آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
وطن المحبة
احتفالات تبهر العالم أجمع تبهرنا دولة الإمارات العربية المتحدة يوماً بعد يوم باحتفالاتها المبهجة التي تنشر رسالة محبة وإخاء لجميع الجنسيات المتواجدة داخل أراضيها ،وطن يصافح الجميع بقبلات السعادة والتسامح ويفتح أبوابه للجميع، ويكتب بعصاه السحرية أهلا ٢٠٢١ وسط مزيج من الأضواء واللآلئ المرصعة على طرقات السعادة يزرع روح التفاؤل والطموح والمجد لعام جديد.
حقاً دبي كوكب آخر وقد برزت دبي كمدينة عالمية ومركز للأعمال التجارية في الشرق الأوسط قد تم اختيارها عاصمة للإعلام العربي للعام 2020 ، شهدت دولة الامارات العربية المتحدة تنوعاً كبيرا في الأنشطة التي توفرها في مختلف مجالات الترفيه والثقافة والتعليم». ولقد كان عاما مملوءاً بالإنجازات أهمها الانطلاق إلى المريخ والاستعداد للخمسين.
نهلة حرستوفيدس/كاتبة
مرحباً بعام جديد
أهلا بعام جديد ، نجدد فيه الآمال والطموح غير المحدود ، عام 2021 عام مملوء بالفرح والسعادة والإنجاز والنجاح والتحدي لكافة العثرات والتحديات الصعبة ،عام نكون فيه صادقين مع أنفسنا ،نجدد فيه الأمل والحب مع المخلصين حولنا ، لكل من يحبنا بصدق دون أنانية ، نجدد فيه الولاء لشيوخنا وقادتنا وقيادتنا الملهمة الرشيدة نجدد فيه الانتماء لأرضنا لوطننا نجدد فيه المحبة للأوفياء ممن حولنا المخلصين الطيبين المحبين بدون أقنعة، في هذا العام نبدأ من جديد على أمل أن نبدأ من جديد كل شيء جميل وفاق واتفاق وحب بحب لكل من يحبنا بصدق ويريدنا أن نبقى معه لشخصنا دون تحقيق مصالح خاصة ، دون نفاق دون أقنعة مزيفة واهية تتساقط مع أول هزة وهبة رياح عاتية عاصفة تحاول اقتلاعنا من جذورنا ،كي تهدم آمالنا ،وطموحنا وأحلامنا المقبلة.
لنقول لهم تعالوا لنكون معا يدا بيد متفقين ، كي نعمل بيد من حديد ، كفريق وحدة واحدة ، فريق واحد متوحد من أجل نشر الخير والعطاء ،ونشر ثقافة الحب المخلص الوفي ، والعمل الصادق ، دون مراعاة لمصالح خاصة ، تكون مصالحنا فيه مشتركة كي نحقق معا الصالح العام ،مصالح تهمنا جميعا بعيدا عن الأنانية دون مخاوف نفاق ودون كذب دون ادعاءات واهية وألفاظ نابية غير منمقة ،وكلمات جارحة نهدف معا لنكسب مودة الجميع بحب ووفاء ، كي نرضى الله ونرضي ذاتنا دون أي مهاترات ندعي فيها أننا نود بعضنا بأكاذيب تلاصقنا ، وادعاءات واتهامات تصوب نحونا من قبل بعض الطفيليين بحياتنا من يتملقون كي يتسلقوا القمم من ظهورنا ، وعلى أكتافنا من وراء منجزاتنا ومن جهودنا ومن أعمالنا التي نحقق فيها نجاحات لهم وهم يعتلون قمم الإنجاز على ظهورنا ،لتقول لهم بصوت عال ،شكرا ٢٠٢٠ وداعا للأحزان وأهلا بالأمل بالمباهج ، و بالمودة الصادقة بعام جديد فيه الحب والأمل والعمل الصادق ليكون يخدم الوطن والأرض ويكون الخير عاما للجميع للأرض للإنسان والوطن من أجل رضا الله والوطن والقيادة بوطننا .
سحر حمزة /كاتبة
مراحل
يمر الإنسان بثلاث مراحل مختلفة على مر حياته، وكأنه شخص مختلف تماما عن سابقه، تبدأ المرحله الأولى باستنشاقه لأول جرعة من الأكسجين ليملأ بها صدره فيبكي بكاءً مريرا لا يسكت إلا بعد تحسسه مصدر الحياة في جسد أمه، وكأنه يعلن من الوهلة الأولى عن أخذ المقابل وتحويل كل شئ لمادة فالسكوت مقابل العطاء، وتلك المرحلة تعتبر من مراحل تكوين الشخصية والتدريب على الاعتماد على الأشياء في الحبو للوقوف والمشي، حتى النطق بأول الحروف ومحاولة الاحتفاظ بعلمه ويكتفي بالإيماءات والاشارة للتعريف بمتطلباته.
أما المرحلة الثانية وتبدأ مع انخراطه في عالم طلب العلم، دخول المدارس للتعلم وتكثيف مداركه وعلمه والكثير من التجارب، فتكون مرحلة أخرى تماما لا يتذكر من المرحلة الأولى إلا القليل جدا ومع الوقت تتلاشى تماما، ويبقى محاولاته للتعلم مستمرة مع الأصدقاء والبيئة التى تشكل جزءاً كبيرا من شخصيته وفي هذه المرحلة يعرف لأول مرة معنى حب الطرف الآخر بعد أن تحسس جسده وعرفه جيدا، التعليم المستمر لفترة طويلة يرسخ فيها لعلمه وتكوين ثقافته التى ستشكله في المرحلة الاخيرة من عمره، فهذه المرحلة الوسطى تمثل التمرد والتنقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة بكل ما فيها من تناقضات ترتبط بالمشاعر وترتيب الأحلام وتأسيس الأهداف.
أما المرحة الثالثة استمرار للمرحلتين السابقتين بكل ما فيهما من تعلم وتحصيل ليبدأ مرحلة المسؤولية والكيان وتحديد المصير بناءً على التكوين الشخصي الممتد لسنوات وفي هذه المرحلة تحتوي على العمل الذي سيباشره ويفيد به مجتمعه وفيها تتكون الأسر وبداية مراحل أخرى لأشخاص آخرين.
محمد شعيب
التنمر
لفظ التنمر جديد على مجتمعاتنا العربية، أو كان موجوداً في صور أخرى مثل العنصرية والقبلية والتعصب، لكن كل ما مضى يعتبر التمسك بفكرة والدفاع عنها ببسالة حتى ولو في الخطأ، ولما نتج سلوك آخر تخطى هذه الصفات السابقة فسمي بالتنمر، لأنه لا يرتبط بالعنصرية ولا أي صفة من الصفات، فالتنمر هو الإساءة للآخر باللفظ أو الايماء أو التجاهل.
لا يشعر بالتنمر وقسوته إلا من تعرض له وشعر به، خاصة وأننا حاليا تحت الطلب للإصابة بفيروس كورونا، فمنذ اندلاع هذا العارض ومرضى كورونا يشعرون بالتنمر في كل لحظة، من الوهلة الأولى لإعلان الشخص بأنه أصيب وكل من حوله يتجنبه بشكل مرعب وبأسلوب غريب وكأنه مرض بالجزام وعلينا أن نفر منه فرارنا من الأسد.
فمن يومين قص لي أحد الأصدقاء موقفاً حدث معه بعد أن استدعته المستشفى لأصابته بكورونا وارتدى ساعة للالتزام بالجلوس في البيت وبعد الفترة المسموحة طالبت منه المستشفى مراجعتها وهو في المستشفى وقبل خلع الساعة ونزعها من يده يرى زميلاً له في العمل فنادى عليه ليتحاور معه ويعرف منه آخر الاخبار فإذا بزميله يفر منه بشكل غريب جدا وهو يقول: أبعد عني أنت مريض وتلاشى من المكان نهائيا ووقف المصاب في ذهول ولأنه ممن لديهم تصالح مع النفس ويعلم أن هذا الشيء لم يظهر إلا من مريض نفسي عليه مراجعة طبيب نفسي، لأنه ببساطة المصاب معلوم لكن الشارع فيه مصابون غير معلومين، فكان لابد أن يتجنب المصاب لكن بأدب وبرفق خاصة وأنهم في مكان معقم وتحت مظلة الصحة.
لا يمكن أن نلوم أي شخص يحافظ عن نفسه وعلى أسرته من الأصابة بفيروس كورونا، لكن العتاب نابع من أسلوب الابتعاد والتعامل مع المصابين، في فن التعامل يراعي الجميع شعور الآخر والتعامل برفق وبدون اظهار التأفف منه أو الخوف من التقرب إليه، وهذا الفن للأسف لا يعرفه الكثير من الفئات الغير المتعلمة أو من لديه ثقافة عامة وله باع في الاحتكاك بأصحاب آداب التعامل.
من المدهش أن الشخص الذي تنمر بزميله يفترض أن صميم عمله التدريب وتقديم الإرشادات وتعديل السلوك وتنمية قدرات العاملين، فلو لم يكن في هذا المركز ربما مر التجاهل مرار الكرام، أما أن يكون مسؤولاً عن تنمية وتطوير الذات ويجهل أبسط الأمور فهو مجرد كذبة كبيرة.
محمد علي
رؤية
يحلم الشخص الناجح بتحويل الحلم إلى واقع، أما الفاشل يحلم بالهروب من الواقع، فالأحلام ذاتها قد تكون سلبية أو إيجابية حسب النوايا الكامنة وراءها، والطريق السليم لتحقيق هذه الأحلام هي جعلها أهدافاً واقعية وربطها بحكمة وخطة ذكية ومنطقية، لأن الأهداف بدون تخطيط تصبح مجرد أمنيات غير محققة، والشخص الإيجابي هو من يستغل بداية هذا العام للوقوف مع نفسه ومعرفة ما هي الأحلام التي حققها وما هي خيبات الأمل التي تلقاها.
على كل منا أن يملأ سطور كتاب نظيف لسنة جديدة بما يريد، ويخط كلماته برضا كامل عن نفسه، فما كان في الماضي انتهى ونحن الآن نعيش حاضرنا ونرسم مستقبلنا، ومجهودنا الحقيقي يكون في جعل زخم أفكارنا إيجابياَ وفي استشعار السعادة والرضا والسلام الداخلي وأن نكون على مستوى فكري عال كي نضع خطة عامنا الجديد بذكاء وبحكمة والبدء بتنفيذ هذه الخطة بتسلسل منطقي وبخطوات ثابتة مع الالتزام بها دون أن نفقد حماسنا وضمن الفترة الزمنية المخصصة مهما كانت الظروف، فمن أكبر الأخطاء أن ننتظر الظروف كي تتيح لنا تحقيق نجاحنا بل نحن من نسخر الظروف ونستفيد من التغييرات لخدمة رغباتنا، لأن الحياة تتطور باستمرار ويجب أن نتعامل بمرونة مع هذه التطورات ونجاريها ضمن إمكانياتنا وقدراتنا المتاحة.
ويجب مراعاة الاتزان في توزيع الأهداف لتشمل جميع جوانب الحياة بدءاَ من الروحية وعلاقتنا مع الله والتوازن النفسي والجسدي والاعتناء بالصحة وممارسة الرياضة والانخراط في الحالة الاجتماعية وانتقاء علاقاتنا مع الآخرين وإخراج السلبيين واستبدالهم بإيجابيين لدعمنا وتحفيزنا على التطوير والتغيير الإيجابي، والاستعانة بموروثنا الثقافي والعلمي في التخطيط والتطوير المالي مع مهارة عالية في إدارة الخطة وعدم هدر الوقت، فلا يجب أبداَ أن يكون اليوم كالأمس فأي يوم جديد يخلو من خطوة جديدة باتجاه أهدافنا هو يوم سلبي وتكراره يعني بداية تغيير سلبي لا إيجابي وابتعاد عن الهدف المطلوب.
لنكن من بداية السنة أشخاصاً متميزين حاملين شعار الارتقاء بأنفسنا وأفكارنا ومشاعرنا وعملنا وعلاقاتنا، على أن تكون نوايانا سامية تتطلع لسنة سعيدة، لأننا من نجعلها ناجحة وليست هي ولنبدأ بعقلية الإنسان المنتج الإيجابي الذي يرسم السعادة في نفسه ويمنحها للآخرين، فالحياة هي خط تختاره بنوايا متعمدة وتصرفات مقصودة وخيال مملوء بالأحلام وأطياف ملونة من المشاعر والأحاسيس فاختر لنفسك ما يليق بها وكن أنت محورها وأداة نجاحها وأرجو أن يكون عاماً سعيداً على الجميع.
منال الحبال/إعلامية
وداعا يا مغذي الجروحات
كانت الهموم في السابق فقط همين، هم يضحك، وهم يبكي، ولكن في 2020 استجد هم آخر اسمه هم يدغدغ المصرط، أي حنجرة المصاب بالفايروس كوفيد 19 المستجد.
عام محمل بالمصائب مع مرتبة الشرف، في عزلة الأصحاء فضلا عن المصابين به، ومحاولة تفقير العالم، من خلال وقف أنشطته الاقتصادية، وفعالياته الممنهجة في المهرجانات الغنائية، والفوضوية، والروحانية، وفي كل ما من شأنه تعزيز المحفظة العالمية، من جيوب المترفين الباحثين دائما عن الترفيه، والترفيه من أجل مساعدة التجار في الشفط من مقدرات المواطن الكوني، على مستوى العالم لأن السلعة لم تعد مقصورة على الأفراد، بل هي ثقافة العولمة التى انتشرت كالفايروس انتشارا عظيما لتغطية الكوكب بلحاف الكحة والحكة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنها تحقيق لنوايا بعض المؤمنين الذين أمنوا في بداية ظهور الفايروس ذي العرق الصيني بأنه انتقام من الله لما فعله الصينيون بالمسلمين الإيغور، وسرعان ما تراجع أولائك المؤمنون عن إيمانهم ذاك بعد أن أصيبوا هم أنفسهم بالبلاء الذي صار جائحة، وبالهم الذي أصبح فتنة على المؤمنين خاصة بعد التزامهم بالبقاء في البيوت خشية الإصابة، جلس الناس في بيوتهم بينما الفايروس يلوح بلسانه من خلف شبابيك المحبوسين ولسان حالهم يقول "ها تو لنا رجل"!
لكن مشيئة الله ليس لها من قاهر، والمقدر هو ما ننوي فعله فعلا، لا ما قد حصل وبدأ يتلاشى بإذن الله، فإن كان 2020 حصادا لغراس الصبر الذي أنتج الفايروس فإن 2021 بإذن الله سيكون عام حصاد آخر لما نجح فيه الصابرون، وهذا سيكون عام جزاء وثواب الصابرين، الأعوام بأيامها ولياليها لم تكن لولم يفعلها الإنسان.
فنحن من اختار أسماءها وبقية تفاصيلها، ونحن من حدد أيها يناير وأيها ديسمبر، فلا أحمل حقيقة أية تهنئة للعام الجديد بقدر ما أحمل تهنئة للعقول والأفكار المتجددة والرائدة في قيادة هذا العام إلى نهايته بسلام وأمان.
وأشكر كل من تابعني وعلى أي وسيلة بدعمه، وتقبل مواضيعي التي بلا حيادية لأنها كذبة كبرى، فأنا كنت موضوعية فيما أطرح أميل وأستمال، مع ميولي الكلية بانتماءاتي للوطن وولائي، فشكرا لكل من قاد ٢٠٢٠ على رغم تحدياته،، ونشد على أيدي من سيقود ٢٠٢١ إلى نهايته بسلام.
ميرا علي /كاتبة
الأخلاق
الأخلاق عنوان يشمل كل الصفات الحميدة التى يتصف بها البشر، دون تفرقة أو عنصرية لأنها في تكوين الشخص وجيناته، بل هي المحرك الرئيس لكثير من التصرفات لتظهر في ملامح الأفعال والمواقف، والنماذج المشرفة كثيرة ومتعددة في هذا السياق، فالنبل والفروسية والكرم والشهامة أدوات مهمة من سمات الأخلاق وربما أعلى مرتبة هي أن يقال للرسول صل الله عليه وسلم وإنك لعلى خلق عظيم، لرفعة المنزلة واحتواء العظمة على الشمولية لكل معاني الأخلاق المرتبطة بالتعامل الإنساني والموجهة لغير البشر أيضا.
نبل الأخلاق ومكوناتها موجودة مع خلق البشرية، وتتضح للجميع من خلال المعاملات والمتنوعة في الكثير من المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، قد نراها بوضوح في الحياة الاجتماعية من كرم ومساعدة وتطوع وفي النمط الاقتصادي من خلال العقود وكلمة الشرف الصدق في البيع والشراء وعدم انتشار الغش والاحتكار وغيرها من الشوائب التى تعكر مكانة الأخلاق بين الناس.
لكن يسأل سأل هل هناك أخلاق في السياسة وهى فن الممكن والتعاملات فيها ترتبط بالموائمات والمصالح، نقول: إن هناك كرم أخلاق كبيراً في وضع الدساتير واحترام القانون وتطبيقه بصورة عادلة بين الجميع يخلق مناخا سياسيا رائعا، فضلاً عن القصص التى عرفناها من أمهات الكتب عن عودة المسلمين إلى ما كانوا عليه قبل فتح البلاد لخرق الدستور الإنساني بدخول البلاد في الليل وترويع النساء والأطفال وهذا يتنافى مع الأخلاق فأعاد الفاروق الخطوط إلى أصلها ولما رأى الناس هذه الفروسية والأخلاق في التعامل طالبوا بدخولهم، والفضل يعود للأخلاق الحميدة والشعور بالأخر واحترامه. قصص كثيرة تدل على الأخلاق والكرم وحسن التعايش السلمي بأسم الأخلاق ونبذ التعصب والعنصرية من أجل الحياة الطبيعية التى تليق بالبشر، فلو صلح العقل والقلب ويتغاضى الجميع عن النزاعات لوقفنا في صف واحد نتبادل الأحاديث الداعمة للمشاركة في البناء والتنمية والتطوير.
السيد امام
الدلة دليل العراقة والضيافة
تسعى الدول الخليجية إلى تكريس عادات حميدة تتصل بالموروث الشعبي وتشير إلى أخلاقيات ومفاهيم الأجداد النبيلة المتصلة في جزء منها بالكرم وحسن الضيافة، فيعملون على إحياء تلك التقاليد وتعزيز سمه الكرم العربي الذي يعد إناء الدله الجميل أدواته واحد مفاتيحه ودلال أصالته لدى الشعب الخليجي، والدلال تتصدر المجالس في البيت الخليجي فلا تخلو منها المجالس الرجالية والنسائية ولا المضافات الرسمية ولا صالات الاستقبال في المؤسسات إذ تفوح وتصب منها القهوة العربية.
ويعود تاريخ ظهور الدله بمختلف أشكالها إلى آلاف السنين ويبدو أنها أول ما ظهرت في الجزيرة العربية حسب ما جاء في كتاب تاريخ العصر الجاهلي للدكتور أحمد رحيم كانت قبل 500 عام قبل الميلاد، كما تطورت فناجين القهوة مع مرور الزمن من أواني فخارية متسعة إلى أوان زجاجية وخزفية صغيرة لكن البادية العربية منذ مئات السنين استخدمت الدلال والفناجين بشكلها الحالي واعتمدتها كأدوات لسقاية القهوة العربية احد رموز العرافة والضيافة. وحرص الأجداد على إشعال نار المعاميل لدلال القهوة وأن تكون جاهزة في بيوت الشعر للترحيب بالأقارب والضيوف.
فيما عنى الباحثون في التراث بالإشارة إلى الدله وفناجين القهوة وكل ما يتصل بها من موروث وعادات وآداب. كما جاءت قريحة الشعراء فوصفت قصائدهم الدلال وتغنت بالقهوة إذ قال الشاعر محمد بن عبد الله القاضي في قصيدته الشهيرة عن القهوة.
لكم بدلّه مولع كنها ساق
بفنجان صيني زاهر عن الأرماق
مصبوبة مربوبة تقل غرنوق
يغضي بكرسيه كما كما أغضاه غرنوق
كما تمثل الدلة جزءًا من الثقافة الفنية الجمالية في منطقة الخليج ولا غرابة أن نجدها مع الفناجين في الفن التشكيلي عبر لوحات الرسامين أو في الفن الضوئي عبر صور المصورين حيث يحرص كل منهما في عمله الفني الذي يرصد الدله "على نقل زخارف وأشكال الخطوط الهندسية والحروف العربية التي تزين سطحها".
وانعكست رعاية أندية التراث في الدول الخليجية بتفاصيل حياة الأجداد من خلال الاهتمام بإعادة إحيائها فأنشأت قرى التراث لتأخذ على عاتقها تنشيط مهنة صناعة الدلال سواء النحاسية بلونها الذهبي المشع أو الفضة بلونها اللامع ضمن المهن التقليدية القديمة التي يتيحها السوق الشعبي، فتفنن قسم الحدادة في إنجاز أشكال وأحجام متنوعة من الدلال كل منها تفوق الأخرى جمالاً بحيث يشاهد الزائر للسوق مجموعات كبيرة من الدلال ذات أشكال ونماذج مختلفة وكذلك للفناجين. ومنها ما هو بين يدي الحداد يطرقها بأدوات ومطارق صغيرة ومنها ما هو مرصوص في واجهات المحلات بشتى الألوان الذهبي والفضي وألوان وأشكال مختلفة على هيئة صقر أو شمعة أو مزخرف سطحها بنقوش جميلة مستوحاة من البيئة الخليجية كرسوم الإبل والزوارق.
ويستغرق في هذه الورش صنع الدلال ثلاثة أيام لأنها في العادة تكون منقوشة ومزخرفة وهذا ما يتطلب ذلك الوقت والزوار والسياح العرب والأجانب بأتون إلى هذه الأسواق والقرى التراثية "للتعرف على تراثيات الدولة واقتناء ما يتم صنعه محليًا من تفاصيل تراثية" وخاصة الدلال، فهم إن كانوا لا يحتسون القهوة فإنهم يرغبون أن يزينوا بيوتهم بها أو كهدايا وتذكارات للأهل والأصدقاء.
ويتوافر في الأسواق أنواع عديدة من الدلالة التقليدية المصنوعة من النحاس أو الفضة أو البرونز كما يوجد أنواع مستوردة من دول أسيوية مصنوعة من المعدن المعالج ومن البلاستيك ومن الستانلس ستيل متيحه بذلك خيارات عصرية تحاكي التطور وتغيرات الديكور المنزلي لتتناغم مع ألوان مفروشات المجالس. ومن أشكال الدلالة الملكية والأسطوانية والحلزونية والنجدية واليمنية والشامية والبغدادية والرسلانية والتركية، مرفقة بصينيه ودستة مناجين والمصنوعة يدويًا تباع بسعر أعلى من المستوردة ، وهناك أطقم متعددة الأحجام كما يوجد أطقم دلال فاخرة مذهبة خاصة بالمجالس الكبيرة وتباع بأسعار باهظة وهذه لها زبائنها الراغبون في اقتنائها ويدفعون فيها الألوف وأحيانًا عشرات الألوف.
مازن تميم/كاتب صحفي
انطوائي
الصمت يؤلمني
السكونُ يقودني إلى كوكبٍ مهجور
أسير في عالم الصمت
والعزلة تجرح جوارحي
الآلام والأحلام تتصادم
تصرخ بداخلي
وموجة الأفكار تحيط بي
تلك الأفكار المسجونة
وراء غياهب زنزانة الجمجمة
بحروف تتسول في أحياء المخيلة
تبحث عن كلمات تناسبها
ومعانيها تحاول أن تختبئ
في ثكنات المخ
حاولت أنطق
الفشل يلاحقني
كلّما أحاول
وفي لحظة ما
انفجرت شفتاي
عن كلمة
أخيرًا
خرجت جملة
الشيطان ينتصر
والإيمان ينحسر
محمد رافع /باحث في اللغة العربية
abdalmaqsud@hotmail.com
وطن المحبة
احتفالات تبهر العالم أجمع تبهرنا دولة الإمارات العربية المتحدة يوماً بعد يوم باحتفالاتها المبهجة التي تنشر رسالة محبة وإخاء لجميع الجنسيات المتواجدة داخل أراضيها ،وطن يصافح الجميع بقبلات السعادة والتسامح ويفتح أبوابه للجميع، ويكتب بعصاه السحرية أهلا ٢٠٢١ وسط مزيج من الأضواء واللآلئ المرصعة على طرقات السعادة يزرع روح التفاؤل والطموح والمجد لعام جديد.
حقاً دبي كوكب آخر وقد برزت دبي كمدينة عالمية ومركز للأعمال التجارية في الشرق الأوسط قد تم اختيارها عاصمة للإعلام العربي للعام 2020 ، شهدت دولة الامارات العربية المتحدة تنوعاً كبيرا في الأنشطة التي توفرها في مختلف مجالات الترفيه والثقافة والتعليم». ولقد كان عاما مملوءاً بالإنجازات أهمها الانطلاق إلى المريخ والاستعداد للخمسين.
نهلة حرستوفيدس/كاتبة
مرحباً بعام جديد
أهلا بعام جديد ، نجدد فيه الآمال والطموح غير المحدود ، عام 2021 عام مملوء بالفرح والسعادة والإنجاز والنجاح والتحدي لكافة العثرات والتحديات الصعبة ،عام نكون فيه صادقين مع أنفسنا ،نجدد فيه الأمل والحب مع المخلصين حولنا ، لكل من يحبنا بصدق دون أنانية ، نجدد فيه الولاء لشيوخنا وقادتنا وقيادتنا الملهمة الرشيدة نجدد فيه الانتماء لأرضنا لوطننا نجدد فيه المحبة للأوفياء ممن حولنا المخلصين الطيبين المحبين بدون أقنعة، في هذا العام نبدأ من جديد على أمل أن نبدأ من جديد كل شيء جميل وفاق واتفاق وحب بحب لكل من يحبنا بصدق ويريدنا أن نبقى معه لشخصنا دون تحقيق مصالح خاصة ، دون نفاق دون أقنعة مزيفة واهية تتساقط مع أول هزة وهبة رياح عاتية عاصفة تحاول اقتلاعنا من جذورنا ،كي تهدم آمالنا ،وطموحنا وأحلامنا المقبلة.
لنقول لهم تعالوا لنكون معا يدا بيد متفقين ، كي نعمل بيد من حديد ، كفريق وحدة واحدة ، فريق واحد متوحد من أجل نشر الخير والعطاء ،ونشر ثقافة الحب المخلص الوفي ، والعمل الصادق ، دون مراعاة لمصالح خاصة ، تكون مصالحنا فيه مشتركة كي نحقق معا الصالح العام ،مصالح تهمنا جميعا بعيدا عن الأنانية دون مخاوف نفاق ودون كذب دون ادعاءات واهية وألفاظ نابية غير منمقة ،وكلمات جارحة نهدف معا لنكسب مودة الجميع بحب ووفاء ، كي نرضى الله ونرضي ذاتنا دون أي مهاترات ندعي فيها أننا نود بعضنا بأكاذيب تلاصقنا ، وادعاءات واتهامات تصوب نحونا من قبل بعض الطفيليين بحياتنا من يتملقون كي يتسلقوا القمم من ظهورنا ، وعلى أكتافنا من وراء منجزاتنا ومن جهودنا ومن أعمالنا التي نحقق فيها نجاحات لهم وهم يعتلون قمم الإنجاز على ظهورنا ،لتقول لهم بصوت عال ،شكرا ٢٠٢٠ وداعا للأحزان وأهلا بالأمل بالمباهج ، و بالمودة الصادقة بعام جديد فيه الحب والأمل والعمل الصادق ليكون يخدم الوطن والأرض ويكون الخير عاما للجميع للأرض للإنسان والوطن من أجل رضا الله والوطن والقيادة بوطننا .
سحر حمزة /كاتبة
مراحل
يمر الإنسان بثلاث مراحل مختلفة على مر حياته، وكأنه شخص مختلف تماما عن سابقه، تبدأ المرحله الأولى باستنشاقه لأول جرعة من الأكسجين ليملأ بها صدره فيبكي بكاءً مريرا لا يسكت إلا بعد تحسسه مصدر الحياة في جسد أمه، وكأنه يعلن من الوهلة الأولى عن أخذ المقابل وتحويل كل شئ لمادة فالسكوت مقابل العطاء، وتلك المرحلة تعتبر من مراحل تكوين الشخصية والتدريب على الاعتماد على الأشياء في الحبو للوقوف والمشي، حتى النطق بأول الحروف ومحاولة الاحتفاظ بعلمه ويكتفي بالإيماءات والاشارة للتعريف بمتطلباته.
أما المرحلة الثانية وتبدأ مع انخراطه في عالم طلب العلم، دخول المدارس للتعلم وتكثيف مداركه وعلمه والكثير من التجارب، فتكون مرحلة أخرى تماما لا يتذكر من المرحلة الأولى إلا القليل جدا ومع الوقت تتلاشى تماما، ويبقى محاولاته للتعلم مستمرة مع الأصدقاء والبيئة التى تشكل جزءاً كبيرا من شخصيته وفي هذه المرحلة يعرف لأول مرة معنى حب الطرف الآخر بعد أن تحسس جسده وعرفه جيدا، التعليم المستمر لفترة طويلة يرسخ فيها لعلمه وتكوين ثقافته التى ستشكله في المرحلة الاخيرة من عمره، فهذه المرحلة الوسطى تمثل التمرد والتنقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة بكل ما فيها من تناقضات ترتبط بالمشاعر وترتيب الأحلام وتأسيس الأهداف.
أما المرحة الثالثة استمرار للمرحلتين السابقتين بكل ما فيهما من تعلم وتحصيل ليبدأ مرحلة المسؤولية والكيان وتحديد المصير بناءً على التكوين الشخصي الممتد لسنوات وفي هذه المرحلة تحتوي على العمل الذي سيباشره ويفيد به مجتمعه وفيها تتكون الأسر وبداية مراحل أخرى لأشخاص آخرين.
محمد شعيب
التنمر
لفظ التنمر جديد على مجتمعاتنا العربية، أو كان موجوداً في صور أخرى مثل العنصرية والقبلية والتعصب، لكن كل ما مضى يعتبر التمسك بفكرة والدفاع عنها ببسالة حتى ولو في الخطأ، ولما نتج سلوك آخر تخطى هذه الصفات السابقة فسمي بالتنمر، لأنه لا يرتبط بالعنصرية ولا أي صفة من الصفات، فالتنمر هو الإساءة للآخر باللفظ أو الايماء أو التجاهل.
لا يشعر بالتنمر وقسوته إلا من تعرض له وشعر به، خاصة وأننا حاليا تحت الطلب للإصابة بفيروس كورونا، فمنذ اندلاع هذا العارض ومرضى كورونا يشعرون بالتنمر في كل لحظة، من الوهلة الأولى لإعلان الشخص بأنه أصيب وكل من حوله يتجنبه بشكل مرعب وبأسلوب غريب وكأنه مرض بالجزام وعلينا أن نفر منه فرارنا من الأسد.
فمن يومين قص لي أحد الأصدقاء موقفاً حدث معه بعد أن استدعته المستشفى لأصابته بكورونا وارتدى ساعة للالتزام بالجلوس في البيت وبعد الفترة المسموحة طالبت منه المستشفى مراجعتها وهو في المستشفى وقبل خلع الساعة ونزعها من يده يرى زميلاً له في العمل فنادى عليه ليتحاور معه ويعرف منه آخر الاخبار فإذا بزميله يفر منه بشكل غريب جدا وهو يقول: أبعد عني أنت مريض وتلاشى من المكان نهائيا ووقف المصاب في ذهول ولأنه ممن لديهم تصالح مع النفس ويعلم أن هذا الشيء لم يظهر إلا من مريض نفسي عليه مراجعة طبيب نفسي، لأنه ببساطة المصاب معلوم لكن الشارع فيه مصابون غير معلومين، فكان لابد أن يتجنب المصاب لكن بأدب وبرفق خاصة وأنهم في مكان معقم وتحت مظلة الصحة.
لا يمكن أن نلوم أي شخص يحافظ عن نفسه وعلى أسرته من الأصابة بفيروس كورونا، لكن العتاب نابع من أسلوب الابتعاد والتعامل مع المصابين، في فن التعامل يراعي الجميع شعور الآخر والتعامل برفق وبدون اظهار التأفف منه أو الخوف من التقرب إليه، وهذا الفن للأسف لا يعرفه الكثير من الفئات الغير المتعلمة أو من لديه ثقافة عامة وله باع في الاحتكاك بأصحاب آداب التعامل.
من المدهش أن الشخص الذي تنمر بزميله يفترض أن صميم عمله التدريب وتقديم الإرشادات وتعديل السلوك وتنمية قدرات العاملين، فلو لم يكن في هذا المركز ربما مر التجاهل مرار الكرام، أما أن يكون مسؤولاً عن تنمية وتطوير الذات ويجهل أبسط الأمور فهو مجرد كذبة كبيرة.
محمد علي
رؤية
يحلم الشخص الناجح بتحويل الحلم إلى واقع، أما الفاشل يحلم بالهروب من الواقع، فالأحلام ذاتها قد تكون سلبية أو إيجابية حسب النوايا الكامنة وراءها، والطريق السليم لتحقيق هذه الأحلام هي جعلها أهدافاً واقعية وربطها بحكمة وخطة ذكية ومنطقية، لأن الأهداف بدون تخطيط تصبح مجرد أمنيات غير محققة، والشخص الإيجابي هو من يستغل بداية هذا العام للوقوف مع نفسه ومعرفة ما هي الأحلام التي حققها وما هي خيبات الأمل التي تلقاها.
على كل منا أن يملأ سطور كتاب نظيف لسنة جديدة بما يريد، ويخط كلماته برضا كامل عن نفسه، فما كان في الماضي انتهى ونحن الآن نعيش حاضرنا ونرسم مستقبلنا، ومجهودنا الحقيقي يكون في جعل زخم أفكارنا إيجابياَ وفي استشعار السعادة والرضا والسلام الداخلي وأن نكون على مستوى فكري عال كي نضع خطة عامنا الجديد بذكاء وبحكمة والبدء بتنفيذ هذه الخطة بتسلسل منطقي وبخطوات ثابتة مع الالتزام بها دون أن نفقد حماسنا وضمن الفترة الزمنية المخصصة مهما كانت الظروف، فمن أكبر الأخطاء أن ننتظر الظروف كي تتيح لنا تحقيق نجاحنا بل نحن من نسخر الظروف ونستفيد من التغييرات لخدمة رغباتنا، لأن الحياة تتطور باستمرار ويجب أن نتعامل بمرونة مع هذه التطورات ونجاريها ضمن إمكانياتنا وقدراتنا المتاحة.
ويجب مراعاة الاتزان في توزيع الأهداف لتشمل جميع جوانب الحياة بدءاَ من الروحية وعلاقتنا مع الله والتوازن النفسي والجسدي والاعتناء بالصحة وممارسة الرياضة والانخراط في الحالة الاجتماعية وانتقاء علاقاتنا مع الآخرين وإخراج السلبيين واستبدالهم بإيجابيين لدعمنا وتحفيزنا على التطوير والتغيير الإيجابي، والاستعانة بموروثنا الثقافي والعلمي في التخطيط والتطوير المالي مع مهارة عالية في إدارة الخطة وعدم هدر الوقت، فلا يجب أبداَ أن يكون اليوم كالأمس فأي يوم جديد يخلو من خطوة جديدة باتجاه أهدافنا هو يوم سلبي وتكراره يعني بداية تغيير سلبي لا إيجابي وابتعاد عن الهدف المطلوب.
لنكن من بداية السنة أشخاصاً متميزين حاملين شعار الارتقاء بأنفسنا وأفكارنا ومشاعرنا وعملنا وعلاقاتنا، على أن تكون نوايانا سامية تتطلع لسنة سعيدة، لأننا من نجعلها ناجحة وليست هي ولنبدأ بعقلية الإنسان المنتج الإيجابي الذي يرسم السعادة في نفسه ويمنحها للآخرين، فالحياة هي خط تختاره بنوايا متعمدة وتصرفات مقصودة وخيال مملوء بالأحلام وأطياف ملونة من المشاعر والأحاسيس فاختر لنفسك ما يليق بها وكن أنت محورها وأداة نجاحها وأرجو أن يكون عاماً سعيداً على الجميع.
منال الحبال/إعلامية
وداعا يا مغذي الجروحات
كانت الهموم في السابق فقط همين، هم يضحك، وهم يبكي، ولكن في 2020 استجد هم آخر اسمه هم يدغدغ المصرط، أي حنجرة المصاب بالفايروس كوفيد 19 المستجد.
عام محمل بالمصائب مع مرتبة الشرف، في عزلة الأصحاء فضلا عن المصابين به، ومحاولة تفقير العالم، من خلال وقف أنشطته الاقتصادية، وفعالياته الممنهجة في المهرجانات الغنائية، والفوضوية، والروحانية، وفي كل ما من شأنه تعزيز المحفظة العالمية، من جيوب المترفين الباحثين دائما عن الترفيه، والترفيه من أجل مساعدة التجار في الشفط من مقدرات المواطن الكوني، على مستوى العالم لأن السلعة لم تعد مقصورة على الأفراد، بل هي ثقافة العولمة التى انتشرت كالفايروس انتشارا عظيما لتغطية الكوكب بلحاف الكحة والحكة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنها تحقيق لنوايا بعض المؤمنين الذين أمنوا في بداية ظهور الفايروس ذي العرق الصيني بأنه انتقام من الله لما فعله الصينيون بالمسلمين الإيغور، وسرعان ما تراجع أولائك المؤمنون عن إيمانهم ذاك بعد أن أصيبوا هم أنفسهم بالبلاء الذي صار جائحة، وبالهم الذي أصبح فتنة على المؤمنين خاصة بعد التزامهم بالبقاء في البيوت خشية الإصابة، جلس الناس في بيوتهم بينما الفايروس يلوح بلسانه من خلف شبابيك المحبوسين ولسان حالهم يقول "ها تو لنا رجل"!
لكن مشيئة الله ليس لها من قاهر، والمقدر هو ما ننوي فعله فعلا، لا ما قد حصل وبدأ يتلاشى بإذن الله، فإن كان 2020 حصادا لغراس الصبر الذي أنتج الفايروس فإن 2021 بإذن الله سيكون عام حصاد آخر لما نجح فيه الصابرون، وهذا سيكون عام جزاء وثواب الصابرين، الأعوام بأيامها ولياليها لم تكن لولم يفعلها الإنسان.
فنحن من اختار أسماءها وبقية تفاصيلها، ونحن من حدد أيها يناير وأيها ديسمبر، فلا أحمل حقيقة أية تهنئة للعام الجديد بقدر ما أحمل تهنئة للعقول والأفكار المتجددة والرائدة في قيادة هذا العام إلى نهايته بسلام وأمان.
وأشكر كل من تابعني وعلى أي وسيلة بدعمه، وتقبل مواضيعي التي بلا حيادية لأنها كذبة كبرى، فأنا كنت موضوعية فيما أطرح أميل وأستمال، مع ميولي الكلية بانتماءاتي للوطن وولائي، فشكرا لكل من قاد ٢٠٢٠ على رغم تحدياته،، ونشد على أيدي من سيقود ٢٠٢١ إلى نهايته بسلام.
ميرا علي /كاتبة
الأخلاق
الأخلاق عنوان يشمل كل الصفات الحميدة التى يتصف بها البشر، دون تفرقة أو عنصرية لأنها في تكوين الشخص وجيناته، بل هي المحرك الرئيس لكثير من التصرفات لتظهر في ملامح الأفعال والمواقف، والنماذج المشرفة كثيرة ومتعددة في هذا السياق، فالنبل والفروسية والكرم والشهامة أدوات مهمة من سمات الأخلاق وربما أعلى مرتبة هي أن يقال للرسول صل الله عليه وسلم وإنك لعلى خلق عظيم، لرفعة المنزلة واحتواء العظمة على الشمولية لكل معاني الأخلاق المرتبطة بالتعامل الإنساني والموجهة لغير البشر أيضا.
نبل الأخلاق ومكوناتها موجودة مع خلق البشرية، وتتضح للجميع من خلال المعاملات والمتنوعة في الكثير من المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، قد نراها بوضوح في الحياة الاجتماعية من كرم ومساعدة وتطوع وفي النمط الاقتصادي من خلال العقود وكلمة الشرف الصدق في البيع والشراء وعدم انتشار الغش والاحتكار وغيرها من الشوائب التى تعكر مكانة الأخلاق بين الناس.
لكن يسأل سأل هل هناك أخلاق في السياسة وهى فن الممكن والتعاملات فيها ترتبط بالموائمات والمصالح، نقول: إن هناك كرم أخلاق كبيراً في وضع الدساتير واحترام القانون وتطبيقه بصورة عادلة بين الجميع يخلق مناخا سياسيا رائعا، فضلاً عن القصص التى عرفناها من أمهات الكتب عن عودة المسلمين إلى ما كانوا عليه قبل فتح البلاد لخرق الدستور الإنساني بدخول البلاد في الليل وترويع النساء والأطفال وهذا يتنافى مع الأخلاق فأعاد الفاروق الخطوط إلى أصلها ولما رأى الناس هذه الفروسية والأخلاق في التعامل طالبوا بدخولهم، والفضل يعود للأخلاق الحميدة والشعور بالأخر واحترامه. قصص كثيرة تدل على الأخلاق والكرم وحسن التعايش السلمي بأسم الأخلاق ونبذ التعصب والعنصرية من أجل الحياة الطبيعية التى تليق بالبشر، فلو صلح العقل والقلب ويتغاضى الجميع عن النزاعات لوقفنا في صف واحد نتبادل الأحاديث الداعمة للمشاركة في البناء والتنمية والتطوير.
السيد امام
الدلة دليل العراقة والضيافة
تسعى الدول الخليجية إلى تكريس عادات حميدة تتصل بالموروث الشعبي وتشير إلى أخلاقيات ومفاهيم الأجداد النبيلة المتصلة في جزء منها بالكرم وحسن الضيافة، فيعملون على إحياء تلك التقاليد وتعزيز سمه الكرم العربي الذي يعد إناء الدله الجميل أدواته واحد مفاتيحه ودلال أصالته لدى الشعب الخليجي، والدلال تتصدر المجالس في البيت الخليجي فلا تخلو منها المجالس الرجالية والنسائية ولا المضافات الرسمية ولا صالات الاستقبال في المؤسسات إذ تفوح وتصب منها القهوة العربية.
ويعود تاريخ ظهور الدله بمختلف أشكالها إلى آلاف السنين ويبدو أنها أول ما ظهرت في الجزيرة العربية حسب ما جاء في كتاب تاريخ العصر الجاهلي للدكتور أحمد رحيم كانت قبل 500 عام قبل الميلاد، كما تطورت فناجين القهوة مع مرور الزمن من أواني فخارية متسعة إلى أوان زجاجية وخزفية صغيرة لكن البادية العربية منذ مئات السنين استخدمت الدلال والفناجين بشكلها الحالي واعتمدتها كأدوات لسقاية القهوة العربية احد رموز العرافة والضيافة. وحرص الأجداد على إشعال نار المعاميل لدلال القهوة وأن تكون جاهزة في بيوت الشعر للترحيب بالأقارب والضيوف.
فيما عنى الباحثون في التراث بالإشارة إلى الدله وفناجين القهوة وكل ما يتصل بها من موروث وعادات وآداب. كما جاءت قريحة الشعراء فوصفت قصائدهم الدلال وتغنت بالقهوة إذ قال الشاعر محمد بن عبد الله القاضي في قصيدته الشهيرة عن القهوة.
لكم بدلّه مولع كنها ساق
بفنجان صيني زاهر عن الأرماق
مصبوبة مربوبة تقل غرنوق
يغضي بكرسيه كما كما أغضاه غرنوق
كما تمثل الدلة جزءًا من الثقافة الفنية الجمالية في منطقة الخليج ولا غرابة أن نجدها مع الفناجين في الفن التشكيلي عبر لوحات الرسامين أو في الفن الضوئي عبر صور المصورين حيث يحرص كل منهما في عمله الفني الذي يرصد الدله "على نقل زخارف وأشكال الخطوط الهندسية والحروف العربية التي تزين سطحها".
وانعكست رعاية أندية التراث في الدول الخليجية بتفاصيل حياة الأجداد من خلال الاهتمام بإعادة إحيائها فأنشأت قرى التراث لتأخذ على عاتقها تنشيط مهنة صناعة الدلال سواء النحاسية بلونها الذهبي المشع أو الفضة بلونها اللامع ضمن المهن التقليدية القديمة التي يتيحها السوق الشعبي، فتفنن قسم الحدادة في إنجاز أشكال وأحجام متنوعة من الدلال كل منها تفوق الأخرى جمالاً بحيث يشاهد الزائر للسوق مجموعات كبيرة من الدلال ذات أشكال ونماذج مختلفة وكذلك للفناجين. ومنها ما هو بين يدي الحداد يطرقها بأدوات ومطارق صغيرة ومنها ما هو مرصوص في واجهات المحلات بشتى الألوان الذهبي والفضي وألوان وأشكال مختلفة على هيئة صقر أو شمعة أو مزخرف سطحها بنقوش جميلة مستوحاة من البيئة الخليجية كرسوم الإبل والزوارق.
ويستغرق في هذه الورش صنع الدلال ثلاثة أيام لأنها في العادة تكون منقوشة ومزخرفة وهذا ما يتطلب ذلك الوقت والزوار والسياح العرب والأجانب بأتون إلى هذه الأسواق والقرى التراثية "للتعرف على تراثيات الدولة واقتناء ما يتم صنعه محليًا من تفاصيل تراثية" وخاصة الدلال، فهم إن كانوا لا يحتسون القهوة فإنهم يرغبون أن يزينوا بيوتهم بها أو كهدايا وتذكارات للأهل والأصدقاء.
ويتوافر في الأسواق أنواع عديدة من الدلالة التقليدية المصنوعة من النحاس أو الفضة أو البرونز كما يوجد أنواع مستوردة من دول أسيوية مصنوعة من المعدن المعالج ومن البلاستيك ومن الستانلس ستيل متيحه بذلك خيارات عصرية تحاكي التطور وتغيرات الديكور المنزلي لتتناغم مع ألوان مفروشات المجالس. ومن أشكال الدلالة الملكية والأسطوانية والحلزونية والنجدية واليمنية والشامية والبغدادية والرسلانية والتركية، مرفقة بصينيه ودستة مناجين والمصنوعة يدويًا تباع بسعر أعلى من المستوردة ، وهناك أطقم متعددة الأحجام كما يوجد أطقم دلال فاخرة مذهبة خاصة بالمجالس الكبيرة وتباع بأسعار باهظة وهذه لها زبائنها الراغبون في اقتنائها ويدفعون فيها الألوف وأحيانًا عشرات الألوف.
مازن تميم/كاتب صحفي
انطوائي
الصمت يؤلمني
السكونُ يقودني إلى كوكبٍ مهجور
أسير في عالم الصمت
والعزلة تجرح جوارحي
الآلام والأحلام تتصادم
تصرخ بداخلي
وموجة الأفكار تحيط بي
تلك الأفكار المسجونة
وراء غياهب زنزانة الجمجمة
بحروف تتسول في أحياء المخيلة
تبحث عن كلمات تناسبها
ومعانيها تحاول أن تختبئ
في ثكنات المخ
حاولت أنطق
الفشل يلاحقني
كلّما أحاول
وفي لحظة ما
انفجرت شفتاي
عن كلمة
أخيرًا
خرجت جملة
الشيطان ينتصر
والإيمان ينحسر
محمد رافع /باحث في اللغة العربية