آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com




الإمارات تنتصر
انتصرت الإمارات للإرادة والقوة والعزيمة بفضل عقولها وأفكارها وأصرار القيادة الرشيدة على التميز والوصول دائما في الموعد المحدد للخطة الاستراتيجية التى رسمت منذ الاتحاد في القرن الماضي، فما كان العالم اليوم يتطلع لدولة الإمارات بكل فخر واعزاز وتقدير لاقتراب حلم وصول مسبار الأمل إلى الكوكب الأحمر معلن عن قدرة الشعب الإماراتي برفع الوطن العربي والإسلامي إلى الفضاء. مسبار الأمل هو الحلم الذي طالما عشنا لتحقيقه وتم اطلاقه بعد توفير المناخ المناسب لهذا النجاح المستحق، فالدروس المستفادة من هذا الانجاز الكبير تتلخص في الاستماع لكل حالم وتبني أفكار كل مبدع وحمل الفكرة على محمل الجد، واستقطاب الحالمين بالتطور والتنمية ورفع راية التميز، فضلا عن الريادة الحقيقية يتمتع بها أصحاب العقول النيرة والمستنيرة والاهتمام بالعلم والمعرفة وبناء الكوادر البشرية والاستثمار في الفكر. الإمارات اليوم نجم في السماء ينظر له العالم بكل فخر، فتمكنت الإمارات من إعادة المجد العربي وتذكيرنا بالعلماء الذين اناروا الدنيا بعلمهم وإبداعهم، ولو عاد أبن النفيس وأبن سينا وعباس بن فرناس ليشاهدوا هذه الملحمة لأشادوا بأبناء زايد وما حققوه من تقدم وعودة الإنجازات للعرب وللمسلمين .
منى صقر المطروشي /خبيرة تنمية اجتماعية



سلام يا وطني

كم يجتهد الإنسان كي تحط رحاله في وطن ما يستقر به ويعيش براحة واطمئنان ،وأنا مثل أي انسان حين ولدت في عاصمة المعراج قبل أن يحتلها الغاصبون كنت طفلة وليدة ،حملني والدي رحمه الله على اكتافه وقطع بي النهر كنت صغيرة لم أكمل عاما روت لي أمي حكاية النزوح من القدس لعمان ،حيث وجدنا الأمان هناك بين الأهل والخلان لكن القدر كان يخطط للآلاف مثلي أن يرتحلوا من عاصمة لعاصمة بحثا عن الأمان والاستقرار ودار الزمان كبرنا وترعرعنا انا وإخوتي في عاصمة هاشمية تعلمنا في مدارسها بالمجان وكان بيت جدي مأوى لنا حتى تخرجنا من الجامعات فقرر بعضنا البحث عن لقمة عيش خارج الحدود فالصراع العربي مع هؤلاء يؤرق الوجدان، وأبي يردد سوف أرسلك لرأس الخيمة لتستقوي واكتبي ما يحلوا لك عن اللجوء والنزوح وعن التطرف والتفرقة وبعض العنصرية والأحزاب غادرت بين العواصم من عمان إلى لبنان ثم عدت لعاصمة بالجنوب من عمان لمدينة الفسيفساء في مدينة أثرية بها حضارات وقصص الرسالات السماوية فأعطتها كل اهتمام كتبت عنها الكثير من القصص والحكايات لكن هذا أيضا لم يعجب بعض أعداء النجاح حاربوا قصصي ومنعوني من التنقل والترحال الى أن آن الآوان وغادرت إلى دبي حيث مدينة الأحلام وعشت في أرقى الأوطان أبدعت وكتبت وصممت الحكايات والروايات واجتهدت لأخدم بلاد الفرسان وصممت أحلى القصص عن مدن الأحلام بدبي وعجمان لكنه شاء الزمان أن يقف بوجهي بعض أعداء النجاح وحاولوا إقصائي عن المكان لكني صمدت وقاومت ووقفت أتحدى حتى آخر رمق بحياتي وواصلت مسيرتي وها أنا أتابع عن كثب كل نجاحات ذلك المكان لأكون واحدة ممن يسهم في بناء ذلك الوطن الجميل الذي أعشقه وأحبه وأوصيت أبنائي أن يكون مثواي في بقعة من تلك البقاع التي تقدر قيمة الإنسان وما زلت أنتظر مصيري أين سيستقر في ذلك المكان الذي أحبه وأحببته وسأبقى أحبه حتى آخر الزمان فهو الوطن الذي اخترته دون القدس وعمان رغم الأشواق والأحلام والطموح غير المحدود في مدينة الأحلام بتلك البلاد التي تضم في حناياها مئات من كل أقطار العالم بحب ووئام واطمئنان لألقي عليه السلام وأتوجه له بالشكر والامتنان مع كل شروق للشمس وغيابها عن ذلك المكان الدافئ بالحب والجمال.
 سحر حمزة /كاتبة



يوم السرطان
أن تشعر بنعم الله عليك فهذا جميل جدا وسمة راقية للتعامل مع الذات وتأديبها، أما الشعور بالآخر وتقديم المساعدة والإحساس بما يعانيه فهذا أسمى مراحل الإنسانية، وهذا واضح في الأمثال الشعبية والموروث الثقافي للشعوب بأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء وغيرها من الأمثال الدالة على وجود رزق خفي وأن الجميع يحصل على حقه ونصيبه من الدنيا.
والعالم أمس القريب يحيي يوم السرطان استوقفتني لحظة تأمل في كيفية التعبير عن تعاطفنا مع هؤلاء المرضى، كان التأمل ينحصر في الحمد والشكر على نعمه أني احتفي ولا يحتفى بي، ولذلك على المجتمع أن يتكاتف لصد هذا العدوان الذي يأكل معنويات البشر قبل أجسادهم، منظر الأطفال مرضى السرطان تئن له القلوب وترتجف الأبدان، لكن ليسوا في احتياج لشفقة أو التعبير عن حبنا لهم بقدر المساهمة في شد ايديهم ومنحهم فرصة للحياة.
غالبا ما نحتاج للدعم المادي لتستمر الخدمة في المستشفيات المعنية بهذا المرض الموحش، فكثير من الدول العربية اهتمت بهذا الشأن وفتحت مستشفيات للعلاج منه، والدول تعمل على مناهضته بكل قوة وعلى المجتمع ان يقف جنبا بجنب مع المؤسسات المعنية بكل ما يستطيع لإعادة البسمة على وجوههم مرة أخرى.
السيد إمام



نتائج العنوسة
قد نتخيل أنَّ العنوسة مشكلة فردية أو شخصية، إن كانت هذه هى نظرة المجتمع فالويل لمجتمع قل فيه الزواج لينتشر فيه التبرج بعد أن أصبح حلم الزواج للكثير من الشباب شبه كابوس، من هنا تدق طبول الخطر، عندما يبحث الشباب عن ملاذ لغرائزهم إما عن طريق الحلال الذي يصعب فتح أبوابه نظرًا لتكاليفه الباهظة وتردي الاقتصاد العالمي.
وهذا يجعل الشباب يبحث عن الزواج الذي يتم في سرية تامة وهو أيضًا يعود على المجتمع بعواقب جسيمة، فبالتالي تفتح أمامهم أبواب غير أخلاقية، وكل الوسائل والطرق تؤدى إلى ذلك دون عواقب، إنَّ اللجوء إلى الطّرق المحرمة في إشباع الغريزة ، ليس بالأمر الهين ونعلم مدى خطورته التى تعود على المجتمع فلا نستهين بها، وقد أصبح انحراف الكثير من الشباب ليس بالأمر الصعب، فهذه المشكلة أخطر مما نتصور، فالأمر هنا لا يرتبط بالحريات والانفتاح  قدر ما يرتبط بالأخلاقيات التى قد تهدم مجتمعات.  
ما يأتي من خلف العلاقات الخارجة عن الإطار الشرعي يؤدي إلى انتشار الأمراض الخبيثة، ولا ننسى نتائجه التي تهدد المجتمعات بمؤسياته، والنتائج التى تترتب بسبب الإهمال وعدم التوعية قد تخلق جيل من بينه ما يحمل فكر الارهاب، هل هذا لم يكن كافي لتهديد مجتمع بالكامل، وكل ذلك سيكون بسبب غیاب دورالأسرة أولاً والمؤسسات الاجتماعية والهيئات في محاولة إيجاد حلول عملية واقعية تتناسب مع كل بیئة في مجتمعاتنا، وعلى الدول القيام بحملات لتشجيع الشباب على الزواج وتوفير سبل المعيشة التى تليق بالمقبلين على الحياة.
 وهناك أمر مهم لابد من النظر إليه وهو، نسبة مواليد الإناث تفوق نسبة مواليد الذكور، وهذا أمر ليس لنا دخل فيه ، ولابد الأخذ بمبدأ تعدد الزوجات، إنه أمر شرعي  شرعه الله عز وجل لصالح المجتمع للحفاظ على البناء الاجتماعي وعلى المرأة تقبل أن تكون زوجة ثانية وثالثة، في حال أن تنطبق الشروط الشرعية على الزوج بأن يتزوج من اثنتين وثلاثة.   
وفى النهاية لابد أن تتكاتف كل أطياف المجتمع من هيئات ومؤسسات وحكومات ورجال الدين ورجال الأعمال وأوليا الأمور ، ولابد من دور الإعلام باستضافة الخبراء والمتخصصين لنشر الوعي  لتخطى أفكار الشباب الخاطئة ووضع قوانين وإيجاد حلول لهذه الظاهرة التى تنتشر يوما بعد يوم بازدياد.
أحمد سلام /روائي



عقول
كرم الله الإنسان بالعقل، وفتح أمامه التساؤلات وخصه بميزة البحث والتأمل والتدبر، وجعله من بين مخلوقاته مهيأ للإبداع والتجديد والابتكار، فتختلف عقول الناس وتتباين آراؤهم، ومنذ أن خلق الله البشر على وجه الأرض وهم يختلفون ويتناقشون ويتفقون، يريد الله منا أن نستعمل هذا العقل وأن نفكر ونتدبر، ولا يحب أن يكون الإنسان مجرد تابع لا رأي له ولا تفكير، كم يدعو القرآن في آيات كثيرة إلى إعمال العقل ، والانطلاق في التفكير وإلى التأمل والإبداع.
العقل نعمة جميلة حبانا الله إياها، ومن شكر هذه النعمة أن نسرح بخيالنا الواسع ونخرج عن المألوف ، لنجدد تفكيرنا ، وننظر من زوايا مختلفة ، لا نكرر ولا نقلد فلا إكراه في الدين ، لا نكره أحداً على شيء ليس مقتنعاً به ، حتى وإن كان حقاً ، فالله قد كفل له حرية الاعتقاد، كما علينا أن نرضى بآراء الناس نتقبَّل أفكارهم، لا تُلزم أحداً بأن يكون نُسخة منا، فما تراه صواباً غيرُنا يراه خطئاً ، والعكس صحيح أيضاً.
 منصور جبر



قراءة في خصوصية المرأة

تناول كاتب مقال " خصوصية المرأة" الذي نشر في جريدة الفجر دور المجتمع ونظرته للمرأة، وكان الكاتب منصفا للمرأة حين بدأ مقاله قائلاً "تقع المرأة عادة بين نظرية قاسم أمين في تحريرها ونظرية العقاد السوداوية تجاهها، ويقف طابور طويل من الكتاب ليصفوها بمعلمة الشيطان تارة و بالإغراء تارة أخرى ولم يترك لها صاحب قلم أن تعبر هي عن نفسها وتكتب عن مشاعرها وأحاسيسها أو تدون بكل صدق أولى خطواتها في عالم ذكوري يستبيح لنفسه التصنيف والحكم على الأمور بوجهة نظر أحادية" وكان الكاتب محق وعلينا أن نعبر عن أنفسنا.
فما جاء به الكاتب يأخذنا إلى أن المرأة قادرة على التعبير عن ذاتها وإدارة حياتها لأنها مخلوق يعرف واجباته ومسؤولياته تجاه مجتمعه، فضلا عن أن خصوصية الفتاة تبدء من التنشئة والتربية، ففي مجتمعاتنا ليس لها خصوصية بحجة الحفاظ عليها والاعتناء بها مما يتح الخل في أدق تفاصيل حياتها وبدون قصد ولا ترتيب تعتاد الفتاة على الخنوع وأنها مسلوبة الإرادة، وتنسى اهتماماتها واولوياتها، فلما تتزوج تبدء مرحلة الذوبان مع الأخر بدون شرط أو قيد مما يعرضها لمشاكل نفسية كبيرة جدا كانت في غنى عنها تماما، حتى أن نموذج المرأة التى تضحي من أجل الأخرين يعتبر من أسهل الطرق للأمراض النفسية.
الفتاة عندما تكبر لابد أن تفهم أنها ليست في حاجة لوصاية وفرض السيطرة عليها بقدر احتياجها للاحتواء واحساسها بكيانها تحت معايير وأسس لا يتخطاها المجتمع تجاهها، وهذا لا يعني عدم وجود مرجعية من خلال الأسرة، فتوجيهاتهم ضرورية واحتوائها ملزم وطاعتها لهم واجبة إلا في حدود حريتها الشخصية التى لا تتعدى حدود الاخلاقيات والالتزام بالعادات والتقاليد والحفاظ على النمط العائلي والالتزام بالوازع الديني، وهذا ما يجعل الفتاة تستشير أهلها وتكون رأي خاص بها بعد المناقشة والحوار الراقي، بشرط الا تشعر طول الوقت أن آرائهم هى الصحيحة وعليها القبول وتنفيذ رغبات الآخر بدون نقاش واقتناع.
ولتصبح للمرأة خصوصية لابد أن تضع بعض النقاط المهمة في اطار التحمل النفسي لتتخلص من عباءة الوصايا تماما، وذلك من خلال وضع حدود في التعامل مع الأخرين ولا تسمح لأحد أن يتعداها، ولا تسمح بالعبث في متعلقاتها الشخصية، وتحاول أن يكون لها ذمة مالية خاصة، ولا تضطر للإجابة على أسئلة شخصية من داخلها رافضة التحدث فيها، ولا تعير اهتمام بمن ينزعج لرفضها لأمر يخصها ولم يؤثر على الآخرين.
كل هذه العوامل تحقق للمرأة الخصوصية وأعتقد أن البداية تأتي من الثقة المتبادلة بين الأسرة والمجتمع وبينها مع وضعها في القالب المناسب لها كعقل له إمكانياته وقدراته، ويبدء من سماح الأسرة لها بالمناقشة وابداء الرأي والمشاركة في اتخاذ القرار وتنفيذه حتى ولو من باب التدريب لتعرف الصواب والخطأ، فالأب والأم عليهما عامل كبير في تكوين سلوك الفتاة ومنحها حريتها التامة من خلال الثقة والإيمان بقدراتها.
سمر موسى /كاتبة



ذكريات ما بين الواقع والخيال
بدايات نكتبها نستدعي فيها القلم يهرول مسرعا و يأتي ليخترق جدار الذكريات وكأنه يغزل شباكه حول مخيلتنا ويتواري حول شرايين مشاعرنا يغرقنا معه في عواصف ويسحبنا في دوامات المخيلة ليشطر الصندوق الأسود داخل أعماقنا إلى شطرين ويسمح لكل أحاسيسنا ان تنضج بكل ما فيها وتقذف بالعبارات على شواطئ كتاباتنا.
نحن مجموعة مشاعر إنسانية نتعمق بشدة حتى نفسنا الأخير لننشر كل ما يمتع الروح والعقل ، نغرز ثمار المحبة ونرويها بماء الحياة المطعم بالسعادة
يبقى الحنين دوما لا ينقطع لتبقى باقات الورد معلقة على حائط الذكريات ، نبقى محاطين بهمهمات الحروف ونستمتع بكل ما هو آت لنجسد أنشودة حياة جديده ننسج أحلى الأمنيات.
قنبلة موقوته تنتظر نداء لتفجر كل مشاعر الحب للآخر ، نعم نحن والقلم أحبة غارقون في العشق نفرح معًا ونحزن معا نسطر سطوراً لا يفهم لغتنا إلا من أحبونا بشدة ، نتجرد من أي مشاعر إلا مشاعر الصداقة والحب.
نحن من نصنع الذكريات ونحن من نجهز عرس أحلامنا ونتزين كل عام لذكريات سعيدة، ذكريات يكتبها القلم بكل كبرياء يفخر بكل ما أنجزه وأصبح من الماضي ويبقى صامتا حتى إشعار آخر .
نهلة خرستوفيدس/كاتبة



محطات/من حظه وجده

كم أنت غريب الأطوار يا حظ، يتوسل إليك أحيانا المحظوظ دون أن يدري بأنك تناديه فهو معروف لدينا كبشر ولكن هو حتى الآن لا يعرف هوية بخته ليجيب على كل من ينادي على اسمه، وما أكثر المنادين في أزمنة البطالة والتسول إلى المدعو حظ ، الذي لا يعرف اسمه، وهو ينتظر الآن واقفا بباب المستغرب منه، الذي يناديه، وهو يسمع ولكن لا يرد لأنه لا يعرف من هو حظ، ولكنه متأكد بأنه الآن واقف خلف باب إن فتح ستتغير فيه معالم ذلك البيت بمن فيه إلى الأبد، لاسيما وأن معظم البشر إن لم يكونوا كلهم من أسرى المال ثم المال، وبذلك فإن أي تغيير قد يطرأ عليهم فإنه لابد أن يكون فيه للمال دور رئيسي في تغييرهم الذي إن فكروا أن يغيروا ما بأنفسهم فإنه لن يكون إلا بعد الحصول على المال.
لازال الحظ الذي لا يعرف أنه بين البشر معروف بحظ، أنه حظ، ولكنه يعلم تماماً انه وبعد ثواني قليلة فقط ستأتي سيارة إلى ما قبل البيت الذي يقطن فيه من يفترض به أنه محظوظ، ثم ينزل من سيارته حاملا سلة من قش مزركشة، ومبطنة بمخمل أحمر اللون بداخله طفلة من عينيها الزرقاوين يبدو بأنها مجهولة الهوية، طبعا بالنسبة للذي سيلتقطها، وهذا ما يفعل عليه حظ الآن بأن يرد عليه ذلك الذي ينادي هو الآخر على حظ الذي لا يعرف بأنه حظ!
بينما حظ ينفث باتجاه سيارة الرجل الغامض، يأتي طفل بيده صحن مغطى برائحة طعام زكية، المهم، يقترب إلى الباب والسيد حظ الذي يَرى ولكن لا يُرَى يتأمل في الصحن لا في الولد، وعلى ما يبدو أن حتى حظ مفجوع على الأكل.
فتح محظوظ الباب، فتنفس حظ الذي لا يعرف أنه حظ الصعداء، ووصلت السيارة التي نزل منها ذلك اللورد أو الهامور وأمام المحظوظ والولد الذي لازال ممسكا بصحنه والسيد حظ الذي جحظت عيناه على الصحن، أنزل سلة القش وبداخلها طفلة زرقاء العينان، وتنام على كومة من الرزم المالية من فئة الألف درهم أو الألف دولار، وانتهت مهمة حظ الذي رأى وشاهد واشتهى ما في الصحن وكان جزءاً من سبب المحنه وليس كلها، فالحظ لن يلبيك مالم تلبِ.
السقا ما مات
قصة السقا مات للكاتب والروائي يوسف السباعي والتي تحولت إلى فيلم سينمائي لاحقاً من بطولة عزت العلايلي الذي وافته المنية صباح يوم الجمعة الماضي، وليس عزت العلايلي هو محور المقالة، ولكن للذين شاهدوا أو فكروا في مشاهدة الفيلم فإن لتجسيد العلايلي للسقا سيكون في مخيلاتهم عن السقا.
السقا، هو رائي الماء قديماً، والذي لم يكن راويا للعطشى فقط وإنما كان يروي بساتين وحدائق بعض المترفين إذ ذاك الزمان الذي لم تكن فيه مصادر الري متاحةً كهذا الوقت، عيون لا ترى سوى الماء المنحدر من فوهة القربة إلى الإناء أو الشيء المرتقب امتلائه، لم تعرف عيناه التلصص، ولا لسانه كثرة الثرثرة فيما رآى وشاهد، ولا يكشف سراً، فحتى أجهر الكلمات التي كان يسمعها، يعتبرها سرا تموت في داخله بمجرد خروجه من أي دار.
لم يتعلم في مدارس الارتقاء المعرفي والمسلكي، ولكنه تعلم من أبناء المهن الأصيلة قيم الأخلاق الحميدة، لقد وصلت حالة اليأس لدى الكاتب الروائي يوسف السباعي درجة ظن بها أنه لا فائدة في الواقع الذي كان يعيشه، والمليء بكل أنواع الفساد الأخلاقي، فانزوى قليلا بداره يحاكي نفسه التي رأها في السقا صاحب القيم العالية والهمة المتجردة من أي تصفيق أو مديح، ليخرج علينا بالسقا مات، رحم الله سقا مات يوسف السباعي، ولكن هل ترى في زماننا هذا وبعد انتهاء دور السقا، هل ترى أنه مات؟ الجواب قطعا لا، فأصحاب الفضيلة كرامٌ لا يموتون، ومن نتشرب منهم قيم الفضيلة لازالوا ومنهم من يقرأون مقالتي السقا ما مات.
ميرا علي/كاتبة



ولا تنسوا الفضل بينكم
يختزن عقل الإنسان في العلاقات البشرية جميع المشاعر والمواقف سواء كانت إيجابية أو سلبية، وهذه العلاقات متغيرة دوماَ بحكم الطبيعة البشرية والقوانين الكونية وفي حالة دائمة من المد والجزر، ومن الطبيعي أن تحدث خلافات في العلاقات سواء كانت عائلية، عاطفية، زوجية، اجتماعية، أو مهنية، وإما أن تنتهي بالصلح لو بعد فترة أو أن تصل إلى الفراق، ولحظة الفراق هي التي تحدد الشخص الواعي الذي يعرف قيمة طاقته وأفكاره ومشاعره ولا يسمح بأن يهدرها أو يؤذيها بل على العكس يبقى مرتاحاَ ومسترخياَ ويتصرف بفن إدارة الخلاف ليكمل حياته بسلام.
فالفراق يفضح الحقيقة ويختبر هذه العلاقة إما بالاستمرار رغم البعد أو أنها تتلاشى كأنها لم تكن، كما أنه يظهر المعدن الحقيقي للأطراف وتظهر البواطن وكما يقال إن العلاقات تبدأ بالمشاعر وتنتهي بالأخلاق، لذلك يجب أن نعلم كيفية إدارة الانفعالات عند الفراق بين الأزواج وشركاء الحياة أو الأخوة والأصدقاء أو حتى المعارف الاجتماعية والمهنية وعدم اتخاذ قرار الفراق كردة فعل لحظية بسبب مشاعر الغضب بل بعد تفكير مطول.
 كما أن للفراق أخلاقيات فأخرج أفضل ما عندك دون أن تظلم الماضي بلحظات ودون تشويه للطرف الآخر، أنت لست مضطراَ بعد الآن للتعامل معه أو مسامحته وقد تنتهي المحبة ولكن يبقى الاحترام، لذلك ارتق بمواقفك ولا تستحضر أخطاء هذا الشخص قديمها أوجديدها فجميعنا نخطئ، ولا تستحضر مشاكل الماضي لأنها انتهت بل تذكر جميل المواقف، ولا تستحضر أسراره أو تكشفها لأنه وثق فيك وائتمنك عليها بل أغلق عليها بكل المفاتيح، ولا تستحضر المزيد من مشاعر الغضب والكبرياء لأنها ستزيد الرغبة عندك في إيذاء الطرف الآخر والانتقام منه بل إن احترامك لتاريخ العلاقة هو مقياس رقيك.
فالقلوب دوماَ بيد الخالق فهو مقلب القلوب وقد يخونك يوماَ أحد أبواب الذكريات وينفتح وتجد نفسك عاجزاَ أمام رائحة الحنين لتعانق فجأة خط العودة فاجعله كريماَ يليق بك ولا تنسوا الفضل بينكم.
منال الحبال /كاتبة



حتا أرض التراث

قرية حتا بدبي تعد نموذجًا رائعًا ومثاليًا يعرض تراث الإمارات ويوفر للزائر إطلالة ساحرة على تاريخ دبي العريق، فتاريخها موغل في القدم وجاء ذكرها في معجم البلدان لياقوت الحموي بالألف المقصورة "حتى"، وذكرها أبو العلاء المعري في كتبه بالألف المقصورة كذلك، وهي أشهر القرى الجبلية في الإمارات، تتوسد بكل طمأنينة منذ أكثر من 2500 عام بين سلسلة جبال حجرية ولا يزال البرجان المطلان على القرية من قمة الجبلين يحيطان بها كالعين الساحرة على أمنها، و سميت حتا "بالحجرين" نسبة إلى هذين الجبلين.
وتبعد حتى عن مدينة دبي حوالي مائة كيلو متر وتعتبر أقدم المناطق الأثرية في الإمارة، ولا يزال بعضًا من مباني القرية شكل شاهدًا على عصور الحقب التاريخية والعصور المتعددة التي مرت على القرية، أهمها المسجد والقلعة وبرجي المراقبة وغيرها، إضافة لعدد من المنازل التي شيدت من الحجارة والطين وسيقان أشجار النخيل، كما عثر فيها على العديد من اللقي الأثرية والنقوش والرسومات والمنحوتات التي تعود لعصور قديمة جدًا من العصر الحجري وإلى العصور الإسلامية المتقدمة والمتأخرة.
لهذا تعتبر حتا فرصة رائعة للتمتع ببهاء أبنيتها  المميزة بتصاميمها التي تجمع بين فنون العمارة في المناطق الجبلية والصحراوية والسهلية، ويشعر الزائر وكأنه يحضر إحدى اجتماعات القرية في الأيام الخوالي وهو يمر بالحصن الذي كان يستعمل كمركز للقاءات العامة حيث تناقش الأمور أوقات السلم والحرب، وهناك بيت الوالي إضافة لمسجد الجمعة الذي يعود تاريخه إلى ما قبل ثلاث مائة سنة تقريبًا.
ونظرًا لأهمية المنطقة التاريخية والسياحية تم ترميم المباني القائمة ودراستها معماريًا وإنشائيًا وتم وضع المشروع التصميمى المتكامل باستخدام المواد والتقنيات التقليدية لتأهيل القرية لتصبح مركزًا سياحيًا ثقافيًا، وحاز المشروع على جائزة منظمة العواصم والمدن الإسلامية لعام 2001.
 وعلى الجانب الأخر تتميز حتا بوفرة مياهها وأرضها الزراعية الخصبة رغم وعورتها، وهذا ما يكتشفه كل من زار حتا من خلال الطبيعة الخلابة ووفرة المزارع والبساتين التي تنتج مختلف أنواع الثمار مثل المانجو والنخيل والرمان والعنب، وكذلك الاستمتاع بمشاهدة قطعان كبيرة من الحيوانات البرية كالوعل والغزال البري والماعز الجبلي والظباء التي تقطن الجبال. ويهتم سكان حتا بالمحافظة عليها وتعمل السلطات على توفير المحميات الطبيعية لها.
  مازن تميم/كاتب صحفي

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/