آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل abdalmaqsud@hotmail.com
خطوات النجاح
الحياة مملوءة بالعثرات لكن الإنسان له القدرة على تخطيها وتحقيق أهدافه وأحلامه باتباع منهجية معينة تمكنه من الوصول إلى النجاح، فالناجحون في الحياة دوماَ يملكون خطة واضحة وقواعد أساسية لأنهم يعلمون تحديداَ ما الذي يريدونه ولديهم رؤية واضحة هي التي تحفزهم وتحمسهم للمضي قدما.
ومن خطوات النجاح تحديد هدفك والتخطيط للوصول له خلال فترة زمنية معينة مبتعدا نهائيا عن العشوائية التي تبعد الإنسان عن أهدافه وتسبب فشلها وعن هدر الوقت بدلا من استثماره، وأن تكون لديك الدوافع المنبثقة من رغبتك الحقيقية في الانطلاق والوصول نحو هذا الهدف. الحفاظ على مستوى عالي من الطاقة الإيجابية، لأنها أعظم محفز للإنسان للوصول لهدفه بحيث نعتني بالصحة للحفاظ على طاقة الجسدية، وأن نغذي الروح بالإيمان والثقة بالله والسلام الداخلي ونستشعر المشاعر الإيجابية كالحب والتسامح مع ممارسة التأمل للحفاظ على قوة الطاقة الروحية، كما يجب أن نزيد قوة الطاقة العقلية بالحصول على المزيد من المعرفة فكلما ازدادت المعرفة ازدادت فرص النجاح، بشرط أن تتوافق هذه المعرفة مع التطبيق والعمل وأن نحب ما نعمل، وهذا ما سيجعلنا مميزين.
ومن هذه الخطوات أيضاَ الصبر والالتزام وعدم الاستسلام مهما تعرضت لمواقف صعبة فطريق النجاح ليس مفروشا بالورود، على العكس تماما وظف الصبر لمصلحتك لتخرج جميع قدراتك الكامنة في التحدي والوصول لأحلامك وتجاوز أي فشل والذي هو مزيد من التجارب والخبرات، كن مرنا ولا تكرر المحاولات ذاتها عدة مرات لأنها لن تؤدي إلى النجاح بل ضع دوما خططا بديلة.
والخطوة الأهم على الإطلاق هي الثقة بالنفس لأنها مفتاح النجاح الحقيقي الذي يعزز من القدرة على الإبداع والابتكار، أحط نفسك بالإيجابيين والناجحين وابتعد عن المحبطين، برمج عقلك على التوقعات الإيجابية واستخدم قوتك الذاتية في توقع أهدافك وتخيلها ذهنياَ وجذبها مع الإيمان المطلق بحتمية تحقيقها، وطور من نفسك باستمرار وليكن التفاؤل والمثابرة شعارك لأن الراحة هي عدو النجاح وبداية طريق الفشل، اغتنم الفرص لأنها لا تتكرر، واصل سعيك لتحقيق المزيد من النجاحات المتلاحقة وتذكر أن الحكمة هي أن تعرف ما الذي تفعله والمهارة هي أن تعرف كيف تفعله والنجاح هو أن تفعله.
منال الحبال /إعلامية
وجهة نظر
جائحة كوفيد 19 كشفت ما تمر به البشرية، كأجهزتنا الإلكترونية، فالخلل توغل فيها، غالبا نتيجة سوء استخدامنا أو عدم تحميل تطبيقات تحصينية للحفاظ على الفطرة السليمة ، وضع المصنع الذي ثبته فينا الله عزل وجل، أخذنا نحمل التطبيقات وفقاً لأهوائنا، الواحد تلو الآخر، دون تمييز بين الغث والثمين، الضار والنافع، نخوض في صفحات الدنيا ننتهك خصوصية بعضنا البعض ونقرصن على ممتلكات غيرنا، نتتبع عوراتنا، وحولنا تواصلنا البشري إلى ملفات تجسس أو على الأقل إلى ملفات مزعجة.
لقد أصبحنا نجد صعوبة في تشغيل ذاتنا، ونَجْمُد عند مواجهة مشاكلنا، فنركض هنا وهناك نبحث عن تطبيقات تطهر أنظمتنا من تلك الهجمات المقرصِنة، نكرر محاولات إعادة التشغيل، والبعض يبحث عن تطبيقات مضادة يقوم بتحميلها، وآخرون تخلوا عن أنظمتهم، بشريتهم، وتكيفوا مع التطبيقات الخبيثة فأصبحوا هم أنفسهم ملفات شريرة.
لا سبيل إلا بإزالة التطبيقات الخبيثة التي اخترقت نفوسنا السوية بالحقد والكراهية، طمع وشهوة، غرور وبطر، صفات شوهت خلقتنا وفطرتنا السليمة.
هل فكر أحدنا أن يعيد وضعية نفسه إلى (ضبط المصنع) حتى ولو استلزم ذلك أن نمحو معها ما حفظناه من ملفات ضرورية، وإذا كان الشخص محظوظاً سيجد ملفاته المفيدة التي هي أعماله الحسنة في الذاكرة الاحتياطية التي أودعها قلوب الآخرين.
محمد سمير /إعلامي
الأرملة والمجتمع
نعلم جيدًا أنَّ الزوج هو السند والعائِل لزوجته وعندما تفقد الزوجة هذا السند، يحدثُ لها صدمة وعدم اتزان وتضارب أفكار ومشاعر تسيطر عليها لفترة ما حتى تقوى وتتماسك لتبدأ رحلتها مع مجتمع نرى أن موقفه مع الأرملة متناقضاً ويتجزأ إلى عدة نقاط: منها التعامل معها بالتعاطف والشفقة من قِبلِ المُحيطين بها والمُساندة والدعم ماديًا ومعنويا لمشاركتها في تربية أبنائها ورعايتهم، ومن المفترض أن يكون الدعم بواسطة الجمعيات الاجتماعية التى تنشئها الحكومات، ويكون الحافز كافيًا لحياة كريمة.
كما يلتف الجميع حول الأرملة مواسيًا لها، وبعد الانتهاء من فترة العزاء، تنتهى المواساة وتجد الأرملة نفسها أمام مسؤولياتها التى تفرضها الأيام عليها يومًا بعد يوم، مما يجعلها تسعى إلى العمل لتلبية متطلبات الحياة، فتنصدم بالمعاناة الأكبر من فقدانها لزوجها، وهى النظرات التى ترصد خطواتها وحركاتها، لكونها بلا زوج.
وفي حال إن أقبلت الأرملة على الزواج مرة أخرى، يعتبرها الكثير أنها غير وفية لزوجها وغير أمينة على أبنائها، على الرغم من أنَّ الله سبحانه وتعالى أجاز لها زواجها خاصة وإن كانت في مُقتبل عمرها، لكى تعف نفسها ولكن فصيل من المجتمع يرى أنه ليس من حقها. وبالتالى يرمى إليها الاتهامات الباطلة، ولكن الأهم من ذلك هو بعد فقدانها لزوجها، تتعرض لفراغ عاطفى، ومن هنا تأتى حاجتها إلى الزواج لتملأ هذا الفراغ، صغيرة كانت أو كبيرة، إنَّ الأحاسيس والمشاعر لا تتقيد بالأعمار، وإن لم تُلب رغبتها التى شرعها الله سبحانه وتعالى، يتحول الشعور بداخلها إلى إحباط واكتئاب، وينعكس ذلك على أبنائها وعلى المحيطين بها.
أما إن كانت هناك تقاليد تنظر للأرملة التى تتزوج نظرة سيئة، فهى نظرة خاطئة، ولكن لابد أن تراعى الأم مصلحة أبنائها في اختيار الزوج، وعلى ذلك ينبغى على كل قريب منها أن يساعدها إذا رغبت في ذلك، ولا يعتبر ذلك نكرانًا للزوج السابق، أو جحودًا منها.
ماذا تفعل تلك الأرملة حتى تتجنب انتقادات مجتمع لم يفلح حتى اليوم في تبديد النظرات السلبية لها في حال إن تزوجت بعد وفاة زوجها؟ تُتهم بعدم الوفاء، وأنها غير أمينة على أبنائها، وأنها تسعى فقط لتلبية رغباتها، وإن تخلت عن كل مشاعرها واستقرت منزلها لمراعاة أبنائها، تتذوق الذل بجميع ألوانه، حيث أنَّ المساعدات لم تستمر، وعزة نفسها والمسؤولية تجبرها على العمل، وإن خرجت للعمل لإعالة أبنائها لتتجنب ذلّ السؤال، لم تسلم من نظرات وألسنة منْ حولها حتى وإن كانت ملتزمة بضوابط وشروط الشرع.
احمد سلام /روائي
المطبوعات
لا يمكن أن ننكر أن الصحافة الإلكترونية، لها دور إيجابي تقوم تجاه القارئ ونقل المعلومة بسهولة ويسر، لكن هناك بعض الصحف الإلكترونية عندما نتصفحها نشعر بالحزن والأسى لما آلت إليه لغتنا العربية، حيثما نقرأ أخطاءً لا حصر لها سواء في الإملاء أم في التراكيب، وهذا يستوجب الوقوف أمامه بقوة، وخصوصاً الأخطاء البسيطة في الإملاء والنحو، أخطاء ما يجب أن تقع فيها، ولا أدري أهو أمر مقصود، أم هو جهل بأبسط القواعد في لغتنا العربية ؟
لا شكّ أنّ قضية اللغة العربية تؤرّق كل عربي مخلص لها، فهي قضية وطن ومصير أمة، ولذا كانت قضيتها ماثلة أمام أعيننا ، ولن تفارقنا مهما كلفنا ذلك من جهد، ومهما أصابنا من سخرية المستهزئين أو المستعجمين من أمتنا، اللغة باقية شامخة، ونحن لها مخلصون ، وعنها مدافعون ما شدّ انتباهي كثيراً ، أن كاتبي هذه الأخبار أو تلك المقالات هم من المثقفين، وبعضهم يحمل الشهادات العليا من الماجستير وما بعدها، فكيف يحدث ذلك ؟ ألم يكن من الأفضل لتلك الصحف أن تخصص مدققا لغويا يقوم بمراجعة ما يُكتب؟
إنَّ الأمر جد خطير، ولا أبالغ في ذلك، لأنه يؤدي إلى عدة أمور منها، انتشار الخطأ بين القراء، بل والاعتقاد أنه هو الصواب، ومنها ضعف الكتابة، فما يشاهده القارئ على اختلاف مستوياته من خطأ متكرر أمامه، يجعله يلتزم به في كتاباته معتقداً أنه الصواب
ولا يقتصر الخطأ اللغوي على الصحافة فحسب بل وجدناه على شاشات التلفاز فيما يعرض من عبارات مكتوبة أثناء نشرة الأخبار أو غيرها
أما الآن فنحن في زمن الثورة الرقمية ولذلك نجد في كل دقيقة كثيراً من المزالق في مشهد آليم تتعرض له العربية من تشويه، قد يكون مقصوداً في بعض الأحيان، حيث يهتم أولئك الأشخاص باللغات الأجنبية ويفتعلون الموقف تلو الموقف كي يضمنوا كلامهم مصطلحا أجنبيا من هنا أو هناك ، بل يبذلون قصارى جهدهم في التحدث الصحيح أو الكتابة السليمة باللغات الأجنبية بدعوى المدنية والتحضر ، وما يفعلون ذلك تجاه لغتهم العربية ، وما كانت المدنية والتحضر إلا بالعلم والعمل، وما كان التقدم إلا باللغة الأم ، وأروني أمة في العالم تقدمت دون لغتها الأم والشواهد كثيرة نجدها ماثلة أمامنا ، فاليابان تقدمت بلغتها ، وكذلك ألمانيا وفرنسا.
أدعو القائمين على جميع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، إلى الاهتمام باللغة العربية فهي الهوية التي تجمعنا، ولا يمكن التفريط فيها بأي حال من الأحوال ؛ لذا يجب اختيار المتخصصين فيها لمراجعة وتدقيق ما ينشر في الصحف أو ما يعرض على شاشات التلفاز من نصوص مكتوبة ، فاللغة العربية قضية وطن ومصير أمة ،فهل من صحوة ثقافية تنهض بها وتعيد إليها مجدها ؟
عاطف البطل/كاتب صحفي
ذكرى الاتحاد
لا يمكن أن أنسى الحديث عن زايد المؤسس، زايد الخير والعطاء، زايد الإمارات رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وبالرغم من أنني حرصت خلال جولتي أن أسهب في الحديث عن مدى التطور الحاصل في دولتنا الفتية ونهضتها الشاملة، إلا أنه فاجأني وبمنتهى البرود الإنجليزي المعروف، أن بادرني بالحديث عن تقديسنا لحكامنا، إلا أنني وعلى غير عادتي قمت بهجمة مضادة لما قاله، أسهبت في الحديث أيضاً عن الجمود العاطفي للغرب والجموح العاطفي للشرق، وتناولت بمعرض حديثي انهم إذا خرج رئيس الدولة من ولايته نسوه وتناسوه وتجاهلوا أنه كان يوماً يقوم على خدمة وراحة أفراد الشعب كافة، ويرعى مصالحهم كما لو كان أباً لكل واحد منهم، وأوضحت له أن هذا هو دأبنا أن نعتبر رئيس الدولة والداً للجميع.
هنا فاض بي الكيل لأنه طبعاً كان يقصد (زايد) رحمه الله، وهو من هو سواء لي ولكل من عايشه إبان حكمه أو حتى من سمع عنه ولم يعايشه مكاناً أو زماناً، وهو ما أشهد به لهذا الوالد الحنون رمز الإنسانية بالمعنى الكامل لها، فقلت له: ما بالك في رجل يعتبره كل من عاش على أرض الإمارات أباً له، فقد كان كذلك، ودليلي أنه بالرغم من مرور السنوات الطوال على رحيله إلا أن الجميع لازالوا يذكرونه بالخير للآن، فهو بالنسبة لأهل الإمارات والمقيمين على حدً سواء نعم الأب ونعم القائد والمعلم لا رئيساً للدولة فقط.
ومن فرط الصدف الجميلة أننا وقفنا في إشارة ضوئية أغلقت علينا طريق المرور إلى وجهتنا السياحية القادمة، وأثناء انتظارنا وقد وجهنا نظرنا للإشارة الضوئية أن تخضر فإذا بوجه زايد الخير يأتينا مستديراً منيراً فقمت بنغزه نغزة قوية، وقلت له أنظر وتأمل من فتح لنا الطريق، فقال لا تقل لي إن هذا (زايد) فكتمته بقول بل زايد الخير والعطاء والذي استمر بفضل الله عطاؤه حتى بعد سنوات من رحيله متمثلاً في أبنائه بارك الله فيهم ولهم، واللذين استمروا على نهج أبيهم في الخير والعطاء لكل من على أرض الإمارات.
رحمة الله عليك أبي زايد وأب كل من على أرض الإمارات الغالية ، وأشهد الله أني قد لمست حبك وذكراك العطرة على ألسنة إناس لم يروك، ولم يزوروا الإمارات أو يعيشوا فيها لكن نالوا من فضل الله على أياديك البيضاء يا زايد الخير والعطاء ، رحمك الله بما أسست ورسخت من أخلاقيات عربية أصيلة تربيت عليها وربيت أجيالاً وأجيالاً.
حمدي اسماعيل /إعلامي
قصص متشابهة
القصص في الحياة متشابهة بشكل كبير، وكأنه ماراثون متكرر وعقلة تسلم لكل من يجري في السباق، الأحلام متكررة والطموح متكرر يبقى فقط تحقيقه، ولكي يتحقق أي حلم نحلم به لابد أن تتوافر الإمكانيات مع القدرات، وإلا سيحدث خلل في المعادلة، فالاجتهاد المصحوب بالقدرات مع تحديد الحلم المساوي للإمكانيات هنا فقط يتحقق الحلم مهما كان مقداره وصعوبته.
نعترف أن الإنسان هو المخلوق الوحيد المكلف في الكون وهو صاحب كتابة تاريخه وتدوينه، والاستفادة من تجاربه، بخلاف المخلوقات الأخرى التى مازالت تفع في فخ المصيدة وقطعة الجبنة، صحيح أن هناك بشر بهذه الصفات لكنهم ليسوا القاعدة، فالإنسان مخلوق يتكيف مع الأوضاع الطارئة من مناخ فلا يهاجر هجرة الطيور مثلاً ولكن يتكيف مع أي بيئة يعيش فيها.
ولأنه هو المكلف بأعمار الأرض، فما يميزه هو الحلم ، الأحلام تعتبر شريان الحياة وبث الوجود في النفوس، فبدون أحلام يموت الإنسان، ولأن الحلم يتطور مع متغيرات الحياة ومتطلباتها، فنجد الإنسان دائم البحث عن حلم يعيش من أجله.
سمر حمدي
الصمت
ثاني أسبوع من شهر سبتمبر قررت أن أحزم أمتعتي واتجه إلى أعلى قمة في الجبال لخوض تجربة التأمل عبر الصيام عن الكلام والعزلة عن الناس لمدة عشرة أيام، مستندة في هذه الرحلة إلى فلسفة عميقة ترتبط بتطبيق أسلوب تأملي، علماً أن للتأمل أنواعاً متعددة تصل عددها إلى 120 نوعاً، وهذه التقنية ابتكرت لمساعدة الراغبين في الوصول إلى مراحل متقدمة من التنور والتشافي، ولحماية أنفسهم من تشويش إيقاع الحياة المتسارع على صحتهم العقلية والنفسية .
كان الجدول اليومي يبدأ في الساعة 4 صباحاً مع صوت دق الجرس وكأنك في مدرسة تنتمي إلى القرن الخامس عشر الميلادي ، وينتهي مع إطفاء الأنوار في تمام الساعة 9:30 مساء، قد يكون اتخاذ قراري بالعزلة في مجتمع يكرر عليك يومياً جمل مثل " كل 6 ثوان يموت شخص لذلك عليك أن تُسرع في تحقيق أهدافك قبل فوات الآوان " ضرباً من الجنون ومضيعة للوقت .
إلا أني كنت كغيري ممن دخلوا إلى عالم الوعي يتسائلون لماذا بعد كل ما وصلت إليه لم تكن السعادة والسكينة من نصيبي ؟ هل أهرول مُسرعة فتسحقني عجلة الماديات في الطريق الخاطئ ؟ ففي ظل هذا التقدم الرقمي المٌبهر الذي نشهده كل يوم، وبروز مجتمع السعادة المُفتعلة " الرغوة الهُلامية للمؤثرين " واختراقنا حاجز الفضاء، إلا أننا لم ننجح حتى الآن في أن نخطو للأمام خطوة واحدة لاكتشاف أنفسنا.
مع مرور الوقت استغربت من طريقة عمل دماغي فقد كان يستذكر قسرياً حوادث شهدتها في الصف الثالث ابتدائي وخلال فترة المراهقة ، واتساءل كيف لم أرد على الشخص الفلاني عندما حدث هذا الموقف ، شعرت وكأنني أمام شاشة عرض سينمايئة كبيرة أتابع منها فيلم حياتي على الأريكة.
التجربة ببساطة محاولة لتفكيك المواقف والمشاعر المتراكمة ، ففي الوقت الذي قد لا تعرف فيه ما الذي يدفعك للشعور بالاكتئاب والحزن أو الإحساس الخفي بالألم و عدم الأمان ؟ هناك في غرفة مظلمة تمارس فيها التأمل ستظهر لك الإجابة من العمق واللاوعي ، قد يكون السبب تعليقاً محرجاً تعرضت له أمام زملائك في المرحلة الابتدائية مما دفعك للشعور بأنك أقل من الآخرين .
وغيرها من مواقف شكلت هذا الإنسان بضعفه وهشاشته وقلقه وحان الوقت للتعامل معها لتحرر وتعيش حياتك سعيداً.
الأمر أشبه بالعملية الجراحية التي تنفذ للعقل الذي تبرمج على آلية عمل معينة في التفكير فأصبح كالقرد من الصعوبة السيطرة على نشاطه يقفز من الماضي إلى المستقبل فضلاً عن التحليل العميق والتوقعات التشاؤمية، فتضخم دوره بشكل منعنا من الاستمتاع بتجربتنا الشعورية في الحياة. فوائد هامة استخلصها من هذه التجربة التأملية التي تساعد الإنسان على إيجاد الحكمة والبصيرة وسط الضوضاء المادي الذي نعيشه وأجملها في أن الحرية الحقيقية تبدأ عندما ينتهي الجهل بالذات فهناك من يشعر بالسكينة والرضا والبهجة أغلب الوقت وينعم ببركة الوفرة والحب لأنه خاض رحلة مواجهة الذات وتشافى من آلامه اذن السعادة ليست وهماً. أحد أبرز ورطات الحياة هي التعلق المشاعري الإيجابي أو السلبي بالعالم الخارجي لذلك نحتاج للتواصل مع ذواتنا لفك التعلق ،لا تدع العالم المادي يخدع تفكيرك أن التملك والرغبة هو سر السعادة فقد أصاب الشاعر الإنجليزي وليام بليك عين الحقيقة عندما قال " قد ترى العالم كله في حبة واحدة من الرمل، والسماء في زهرة برية ، والأبدية في ساعة ". لا يوجد أسوأ من عقل مؤذ يضخم ويحلل الأحداث ويخفي عنك صوت القلب والروح ،المغامرة الحقيقية هي أن تقدم على اكتشاف اشراقك الداخلي وسط هذا العالم المادي الذي ينحو للجنون الاستهلاكي و يدعونا للتخلي عن حقيقتنا فإذا لم تكن سعيداً وتعيش بجودة حياة عالية أعلم أن هناك خطأ ما يستوجب تصحيحه، فالأصل في الحياة الوفرة والحب والسعادة .
مروة السنهوري/ إعلامية
خطوات النجاح
الحياة مملوءة بالعثرات لكن الإنسان له القدرة على تخطيها وتحقيق أهدافه وأحلامه باتباع منهجية معينة تمكنه من الوصول إلى النجاح، فالناجحون في الحياة دوماَ يملكون خطة واضحة وقواعد أساسية لأنهم يعلمون تحديداَ ما الذي يريدونه ولديهم رؤية واضحة هي التي تحفزهم وتحمسهم للمضي قدما.
ومن خطوات النجاح تحديد هدفك والتخطيط للوصول له خلال فترة زمنية معينة مبتعدا نهائيا عن العشوائية التي تبعد الإنسان عن أهدافه وتسبب فشلها وعن هدر الوقت بدلا من استثماره، وأن تكون لديك الدوافع المنبثقة من رغبتك الحقيقية في الانطلاق والوصول نحو هذا الهدف. الحفاظ على مستوى عالي من الطاقة الإيجابية، لأنها أعظم محفز للإنسان للوصول لهدفه بحيث نعتني بالصحة للحفاظ على طاقة الجسدية، وأن نغذي الروح بالإيمان والثقة بالله والسلام الداخلي ونستشعر المشاعر الإيجابية كالحب والتسامح مع ممارسة التأمل للحفاظ على قوة الطاقة الروحية، كما يجب أن نزيد قوة الطاقة العقلية بالحصول على المزيد من المعرفة فكلما ازدادت المعرفة ازدادت فرص النجاح، بشرط أن تتوافق هذه المعرفة مع التطبيق والعمل وأن نحب ما نعمل، وهذا ما سيجعلنا مميزين.
ومن هذه الخطوات أيضاَ الصبر والالتزام وعدم الاستسلام مهما تعرضت لمواقف صعبة فطريق النجاح ليس مفروشا بالورود، على العكس تماما وظف الصبر لمصلحتك لتخرج جميع قدراتك الكامنة في التحدي والوصول لأحلامك وتجاوز أي فشل والذي هو مزيد من التجارب والخبرات، كن مرنا ولا تكرر المحاولات ذاتها عدة مرات لأنها لن تؤدي إلى النجاح بل ضع دوما خططا بديلة.
والخطوة الأهم على الإطلاق هي الثقة بالنفس لأنها مفتاح النجاح الحقيقي الذي يعزز من القدرة على الإبداع والابتكار، أحط نفسك بالإيجابيين والناجحين وابتعد عن المحبطين، برمج عقلك على التوقعات الإيجابية واستخدم قوتك الذاتية في توقع أهدافك وتخيلها ذهنياَ وجذبها مع الإيمان المطلق بحتمية تحقيقها، وطور من نفسك باستمرار وليكن التفاؤل والمثابرة شعارك لأن الراحة هي عدو النجاح وبداية طريق الفشل، اغتنم الفرص لأنها لا تتكرر، واصل سعيك لتحقيق المزيد من النجاحات المتلاحقة وتذكر أن الحكمة هي أن تعرف ما الذي تفعله والمهارة هي أن تعرف كيف تفعله والنجاح هو أن تفعله.
منال الحبال /إعلامية
وجهة نظر
جائحة كوفيد 19 كشفت ما تمر به البشرية، كأجهزتنا الإلكترونية، فالخلل توغل فيها، غالبا نتيجة سوء استخدامنا أو عدم تحميل تطبيقات تحصينية للحفاظ على الفطرة السليمة ، وضع المصنع الذي ثبته فينا الله عزل وجل، أخذنا نحمل التطبيقات وفقاً لأهوائنا، الواحد تلو الآخر، دون تمييز بين الغث والثمين، الضار والنافع، نخوض في صفحات الدنيا ننتهك خصوصية بعضنا البعض ونقرصن على ممتلكات غيرنا، نتتبع عوراتنا، وحولنا تواصلنا البشري إلى ملفات تجسس أو على الأقل إلى ملفات مزعجة.
لقد أصبحنا نجد صعوبة في تشغيل ذاتنا، ونَجْمُد عند مواجهة مشاكلنا، فنركض هنا وهناك نبحث عن تطبيقات تطهر أنظمتنا من تلك الهجمات المقرصِنة، نكرر محاولات إعادة التشغيل، والبعض يبحث عن تطبيقات مضادة يقوم بتحميلها، وآخرون تخلوا عن أنظمتهم، بشريتهم، وتكيفوا مع التطبيقات الخبيثة فأصبحوا هم أنفسهم ملفات شريرة.
لا سبيل إلا بإزالة التطبيقات الخبيثة التي اخترقت نفوسنا السوية بالحقد والكراهية، طمع وشهوة، غرور وبطر، صفات شوهت خلقتنا وفطرتنا السليمة.
هل فكر أحدنا أن يعيد وضعية نفسه إلى (ضبط المصنع) حتى ولو استلزم ذلك أن نمحو معها ما حفظناه من ملفات ضرورية، وإذا كان الشخص محظوظاً سيجد ملفاته المفيدة التي هي أعماله الحسنة في الذاكرة الاحتياطية التي أودعها قلوب الآخرين.
محمد سمير /إعلامي
الأرملة والمجتمع
نعلم جيدًا أنَّ الزوج هو السند والعائِل لزوجته وعندما تفقد الزوجة هذا السند، يحدثُ لها صدمة وعدم اتزان وتضارب أفكار ومشاعر تسيطر عليها لفترة ما حتى تقوى وتتماسك لتبدأ رحلتها مع مجتمع نرى أن موقفه مع الأرملة متناقضاً ويتجزأ إلى عدة نقاط: منها التعامل معها بالتعاطف والشفقة من قِبلِ المُحيطين بها والمُساندة والدعم ماديًا ومعنويا لمشاركتها في تربية أبنائها ورعايتهم، ومن المفترض أن يكون الدعم بواسطة الجمعيات الاجتماعية التى تنشئها الحكومات، ويكون الحافز كافيًا لحياة كريمة.
كما يلتف الجميع حول الأرملة مواسيًا لها، وبعد الانتهاء من فترة العزاء، تنتهى المواساة وتجد الأرملة نفسها أمام مسؤولياتها التى تفرضها الأيام عليها يومًا بعد يوم، مما يجعلها تسعى إلى العمل لتلبية متطلبات الحياة، فتنصدم بالمعاناة الأكبر من فقدانها لزوجها، وهى النظرات التى ترصد خطواتها وحركاتها، لكونها بلا زوج.
وفي حال إن أقبلت الأرملة على الزواج مرة أخرى، يعتبرها الكثير أنها غير وفية لزوجها وغير أمينة على أبنائها، على الرغم من أنَّ الله سبحانه وتعالى أجاز لها زواجها خاصة وإن كانت في مُقتبل عمرها، لكى تعف نفسها ولكن فصيل من المجتمع يرى أنه ليس من حقها. وبالتالى يرمى إليها الاتهامات الباطلة، ولكن الأهم من ذلك هو بعد فقدانها لزوجها، تتعرض لفراغ عاطفى، ومن هنا تأتى حاجتها إلى الزواج لتملأ هذا الفراغ، صغيرة كانت أو كبيرة، إنَّ الأحاسيس والمشاعر لا تتقيد بالأعمار، وإن لم تُلب رغبتها التى شرعها الله سبحانه وتعالى، يتحول الشعور بداخلها إلى إحباط واكتئاب، وينعكس ذلك على أبنائها وعلى المحيطين بها.
أما إن كانت هناك تقاليد تنظر للأرملة التى تتزوج نظرة سيئة، فهى نظرة خاطئة، ولكن لابد أن تراعى الأم مصلحة أبنائها في اختيار الزوج، وعلى ذلك ينبغى على كل قريب منها أن يساعدها إذا رغبت في ذلك، ولا يعتبر ذلك نكرانًا للزوج السابق، أو جحودًا منها.
ماذا تفعل تلك الأرملة حتى تتجنب انتقادات مجتمع لم يفلح حتى اليوم في تبديد النظرات السلبية لها في حال إن تزوجت بعد وفاة زوجها؟ تُتهم بعدم الوفاء، وأنها غير أمينة على أبنائها، وأنها تسعى فقط لتلبية رغباتها، وإن تخلت عن كل مشاعرها واستقرت منزلها لمراعاة أبنائها، تتذوق الذل بجميع ألوانه، حيث أنَّ المساعدات لم تستمر، وعزة نفسها والمسؤولية تجبرها على العمل، وإن خرجت للعمل لإعالة أبنائها لتتجنب ذلّ السؤال، لم تسلم من نظرات وألسنة منْ حولها حتى وإن كانت ملتزمة بضوابط وشروط الشرع.
احمد سلام /روائي
المطبوعات
لا يمكن أن ننكر أن الصحافة الإلكترونية، لها دور إيجابي تقوم تجاه القارئ ونقل المعلومة بسهولة ويسر، لكن هناك بعض الصحف الإلكترونية عندما نتصفحها نشعر بالحزن والأسى لما آلت إليه لغتنا العربية، حيثما نقرأ أخطاءً لا حصر لها سواء في الإملاء أم في التراكيب، وهذا يستوجب الوقوف أمامه بقوة، وخصوصاً الأخطاء البسيطة في الإملاء والنحو، أخطاء ما يجب أن تقع فيها، ولا أدري أهو أمر مقصود، أم هو جهل بأبسط القواعد في لغتنا العربية ؟
لا شكّ أنّ قضية اللغة العربية تؤرّق كل عربي مخلص لها، فهي قضية وطن ومصير أمة، ولذا كانت قضيتها ماثلة أمام أعيننا ، ولن تفارقنا مهما كلفنا ذلك من جهد، ومهما أصابنا من سخرية المستهزئين أو المستعجمين من أمتنا، اللغة باقية شامخة، ونحن لها مخلصون ، وعنها مدافعون ما شدّ انتباهي كثيراً ، أن كاتبي هذه الأخبار أو تلك المقالات هم من المثقفين، وبعضهم يحمل الشهادات العليا من الماجستير وما بعدها، فكيف يحدث ذلك ؟ ألم يكن من الأفضل لتلك الصحف أن تخصص مدققا لغويا يقوم بمراجعة ما يُكتب؟
إنَّ الأمر جد خطير، ولا أبالغ في ذلك، لأنه يؤدي إلى عدة أمور منها، انتشار الخطأ بين القراء، بل والاعتقاد أنه هو الصواب، ومنها ضعف الكتابة، فما يشاهده القارئ على اختلاف مستوياته من خطأ متكرر أمامه، يجعله يلتزم به في كتاباته معتقداً أنه الصواب
ولا يقتصر الخطأ اللغوي على الصحافة فحسب بل وجدناه على شاشات التلفاز فيما يعرض من عبارات مكتوبة أثناء نشرة الأخبار أو غيرها
أما الآن فنحن في زمن الثورة الرقمية ولذلك نجد في كل دقيقة كثيراً من المزالق في مشهد آليم تتعرض له العربية من تشويه، قد يكون مقصوداً في بعض الأحيان، حيث يهتم أولئك الأشخاص باللغات الأجنبية ويفتعلون الموقف تلو الموقف كي يضمنوا كلامهم مصطلحا أجنبيا من هنا أو هناك ، بل يبذلون قصارى جهدهم في التحدث الصحيح أو الكتابة السليمة باللغات الأجنبية بدعوى المدنية والتحضر ، وما يفعلون ذلك تجاه لغتهم العربية ، وما كانت المدنية والتحضر إلا بالعلم والعمل، وما كان التقدم إلا باللغة الأم ، وأروني أمة في العالم تقدمت دون لغتها الأم والشواهد كثيرة نجدها ماثلة أمامنا ، فاليابان تقدمت بلغتها ، وكذلك ألمانيا وفرنسا.
أدعو القائمين على جميع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، إلى الاهتمام باللغة العربية فهي الهوية التي تجمعنا، ولا يمكن التفريط فيها بأي حال من الأحوال ؛ لذا يجب اختيار المتخصصين فيها لمراجعة وتدقيق ما ينشر في الصحف أو ما يعرض على شاشات التلفاز من نصوص مكتوبة ، فاللغة العربية قضية وطن ومصير أمة ،فهل من صحوة ثقافية تنهض بها وتعيد إليها مجدها ؟
عاطف البطل/كاتب صحفي
ذكرى الاتحاد
لا يمكن أن أنسى الحديث عن زايد المؤسس، زايد الخير والعطاء، زايد الإمارات رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وبالرغم من أنني حرصت خلال جولتي أن أسهب في الحديث عن مدى التطور الحاصل في دولتنا الفتية ونهضتها الشاملة، إلا أنه فاجأني وبمنتهى البرود الإنجليزي المعروف، أن بادرني بالحديث عن تقديسنا لحكامنا، إلا أنني وعلى غير عادتي قمت بهجمة مضادة لما قاله، أسهبت في الحديث أيضاً عن الجمود العاطفي للغرب والجموح العاطفي للشرق، وتناولت بمعرض حديثي انهم إذا خرج رئيس الدولة من ولايته نسوه وتناسوه وتجاهلوا أنه كان يوماً يقوم على خدمة وراحة أفراد الشعب كافة، ويرعى مصالحهم كما لو كان أباً لكل واحد منهم، وأوضحت له أن هذا هو دأبنا أن نعتبر رئيس الدولة والداً للجميع.
هنا فاض بي الكيل لأنه طبعاً كان يقصد (زايد) رحمه الله، وهو من هو سواء لي ولكل من عايشه إبان حكمه أو حتى من سمع عنه ولم يعايشه مكاناً أو زماناً، وهو ما أشهد به لهذا الوالد الحنون رمز الإنسانية بالمعنى الكامل لها، فقلت له: ما بالك في رجل يعتبره كل من عاش على أرض الإمارات أباً له، فقد كان كذلك، ودليلي أنه بالرغم من مرور السنوات الطوال على رحيله إلا أن الجميع لازالوا يذكرونه بالخير للآن، فهو بالنسبة لأهل الإمارات والمقيمين على حدً سواء نعم الأب ونعم القائد والمعلم لا رئيساً للدولة فقط.
ومن فرط الصدف الجميلة أننا وقفنا في إشارة ضوئية أغلقت علينا طريق المرور إلى وجهتنا السياحية القادمة، وأثناء انتظارنا وقد وجهنا نظرنا للإشارة الضوئية أن تخضر فإذا بوجه زايد الخير يأتينا مستديراً منيراً فقمت بنغزه نغزة قوية، وقلت له أنظر وتأمل من فتح لنا الطريق، فقال لا تقل لي إن هذا (زايد) فكتمته بقول بل زايد الخير والعطاء والذي استمر بفضل الله عطاؤه حتى بعد سنوات من رحيله متمثلاً في أبنائه بارك الله فيهم ولهم، واللذين استمروا على نهج أبيهم في الخير والعطاء لكل من على أرض الإمارات.
رحمة الله عليك أبي زايد وأب كل من على أرض الإمارات الغالية ، وأشهد الله أني قد لمست حبك وذكراك العطرة على ألسنة إناس لم يروك، ولم يزوروا الإمارات أو يعيشوا فيها لكن نالوا من فضل الله على أياديك البيضاء يا زايد الخير والعطاء ، رحمك الله بما أسست ورسخت من أخلاقيات عربية أصيلة تربيت عليها وربيت أجيالاً وأجيالاً.
حمدي اسماعيل /إعلامي
قصص متشابهة
القصص في الحياة متشابهة بشكل كبير، وكأنه ماراثون متكرر وعقلة تسلم لكل من يجري في السباق، الأحلام متكررة والطموح متكرر يبقى فقط تحقيقه، ولكي يتحقق أي حلم نحلم به لابد أن تتوافر الإمكانيات مع القدرات، وإلا سيحدث خلل في المعادلة، فالاجتهاد المصحوب بالقدرات مع تحديد الحلم المساوي للإمكانيات هنا فقط يتحقق الحلم مهما كان مقداره وصعوبته.
نعترف أن الإنسان هو المخلوق الوحيد المكلف في الكون وهو صاحب كتابة تاريخه وتدوينه، والاستفادة من تجاربه، بخلاف المخلوقات الأخرى التى مازالت تفع في فخ المصيدة وقطعة الجبنة، صحيح أن هناك بشر بهذه الصفات لكنهم ليسوا القاعدة، فالإنسان مخلوق يتكيف مع الأوضاع الطارئة من مناخ فلا يهاجر هجرة الطيور مثلاً ولكن يتكيف مع أي بيئة يعيش فيها.
ولأنه هو المكلف بأعمار الأرض، فما يميزه هو الحلم ، الأحلام تعتبر شريان الحياة وبث الوجود في النفوس، فبدون أحلام يموت الإنسان، ولأن الحلم يتطور مع متغيرات الحياة ومتطلباتها، فنجد الإنسان دائم البحث عن حلم يعيش من أجله.
سمر حمدي
الصمت
ثاني أسبوع من شهر سبتمبر قررت أن أحزم أمتعتي واتجه إلى أعلى قمة في الجبال لخوض تجربة التأمل عبر الصيام عن الكلام والعزلة عن الناس لمدة عشرة أيام، مستندة في هذه الرحلة إلى فلسفة عميقة ترتبط بتطبيق أسلوب تأملي، علماً أن للتأمل أنواعاً متعددة تصل عددها إلى 120 نوعاً، وهذه التقنية ابتكرت لمساعدة الراغبين في الوصول إلى مراحل متقدمة من التنور والتشافي، ولحماية أنفسهم من تشويش إيقاع الحياة المتسارع على صحتهم العقلية والنفسية .
كان الجدول اليومي يبدأ في الساعة 4 صباحاً مع صوت دق الجرس وكأنك في مدرسة تنتمي إلى القرن الخامس عشر الميلادي ، وينتهي مع إطفاء الأنوار في تمام الساعة 9:30 مساء، قد يكون اتخاذ قراري بالعزلة في مجتمع يكرر عليك يومياً جمل مثل " كل 6 ثوان يموت شخص لذلك عليك أن تُسرع في تحقيق أهدافك قبل فوات الآوان " ضرباً من الجنون ومضيعة للوقت .
إلا أني كنت كغيري ممن دخلوا إلى عالم الوعي يتسائلون لماذا بعد كل ما وصلت إليه لم تكن السعادة والسكينة من نصيبي ؟ هل أهرول مُسرعة فتسحقني عجلة الماديات في الطريق الخاطئ ؟ ففي ظل هذا التقدم الرقمي المٌبهر الذي نشهده كل يوم، وبروز مجتمع السعادة المُفتعلة " الرغوة الهُلامية للمؤثرين " واختراقنا حاجز الفضاء، إلا أننا لم ننجح حتى الآن في أن نخطو للأمام خطوة واحدة لاكتشاف أنفسنا.
مع مرور الوقت استغربت من طريقة عمل دماغي فقد كان يستذكر قسرياً حوادث شهدتها في الصف الثالث ابتدائي وخلال فترة المراهقة ، واتساءل كيف لم أرد على الشخص الفلاني عندما حدث هذا الموقف ، شعرت وكأنني أمام شاشة عرض سينمايئة كبيرة أتابع منها فيلم حياتي على الأريكة.
التجربة ببساطة محاولة لتفكيك المواقف والمشاعر المتراكمة ، ففي الوقت الذي قد لا تعرف فيه ما الذي يدفعك للشعور بالاكتئاب والحزن أو الإحساس الخفي بالألم و عدم الأمان ؟ هناك في غرفة مظلمة تمارس فيها التأمل ستظهر لك الإجابة من العمق واللاوعي ، قد يكون السبب تعليقاً محرجاً تعرضت له أمام زملائك في المرحلة الابتدائية مما دفعك للشعور بأنك أقل من الآخرين .
وغيرها من مواقف شكلت هذا الإنسان بضعفه وهشاشته وقلقه وحان الوقت للتعامل معها لتحرر وتعيش حياتك سعيداً.
الأمر أشبه بالعملية الجراحية التي تنفذ للعقل الذي تبرمج على آلية عمل معينة في التفكير فأصبح كالقرد من الصعوبة السيطرة على نشاطه يقفز من الماضي إلى المستقبل فضلاً عن التحليل العميق والتوقعات التشاؤمية، فتضخم دوره بشكل منعنا من الاستمتاع بتجربتنا الشعورية في الحياة. فوائد هامة استخلصها من هذه التجربة التأملية التي تساعد الإنسان على إيجاد الحكمة والبصيرة وسط الضوضاء المادي الذي نعيشه وأجملها في أن الحرية الحقيقية تبدأ عندما ينتهي الجهل بالذات فهناك من يشعر بالسكينة والرضا والبهجة أغلب الوقت وينعم ببركة الوفرة والحب لأنه خاض رحلة مواجهة الذات وتشافى من آلامه اذن السعادة ليست وهماً. أحد أبرز ورطات الحياة هي التعلق المشاعري الإيجابي أو السلبي بالعالم الخارجي لذلك نحتاج للتواصل مع ذواتنا لفك التعلق ،لا تدع العالم المادي يخدع تفكيرك أن التملك والرغبة هو سر السعادة فقد أصاب الشاعر الإنجليزي وليام بليك عين الحقيقة عندما قال " قد ترى العالم كله في حبة واحدة من الرمل، والسماء في زهرة برية ، والأبدية في ساعة ". لا يوجد أسوأ من عقل مؤذ يضخم ويحلل الأحداث ويخفي عنك صوت القلب والروح ،المغامرة الحقيقية هي أن تقدم على اكتشاف اشراقك الداخلي وسط هذا العالم المادي الذي ينحو للجنون الاستهلاكي و يدعونا للتخلي عن حقيقتنا فإذا لم تكن سعيداً وتعيش بجودة حياة عالية أعلم أن هناك خطأ ما يستوجب تصحيحه، فالأصل في الحياة الوفرة والحب والسعادة .
مروة السنهوري/ إعلامية