الوقت، وربما أصيبا بداء الصمت وفقدان شهوة الحوار والكلام والتفكير في حلول تخرج الأسرة من أزماتها الاقتصادية أو على الأقل التقشف تماشياً مع الفترة التى يمرا بها، وعلى الزوجة دور كبير في احتواء الأبناء وتخفيف الضغط على رب الأسرة، كما على الزوج الشعور بنفسيتها وتعويضها عن هذا التعب والتوتر بالتهدئة والود ومنحها الصبر وتعديل مزاجها بالقيام العمل وزيادة الجهد والعودة لمكانته الطبيعية، فضلا عن تماسكه بالصبر والجلد واحترام غضب أفراد الأسرة فالأمر أكبر من قدراتهم جميعا.
علاء رياض
أنصت قبل أن تُجيب
في مجلس هادئ ذات مساء، جلسنا نستمع إلى أحد الأخوة متحمّساً يشكو من خلافه مع زميله، وكان صوته مرتفعًا ونبرته غاضبة، أراد أحد الحاضرين أن يُقاطعه ليُصحح بعض المفاهيم، لكنني قلت له: دعوه يتكلم حتى ينتهي.
فعلًا، ما إن انتهى، حتى هدأ وتنفّس وقال: ما كنت أحتاج إلا لمن يسمعني بس يسمعني.
وهنا عرفت أن كثيرًا من الناس لا يبحثون عن نصيحة فورية، بل يبحثون أولًا عن أُذنٍ تُنصت بصدق، فنّ مفقود اسمه "الإنصات"
في هذا العصر السريع، صرنا نستمع لنُجيب، لا لنفهم.
نقاطع أكثر مما نصغي، ونُجهّز الرد قبل أن ينهي الآخر فكرته.
نُحمّل الناس على عجل، دون أن نعطيهم فرصة ليفهموا أنفسهم.
فنّ الإنصات هو أن تؤمن أن ما يقوله الآخر مهم بما يكفي لتصغي إليه دون حُكم، دون عجلة، ودون مقاطعة.
يجب أن نتعلم الإصغاء، لأننا لا نفهم الناس إلا حين نُصغي لهم حقًا.
لا يمكنك أن تُصلح علاقة، أو تحل خلافًا، أو تبني ثقة، وأنت لا تُنصت للطرف الآخر، لأن بعض الجراح تُشفى بالحديث فقط، ليست كل المشكلات بحاجة لحلول… بعضها يحتاج فقط لصدرٍ رحيم وأذنٍ صامتة، لأن الإصغاء احترام، حين تُنصت، فإنك تقول للطرف الآخر: أنت مهم، حديثك يستحق وقتي، ومشاعرك لها مكان عندي.
نصيحة من الطريق، في كل يوم كن "الشخص الذي ينصت لطفلك حين يعود من المدرسة، لصديقك حين يبدو صامتًا أكثر من المعتاد، لزميلك في العمل حين يُخطئ ولا يجد من يسمعه، أحيانًا، نحن لا نحتاج إلى أكثر من أن يقول لنا أحدهم: أنا أسمعك... كمل حديثك
ختام الرسالة، يا من تحبون الناس، وتحبون الخير، تعلموا كيف تُنصتون، فالكلام موهبة، لكن الإنصات نعمةٌ لا يتقنها إلا الكبار، ولا تنسوا، أن الله خلق لنا أذنين ولسانًا واحدًا، لنسمع أكثر مما نقول، أنصتوا للحياة، فهي تهمس لنا بالحكمة كل يوم، إلى كل من يُريد أن يُصلح ما حوله، فليبدأ بالإنصات لما بداخله.
المهندس: سامي الفاضل أحمد
معنى الدراما والهدف منها
كلمة دراما في الأصل تعني باللغة اليونانية "الحركة" وقد أطلق اليونان على نشاطهم التمثيلي "دراما" لأن التمثيل يحيل القضية الاجتماعية أو المسألة الإنسانية إلى حركة متجسدة على خشبة المسرح من خلال مجموعة من الفنانين الذين يؤدون أدواراً مختلفة ويتقمصون شخصيات متنوعة، ولأن الممثل يتقمص شخصية معينة سماه الناس في بلادنا بـ "المشخصاتي" وهي كلمة عادية تعني أن الممثل يقدم شخصيات للمشاهدين، بيد أنها حملت دلالة سيئة بسبب سلوكيات بعض الممثلين وأعتقد البعض أن السبب في هذا الانحراف السلوكي هو التمثيل نفسه، وهذا غير صحيح.
والدراما تتكون من عنصرين رئيسيين هما السيناريو والحوار، والسيناريو هو مجرى الأحداث والعمود الفقري للعمل، أما الحوار فهو حديث يتجاذب أطرافه الممثلون والمفترض فيه أن يناقش قضية إنسانية عامة أو قضية اجتماعية من خلال مشكلة خاصة بشخصيات العمل الدرامي.
والتمثيل المسرحي هو أول أشكال التمثيل ولا يزال مستمراً حتى الآن رغم ظهور السينما والتمثيل الإذاعي والتلفزيون، وميزة التمثيل المسرحي أنه لا يتغير في جوهره رغم تعدد مظاهره وأشكاله وقوالبه، وهو أفضل نوع تمثيلي يظهر قوة الممثل في الأداء ويمكن لممثل المسرح أن يعمل بسهولة في التلفزيون والسينما، في حين لا يمكن لممثل السينما أن يتفوق في الأداء المسرحي إذا لم يكن يتقنه، وعليه أن يتدرب جيداً على التمثيل المسرحي قبل أن يمثل دوره أمام الجمهور، كما أن التمثيل أمام الجمهور مباشرةً يخلق رهبة قوية لا يصمد لها إلا الممثل الحقيقي مثل الفنان الراحل عبد الله غيث.
ولكل عمل درامي محور يشبه الميدان الذي تنتهي إليه شوارع المدينة وتبدأ منه في الوقت نفسه، ومحور العمل الدرامي هو العقدة التي تتشابك حولها خيوط مشكلة النسيج الدرامي، وتبدأ من خلالها المواقف والأحداث والأزمات المتصلة مع بعضها، والتي تحتك فيما بينها وتتفاعل بصفة مستمرة طوال العمل ثم تتصاعد حتى تصل إلى ذروة التعقيد ويحتدم الصراع، ولابد أن يحسم المؤلف الصراع لصالح طرف من الأطراف يملك مقومات الانتصار، وربما كان هذا الطرف شريراً فالحياة تعلمنا أن الخير قد لا ينتصر في النهاية..
وبصرف النظر عما يؤمن به المؤلف الدرامي فإن الانتصار لابد أن يكون ناتجاً من داخل العمل نفسه، ولابد أن تكون النهاية منسجمة منطقياً مع الأحداث، أما أن يكون الشر قوياً طوال العمل ثم ينتصر الخير في النهاية فهذا نوع من التعسف في التأليف يحيل العمل إلى نوع من الكوميديا، على أن الجمهور لن يضحك لهذه الكوميديا بل سيضحك عليها أي أنه سوف يسخر منها ولأن الدراما تعني الحركة فإن أي عمل فني يحمل في طياته حركة من أي نوع يعتبر دراما، وبهذا يصح أن تكون الرواية دراما، كما يمكن لمقطوعة موسيقية أن تكون دراما وذلك إذا نجحت في إثارة خيال المستمع وجعلته يتصور حركة بين شخصيات أو عناصر، فالدراما صراع، وربما وجدنا هذا الصراع في تحفة موسيقية لأحد كبار الموسيقيين في العالم.
وأخيراً نقول إن الدراما ليست محاكاة تامة للواقع ولكنها نفاذ إلى عمقه ولذلك فإن أي عمل سطحي لا يصل إلى حقائق الحياة هو نوع من تضييع الوقت وليس من الدراما في شيء.
حاتم السروي
الإمارات.. التطوع سردية وطنية
ليس عنوانًا مجردًا "حكاية دولة"، بل هو جوهر المسيرة التي تقطعها دولة الإمارات العربية المتحدة. إنها قصة تُحكى ليس فقط بالكلمات، بل بالسياسات الرشيدة، والرؤى الثاقبة، والتشريعات الداعمة، وبالأخص، بالعمل التطوعي الذي تحول من نبض فردي عفوي إلى قلب نابض في استراتيجية وطنية وإقليمية وعالمية.
لطالما كانت قيم العون والعطاء جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع الإماراتي، موروثة عبر الأجيال كفريضة إنسانية قبل أن تكون ممارسة. لكن الإمارات الحكاية لم تقف عند حدود اللحظة العابرة. لقد أدركت باكرًا أن تحويل هذا الكرم الفطري إلى قوة منهجية مستدامة يتطلب مؤسسات ورؤى.
فتحول العمل التطوعي من مجرد "عمل خيري" إلى "سياسة تطوع" راسخة، قائمة على العلم والدراسة، وتوظيف أمثل للموارد البشرية والمالية، تحت مظلة دولة تؤمن بأن حقوق الإنسان – في الصحة والتعليم والكرامة – لا تعرف حواجز الفقر أو المرض أو العمر أو الجغرافيا.
في المشهد الإماراتي اليومي، لم يعد التطوع حدثًا استثنائيًا، بل هو نمط حياة، تراه في الشباب المتطوعين في حملات التطعيم، وفي المتقاعدين الذين يكرسون خبراتهم لتدريب الأجيال، وفي الشركات التي تدمج المسؤولية المجتمعية في صلب عملها، وفي الأسر التي تغرس قيم العطاء في أبنائها عبر مبادرات مدرسية ومجتمعية. لقد أصبح التطوع لغة مشتركة، تعكس "ثقافة العيش المشترك في الأسرة الإنسانية" التي تؤمن بها الدولة، حيث لا فرق بين متلقي العون بسبب لونه أو جنسيته أو دينه. وتتسع حكاية الإمارات لتشمل العالم، فالدولة لم تكتفِ ببناء نموذجها الداخلي، بل جعلت من العطاء رسالة عالمية. وجود نسبة مخصصة في الميزانية الوطنية للإغاثة الدولية ليس مجرد رقم، بل هو تعبير عن رؤية قيادة تؤمن بالمسؤولية الإنسانية المشتركة. من تقديم المساعدات الطبية العاجلة في مناطق الكوارث، إلى بناء المدارس والمستشفيات في دول تعاني، إلى دعم برامج مكافحة الجوع والأمراض حول العالم، تصل أيادي الإمارات البيضاء إلى كل محتاج، انطلاقًا من مبدأ "تحمل مسؤولية الظروف القاهرة للغير" تصديقها على اتفاقيات حقوق الإنسان والطفل وذوي الهمم والمرأة والمسن، ليس شكليًا، بل التزام عملي ينعكس في برامجها الداخلية والخارجية.
وراء كل سياسة إماراتية في مجال التطوع والإغاثة، أرقام موثقة تشهد على الجهد المنظم: ملايين المستفيدين، آلاف المشاريع، ميزانيات ضخمة موجهة للخير.
لكن الأرقام وحدها لا تكتمل الحكاية، الحكاية الحقيقية تكمن في القصص الإنسانية التي تولدها هذه السياسات، الإمارات ليست مجرد أرض، إنها "حكاية دولة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
حكاية تُروى برؤى قادتها الذين جعلوا من الخير والإنسانية نهجًا، وبسياساتها التي حولت القيم إلى واقع ملموس، وبتشريعاتها التي تحمي الحقوق وتدعم العطاء، وبالطرق والمباني التي شُيدت ليس فقط للرفاهية، بل لتسهيل الحياة وخدمة الإنسان. والأهم، تُروى هذه الحكاية بكل من عاش على أرضها، مواطناً ومقيماً، شارك في كتابة فصولها عبر تطوعه وعمله وإيمانه برسالة هذه الدولة الإنسانية. فالإمارات، في سرديتها الفريدة، تثبت أن التطوع ليس مجرد عمل، بل هو ثقافة متوارثة تطورت بوعي وإرادة لتصير سياسة وطنية ورؤية عالمية، لتصبح حقًا حكاية دولة.
منى عبد العزيز : كاتبة
العلم أساس التقدم
سيظل العلم والتفوق الركيزة الأساسية لبناء المجتمعات، وما يحدث على الساحة من انتشار أصحاب المحتوى الخاوي من كل ما هو مفيد، أو ارتفاع أجور الفنانين ولاعبي الكرة، ما هو إلا تغيير منطقي للتحول التاريخي، على مر العصور هناك مهرجون ورواد للضحك والتسلية، لكن يظل العلم هو الراية التي تلتف حولها كل شؤون الحياة.
وسط كل هذا العبث نجد شبابا واعدا تقلد مناصب مرموقة لجهدهم، وعلمهم وما قدموه للبشرية من منفعة عامة، ونجد شبابا لا يهتمون بهذه الأمور ويمضون في طريقهم إلى سدة النجاح ويمرون من سقف الطموح، ويعتلون منصات التكريم، بدون أي شهرة أو ضجيج فلا يهم هؤلاء الشباب إلا توصيل علمهم والاستفادة منه، فأصحاب الاختراع لا يهتمون باللقاءات أو الظهور على الشاشات، لأن البحث العلمي يدار في هدوء، وبدون ضوضاء وبعيدا عن الأضواء، في هذا الحر اللهيب نذكر مخترع التكييف، ونثني على مخترع الكهرباء، ونقدر مخترع طواحين الهواء والسيارات والطائرة وغيرها من الاختراعات التي أفادت البشرية.
الجميع يعلم أن مباريات الرياضة والدراما وغيرها من أمور التسلية تخطت هذه المرحلة إلى الاستثمار الرياضي والفني، حتى من يخرج علينا بالمحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي يتقاضون أموالاً تستفز العلماء والباحثين في مراكز الدراسات، لكنهم لا يهتمون بهذه الأمور ويمضون في طريق العلم وتأدية الرسالة الإنسانية السامية، وإيمانا أن بقاء العلم ضمان لبقاء الحياء الطبيعية والحفاظ على البيئة، فالعلم هو الأساس والحقيقة الوحيدة التي تنهض وتتطور بها الدول، لذلك يعكف العلماء والباحثون على الدراسة والتخطيط لتحقيق التوازن بين العلم ووقف عجلة الجهل.
حمادة الجنايني
القطة
نشرت الفجر الإماراتية على صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي "انستجرام"، أن باحثين من خمس دول توصلوا إلى اكتشاف علمي جديد يفسّر سبب تفضيل القطط المنزلية النوم على جانبها الأيسر، وأظهرت دراسة شملت تحليل 408 مقاطع فيديو أن نحو ثلثي القطط يختارون هذا الوضع ليس لأنه أكثر راحة فقط، بل لأنه يمنحها قدرة أكبر على الاستيقاظ السريع وتقييم التهديدات بفعالية، ويرتبط الجانب الأيسر من الجسم بالنصف الأيمن من الدماغ، المسؤول عن إدراك التهديدات وردود الفعل السريعة، ما يساعد القطط على الاستجابة الفورية لأي خطر محتمل حتى أثناء النوم.
وأكد البروفيسور أونور غونتوركون أن هذا السلوك يعود إلى الانتقاء التطوري الذي يعزز فرص بقاء القطط سواء في البرية أو المنازل هذا التصور يبين أن كل المخلوقات ما هي إلا أمم أمثالنا لها لغتها وقوانينها التي تحكمها، وأسلوبها في الحياة الذي لا يقتصر على الغريزة وحدها وإنما على فكر وتخطيط وتدبير، والأمثلة كثيرة منها، ذكاء وفطنة الهدهد الذي فرق بين عباد يؤمنون بالله وعباد تحكمهم الملكة بلقيس، والنملة القائد التي أمرت شعبها بتجنب جيش النبي الله سليمان بدخولهم منازلهم، والكلب الذي فضل أهل الكهف ورافقهم مسيرتهم، والفيل الذي أبى أن يهدم الكعبة، والعنكبوت وقدرته على غزل البيت بدقة واتقان، والطيور وصناعة بيوتها ونسيجها بالعشب، كل هذه النماذج توضح مدى وجود عقل للحيوانات والطيور، لكن ليس عليهم تكليف كما هو على الإنسان أن يختار ويكون خليفة في الأرض. وهذا الخبر المنشور يسهم في تسليط الضوء على فطنة الحيوانات، والخصال التي غرست فيها بدون جهد منها ولكن هي القدرة والسمة السائدة للفكر الوقتي المرتبط بأمور الحياة من دفاع عن النفس والبحث عن الطعام، وتوفيره بأسلوب مرضٍ، فبعض الحيوانات ومنها القطط تفرق تماما بين الأكل الحلال والمسروق، لأنها تأكل بهدوء وتمارس حياتها طبيعية عندما تكون في مكان تشعر فيه بالأمان فتنتظر تقديم الوجبات، أما القطط التي ليس لها راع أو مأوى تسعى لسرقة الطعام وتجري، كما نرى في جميع الحيوانات معاني الأمومة والحفاظ على صغارها .
ومن حكمة الخالق أن تمارس القطط النوم على الجانب الأيسر لحكمة، وتتحقق في هذا المشهد اليقين بأن كل شيء خلق بقدر وأن كل التصرفات التي تفعلها الحيوانات والطيور إنما هي لعلة، فلقد غرس فيها غريزة الأمومة والأبوة وكل تفاصيل المشاعر الحياتية من عطف ورغبة وخوف وشجاعة وغيرها من سمات المخلوقات جميعاً، بما فيها الإنسان الذي كرم فقط للتكليف وقبوله الأمانة والاختيار.
خالد سالم
طعام أمي
نختلف في نوع الطعام ومذاقه، لكن لا نختلف عند تقييم طعام الأم، كلنا يمدح طعام أمه بلا استثناء ويظل فترة للتعود على طعام الزوجة، مع أن المكونات تقريبا واحدة وليس فيها أي اختلاف لكن يظل طعام الأم رقم واحد في المذاق والجمال والحلاوة، وسألت: هل هذا يعتبر تحيزاً للأم من قبل كل الأبناء؟ والإجابة: لا لأن من المستحيل أن يكون التفكير بهذا الشكل والاتفاق الجمعي على حب تناول الطعام من طهي الأم.
بعد تفكير وتمعن في المبررات مثل هذه المرأة نفسها جميل في الأكل، وغيرها من الأمثلة الدالة على أن الطاهي له نفس جميل وغير جميل، ويتوقف المذاق عند هذا النفس، وبما أن الكل أجمع على حلاة نفس الأمهات فضروري هناك عامل مشترك، خاصة وأننا لا نحب تناول الطعام في بيوت أصدقائنا لأن طهي أمهاتهم ردئ والبعض جميل ومريح للنفس، والصديق مستمتع بطعام أمه وأنا الضيف لم أشعر بهذا الشعور المبالغ فيه.
اتضح أن النفس مصدره الأم، فكل أم تعد الطعام وفي وجدانها مشاعر الحب والود والأمنية أن يأكل منه أبناؤها وأن يكون الطعام هنيئا مريئا عليهم، أي تعد الطعام وهي سعيدة ولو كانت في أشد التعب والإرهاق، إلا أنها تنهض وتنشط لأداء واجب التزمت به لتطعم أبناءها، فلو كان الطعام سيئاً إلا أن الحب المغلف به سيحوله لمذاق جميل ولذيذ، لأنها ببساطة لا تهتم بالمقادير بقدر اهتمامها بأن الطعام يخرج مضبوطا وصحيا وأن يتناوله الجميع براحة وفي سعادة، اكتشفت أن هذا هو العامل المشترك بين الأمهات، هو حب من يأكل الطعام،
يشعر الزوج بحلاوة طعام زوجته بعد أن تضمه لقائمة المحبين، الذين تتمنى أن يأكلوا من الطعام بالهنا، إذا في البيت ألفة وود سيشعر الزوج بأن طعام أمه لم يفارقه لأن الخلطة الحقيقية في الطهي هو بالطبع النفس الطيب الذي يعمل بحب ويتمنى للجميع السعادة، وما نتحدث عنه هو طعام الأم ونظرية أن أمهاتنا طعامهم تحفة، ولم نغفل أكل المطاعم والفنادق فالمذاق فيه خرافي، لكن تظل الفروق موجودة، فمعظم النزلاء لا يعطون الدرجة النهائية للفنادق، وهذا دليل على نظرية طعام الأم يفوز في المقارنة بين طهاة العالم.
محمد أسامة : كاتب
عالم السحر (١)
أنزل الله على ملائكته هاروت وماروت السحر بإذنه امتحاناً وابتلاءً للناس فجاءا في زمن أقدم من زمن سيدنا سليمان عليه السلام وكانا قبل أن يعلما الناس السحر، فجاءوا لكسر احتكار الكهنة لهذا العلم، وأيضًا جاءا ابتلاءً من الله لهما، ثم للتمييز بين السحر والمعجزة ومعرفة الفرق بين كلام الأنبياء عليهم السلام وكلام السحرة.
وهذا ما ورد في آيات صريحة تتحدث عن هذا العلم بالتفصيل كما ورد في النص" وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ" وهنا سألت الملائكة هاروت وماروت ربهما أن يهبطا إلى الأرض فأستجاب لهما فأهبطا إلى الأرض فكانا يقضيان بين الناس اليوم كله فإذا أمسيا تكلما بكلمات وعرجا بها إلى السماء.
في البداية هبط هاروت وماروت إلى بابل، حيث أن بابل مدينة قديمة في بلاد ما بين النهرين (العراق) وهي مركز للحضارة البابلية، وكانت هناك ديانات وثنية من معابد وهياكل وأساطير في ذلك الوقت، فاعتبر الكهنة وسطاء بين الآلــــــــة والبشـــــر، وكان الناس يخافونهما في قدرتهما وتحكمهما في القوى الخارقة، وقبل أن يعلّما الناس السحر، حذّراهم من أنه فتنة وابتلاء من الله وليس بغرض الضلال بل اختبار للناس ولا يجوز لهم الكفر باتباعه.
ثم تورطا في ارتكاب ذنب وفتنة واستجابا إلى الرغبات الدنيوية التي أدت إلى منعهما من العروج إلى السماء مرة أخرى فأصبحا جزءا من الحياة الدنيا ويعيشان وفقاً لقوانينها، وأصبحا يؤثران على البشر بتعليمهما السحر والتحذير من مخاطره أثناء وجودهم في الأرض وابتعدا عن طاعة الله . فعلموهما سحر التفريق لزرع الكراهية والبغضاء بين الزوجين ، وسحر إلحاق الضرر بالآخرين والتحكم في أفعالهم وتصرفاتهم، وسحر الجلب والنجاح، والطب والشفاء من الأمراض ومع ذلك كانا يحذران الناس من السحر والكهان وتأثيرهم على الأشخاص والأشياء بطرق غير عادية ترتبط بالشعوذة ، فالكثير والكثير من أنواع السحر الأخرى لا حصر لها. نجد أن بابل والسحر اقترنا مع بعضهما، فالسحر عند البابليين كان يشبه السحر عند الفراعنة والقبط كالسحر الأسود، دلت المخطوطات المصرية القديمة التي وجدت على ورق البردي أن السحر كان له الاعتبار الأعلى عند جميع الطوائف فكانوا يمارسون سحرهم وتعاويذهم عند تحضير الموتى للانتقال إلى العالم الآخر من التحنيط والدفن حيث أنه لا يمكن بدونها أن تتم عملية التحنيط كما يجب ، كما بلغ السحرة المصريون مبلغا عظيما، فكان العالم يرى أن السحر المصري أرقى وأعمق من سحر البلاد الشرقية الأخرى، فقد كانوا يعتقدون أن الأرواح الخبيثة هي المسؤولة عن الزلازل والبراكين والفيضانات ومن ثم كان من اللازم استخدام التعاويذ لمنع عبث هذه الأرواح بالنظام العام.
إيمان الصقار : مهندسة ديكور