آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية  يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com




الفنــــــر ينير ذكريات الماضي
الفنر أو الفانوس كان الوسيلة الوحيدة والرئيسية للإضاءة قبل دخول الكهرباء إلى دول الخليج وكان يصنع من الحديد أو النحاس أو المعادن الخفيفة وكان يصبغ بألوان عديدة أغلبها الأزرق لون البحر, وشكل على مدى مئات السنين الضوء الذي يبدد الظلام داخل وخارج البيوت فاقتناه الأجداد في البر والبحر وخصوه بالعناية لأهميته لديهم  ومكانته حدا شبه الشعراء محبوباتهم بضيائه.
بينما في عصرنا الحالي وبعد أن منّ "الله سبحانه وتعالى" بنعمه الكثيرة شهدت دول الخليج مقومات وعطاءات عديدة من بينها الكهرباء والماء والبني التحتية والبنيان الشاهق والتحضر والرقي والإنجازات في كل المجالات. ولم تعمد الحكومات الخليجية إلى إهمال الفنر بل عملت عبر أنديه التراث لديها إل إحيائه كتفصيل تراثي مهم في الحياة اليومية للأجداد في البيئات البرية والبحرية والزراعية فانتشر في القرى التراثية وكافة المناطق القديمة وزين كبرى الفنادق والمؤسسات الرسمية ليظل نبراسًا لدى الأبناء ينير ذكريات الماضي ويذكر بها.
وإلى جانب أهمية الفنر كوسيلة إضاءة فهو يتصف بشكل جميل حيث يأتي على شكل قارورة زجاجية بيضاوية لها علبة "قاعدة" معدنية وشرائط تسور الزجاجة وغطاء صغير اشبه بالقبعة لها حامل يمكن الناس من حمل الفنر والتنقل به داخل وخارج البيت ليضيء لهم خطوات دروبهم. ويعمل بواسطة إشعال الفتيل داخلة فقاعدته المعدنية تتيح حفظ الغاز داخلها فيبلل الفتيل الذي ينقل النار إلى الأعلى حيث القارورة الزجاجية. وكان الناس غالبًا يقومون بطلاء الجزء المعدني من الفنر بلون أزرق أو أصفر أو حسب الرغبة. ويسمى الفنر في نوادي التراث بدولة الإمارات "بوفتيلة" لأنه يحتوي على فتيل أبيض اللون مصنوع من قماش شاش سميك "الهدوب" يغمره الكاز إلى نصفه تقريبًا وبقية الجزء يظل مخفيًا داخل القاعدة.
وكان الأجداد قديمًا يشعلون الفنر بواسطة خوصه من سعف النخل في الفتيلة الظاهرة داخل الزجاجة وثمة قرص في القاعدة يتحكم في قوة الإضاءة وضعفها حيث يتم تديره ليضيء الخيام والبيوت والعريش المصنوع من جريد النخل حيث كان يوجد في كل حجره فنر معلق في سقفها أو على أحد جدرانها. فيما نجد فنرًا إضافيًا يستخدم للتنقل به داخل وخارج البيت كان يحمله أحدهم عند ذهابه إلى البئر أو عند التنقل في فناء الدار أو لفتح الباب عند قدوم ضيف أو خلال التجول ليلاً في الحي.
وللفنر أحجام عدة فمنه الصغير والكبير ومتوسط الحجم ولكل فنر مكانة الخاص في البيت. كما يتم إعداده للإضاءة وفق مراحل عدة فقبل المغرب يتم تنظيف وإعداد الفنر حيث تنظف القارورة من الداخل والخارج ويتم قص راس الفتيلة المحروقة ويجهزونها لشب النار في رأسها ويحركون مفتاح القاعدة للتحكم في مرور الكاز إلى الفتيل وحجم الإضاءة لئلا تكون النار قوية فيسود زجاج القاروة أو ينكسر بفعل النار.
وهناك نوع أخر من الفنر يسمى "التريك" وهو أيضًا أداة تشبه الفنر لكنه أكبر حجمًا وله منفاخ يسمى "بمب" مثله مثل وابور الكاز لكنه يعمل بواسطة "السبيرتو" وليس الكاز وكلما ضربوا المنفاخ زاد الضغط فيه وزاد نوره. وكان الأجداد يجلبون الفنروالتريك من الحجاز التي كانت تستوردها من بلاد الشام أو يشترونها من التجار القادمين من الهند وإيران.
مازن تميم /كاتب صحفي



إنه الشتاء يا سادة

يقترب إلينا ملوحاً من على بعد عشرات من الأمتار، ونحن لا نبالي بأي زائر طالما أنه لم يطرق باباً، أو يدق جرساً يعلن بقدومه.
وفجأة ودون سابق إنذار حل زائرنا وبكل برود ضيفا على كل البلاد، وأشغل العباد، فأشعلوا لقدومه مشاعل النار بأنواع كل الحطب، مستأنسين بدغدغاته، ولاهين بمغامراته، بأنه هزم كل من قابله وبأنه أودعهم فراش النوم إلى إشعار غير معروف، فما أن يستيقظوا حتى يعودوا على ما كانوا عليه، وأصبح شعار أي مكان يتواجد فيه هو، استرخوا على الوساده فإنه الشتاء ياساده.
عندما ألتقي بجيل السبعينات فإنهم يقولون إن هذا البرد ليس غريبا عليهم، ولهم فيه قصص وروايات، ولكن الفارق أنه برد ناشف بلا زخة مطر.
إن شهور الصيف الطويلة لولا الشتاء لاندثر كما اندثر الخريف الذي إنصهر في الصيف بلا شخصية ليثبت وجوده كالربيع الذي ألغاه الصيف إلا فيما تيسر منه وامتزج بأواخر الشتاء مع مصادرة الإسم، فالربيع لولا فريد الأطرش الذي غناه في أغنيته المشهوره ( الربيع ) لما بأن للربيع من صاحب طبعا هذا لدينا في منطقتنا الصحراوية الشبه مش صحراوية!
الفرحة العارمة التي أراها على وجوه الأطفال وهم يرتدون الشتاء أزياءً ويتسمرون حول آيباداتهم، كما كان جيل السبعينات متحلقين حول التلفزيونات مرتدين أكوات الجلد والقطن، وأكوات جمع كوت، باللهجة الخليجية، ومعناها الجاكيت، وكل برد وأنتم بأزيائه رائعين.
ميرا علي /كاتبة



الجدة فاطمة
كان يوماً سعيداً حين تعطيني أمي نقوداً، لأشتري لها بيضاً من جارتنا، بل، بالعكس كنت أنا من يذكر أمي بالبيض، حتى أحظى بزيارة بيت جارتنا، فبيتها كان متحفاً صغيراً أسعد جداً بالذهاب إليه والتجوال فيه، جارتنا في الثمانين من عمرها المتشح بألق الذكريات، التي ارتسمت بقاياها على قسمات وجهها، ويدها التي تهتز حينما تحاول جاهدة أن تحمل شيئاً أو حين تصافحني. تعيش جارتنا فاطمة وحيدة، في بيت ليس له سقف مع بضع حجرات مسقوفة بصفيح لا يقوى على حجب مياه الأمطار، التي كانت تداهم بيتها الصغير كحلمها المتناهي الصغر.  
حجرة للدجاجات، ودورة المياه، وحجرة نوم لجارتنا تقع في وسط البيت، بها أرفف مليئة بعلب زجاجية كثيرة لا أدري ماذا كانت تضع فيها ... بخور أم بهارات أم أدوية صنعتها!
أتذكر أني كنت حين أطرق باب بيتها كانت السعادة تملأ قلبي آنذاك، وأنتظر بشوق أن تفتح الباب.
كانت تخطو خطواتها البطيئة برداءها العربي، وتلفّ رأسها بوشاح لفة جميلة لم يسعني الوقت لتعلمها.
أحاول أن أتبعها وهي تجمع البيض، تحكي مع دجاجاتها كلاماً مبهماً، وآخذ منها بيضاتي، وعيناها المتعبتان تخبراني ألا أطيل البقاء في قصرها الهادىء المعزول. ولكني كنت أحبها جداً.
الجارة العجوز كانت متقلبة كفصول السنة، ففي أيام تبدو حزينة ذابلة كأوراق الخريف، فلا تغادر مملكتها الصغيرة، وأخرى سعيدة منطلقة كطلة الربيع، تهش وتبش كطفل وجد أبويه بعد غياب، فتخرج من عزلتها وتحضر إلى بيتنا، وتجلس وتطلق نكاتها، وتربت بيدها الحانية علي ظهري وتناديني (بدايم) !!! كنت أجهل ماذا تقصد! ولم أجرؤ على سؤالها، ولكني كنت أرى مشاعر دافئة تتلألأ في عيونها الجميلة. ولن أنسى شعرها المنساب، كالح السواد، رغم التجاعيد التي شقت وجنتيها..
جدتي فاطمة أو جارتنا اختفت عن الأنظار أياماً وأيام... حتى طرق أحد الجيران باب بيتها، ولا مجيب !!! كسر الجيران الباب ليجدوها ملقاة علي فراشها وقد فارقت الحياة، ودجاجاتها قد ملأن البيت بيضاً ونقنقة، غسلتها جارتنا الأخرى، وسمعنا منها ثرثارات عن أن جسدها تحلل، ولم أشعر بالصدمة وقتها، فهي كانت تشعرني بأنها ضيفة على الحياة... ضيفة جميلة خفيفة الظل، لكنني شعرت بمشاعر غريبة الافتقاد، سأفتقد متحفي الصغير وعيونها الجميلة. سأشتاق للمسات يدها على ظهري ومناداتي (بدايم) رحلت جارتنا، فجأة ظهر لجارتنا أقارب، لم يسبق أن رأيناهم، هدموا متحفي وسكنوا فيه، بعد أن أعادوا بناءه، اختفت الدجاجات والقوارير الزجاجية وفراشها الدافئ، واختفى من الوجود متحفي الصغير الهادئ المليء بالأسرار والخبايا.
فاطمة علي



 ومضات

إنّ العبارات التي نكتبها جميعنا إنما تعبر عن أفكارنا ومعتقداتنا وسلوكنا ،فلنحرص على اختيار ألفاظنا التي تعبر بدقة عن أفكارنا حتى لا يفهمنا الآخرون بشكل خطأ، لذلك نرجو احترام "الدين "فهو علم لا يتحدث فيه إلا أصحابه من العلماء المعروفين بالصدق والإخلاص، فهو علم مثل الطب والرياضيات وغيرهما من العلوم التي لا يتحدث فيها إلا أهل الاختصاص، أما علاقة الشخص بربه وعبادته فهي خاصة بالشخص، وليس من المعقول أن يتحدث في الدين كل من هبّ ودبّ لمجرد حفظه لآية قرآنية أو حديث شريف.
لأن معظم أحاديث رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم كانت تتعلق بالمعاملات بين الناس ولكن للأسف وجدنا أشخاصا يهتمون بالعبادات على حساب المعاملات فأخذوا يكذبون ويظلمون ،رغم أن الله سبحانه وتعالى يعفو ويغفر في العبادات ولا يفعل ذلك في المعاملات إلا بعدما يقتص للمظلومين من الظالمين.
 أما الفن يعتبر رسالة سامية تخدم المجتمع وتعبر عن قضاياه وله أنواع عديدة ولكن وجدنا أشياء دخيلة أثرت على قيمنا وشبابنا باسم الفن والفن الحقيقي منهم براء تماما وعلى مجلس النواب القادم أن يجمع لنا حلا أو يصدر قانونا لضبط ما يحدث على الساحة الفنية من ظواهر سلبية، فشبابنا في خطر، خاصة وأن الإعلام عليه دوره في التثقيف والتوعية، وفاقد الشيء لا يعطيه ، فعلى الإعلامي أن يكون مثقفا واعيا وأن يبتعد عن إثارة الموضوعات التي تحدث فتنة أو كراهية أو تغذّي بعض السلبيات في نفوس المجتمع وعليه أن يركز على القيم النبيلة.
اما الأزهر الشريف مؤسسة وطنية دينية وسطية معتدلة فهو أيقونة ومنارة للعلم والعلماء ،لا يجب أبدا مهاجمته أولا السماح بذلك من قبل مؤسسات الدولة وفضيلة الإمام شيخ الأزهر شيخ جليل عالم فقيه ، متواضع يعمل ليلا ونهارا من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، وتبدأ من الأسرة بأن تقوم بواجباتها في تربية الأبناء ورعايتهم ، فهناك الكثير من الأسر تهتم بالرعاية وتهمل التربية وشتان ما بينهما.
عاطف البطل /كاتب صحفي



الرصيد
 كل إنسان على وجه هذا الكوكب لا يعيش بلا رصيد ، فالرصيد هو السمة المشتركة لكافة البشر، ولكن تختلف الأرصدة من شخص إلى شخص آخر حسب حالته المادية والاجتماعية والعلمية والدينية ، وعندنا نحن البشر أنواع كثيرة من الأرصدة يحتاج إليها الإنسان في حياته
كالرصيد البنكي، ورصيد الهاتف والرصيد الأهم رصيد القلب والتعامل مع المجتمع.
وهو الرصيد الذي يتجمع من معاملة الناس لبعضهم البعض ، فكلما تحسنت المعاملة زاد الرصيد وإذا ساءت المعاملة نقص الرصيد ، والإنسان العاقل قادر على أن يظل يملأ ويشحن الرصيد القلبي فيمن حوله بالحب والاحترام ، والوسائل في ذلك أبسط مما نتخيل، فالرصيد يزداد بابتسامة ، بكلمة طيبة ، بموقف رجولي ، بهدية متواضعة ، بكشف كرب أو تفريج هم ، ويزداد الرصيد زيادة مطردة لا مثيل لها إذا تبادل الطرفان ذلك الحب والاحترام والتقدير فصدق العقاد حين قال ( فكرتك أنت فكرة واحدة وشعورك أنت شعور واحد خيالك أنت خيال فرد إذا قصرته عليك، ولكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى ، أو لاقيت بشعورك شعوراً آخر، أو لاقيت بخيالك خيال غيرك، فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين، أو أن الشعور يصبح شعورين، أو أن الخيال يصبح خيالين، كلا وإنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات من الفكر في القوة والعمق والامتداد ) .
فكلما زاد الرصيد سهلت الحياة بين الطرفين فيسامح كل منها الآخر ويغفر له زلاته لأن الرصيد كافٍ، أما إذا نفد الرصيد فكل منهم ينتظر الخطأ للآخر لتثور ثائرته ولا يهدأ ، ولا يقبل له عذرا، مطبقا المثل العامي الرائع ( حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط ) ففي الحالة الأولى الرصيد كاف ويسمح كرصيد البنك عندما تحاول أن تسحب منه أقل من المتاح أو كرصيد الهاتف عندما تريد أن تجري اتصالا.
أما إذا نفد الرصيد فلا أموالا تسحب من البنك ، ولا مكالمات تجري من الهاتف ولا تجد من يقبل لك عذرا أو يغفر لك زلة أو يتغاضى لك عن هفوة، لأنه ببساطة ووضوح  ( لقد نفد رصيدكم ).
فتعاملاتنا مع الناس جميعا يجب أن تخضع لنظرية الرصيد ، فنتعامل مع الناس جميعا بطريقة رسمية وكلما زاد الرصيد تبسطت التعاملات وزادت الروابط وقويت وكان التسامح أكثر في الزلات والهفوات ، فلا نستطيع التبسط مع إنسان إلا إذا شعرنا أن لنا عنده رصيدا كافيا ليغفر ما قد نقع فيه من زلات وهفوات ، أما إذا شعرنا أن رصيدنا عند إنسان هو الرصيد العادي بين الناس فتكون المعاملات بطريقة رسمية أكثر من كونها ودية .
عمرو شعبان



رحلة الوعي الذاتي

الوعي الذاتي هو إدراكنا لمكوناتنا الشخصية من صفات ومعتقدات وسلوك وهو المعرفة الحقيقة لطبيعة مشاعرنا والمراقبة المستمرة لأفكارنا، كما أنه التناغم والتدفق للطاقة الإيجابية بالتوازي مع الحياة وليس ضدها بالتواجد الحقيقي أي أن تعيش اللحظة الآنية (الآن) بكامل حضورك الجسدي والعقلي والروحي مدركاَ لخط الزمن ولماضيك ومستقبلك، وليس للوعي أي علاقة بالدرجة العلمية أو الثقافية بل يرتبط بقدرتك على أن تكون في مكانك الصحيح الذي ترى نفسك فيه والذي تحبه بشكل غير مشروط سواء في العمل أو الدراسة وفي العلاقات الاجتماعية والعاطفية، أي أن تعمل ما تحب وأن تتواجد مع من تحب لتعيش أفضل نموذج لحياتك دون أن ترهق نفسك بتحمل أكثر من طاقتك لارضاء الغير.
ولمعرفة مسار رحلة الوعي الذاتي لديك عليك أن تحدد مدى مساحتك في مناطق الوعي الذاتي، المنطقة الأولى هي المنطقة العلنية وهي الصفات المفتوحة للآخرين أي ما تتعمد أنت اظهاره، والمنطقة الثانية هي منطقة القناع الخفي وفيها الصفات الخاصة أي ما تتكتم أنت عليه، والثالثة هي منطقة العمل الإدراكي وهي صفاتك المعروفة للآخرين والمجهولة لديك وتظهر عندما يواجهك أحد بصفة تجدها سلبية فتنكرها دفاعاَ عن النفس، والمنطقة الأخيرة هي منطقة المجهول وهي منطقة اللاوعي وهي مصدر الدوافع لجميع الأعمال ومنبع الأحلام التي هي البوابة الصادقة لتحليل الشخصية.
والقرار لك أن تكون واعي لأفكارك ولطبيعة مشاعرك و ولسلامك الداخلي وأن توازن بين قيمتك الجسدية المادية وبين تقييمك لنفسك كروح متحررا من الماديات، فالوعي الذاتي هو أول خطوة لتصنع تجربتك الفريدة بنجاح وأن تعمل بذكاء وليس بتعب وأن تحب بصدق وبسعادة وأن تعيش حياتك أنت من صنع يديك متحملاَ مسؤوليتها ومستمتعاَ بها.
منال حبال /إعلامية



رد الجميل

ما من إنسان تميز في عمله إلا وهناك من دعمه وأمن بقدراته، لذلك الإدارة والقيادة لها دور كبير في تنمية قدرات العاملين وتأهيلهم ليصبحوا قادرين على الأداء المتميز، لكن هناك أشخاصا كثراً ينكرون المعروف ولا يعرفون فن تقديم الشكر ويكتفون بأنهم من صنعوا انفسهم بدون مساعدة أو تأييد من أحد.
وهؤلاء يدركون أن التراكمات الثقافية والمعرفة التى حصلوا عليها جاءت من خبرات اشخاص قدموها بكل أريحية وحب وبدون أنانية، وكما أن هناك من يشكر ويقدم العرفان هناك أيضا من ينكر ويصرح بالإنكار ويواصل التطاول وكأنه من صنع نفسه بل يصل الأمر احيانا لتقديم دعاوى قضائية على من أواه وقدم له العون في وقت كان يبحث عن ملجأ ومكان يرتكز عليه وينطلق من خلاله ليصبح عود قوي غير قابل للكثر.
والمفاجأة الحقيقية لا تكمن في الدعوى القضائية وإنما التفاعل مع الوضع على أنه حق مكتسب ولا يذكر يوما من الدعم ولا يقدم ولا يعترف بالخدمات التى كانت في وقت قريب طوق نجاة وحلم قد تحقق، أما الذين يعرفون معنى الاعتذار وشكر الآخر على الدعم فهو من يعيش متصالحاً مع نفسه ويبحث عن سبل لرد الجميل.
السيد إمام



طائِرَةُ وَرَقْ
 أُوروبِّيَّةُ المَنْشَأِ على ذِمَّةِ الرِّواية، عالَمِيَّةُ الهَوى كما تُؤَكِّدُ الوَقَائِع، مُتَواضِعَةُ التَّكْوِينِ، على مَكانَةٍ مُتَمَيِّزَةٍ ، وأَناقَةٍ لافِتَة، الهَيْكَلُ مِنْ قَصَبٍ أَو خَيزَرانٍ ، والجِسْمُ مِنْ وَرَقٍ مُلَوَّنٍ، والخَيطُ مِنْ حَريرٍ أَوْ قُطْنٍ، وَمُهِمَّتُهُ تَوْجِيهُ الطّائِرَةِ نَحْو اليَمينِ ونَحْوَ اليَسارِ، وفي التَّحَكُّمِ بها صُعوداً وهُبوطاً، أمَّا الذَّيْلُ فَعِبارةٌ عَنْ قِطَعٍ وَرَقِيَّةٍ مُثَبَّتَةٍ على خَيطٍ طَويلٍ نِسْبِياً ؛ يَتَدلّى مِنْ مُؤَخِّرَتِها ، وَهُوَ الَّذي يَحْفَظُ تَوازُنَها، وَيُساعِدُ على إِبْقائِها في نَفْسِ الوَضْعِيَّة، في أَلْوانِ الطَّائِرَةِ الزَّاهِيَةِ نَبْضُ حَياة ، وفي قَصَبِها وَوَرَقِها عَبَقٌ تُرابٍ وَشَجَر خَفيفَةُ الظِّلِّ كَرِيشَةِ رَشيقَةُ الحَرَكَةِ كَعُصْفورٍ يَتَنَقَّلُ على غُصْن تَتَمايَلُ كَأَنَّها رَاقِصَةٌ مُحْتَرِفَةٌ ؛ أَطْرَبَها نَغَمٌ ، وأَسْكَرَتْها نَشْوَة، وإِذْ يُداعِبُ جَسَدَها خَيالُ نَسَمَةٍ ؛ تَنْتَفِضُ كما لَوْ أَصَابَها مَسٌّ ، فَتَبْدَأُ بالمُقاوَمَةِ مُحاوِلَةً الإِفْلات، تَعلو فَتَخالُ كَأَنَّكَ تَطِيرُ مَعَها إلى بِلادٍ طالَما رَسَمْتَ مَعالِمَها في خَيَالِك وَتُراكَ تَشُدُّ لها الخَيطَ كُلَّما بَعُدَت عَن عَينَيْكَ ، وَصَغُرَ حَجْمُها خَوْفاً مِنْ أَنْ تَضيعَ مِنْكَ في غَفْلَةٍ، ولا يُثْنِيكَ صِراعٌ يَدورُ بَيْنَكَ وَبَينَها عَنْ تَحَمُّلِ المَشَقَّةِ طَمَعاً بِاَوقاتٍ حَمِيمَةٍ تَقْضِيها بِرِفْقَتِها، مَوْعِدُها مَعَ عُشَّاقِها يَكونُ في بِداياتِ فَصْلِ الرَّبيعِ، وحَتّى أَواخِرِ الصَّيفِ؛حَيثُ يَصْفو الجَوُّ وَيَحِلُّ الدِّفْءُ، وَتُصْبِحُ مُمَارَسَةُ اللُّعْبَةِ أَمْراً مُتاحاً ومُيَسَّرا.
 أَمَّا الأَمْكِنَةُ المُفَضَّلَةُ فَتَكونُ في الحُقولِ الجَبَلِيَّةِ ، أو على الشّاطِيءِ حَيثُ يَتَّسِعُ المَدى ، وَيُتِيحُ هُبوبُ النَّسِيمِ لِلطَّائِرَةِ إِمْكانِيَّةَ الإرْتِفاعِ والتَّحْليقْ، قَبْلَ أَنْ تُسْتَخْدَمَ الطَّائِرَةُ الوَرَقِيَّةُ في التَّرفيهِ ارْتَبَطَ إِسْمُها بِمَهامَّ عَديدَةٍ ؛ مِنْها ما هُوَ عَسْكَرِيٌّ كالمُراقَبَةِ، وَتَوزِيعِ المَنشوراتِ ، ونَقْلِ الرَّسائِلِ السِّرِّيَّةِ ، ومِنها ما هُوَ مَناخِيٌّ كقِياسِ دَرَجاتِ الحَرَارَةِ في الإِرْتِفاعاتِ المُخْتَلِفَةِ ، والمُساهَمَةِ في تَطْوِيرِ فَهْمِ الدِّينامِيَّةِ الّتي أَدَّتْ إلى صُنْعِ الطَّائِراتِ المُتَطَوِّرَةِ في مَرْحَلَةٍ لاحِقَةْ، كما أَنَّ البَعْضَ اعْتَبَرها فَأْلاً حَسَناً يُساعِدُ على جَلْبِ الحَظِّ والإِزْدِهارِ والخُصوبَةْ، وَرُغْمَ تَعَدُّدِ المَهامِّ ظَلَّتْ طائِرَةُ الوَرَقِ تَتَرَبَّعُ سَعِيدَةً على عَرْشِ الأَلْعابِ الطُّفولِيَّةِ قُروناً عَديدَة، ولا يَزالُ الكِبارُ والصِّغارُ حَتّى اليَومِ ، وفي العَديدِ مِنَ الدُّوَلِ، يَجِدونَ فيها كُلَّ المُتْعَةِ ، وَيُفَضِّلونَها على أَيِّ لُعْبَةٍ.
رُغْمَ حُلولِ الطَّائِرَةِ المُسَيَّرَةِ بالريموت كُنترول مَكانَها، وتَبقى طَأئِرَةُ الوَرَقِ إِبْداعٌ يَتَجاوَزُ لَهْوَ الطُّفولَةِ إلى ما هُوَ أَبْلَغُ مِنْهْ .. إنَّهُ التَّجْرُبَةُ الأَساسُ في عَالَمِ الطَّيرانِ الّتي أَوْصَلَتْنا إلى ما نَحْنُ عَليهِ اليَومَ مِنْ تَطَوُّرٍ هامٍ في هذا المَجال، طائِرَةُ الوَرَقِ بَعْضٌ مِنْ زَمَنٍ جَميلٍ لَنْ يَعود ، وَذِكرى طَيِّبَةٌ لا تَزالُ حَيَّةً في البالِ حَتّى السَّاعَة.
رجا حسين

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/